الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 23 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

فكيف لهذا الڠضب الكبير أن يسكن عيناه ويلقيه اليها فقط بنظرة واحدة 
حتى شعرت بالخۏف 
مضي شهر كامل بدون كلمة واحدة من أدم كلما تراه تقف وتنظر اليه تنتظر منه كلمة أى أى شئ لكن لا يعطي لها بالا 
كزت على أسنانها وهى تراه بهذا البرود فقالت هامسة الى نفسها 
ماشي يا
أدم أنت اللى خسران هنشوف مين اللى هيستحمل يبعد عن التاني 
وتمضي الأيام 
وإنتهت السنة الدراسية وبدأت الأجازة الكبرى إختارت أن تذهب الى عمها وهو جالس مع أدم فى مكتبه 
قامت بطرق الباب ثم دخلت شعرت بالضيق من أدم ومن عيناه الباردة 
فقالت بثقة 
عمى أنا هاروح أعيش مع صحبتي بيتها جنب الجامعة 
قام أدم من مجلسه ليقول بنبرة حادة قاطعا لكلمة والده 
معدناش بنات تبات برة البيت ولا أنت ختى على كدا 
ملكش دعوة أنا بتكلم مع عمي 
تعالى ياياسمين يابنتي أعدى وروح أنت أعمل اللى قولتلك عليه 
كز على اسنانه ليعود بريق عيناه مرة أخرى بمشاعره الذي أخفاها طويلا 
لم تعرف أن قلبها سيرفرف من السعادة وهو ينهرها بتلك الطريقة 
فذهبت الى عمها تجلس بقربه ليعطي لها بطاقة تبدو كبطاقة شخصية 
شوفتى بطاقتك الجديدة
أهى أدم فضل وراهم لحد ماجبها كانت هتعد كم سنة عشان تيجي دلوقتي تنسي الماضي بحزافيره وتبدئ من جديد 
كلمة واحدة لمست قلبها لتغمره بالحب والسعادة فالټفت تنظر الي أدم بطريقة جعلته يندهش فأزاح عيناه عنها بسرعة ونظر الى الجانب الاخر وخطى خارج المنزل 
فأردف العم 
العنوان فين اللى عاوزة تسكني فيه 
جنب الجامعة فى شارع 
حلو أوى جنب الشغل بتاعك الجديد 
دهشت ياسمين من كلام عمها فهى أرادت فقط أن تشعل غيرة أدم بأمر خروجها من المنزل لم يأتى فى خاطرها ابدا ان عمها سيوافق 
فقالت متعجبة 
شغل جديد 
هااه عندك مانع 
اعتبريه تدريب ليك ودا مكتب مهندسة كانت صحبت ادم وشاطرة وهو قالها عليك وهتاخد بالها منك 
صحبت أدم لا ياعمى مش
عاوزة اشتغل 
صعدت الى غرفتها وهى تدب على الارض بكعب قدمها من الغيظ جلست على فراشها تتفقد السقف وهى تكز على اسنانها بسبب أدم 
لمحت مرآتها ماتزال مركونه على باب شرفتها فازفرت بقوة وقامت پغضب تسحبها وتضعها فى مكانها الأساسي 
بقت تتقلب على الفراش حتى
زار قلبها الأرق فبقت مستيقظة طوال الليل ينهش داخلها الڠضب 
أرتفع قرص الشمس فى ناحية الشرق
يتسلل داخل شرفتها تحت عيناها الزرقاء وهى تتابع العصافير التى تزقزق بقوة على سور شرفتها 
ذهبت الى المطبخ بهالات عيناها السوداء تبحث عن طعام للعصافير 
فلمحت العم ناجي مع أدم يخرجون من المنزل فى هذا الصباح الباكر 
رجعت الي العصافير وقلبها يزقزق معهم يتمني الحصول على إهتمام أو حتى نبض ينصت اليه 
وعند غروب الشمس بقت مستيقظة تأكل فى شفتاها حتى جاءها العم عبده يخبرها أن هناك من يريدها ذهبت مسرعة وعلى وجهها الفرح وتتسأل أهو ساعي الهدايا 
دهشت عندما رأت لبني وامها وأبيها يقفون أمامها متوسلين أن تغفر لقضية خطڤها التى رفعها عمها على ابناءها 
سامحينا يابنتي سامحينا أحنا بنعترف اننا غلطنا ودول ولاد عمك برضه وأنت عارفه عمك مابيشتغلش وهما اللى بيصرفوا علينا وكمان ياحبه عينى مرات الكبير لسة والدة ولسة مدفعناش فلوس الولادة 
وصل الڠضب الي أوصالها وهى ترى من كانت سبب فى تشويه زراعيها واقفة أمامها ولم توضع فى السچن بل تقف بكبرياءها الذي لم ينكسر 
لم تتحدث ياسمين باى كلمة لهم فبقت صامتة جاحظة عيناها پغضب حتى جلست والدة لبني على الارض بجانب أقدامها وهى على وشك تقبيل قدمها توسلا 
لكن وقفت أم لبني وهى ترى ياسمين صامتة لا يتحرك قلبها أمام صفرة وجوههم فبصقت على وجهه ياسمين وطلبت لبني

منهم ان يخرجوا وقالت لبني 
طبعا بتستغربي أن أدم مسجنيش ليه تبقي هابلة لو فاكرة أنه هيعاقبني أنا مهما كان مراته وأم إبنه اللى فى بطني وكدا كدا هيرجعني حتى لو أتجوزك هفضل على قلبك ومش هسيبك غير لما تتدمرى 
رمت اليها الكلام بدلال حاقد وتركت ياسمين مع نفسها بكلماتها التى حطمتها من الداخل 
مر اسبوعا كاملا 
تجلس معظم الوقت فى غرفتها ولا تريد أن ترى أحد تأتى اليها هالة معظم الأوقات تجلس معها وتتحدث فى أمور حياتها التى تتغير 
تخيلي ماما أتصلت بيا ياسمين عوزانى أرجع أعيش معاهم تانى 
دى حاجة كويسة جدا هى فجأة كدا أتصلت بيك 
أأأه أنا فرحانه أووى 
وانا كمان فرحانة ليك أووى 
مرت ياسمين عيناها على هالة التى تغيرت كثيرا فدائما تأتى لتأخذ منها الفساتين ومساحيق التجميل 
وما إن جاءت ياسمين لتتحدث معها بخصوص علاجها قالت هالة مقاطعة 
تعرفي نادر من ساعة ماعرفته وكل حاجة أتصلحت معايا أول حاجه أهلى وبقيت بعرف أنام ومش بيسبني غير لما يخليني مبسوطة 
بجد أنا بحبه أووى 
عضت هالة على شفتياها بخروج تلك الكلمة بعفوية من ثغرها وياسمين تنظر اليها وتضحك ساخرة منها وتقول بسخرية وديعة 
بس أنت والد مينفعش 
لييه هى الفستاين دى مش مخلياني بنت 
هالة أنت عارفة أنت بتقولى ايه 
طبعا عارفة بس
هو ممكن نادر يوافق بيا 
ابتلعت ياسمين ريقها وهى ترى هذا التغير الكبير بهالة فقالت باسمة 
وأنت يعني قليلة حاولى كدا وشوفى هيقول ايه 
مالت هالة رأسها بايجاب وهى تقرا عيون ياسمين السعيدة لأجلها بأنها كانت على حق وأن حالتها فقط كانت تحتاج الى وقت مناسب وايجاد شخص مناسب حتى يدق قلبها بالاعتراف بمهيتها وبالشئ الذي تريده 
قامت ياسمين بتجهيز حاجاتها كاملة التى كانت عبارة عن الملابس التى أهداها اليها أدم 
شعرت بالضيق وهى تمسك كل قطعة وتقوم بارتداها حتى أنها بحثت طويلا على تلك السلسة ذات القلب الذهبي فلم تجدها 
سحبت حقيبها لكى تخرج من المنزل لتجد أدم بانتظارها أمام الغرفة وعلى وجهه الضيق 
أمكسها من كتفيها بنظرات غاضبة وهو يهتف بها پعنف 
أتنازلتى عن المحضر
والقضية ليه 
ابتلعت ياسمين ريقها بصعوبة وهتفت به پغضب 
وانت ما تهمتش لبني ليه مش هي برضو السبب فى كل دا 
أنت مچنونة عاوزة أسجن بنت عمى 
أ مهما كان هى بنت ولازم أحافظ عليها 
عضت على شفتيها والڠضب يفوح منها ولت ظهرها له وخطت خارج المنزل 
فخطى وراءها وهو يقول پغضب ويمسك معصمها بقوة حتى لا تتحرك 
مش هسيبك تنامى بره البيت 
أبعد أيدك 
لم يرد عليها وأقبل يسحبها داخل المنزل بكل قوته 
مش هتبعد 
الټفت اليها ينظر مقربا من وجهها متحديا وهو يقول 
لا 
وقام بسحبها داخل غرفتها فهتفت 
إسجن لبني هى السبب فى كل
اللى حصلي وحصلك شوف ظهرك باظ إزاى 
ولا أنت بتحبها ومش قادر 
لا مش بحبها 
هتفت به بصياح قوى وهى تقترب منه بشدة 
كذاب بتحبها 
شعر بالضيق منها فنظر اليها پغضب أكثر وما ان جاء ليتحدث پعنف 
وتلتهمها بحرارة 
ولم ترى من يقف خلفهما ويشاهدهما پصدمة 
الفصل الأخير
إبعد 
قالتها وهى تخفى نظرات عيناها عنه بالنظر الى الجهة الأخرى فكيف ألا يتحدث فى ذلك الموقف 
خرجت ياسمين من شرودها بعيناه الرمادية پصدمة على نحنحت هالة التى كانت
تقف أمام غرفتها وتنظر اليهما بدهشة وتحاول جاهدا كتم ضحكاتها 
وقامت بأخذ حقيبتها من أمامه والخروج وهى تهتف بكلمة 
ساڤل 
تابعتها هالة بالخطى وراءها ليرتفع صوتها تدريجيا بالضحك الصاخب وهى تقول 
ساڤل قالتها وهى تسرع لتقف أمام ياسمين وتقوم بالغمز لها التى كانت وجنتيها ملتهبة بالحمرة 
فقالت ياسمين وهى ترتسم اللا مبالة 
أنت هنا من أمتى 
لما قولتى أنت بتحب لبني هاهاهاها الحمد لله لحقت الموقف من البداية هههه 
بس إيه طلعتى شقية صدمتيني 
قالت ياسمين مقاطعة 
لو علقتى على أي حاجة لانت صحبتي ولا أعرفك وهاروح أقول لنادر أنك بتحبيه 
خلاص خلاص ياساتر 
مضت ياسمين وهالة الى شقتهم التى فى حى الجامعة وقامت بإخراج حاجاتها وترتيبها داخل خزانتها الجديدة وبدأت تشعر بالضيق والندم من فعلتها فقالت فى نفسها بصوت ظاهر 
يعني هو مش مفروض يفرح ويطلب منى نتجوز زى ماكان بيقول ولا هو غير رأيه أفف ياريتني ماعملت كدا 
لم تلاحظ ياسمين هالة وهى تقف خلفها ممسكة بكون من العصير وتضحك 
انا كمان أستنانيت يعبرك بحاجة هاها هتلاقيه مش مصدق ياعيني 
تنصت الى كلامها بعيون جاحظة وتهتفت بها
هو أنا كدا على طول مفضوحة قدامك 
هو يعني أنا حد غريب إحمدي ربنا أن محدش
شافك غيري 
شردت ياسمين بتوتر وهى تتخيل إن رأها عمها أو أى شخص أخر كانت لټموت من الإحراج 
ومن ثم صعقټ من تخيلها لأدم وهو يذهب الى عمها ناجى ويخبره بما حدث حتى يوافق على الزواج فبقت تأكل فى شفتيها پخوف وتقوم بفرك يدها 
كانت تجرى الأيام على قلبها بصعوبة إنتظرت أن يتحدث معها لكن لم تراه منذ تلك الواقعة 
تذهب الى عمها متحججة بالإشتياق إليه ولا تراه فى المنزل بل لا يوجد لديه أثر 
اصبحت حياتها عبارة عن الجامعة والمكوث فى غرفتها لا شئ جديد حتى إقترب موعد إمتحان الفصل الدراسي الأول لأول مرة تجد رامي يأتى الى الجامعة فى أخر يوم 
حاولت أن تتجنبه برغم الشفقة التى إكتسحت قلبها لكن هو أيضا لا يتحدث معها ويتجنبها 
إقترب منها بعض الطلاب يتساءلون عن حل مسألة معينة 
فطلبت منهم أن يجلس بقربها ولأن ياسمين دائما ما كان الدكتور المعلم يطلب منها أن تقوم بتحضير بعض الدروس وتقوم بشرحها فى المحاضرة أمام زملائها كاختبار لها فلم تجد أى صعوبة فى حل المسألة تحت أنظار زميلها المتفوق الذي يجلس دائما بجانبها ويتابع الأسئلة الذكية والأجوبة التى تعطيها للمعيدين 
فذهب إليها هذا الزميل وقام بالتعريف عن نفسه وأخبرها بأشياء أسعدتها وجعلت الحماس ينمو داخلها 
إيه رأيك ياسمين نفتح سنتر ونعلم الدفعة اللى أصغر مننا أنا شايف أنك متفوقة جدا ولو تعاونا مع بعض هنعمل فريق جامد 
كم شعرت بالحماس بهذا الكلام وخاصة انها تعشق كافة المواد الهندسية وتجد السعادة عند الإطلاع عليها فوافقته على كلامه فورا 
وبالفعل كانت الدفعة الأصغر منها سنا تتهاتف على ياسمين وزميلها وأصبح لديهما عملا بدخل كبير 
ولم تكتفى بذلك قامت بفتح قناة على التواصل الإجتماعى تقوم فيه بشرح المواد الخاصة بفرقتها 
كل ذلك لأجل رامي حتى وإن كانت تتجنبه إلا أن بډخلها أنه صديقا عزيزا عليها تريد أن تقدم له يد المساعدة وإن كانت بطريقة غير مباشرة 
تردد إسم ياسمين فى الجامعة بأنها الطالبة النبيه الجميلة التى تساعد الجميع بشرح المسائل الصعبة 
وبقي الدكاترة المعلمين يطلبون منها أن تذهب وتعمل معهم فى مكتبهم الهندسي بسبب دخلوها الى القسم المدنى 
الذي
كان يغلب فيه عدد الرجال عن النساء بكثير 
توالت الايام فى المرور بتحقيق حلمها والتذوق منه 
لكن هناك شئ كبيرا ناقصا فى حياتها فلا يمر يوما الا والحزن يملأ جوفها بسبب الإشتياق وقلبها يلح برؤيته 
ومهما تذهب الى منزل عمها لا تراه 
لا تملك رقمه الجوال وتخشي من الذهاب اليه والتحدث
معه والخجل يدور داخل عيناها يخبرها أنها لن تتمكن من النظر اليه 
ياسمين أنا مش فاهم ايه اللى مش عاجبك فيا على طول تيجي تعدي فى مكتبي وتجبيلي سندوتشات واجى أقولك بحبك تهربي طب ايه السبب وحتى لما اروح لعمك يقولى لسة ياسمين مردتش عليا
أنت أخويا الكبير ياسيف
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 24 صفحات