الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رايات العشق بقلم فاطمة الالفى

انت في الصفحة 13 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

يستطيع النوم وظل شاردا بحياته منذ أن علم بان والده حاتم ليس بوالده وانما هو زوج لوالدته ولكن عامله كابنه ولم يشعر يوما بانه ليس والده الذي انجبه ولم يفرق بينه وبين اشقائه تنهد بحزن وظل يهز راسه بعدم تصديق والان يريد تفسير من والدته عن سبب ابتعاده عن عائله والده فقد حرم من والده وعائلته ايضا ولم يمتلك سوا عائلته الصغيره وهى والديه واشقائه التؤام 
اما عن حاتم فنهض هو الاخر ودلف لغرفه ابنائه ليطمئن عليهم قبل ان يذهب فى النوم هو الاخر طرق الباب برفق وعندما دلف وجد عمر مازال مستيقظا ويتحدث عبر الهاتف بصوت خاڤت وفجاه انتفض من مكانه عندما وجد والده ينظر له پحده 
انت لسه صاحي وبتكلم مين فى الوقت ده 
أغلق عمر الهاتف بتوتر 
كنت بكلم حمزه صاحبي بسأله على حاجه مهمه 
جلس والده امامه على الفراش الخاص به
بقي بتكلم حمزه صاحبك تمام اتفضل نام بقي عشان لم ماما تصحيك الصبح تقدر تفوق كده وتصحصح عشان تذاكر وتشوف مستقبلك أهم من لعب العيال اللى بتعمله كل يوم 
دثر عمر نفسه بالغطاء 
تصبح على خير يا دكتور 
هز راسه باسي وانت من أهل الخير يا فاشل 
نهض عمر يتحدث بمشاكسه 
مش فاشل اوي يعني يا بابا مش لازم البيت كله يبقي دكاتره أنا بس عايز اكسر القاعدة ههه
ابتسم حاتم وهو يغادر الغرفه ويغلق الاضاءه 
طب نامي دلوقتي بدل مااكسر دماغك 
عاد للنوم واغمض عيناه 
أنا خلاص نمت وبحلم كمان يا ابو قلب حنين 
أغلق حاتم غرفه ابنائه وتقدم الى غرفته دلف بهدوء لكي لا ييقظ زوجته ودثر نفسه جانبها بالفراش وذهب فى ثبات عميق 
اما عن ايسل فصعدت الى غرفه رؤى مباشره بعدما فتحت لها باب الفيلا 
نظرت رؤى لهروبها من الحديث معها بغرابه ثم لحقت بها ولكن لم تجدها بالغرفه وجدتها داخل المرحاض تنعش جسدها تحت الماء 
زفرت بضيق وجلست تنتظر خروجها لتعلم ما بها 
غادرت المرحاض وهى ترتدي منامه قطنيه باللون الاخضر بها خطوط صفراء وتضع المنشفه اعلى رأسها تجفف شعرها الاشقر 
نظرت لها رؤى وهى تتحدث بمشاكسه وتنهي حديثها بغمزه 
القمر بتاعنا ماله راجع متأخر وحاله متغير ايه يا تري غير احواله 
تحدثت ايسل بجديه وهى تتمدد اعلى الفراش 
تعبانه يا رؤى ومحتاجه انام بجد مش قادره اتكلم 
صړخت رؤى بفرحه 
ايه ده بقي ده بقي ده بتتكلمي كويس اوى يا ايسو واضح ان كلامي معاكي اسفر عن نتائج مذهله ولسه اللى جاي احسن 
تنهدت وهى تحاول اغماض فيروزيتها 
خلاص اتعلمت واستوعبت الدرس كويس ماينفعش طريقتي دي هنا 
اقتربت منها بقلق 
بجد مالك يا قلبي حساكي مخنوقه ومضايقه أنا جنبك وبعدين مش احنا اخوات ولا ايه ومالناش غير بعض ولازم نهون على بعض قوليلى بقى مين مزعلك يا قمري أنا 
لا أستطيع الان 
رمقتها باستنكار 
طب ليه عوجت اللسان دي تاني مش قولنا خلاص 
بحاول وسظل احاول الان تصبحين على خير
قبلتها رؤى اعلى وجنتها ونامت جانبها بصمت 
وانتي من أهل الخير يارب
مع اشراق شمس يوم جديد تحمل الكثير فى طياتها 
ظل طوال الليل شاردا لم يغمض له جفن الى ان انتظر استيقاظ والدته وشعر بها غادرت غرفته على الفور ليتحدث معها 
وجدها تقف بالمطبخ تعد وجبه الإفطار اقترب منها بهدوء وقبل جبينها 
صباح الخير على عيونك يا ست الكل
ابتسمت بحب وهى تجيبه 
صباح الفل والسعاده على قلبك يا حبيبي انت رجعت امته 
متأخر كان حضرتك نايمه 
وجدت وجهه شاحب فتسالت بقلق
اسر مالك يا حبيبي انت مانمتش كويس 
هز راسه بالنفي 
أنا مانمتش اصلا يا ماما 
حدثته بقلق وهى تضع يدها برفق اعلى كتفه
ليه يا حبيبي ايه شاغل بالك 
التقط يدها بين يده وسار بها الى

حيث غرفته ثم دلفوا سويا واغلق الباب خلفه
محتاج اتكلم مع حضرتك فى اللى شاغل بالي ممكن 
نظرت له بابتسامه حانيه 
طبعا يا قلبي 
اجلسها اعلى الفراش وجلس امامها القرفصاء وهو ينظر لها ويمسك بكفيها
ماما أنا محتار جدا ومحتاج تفسير لكل اللى بيدور فى دماغي 
مسدت بكفها اعلى خصلات شعره بحنيه 
تفسير لايه يا حبيبي قولي وأنا اقولك 
ليه بعيد عن عيلتي كل السنين دي ليه حضرتك كنت مصره ماتكلمنيش عنهم ولا اتعرف عليهم ولا حتى اعرف افراد عيلتي ليه دايما كنتي خاېفه وقلقانه يعرفوني ويبعدوني عنك محتاج افهم ليه كل ده ليه عيشت 23 سنه محروم من عيلتي المفروض بعد وفاه بابا كان حقي اقرب من عيلتي عشان احس اني مش يتيم وليه اهل 
ابتلعت فريده ريقها بصعوبه 
يتيم 
تنهد بضيق عارف ان بابا حاتم موجود وماحستش باليتم فى وجوده جنبي وعوضني عن حنان الاب وماحستش لحظه ان مش ابنه بس أنا عشت كاره عيلتي عشان حضرتك فهمتيني انهم هيخدوني منك ويبعدوني عنك عشان كده ماكنتش حتى أحب اسمع اسمهم لكن انهارده بس فى حاجات كتير جوايا اتغيرت 
بدء صدرها يعلو ويهبط بتوتر ملحوظ وجف حلقها 
شعر اسر بتوترها نهض من مجلسه وجلس بجانبها اعلى الفراش ويضع يده له 
خرجي كل اللى جواكي واوعدك هتفهم موقفك بس أنا كبرت دلوقتي وحقي اعرف كل حاجه 
اهتز صوتها بحجرجه وايه اللى اتغير دلوقتي 
زفرا انفاسه بقوه وتحدث باسي 
قابلت بنت عمي وماكنش اعرف انها بنت عمي غير لم وصلتها بيتها فيلا زيدان الراسي واتاكدت انه عمي مش تشابه اسماء لان اسم زيدان الراسي معروف جدا فى مجال السياحه وعملت سيرش وعرفت كمان بشركه ماجد ابن عمي ونفس اسمنا واحد مع اختلاف أنا ابويا هاشم وهو زيدان 
نظرت له پصدمه بنت عمك وقابلتها فين 
ده بقي موضوع كبير هبقى احكيلك عليه بعدين 
هزت رأسها باعتراض لا هو ده موضوعنا عايزه اعرف شوفتها فين وهى عرفتك زى ماانت عرفتها وليه دلوقتي بالذات عايز تعرف كل حاجه عن عيله باباك 
شقت الابتسامة ثغره عندما شرد باول لقاء جمع بينه وبين ايسل 
بصراحه كده أنا من ساعه لم شوفتها وأنا مشدود ليها اول مره تحصلي حاجه زي كده مش عارف افسر مشاعري ايه بالظبط بس أنا بحب اشوفها وبحب اشوف ضحكتها وبضايق جدا لم بشوفها زعلانه فى حاجه جوايا ربطاني بيها حاسس ان مسىول عنها من اول مره عينيه جت فى عينها وخصوصا لانها جديده هنا وماتعرفش حاجه عن البلد لأنها عاشت واتربت بره مصر كانت فى فرنسا وجت مع فريق طبي عشان عمليه ابن الوزير عشان هى كمان جراحه ومساعده لدكتور جان وحاليا مقيمه عند عمها وهو عمي أنا كمان زيدان الراسي 
تحدث بصوت مبحوح 
كانت عايشه فى فرنسا ومقيمه عند عمها اسمها ايه 
ايسل 
شعرت بان الأرض تميد بها اغمضت عيناها باستسلام فلم يتحمل جسدها الصدمه وخارت قوتها فاقده للوعي 
صړخ اسر مناديا باسمها
ماما ماما ردي عليا 
نهض يبحث عن عطره ليساعدها على الافاقه وصړخ مناديا لوالده 
ركضا حاتم وابنائه أيضا عندما أستمع كل منهما لصړاخ اسر القوي 
دلف حاتم الغرفه وتفاجئ بزوحته فاقده للوعي واسر يحاول نثر عطره يحاول افاقتها اقترب منهما بلقلق 
وامسك بيد زوجته ونظر لساعه يده وهو يفحص عدد نبضات القلب وحدها فى تسارع 
وقف علي وعمر مصډومين من منظر والدته 
اراح اسر جسدها بالفراش واسرع يجلب جهاز قياس السكري پالدم من غرفه والدته ثم عاد ركضا وهو يخرج شريحه ويضعها بتوتر داخل الجهاز ويشك اصبع والدته بقلم الجهاز المخصص له ثم وضع نقطه من دماءها اعلى الشريحه لتظهر خلال ثواني معدوده القراءه 
نظر لوالدته وهو يخبره بقلق 
350 يا بابا سكرها عالي جدا 
تحدث حاتم بهدوء ونظر لابناءه 
اهدو كلكم وماما هتبقي بخير هتاخد انسولين والسكر هيتظبط وهتفوق تمام مش عايز قلق ولا أي توتر عشانها فاهمين 
أسرع اسر مره أخرى يجلب قلم الانسولين ووضع داخله جرعتها المطلوبه وعاد الى والدته ليحقنها بالانسولين ثم جلس جانبها يتحسس بشرتها الشاحبه بقلق 
طمئنه حاتم بانها على ما يرام وسوف تستعيد واعيها خلال لحظات 
ونظر الى تؤامه 
أنتو متسمرين كده ليه تعالو هنا جنب ماما ماتقلقوش 
سار كل من عمر وعلي واقتربو من الفراش وجلسو اسفل قدم والدتهم وهم يشعرون بالقلق وداخل كل منهما عتاب لنفسه بانها تتحمل الكثير من اجلهم ولا تشتكي فهم الان يخشو فقدانها 
اما اسر فشعر بتانيب الضمير وعلم بانه المتسبب الوحيد فى تلك الغيبوبه السكريه التى اتتها أثناء شده قلقها وتوترها بسبب ما قاله 
استيقظت ايسل وهى مازالت تشعر بالاختناق تريد أن تتنفس بارتياح ولكن هذا الشعور مسيطر عليها جعلها لا تشعر باي شيء تذكرت أمر العمليه التي سيخضع لها العم اسامه وكما وعدته بان تظل جانبه ولن تتركه لذلك اسرعت تبدل ثيابها وترتدي بنطال بيج على

تيشرت بني واعلاه كنزه قصيره سوداء وحملت حقيبه كروس بيج وانتعلت حذاء بوت من خامه الشمواه باللون البني ثم غادرت غرفتها لتلتقى بافراد العائله على مائده الافطار تناولت طعامها بصمت ثم غادرت المنزل برفقه معتز كعادتها 
اما عن اسوان فكان يجلس بمطعم الفندق يتناول الإفطار وقعت عيناه عليها أثناء قدومها لداخل المطعم تبحث عن طاوله شاغره لتتناول طعامها ولكن كان المطعم يعم بالكثير من السياح واهل البلده ولذلك لم تجد مكانا فارغا كانت تهم بترك المطعم ولكن اتاها صوته الجاد وهو يقف خلفها 
انسه حياه استني ممكن تقعدي على ترابيزتي أنا خلصت فطار 
دارت وجهها ونظرت له بغرابه وهى تحدث نفسها هل حقا يقف امامها ويحدثها بتلك اللباقه فهى ليس عادته منذ أن التقت به لذلك ظلت متسمره مكانها 
قطع شرودها وحديثها مع النفس وهو يطرقع باصابعه امام وجهها
انتي يا انسه أنا بكلمك 
اطلقت ضحكه رفيقه ولم تخفيها منما جعله يشعر بالضجر ويعاود لحدته مره أخرى
يظهر ان غلطت وواقف بضيع وقتي معاكي وانتي بتضخكي ولا على بالك اتفضلي افطري وخمس دقايق وتكوني جاهزه عشان شغلك يا هانم 
تركها خلفه تنظر لابتعاده وهى ټضرب بكفيها على هذا الشخص الغير طبيعي 
يا سبحان الله فى اقل من فستو ثانيه بيتحول هههه
اقتربت من الطاوله التى كان يجلس عليها وطلبت لها وجبه الإفطار التى التهمتها بعجاله لكي تلحق به فهى قررت تلاشي غضبه لكي تستمر بعملها فهى تعشق السياحه والارشاد هى متعتها الحقيقيه عندما تستجمع قوتها وتتحدث بجديه عن المعالم الاثريه وعن السياحه داخل وخارج البلاد 
وقفت جانبه وهى تضع نظارتها الشمسيه لتحجب اشعه الشمس الحارقه عن عسليتها الساحره كان الهواء يداعب خصلات شعرها البنيه بنعومه نظر لها على حين غفله وتناسي الزمان والمكان من حوله عاد للواقع عندما تحدثت بصوت قوي باللغه الروسيه وهى تنظر للفوج باهتمام 
اليوم اخر يوم لنا هنا بهذه المدينه الساحره وسوف نذهب إلى معبد فيله ثم المتحف النوبي وننهى اليوم بجزيره النباتات وفى الصباح سوف نلحق بالطائره للعوده الى القاهره 
هل مستعدون لتلك الجوله 
اجاب الجميع بحماس
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 64 صفحات