رواية رايات العشق بقلم فاطمة الالفى
اجل مستعدون
نظرت اليه لتخبره بماذا اخبرتهم لكي يستقلو بالباص المتوجه الى معبد فيله أولا لم يعطيها أي رد سوا هزه خفيفه من رأسه ثم وضع يديه داخل جيب بنطاله واسرع فى خطواته يقف امام باب الباص ليشرف على دخول الفوج باكمله الى ان صعدت هى الأخرى ليصعد خلفها ثم يغلق باب الباص ويجلس جانبها وهو يشير الى السائق بالتحرك
اما عنه فهوعاد بظهره للخلف وتصنع النوم وهو يخفي عيناه خلف نظارته السوداء ولكن كانت حدقتيه مصوبه على حركات يدها المضطربه وهو يستمع لاطراف اناملها التى تنقر على شاشه هاتفها بارتعاش يعكس عن داخلها من توتر كافح أيضا باخفاء ابتسامته خلف قناع الجمود
تسالت احدي الممرضات عنه
اين المړيض الذي بغرفه 222
دخل العمليات من خمس دقايق
من الطبيب الذي سيجري العمليه
دكتور عاصي
اسرعت فى خطواتها الى ارتداء ملابس العمليات ودلفت خلفهم الغرفه
تخدير
وضع طبيب التخدير المخدر داخل الكانولا ببطئ وهو يطلب منه قراءه الفاتحه
ثم غاب اسامه عن الوعى ليبدء عاصي وهو ينظر حوله
فين باسل
تقدمت ايسل فى تلك اللحظه سوف ارفاقك
نظر إليها پحده ولم يعطيها اهتمام ثم صړخ بالممرضه
أنا بقول فين باسل
هم باسل
آسف يا دكتور بس كنت بطمن على حاله
خد مكانك وانتي اتفضلي بره
نظر الجميع الى ايسل پصدمه ولكن تحدثت ايسل بثبات
ولكن هو من طلب مني ان اظل جانبه أثناء اجراء العمليه ووعدته بذلك
صړخ بانفعال وظهرت عروق عنقه بقوه
اطلعي بره اوضه العمليات يا دكتوره مش محتاجك معايا
ابتلع باسل ريقه وشعر بالحزن من اجل احراجها بهذه الطريقه امام الجميع اما هى فعادت للخلف وهى تغادر غرفه العمليات وهى تشعر بالحزن بسبب وعدها التى قطعته لهذا الرجل الممدد داخل غرفه العمليات يصارع بين الحياه والمۏت وغاضبه بسبب تلك المعامله القاسيه معها ولكن ظلت امام غرفه
العمليات تترقب الاطمئنان على هذا الشخص التى راءت به وجه والدها الحبيب والحنون
داخل غرفه العمليات
كان الوضع متذبذب بسبب ما حدث منذ لحظات ولكن لم يستطيع احد التفوه بكلمه
بدء عاصي فى عمله بمساعده باسل وتم استئصال فصا كاملا من الرئه المصابه بالسړطان لكي يقضي عليه ولا يعود يهاجم جسده ثانيا استمرت العمليه لساعتين
انتهى عاصي من عمله ووجه انظاره الى باسل
قفل المړيض الحمد لله الوضع مستقر
حاضر يا دكتور
بدء باسل فى خياطه الچرح وغادر عاصي غرفه العمليات نزع الكمامه والمريوله الزرقاء والقاها بالقمامه وغادر العمليات ليجدها تقف بانتظار خروج احد
تعمد السير جانبها دون ان يتفوه بكلمه ولكن لم تتحمل هذه المعامله فلحقت به وهى تتسال اولا عن حاله المړيض
ما وضعه الان أريد أن اطمئن
تحدث وهو يكمل سيره اتجاه مكتبه
الحمد لله الامور تمام ووضعه مستقر
قال ذلك ثم قبض الباب وكاد ان يفتحه ولكن تسمر مكانه عندما أستمع لنبره صوتها الحزين
لما تكرهني لم أفعل لك شيء
جفت الكلمات بحلقه وفتح باب مكتبه ليتواري عن انظارها ولكن هي لن تستسلم دلفت خلفه ووقفت على اعتاب الغرفه
لماذا تعاملني بهذه القسۏه
جلس بمكتبه وهو يزفر بضيق
من تصرفاتك
لم تفهمه ولكن تحدثت بهدوء
وماذا عن تصرفاتي هل اذيتك بشئ
ضړب بقوه اعلى مكتبه وهو يتحدث پغضب
كل تصرفاتك غلط شوفي نفسك عملتي ايه
لم أفعل لك شيء يجعلك تكرهني ولم أفعل لاي شخص بالمشفى ولن اسامحك على اھانتك لي امام الجميع داخل غرفه العمليات واذا كنت تكرهني وتكره وجودي فانا أيضا اكرهك ولم يعد لي مكان هنا سوف اعود من حيث اتيت
غادرت مكتبه وهى تحاول كبت دموعها والقت بالمعطف الطبي بغرفه تبديل الملابس وارتدت ملابسها وقررت ترك المشفى بعدما تطمئن على حاله العم اسامه
فتحت عيناها بتعب وانسابت دموعها بصمت عندما وجدت ابنائها يلتفون حولها بقلق وزوجها أيضا الذي كان يمسك بكف يدها يربت عليها بحب
حمدلله على سلامتك يا حبيبتي كده تقلقينا عليكي
التقط اسر كف يدها الآخر وظل يقبله بحب
أنا آسف يا ماما أنا السبب فى تعبك خلاص يا حبيبتي مش عايز اعرف حاجه ولا عايزك تفكري فى اى حاجه المهم عندي صحتك وبس اطمني أنا جنبك يا حبيبتي
انسابت دموعها بغزاره ونظر حاتم لاسر بعدم فهم
وتسال اشقائه بقلق
هو فى ايه يا اسر ليه بتقول كده
اقترب حاتم من زوجته يمحي دموعها برفق
بتعطي ليه يا فريده انتي بخير يا حبيبتي
ازدادت من نوبه البكاء وهى تنظر الى اسر
تحدث اسر بحزن وهو يقبل جبينها
حقك عليا يا ديدا
عمر پحده هو فى ايه بالظبط عايزين نفهم
تحدث اسر بحزن أنا السبب طلبت من ماما تفسير لحاجات مقفوله من سنين كنت عايز اعرف ليه أنا بعيد عن اهل بابا ومااعرفهمش لحد دلوقتي ولم اتكلمت معها تعبت بالشكل ده
تحدث حاتم بهدوء
خد اخواتك واخرجو دلوقتي يا اسر سيبو ماما ترتاح
انصاغ الأبناء لحديث والدهم
جلس حاتم بالقرب من زوجته وهو يحاول التخفيف عنها نهضت من الفراش ترتمي باحضانه وهى تزداد فى البكاء
ضمھا لصدره بحنان وظل يربت برفق على ظهرها وتحدثت فريده بقهره من بين دموعها
اسر بيحب اخته يا حاتم عارف يعني ايه بيحبها
ابعدها عنه برفق وهو ينظر إليها بدهشه
انتي بتقولي ايه يا فريده
اجابته بحزن عارف ايسل اخته تبقى مين تبقى مساعده الدكتور الفرنسي اللى جات معاه عشان عمليه ابن الوزير وهو وصلها بنفسه لبيت عمها زيدان ووقتها اكتشف انها بنت عمه هو فاكر انها بنت عمه ومانمنش طول الليل وفضل يعمل سيرش عن اسم عمه وعرف بتطابق الأسماء يعنى مش مجرد تشابه والصبح طلب يتكلم معايا وعايز تفسير عن سبب بعده عن عيلته وكان فرحان وهو بيتكلم عنها وأنا اول لم نطق اسمها كان روحي راحت مني وماحستش بنفسي يا حاتم يعنى ابني حب اخته قولي أنا أعمل ايه ولا أتصرف ازاى بس أنا قلبي موجوع اوى ونفسي اشوف بنتي وآخدها فى حضڼي واعرفها انها حته مني قولي أعمل ايه يا حاتم
مافيش حل غير ان اسر لازم يعرف الحقيقه يا فريده
الفصل التاسع
رايات العشق
بقلم فاطمة الالفى
قبل ان تغادر المشفى ذهابا بلا عوده توجهت الى غرفه اسامه لتطمئن على صحته قبل ان تودعه دلفت غرفته بهدوء تنتظر استفاقته
فتح عيناه بوهن فاسرعت تقترب منه
زال البأس
ابتسم بتعب عندما وجدها تنظر له بحب تنهد بحزن وهو يتذكر ابنائه فقد اشتاق لهم ويشعر بالحنين اليهم
اقتربت منه تمسد على يده برفق
انت الان بخير
الحمد لله قالها بتعب
شعرت بوحدته لذلك قررت ان تخبر عائلته لكي لا تتركه وحيدا غادرت الغرفه وهى عازمه على الاتصال بعائلته مهما كان رغبته بالرفض ولكن من حقه ان يسانده أثناء مرضه
اثناء خروجها من المشفى استوقفتها تلك الفتاه
التى ساعدتها بالأمس
يا دكتوره
عندما ادارت وجهها تذكرتها وقفت مكانها الى ان اقتربت الفتاه منها بسعاده
تعرفي ان أهل رمزي وافقو على جوازنا أخيرا عشان رمزي اصر مايدخلش العمليه اللى لم أكون مراته وباباه وافق صحيح والدته لسه مش طيقاني بس مش مهم عندي اى حاجه تانيه غير رمزي
باركت لها ايسل هذا الخبر السعيد
فرحت كثيرا من اجلكم
عبقالك يا قمر صحيح ماعرفتش باسمك
ايسل
وأنا اشراق تشرفت بمعرفتك يا دكتوره لازم تحضري كتب الكتاب بقى
نظرت لها بعدم فهم
ماذا عن هذا الكتاب
شهقت اشراق وهى ټضرب بجبينها
اوبا أكيد مش هتفهمي كلامي بصي يعنى الجواز بس من غير زفاف يعنى مأجلين الفرح الكبير لم رمزي يقوم بالسلامه
هزت رأسها بتفهم اتمنى لكم السعاده الابديه وزوال المړض ولكن اعتذر لك فعملي أنتهى بهذا المشفى
ودعتها بهدوء واستقلت سياره أجرة املت السائق بعنوان المنزل التى تقطن به
أتت عائله اسامه ركضا عندما اخبرتهم ايسل بمكوث والدهم بالمشفى منذ ايام وقصت عليهم كل شئ فاسرعت زوجته تبحث عن عرفته وابنائها لم يكفو عن البكاء منذ أن علمو بمرض والدهم
دلفت زوجته الغرفه بلهفه واقتربت من فراشه تنظر له بحزن
سلامتك يا حاج ألف سلامه عليك ياريتني كنت أنا وانت لا
ابتسم لها بحنان وامسك بكف يدها يمسد عليها برفق
بعد الشړ عنك يا ام البنات أنا بخير الحمدلله
دلفوا الثلاث فتايات ركضا الى والدهم يلتفو حوله من كل جانب ويقبلونه بشوق
ضمهم لصدره بحنان وشعر بتحسن حالته عندما التقى بعائلته
مين اللى عرفكم بوجودي هنا
تحدثت زوجته الله يكرمها دكتوره اسمها ايه يا روعه
تحدثت روعة إبنته الكبرى
اسمها ايسل يا ماما
ابتسم اسامه بسعاده وأراد ان يشكرها على مافعلته من اجله فقد كان مخطى عندما اصر على عدم معرفة ابنائه بمرضه فقد أستمد قوته وصحته عندما وقعت عيناه على زوجته وبناته فهم مركز قوته وسوف يهزم مرضه من اجلهم من اجل ان يظل جانبهم فهو سندهم وعونهم الوحيد بعد الله عز وجل
داخل منزل حاتم خطاب
ظل بجانب زوجته يستمع إليها بانصات ويحاول أن يهدئها
خلاص بقى يا فريده احنا ماصدقنا السكر ينزل اهدى انتى دلوقتي يا حبيبتي حاولي تنامي وأنا هخرج اطمن الولاد
هزت رأسها بالنفي
مش عايزه انام يا حاتم هنام ازاى بس بعد كل اللى بيحصل ده
تحبي تتكلمي مع اسر دلوقتي
تحدثت بحزن
خاېفه يلومني ان السبب ويحملني ذنب بعده عن ابوه واخته مش هستحمل منه أي عتاب
ربت على كتفها بحنو
اسر كبر وبقى راجل دلوقتي ولازم المواجهة يا فريده بلاش تسيبي ابنك يتعلق باخته اكتر من كده قولتلك زمان عرفيه كل حاجه كان هيفهم ويستوعب لم يكبر لكن خۏفك وصلنا لكده الموضوع مش هيكون سهل لا على اسر ولا ايسل هتبقى صډمه ليهم ربنا يستر
انسابت دموعها مره أخرى ولم تكف عن البكاء ولا تعلم بان الماضي سيظل يلاحقها الى ان تقص ما اخفته عن ابنها طوال الاعوام الماضيه
تركها حاتم ترتب افكارها لكي تخبر اسر بالحقيقه الكامله
تسمر مكانه عندما وجد ابنائه الثلاثه يلتفون حول المائده وكل منهما بعالم اخر شارد وحزين
اقتربت منهم