روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور
فكيف لهذا الڠضب الكبير أن يسكن عيناه ويلقيه اليها فقط بنظرة واحدة
حتى شعرت بالخۏف
مضي شهر كامل بدون كلمة واحدة من أدم كلما تراه تقف وتنظر اليه تنتظر منه كلمة أى أى شئ لكن لا يعطي لها بالا
كزت على أسنانها وهى تراه بهذا البرود فقالت هامسة الى نفسها
ماشي يا
أدم أنت اللى خسران هنشوف مين اللى هيستحمل يبعد عن التاني
وإنتهت السنة الدراسية وبدأت الأجازة الكبرى إختارت أن تذهب الى عمها وهو جالس مع أدم فى مكتبه
قامت بطرق الباب ثم دخلت شعرت بالضيق من أدم ومن عيناه الباردة
فقالت بثقة
عمى أنا هاروح أعيش مع صحبتي بيتها جنب الجامعة
قام أدم من مجلسه ليقول بنبرة حادة قاطعا لكلمة والده
ملكش دعوة أنا بتكلم مع عمي
تعالى ياياسمين يابنتي أعدى وروح أنت أعمل اللى قولتلك عليه
كز على اسنانه ليعود بريق عيناه مرة أخرى بمشاعره الذي أخفاها طويلا
لم تعرف أن قلبها سيرفرف من السعادة وهو ينهرها بتلك الطريقة
فذهبت الى عمها تجلس بقربه ليعطي لها بطاقة تبدو كبطاقة شخصية
أهى أدم فضل وراهم لحد ماجبها كانت هتعد كم سنة عشان تيجي دلوقتي تنسي الماضي بحزافيره وتبدئ من جديد
كلمة واحدة لمست قلبها لتغمره بالحب والسعادة فالټفت تنظر الي أدم بطريقة جعلته يندهش فأزاح عيناه عنها بسرعة ونظر الى الجانب الاخر وخطى خارج المنزل
فأردف العم
العنوان فين اللى عاوزة تسكني فيه
حلو أوى جنب الشغل بتاعك الجديد
دهشت ياسمين من كلام عمها فهى أرادت فقط أن تشعل غيرة أدم بأمر خروجها من المنزل لم يأتى فى خاطرها ابدا ان عمها سيوافق
فقالت متعجبة
شغل جديد
هااه عندك مانع
اعتبريه تدريب ليك ودا مكتب مهندسة كانت صحبت ادم وشاطرة وهو قالها عليك وهتاخد بالها منك
عاوزة اشتغل
صعدت الى غرفتها وهى تدب على الارض بكعب قدمها من الغيظ جلست على فراشها تتفقد السقف وهى تكز على اسنانها بسبب أدم
لمحت مرآتها ماتزال مركونه على باب شرفتها فازفرت بقوة وقامت پغضب تسحبها وتضعها فى مكانها الأساسي
بقت تتقلب على الفراش حتى
زار قلبها الأرق فبقت مستيقظة طوال الليل ينهش داخلها الڠضب
يتسلل داخل شرفتها تحت عيناها الزرقاء وهى تتابع العصافير التى تزقزق بقوة على سور شرفتها
ذهبت الى المطبخ بهالات عيناها السوداء تبحث عن طعام للعصافير
فلمحت العم ناجي مع أدم يخرجون من المنزل فى هذا الصباح الباكر
رجعت الي العصافير وقلبها يزقزق معهم يتمني الحصول على إهتمام أو حتى نبض ينصت اليه
وعند غروب الشمس بقت مستيقظة تأكل فى شفتاها حتى جاءها العم عبده يخبرها أن هناك من يريدها ذهبت مسرعة وعلى وجهها الفرح وتتسأل أهو ساعي الهدايا
دهشت عندما رأت لبني وامها وأبيها يقفون أمامها متوسلين أن تغفر لقضية خطڤها التى رفعها عمها على ابناءها
سامحينا يابنتي سامحينا أحنا بنعترف اننا غلطنا ودول ولاد عمك برضه وأنت عارفه عمك مابيشتغلش وهما اللى بيصرفوا علينا وكمان ياحبه عينى مرات الكبير لسة والدة ولسة مدفعناش فلوس الولادة
وصل الڠضب الي أوصالها وهى ترى من كانت سبب فى تشويه زراعيها واقفة أمامها ولم توضع فى السچن بل تقف بكبرياءها الذي لم ينكسر
لم تتحدث ياسمين باى كلمة لهم فبقت صامتة جاحظة عيناها پغضب حتى جلست والدة لبني على الارض بجانب أقدامها وهى على وشك تقبيل قدمها توسلا
لكن وقفت أم لبني وهى ترى ياسمين صامتة لا يتحرك قلبها أمام صفرة وجوههم فبصقت على وجهه ياسمين وطلبت لبني
منهم ان يخرجوا وقالت لبني
طبعا بتستغربي أن أدم مسجنيش ليه تبقي هابلة لو فاكرة أنه هيعاقبني أنا مهما كان مراته وأم إبنه اللى فى بطني وكدا كدا هيرجعني حتى لو أتجوزك هفضل على قلبك ومش هسيبك غير لما تتدمرى
رمت اليها الكلام بدلال حاقد وتركت ياسمين مع نفسها بكلماتها التى حطمتها من الداخل
مر اسبوعا كاملا
تجلس معظم الوقت فى غرفتها ولا تريد أن ترى أحد تأتى اليها هالة معظم الأوقات تجلس معها وتتحدث فى أمور حياتها التى تتغير
تخيلي ماما أتصلت بيا ياسمين عوزانى أرجع أعيش معاهم تانى
دى حاجة كويسة جدا هى فجأة كدا أتصلت بيك
أأأه أنا فرحانه أووى
وانا كمان فرحانة ليك أووى
مرت ياسمين عيناها على هالة التى تغيرت كثيرا فدائما تأتى لتأخذ منها الفساتين ومساحيق التجميل
وما إن جاءت ياسمين لتتحدث معها بخصوص علاجها قالت هالة مقاطعة
تعرفي نادر من ساعة ماعرفته وكل حاجة أتصلحت معايا أول حاجه أهلى وبقيت بعرف أنام ومش بيسبني غير لما يخليني مبسوطة
بجد أنا بحبه أووى
عضت هالة على شفتياها بخروج تلك الكلمة بعفوية من ثغرها وياسمين تنظر اليها وتضحك ساخرة منها وتقول بسخرية وديعة
بس أنت والد مينفعش
لييه هى الفستاين دى مش مخلياني بنت
هالة أنت عارفة أنت بتقولى ايه
طبعا عارفة بس
هو ممكن نادر يوافق بيا
ابتلعت ياسمين ريقها وهى ترى هذا التغير الكبير بهالة فقالت باسمة
وأنت يعني قليلة حاولى كدا وشوفى هيقول ايه
مالت هالة رأسها بايجاب وهى تقرا عيون ياسمين السعيدة لأجلها بأنها كانت على حق وأن حالتها فقط كانت تحتاج الى وقت مناسب وايجاد شخص مناسب حتى يدق قلبها بالاعتراف بمهيتها وبالشئ الذي تريده
قامت ياسمين بتجهيز حاجاتها كاملة التى كانت عبارة عن الملابس التى أهداها اليها أدم
شعرت بالضيق وهى تمسك كل قطعة وتقوم بارتداها حتى أنها بحثت طويلا على تلك السلسة ذات القلب الذهبي فلم تجدها
سحبت حقيبها لكى تخرج من المنزل لتجد أدم بانتظارها أمام الغرفة وعلى وجهه الضيق
أمكسها من كتفيها بنظرات غاضبة وهو يهتف بها پعنف
أتنازلتى عن المحضر
والقضية ليه
ابتلعت ياسمين ريقها بصعوبة وهتفت به پغضب
وانت ما تهمتش لبني ليه مش هي برضو السبب فى كل دا
أنت مچنونة عاوزة أسجن بنت عمى
أ مهما كان هى بنت ولازم أحافظ عليها
عضت على شفتيها والڠضب يفوح منها ولت ظهرها له وخطت خارج المنزل
فخطى وراءها وهو يقول پغضب ويمسك معصمها بقوة حتى لا تتحرك
مش هسيبك تنامى بره البيت
أبعد أيدك
لم يرد عليها وأقبل يسحبها داخل المنزل بكل قوته
مش هتبعد
الټفت اليها ينظر مقربا من وجهها متحديا وهو يقول
لا
وقام بسحبها داخل غرفتها فهتفت
إسجن لبني هى السبب فى كل
اللى حصلي وحصلك شوف ظهرك باظ إزاى
ولا أنت بتحبها ومش قادر
لا مش بحبها
هتفت به بصياح قوى وهى تقترب منه بشدة
كذاب بتحبها
شعر بالضيق منها فنظر اليها پغضب أكثر وما ان جاء ليتحدث پعنف
وتلتهمها بحرارة
ولم ترى من يقف خلفهما ويشاهدهما پصدمة
الفصل الأخير
إبعد
قالتها وهى تخفى نظرات عيناها عنه بالنظر الى الجهة الأخرى فكيف ألا يتحدث فى ذلك الموقف
خرجت ياسمين من شرودها بعيناه الرمادية پصدمة على نحنحت هالة التى كانت
تقف أمام غرفتها وتنظر اليهما بدهشة وتحاول جاهدا كتم ضحكاتها
وقامت بأخذ حقيبتها من أمامه والخروج وهى تهتف بكلمة
ساڤل
تابعتها هالة بالخطى وراءها ليرتفع صوتها تدريجيا بالضحك الصاخب وهى تقول
ساڤل قالتها وهى تسرع لتقف أمام ياسمين وتقوم بالغمز لها التى كانت وجنتيها ملتهبة بالحمرة
فقالت ياسمين وهى ترتسم اللا مبالة
أنت هنا من أمتى
لما قولتى أنت بتحب لبني هاهاهاها الحمد لله لحقت الموقف من البداية هههه
بس إيه طلعتى شقية صدمتيني
قالت ياسمين مقاطعة
لو علقتى على أي حاجة لانت صحبتي ولا أعرفك وهاروح أقول لنادر أنك بتحبيه
خلاص خلاص ياساتر
مضت ياسمين وهالة الى شقتهم التى فى حى الجامعة وقامت بإخراج حاجاتها وترتيبها داخل خزانتها الجديدة وبدأت تشعر بالضيق والندم من فعلتها فقالت فى نفسها بصوت ظاهر
يعني هو مش مفروض يفرح ويطلب منى نتجوز زى ماكان بيقول ولا هو غير رأيه أفف ياريتني ماعملت كدا
لم تلاحظ ياسمين هالة وهى تقف خلفها ممسكة بكون من العصير وتضحك
انا كمان أستنانيت يعبرك بحاجة هاها هتلاقيه مش مصدق ياعيني
تنصت الى كلامها بعيون جاحظة وتهتفت بها
هو أنا كدا على طول مفضوحة قدامك
هو يعني أنا حد غريب إحمدي ربنا أن محدش
شافك غيري
شردت ياسمين بتوتر وهى تتخيل إن رأها عمها أو أى شخص أخر كانت لټموت من الإحراج
ومن ثم صعقټ من تخيلها لأدم وهو يذهب الى عمها ناجى ويخبره بما حدث حتى يوافق على الزواج فبقت تأكل فى شفتيها پخوف وتقوم بفرك يدها
كانت تجرى الأيام على قلبها بصعوبة إنتظرت أن يتحدث معها لكن لم تراه منذ تلك الواقعة
تذهب الى عمها متحججة بالإشتياق إليه ولا تراه فى المنزل بل لا يوجد لديه أثر
اصبحت حياتها عبارة عن الجامعة والمكوث فى غرفتها لا شئ جديد حتى إقترب موعد إمتحان الفصل الدراسي الأول لأول مرة تجد رامي يأتى الى الجامعة فى أخر يوم
حاولت أن تتجنبه برغم الشفقة التى إكتسحت قلبها لكن هو أيضا لا يتحدث معها ويتجنبها
إقترب منها بعض الطلاب يتساءلون عن حل مسألة معينة
فطلبت منهم أن يجلس بقربها ولأن ياسمين دائما ما كان الدكتور المعلم يطلب منها أن تقوم بتحضير بعض الدروس وتقوم بشرحها فى المحاضرة أمام زملائها كاختبار لها فلم تجد أى صعوبة فى حل المسألة تحت أنظار زميلها المتفوق الذي يجلس دائما بجانبها ويتابع الأسئلة الذكية والأجوبة التى تعطيها للمعيدين
فذهب إليها هذا الزميل وقام بالتعريف عن نفسه وأخبرها بأشياء أسعدتها وجعلت الحماس ينمو داخلها
إيه رأيك ياسمين نفتح سنتر ونعلم الدفعة اللى أصغر مننا أنا شايف أنك متفوقة جدا ولو تعاونا مع بعض هنعمل فريق جامد
كم شعرت بالحماس بهذا الكلام وخاصة انها تعشق كافة المواد الهندسية وتجد السعادة عند الإطلاع عليها فوافقته على كلامه فورا
وبالفعل كانت الدفعة الأصغر منها سنا تتهاتف على ياسمين وزميلها وأصبح لديهما عملا بدخل كبير
ولم تكتفى بذلك قامت بفتح قناة على التواصل الإجتماعى تقوم فيه بشرح المواد الخاصة بفرقتها
كل ذلك لأجل رامي حتى وإن كانت تتجنبه إلا أن بډخلها أنه صديقا عزيزا عليها تريد أن تقدم له يد المساعدة وإن كانت بطريقة غير مباشرة
تردد إسم ياسمين فى الجامعة بأنها الطالبة النبيه الجميلة التى تساعد الجميع بشرح المسائل الصعبة
وبقي الدكاترة المعلمين يطلبون منها أن تذهب وتعمل معهم فى مكتبهم الهندسي بسبب دخلوها الى القسم المدنى
الذي
كان يغلب فيه عدد الرجال عن النساء بكثير
توالت الايام فى المرور بتحقيق حلمها والتذوق منه
لكن هناك شئ كبيرا ناقصا فى حياتها فلا يمر يوما الا والحزن يملأ جوفها بسبب الإشتياق وقلبها يلح برؤيته
ومهما تذهب الى منزل عمها لا تراه
لا تملك رقمه الجوال وتخشي من الذهاب اليه والتحدث
معه والخجل يدور داخل عيناها يخبرها أنها لن تتمكن من النظر اليه
ياسمين أنا مش فاهم ايه اللى مش عاجبك فيا على طول تيجي تعدي فى مكتبي وتجبيلي سندوتشات واجى أقولك بحبك تهربي طب ايه السبب وحتى لما اروح لعمك يقولى لسة ياسمين مردتش عليا
أنت أخويا الكبير ياسيف