الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 22 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

الذي أصبح يجلس بكثرة فى المنزل ويترقب خروجها 
ويخبرها دائما كلما يراها بكلمة بحبك
وعندما تسمعها تهرب من أمامه خشية من أن يقدم على فعل شئ معها فإن كانت عيناه تبدو كذئب وديع الا أن بريقها غير مطمئن أبدا فهى تراه رجلا لا يتنبأ بتصرفاته 
دخلت الى المدرج الخاص بفرقتها لترى رامي جالسا فى المقعد الخاص بها ينتظر قدومها 
تابعها بعيناه وهى تدخل وتجلس بقربه وتقول 
محضرتش الإمتحان ليه 
لم يسمع كلماتها بل لم تمر عبر اذناه فعيناه الشاردة تتذكر كلمات سيف فى أخر لقاء جمعهما وتتردد داخل أذناه 
فقد آلمته كلماته لم يعتقد أبدا أن أخاه الأكبر يكن مشاعر لها 
فعندما أخبره سيف عندما ذهب اليه فى مكتبه الخاص فاكر يا رامي ايام الثانوي لما دخلت معاكم الفريق وشوفت اسلام استغربت جدا ولد جميل بالشكل دا بيجرى ويلعب بالمهارة دي ومنظره وهو بيجرى وشعره القصير بيطير على رقبته بطريقه جميلة هااااحح 
فاكر لما ضړبته فى اليوم دا صعب عليا أووى بس كنت عاوز أتأكد أنه بنت ولا لا 
بس شوفت
سبحان الله طلعت بنت فعلا وزى القمر اللى زيها كدا تتحط فى لوحة فنية محدش هيشبع أبدا مهما يبص عليها 
أنا روحت أتقدمت ليها على فكرة أنا بعرفك عشان متقولش أنى خبيت عليكم 
أستيقظ من شروده على صياح الدكتور المعلم به فى المحاضرة 
أنت يا أستاذ ياللى مش فايق خالص ايه رقبتك موجعتكش كل دا بتبص جنبك 
حد يشوفه ياجماعة ليكون أطرش ولا مابيشوفش 
رامي فوق لدكتور بينادي عليك قالتها ياسمين وهى تشير الى رامي الذي كان تائها داخل عيناها 
هااه 
الواحد بيقابل عينات فى الجامعة دي قالها الدكتور المعلم وهو يضرب على كفه يده تحسرا على مايراه من طلاب فضحك الطلاب جميعا وأصبح أصواتهم تعلو داخل المدرج 
وبعد إنتهاء المحاضرة طلب رامي من ياسمين الذهاب الى الكافيه وبعد إلحاح طويل ذهبت فهى لا تريد أن تعطي أمل فارغ الى رامي حتى لا يتألم أكثر 
بص دى أخر مرة ممكن أقابلك هنا 
مال رامي رأسه بايجاب وهو يذهب الى النادل لكى يحضر لهم المشروبات 
تنهدت ياسمين وهى تقلب فى صفحات الكتاب الخاص بها وتتذكر ما أخبرها به أدم على عائلة رامي أنهم يهتمون بالمظهر والأموال 
شعرت بالحزن على رامي فكانت زيجته من أجل المال والمصلحة حتى انقلبت بالسلب عليه 
عاد رامي ليجلس أمامها وهو يمسك كوبا من العصير ويقول لها 
ياسمين أنت بتحبي سيف أخويا 
أحست ياسمين بالتوتر حتى إحمرت وجنتيها فقامت بأخذ العصير من أمامه وشربته دفعة واحدة 
حاولت أن تتقنى فى إختيار الكلمات وما إن
جاءت لتتحدث شعرت أنها تريد النوم بشدة وعيناها ترى خيال متعدد لرامي فقالت بصوت متعب جدا 
أنت حطيت فى العصير إي 
نظر اليها رامي طويلا وهو يقوم باإمساك يدها
وحملها أمام من فى الكافية الى الخارج 
وضعها داخل سيارته وهى غائبة عن الوعي تماما فقال وهو يضع حولها حزام الامان 
أنت اللى خلتيني اعمل كدا 
مستحيل أضيعك من إيدي 
ضغط
على الفرامل الخاص بالسيارة ليقودها مسرعا بعصبية 
إلتقطت أنفاسها بصعوبة وهى تتأوه حاولت أن تحرك
رأسها قليلا وعينيها مضيقة بتعب لترى انها بداخل السيارة وبجانب رامى 
صاد الصمت لدقائق فعقلها مايزال تائها لا يتذكر أى شئ 
وفجأة وقفت السيارة نظرت حولها يميا ويسارا 
نسمات البحر ټخطف عيناها حتى تذكرت هذا المكان 
خرجت كلمات بصعوبة من ثغرها وهى تتذكر أخر شئ أنها تناولت العصير 
رامى أنت عملت ايه وليه 
كنت عوزانى أسيبك تتجوزى اخويا وترميني وأنا اللى وقفت جنبك كتير 
ليه بتصعبيها عليا وأنت عارفه أنى بحبك 
قال جملته الاخيرة وهو مقربا منها ويضع يده على كتفيها وضي عيناه يزداد بلمعة الدموع 
عقلها يعود تدريجيا الى العمل وجسدها يبدأ فى إستعادة نشاطه 
أنزلت يده بهدوء وقالت 
انا مابحبش سيف يارامي 
جحظت عيناه وقد عاد اليها بريق الأمل وهو يقول 
طب ليه رفضتيني 
أنت صديق يارامي وقلبي مش شايفك 
لم يعلق على كلمتها بسبب الألم الذي سببته كلماتها داخله فاستمر يقود

السيارة مسرعا 
ولم ينصت الى كلماتها وهى تخبره بأن يوقف السيارة 
مرت دقائق حتى توقفت السيارة أمام هذا المنزل الذي تعرفه جيدا فشعرت بالأمان 
أسبوع واحد أديني فرصة أخليك تحبيني 
مالت ياسمين رأسها يمينا ويسارا بالنفى تريد أن تخبره أن قلبها لم يعد يراه ليحبه لكن تخشي على مشاعره من الټحطم أكثر 
فأردف 
فرصة واحدة توفى وجدي معانا متخفيش منى ياسمين أنا أحميكي مأذكيش أبدا 
أنت قلبي فى حد يأذي قلبه 
أستسلمت ياسمين لأمرها فهو لن يصمت حتى توافق ولأن هذا الطريق يصل اليه فى خمس ساعات ومن الصعب الرجوع اليوم الى منزلها 
دخلت الى البيت معه لينظر اليها الجد بعجب فقال الجد لرامي وهو يقوم بسحبه الى جانب أخر 
هى حصلت ياولد تجيب بنت معاك هنا 
دى مش مجرد بنت ياجدي دى حياتي 
تابعه الجد وهو ينظر الى عيناه الحزينة التى لم يراها من قبل 
فأمال رأسه بايجاب وهو يربط عليه 
جلست ياسمين مع توفى فى غرفتها تتفقد محتوياتها الرقيقة والجذابة فقالت لها توفى 
أنت اسلام صح 
عرفتي إزاى 
من عنيك وكمان من نظرات أخويا ليك 
نظرت اليها ياسمين متعجبة فأردفت توفى 
بصراحة
لما شوفتك أول مرة وأنت لابسة زى الولاد أفتكرتك بنت ورامي خلاكي تتنكرى كدا عشان معرفش أنا ولا جدي بس أنا قولت لجد ولرامي وهو أكد أنك ولد فأنا اټصدمت 
وبعدين كنت خاېفة على أخويا لانه بيبصلك زي ماتكونى حبيبته وأنت ولد فا دلوقتى 
مفهمتيش حاجه أنا عارفه بس أنا كدا أرتحت 
قالتها توفى وهى تريح جسدها على الفراش 
طوال الليل لم تنم تتقلب على الفراش وعقلها يذكرها بأدم وعمها شيئا داخلها يخبرها أن تصمت ولا تخبرهم عن مكانها 
فأحبت تلك الفكرة 
وصل عقرب الساعة الى الثانية عشر ليلا يهيم فى أنحاء المشفى وأنحاء المدينة و فى الشوارع الضيقة ولا يجد لها أثرا قلبه ينبض پخوف قاټل وعقله يخبره بأنها هربت منه 
زعلان على ايه ما أنت السبب بتقرفها ليه هى واحده مش عوزاك ليه بتغصب عليها أهى هربت وسبتلك البيت 
يهتف بها والده أمامه وهو يراه جالسا فى غرفتها على الارض يبكي 
لا يعلم أن كلماته يمر على قلبه العاشق حتى اشتياقا وخوفا 
كان يريد فقط أن يجعلها بين يديه دائما يستنشق انفاسها وعطرها صباحا ومساءا لم يتوقع أبدا أن تهرب منه بسبب اظهار مشاعره لها 
أنهمرت عيناه بالدموع وهو يرى السلسة ملقاه على الارض فأمسكها واقبل ينظر اليها بحزن 
وكأن الدنيا أخذت من حياته الكثير ولم يعد بها شئ سوي فراغ قاټل 
مش هسيبك ياسمين تضيعي مني ابدا ياحبيبتي 
وفى الصباح الباكر 
أخبرها رامي أن تتصل بعائلتها وتخبرهم انها فى رحلة مع إحدي صديقاتها لكنها رفضت تماما 
لا تعلم لما رفضت لكن أرادت أن لا يعلم أدم عن مكانها 
فوافق رامي على كلامها واخذها الى طريق البحر 
لم تسقط عيناه عنها طول الطريق فى جبعته كثير من الكلمات والمشاعر لو بقي طوال عمره يحكي لها كم يحبها لن يكون فى العمر مايكفى فواصل التحدث لها بعيناه التى تصرخ بحبها 
ياسمين 
تعرفي أمنيتى إيه 
إن أنا وأنت نعيش هنا بعيد عن الناس كلها مع توفى
وجده ومحدش يعرف عننا أى حاجه 
طول ما إنت معايا مش هعوز من الدنيا أى حاجة 
أنا بحبك جدا 
تلك المشاعر لم تصل الى أذناها التى كانت شاردة فى كلمات أدم لها ولمساته مع صوت البحر 
مر اسبوع كاملا بالليال الصاخبة الثقيلة التى جعلتها تشتاق الى كلماته التى تمر داخل أذناها برعدها حتى جعلت قلبها يلين الى رائحته ونبضاته 
لأول مرة تشعر بهذا الشعور الغامر وهى ترى قلبها يفتح لها طريقا خصبا بعيدا عن
الطريق الوعر الذي كانت تخطو فيه طوال حياتها 
قلبها أصبح ينبض فقط مټألما بذكرياته ألما لذيذ المذاق ينعش كيانها 
علمت أن هذا الاسبوع داوى چراحها وجعلها تتعرف على مايريده حقا 
وقفت ياسمين أمام رامي عند ذلك البيت المجاور بأرضيته المليئة بالعشب الباهت الذي تدهور بسبب عوامل الجو وأمام الأرجوحة الخشبية التى تحمل ذكرياتهما
وتحت ضوء الشمس البرتقالية التى تسبح فى أنحاء السماء وتطبع بلونها على السحب الخفيفة 
أنا أسفه يارامي أنا مش هقدر أقبل مشاعرك 
كل لحظة اتمنيتك تبقي قدامي كنت بلاقي شخص تاني دايما ماسبنيش فى كل لحظة وقف جنبي بدون حتى ما أسال عليه أو لأطلب منه اقتحم حياتي بدون كلمة أنا كل حاجه فرحتني كانت منه واهتمامه إهتمامه حتى بأدق الامور عشان بس يسعدني 
انا فعلا مكنش اتخيل انه يعمل عشاني كدا 
وكان 
أنت كان بينك وبينه خطوة واحدة بس 
الفرق بينكم أنه دخل حياتي بدون حتى ما أسمحله بالعكس أنا كنت بقفلها فى وشه دايما 
عمرى ماحسيت معاه بالنقص 
أنا بمشي معاه مبكونش خاېفة من حد 
مرت الكلمات الى أذناه پصدمة وخوف وهو يرى حبه يضيع من أمامه فهتف پغضب مقاطعا لكلامها ودموعهما تهرب من عيناهما بغزارة 
مين هو مين أنطقى 
مش مهم هو مين المهم أنك تنساني أنا قلبي مش ليك قلبي لحد تانى لشخص يستاهلنى وتعب عشانى كتير 
كفايا أنت بتوجعيني قالها وهو يشعر بأنه يفقد أنفاسه الأخيرة وشعور الندم يحيطه من كل مكان 
ظلت تلقى اليه كلمات تعلم فزادت أكثر حتى تجعله يكرها وينسي أمرها 
لكنها أخطات بتقديرها 
طلبت منه أن يعيدها الى المنزل الأن بأقصي سرعة
لكنه رفض 
وفى الصباح الباكر تسللت الى الخارج المنزل وكلما ترى شخص تسأله عن أماكن مواقف السيارات 
قلبها شغوف مليء بمشاعر دافئة تذكرها بكافة كلمات أدم الشاعرية التى تذوقت منها وبات داخلها حلاوة مشاعر الكلمات و هداياه التى كانت سببا فى حب نفسها 
فكيف لقلبها أن يكفر عن حبه الكبير لها 
ام انها كانت 
طوال الطريق لايرحمها عقلها عن التفكير به ولا من لمساته 
مرت خمس ساعات كاملة حتى وصلت الى المنزل لتدخله بحماس تبحث بعيناها عنه فى ارجاء المنزل لكن المنزل فارغا 
جلست فى حديقة المنزل تنتظر قدومهم وعلى وجهها الندم يسطو عليها فرؤيه المنزل خاليا أمر أرعبها حقا 
خاڤت من تفكيرهم ومن رؤيتهم لها بنظرة سيئة والأكثر إعتقاد أدم بها 
رأت سيارة تقف أمام المنزل فأسرعت اليها لترى نادر يخرج من السيارة ويهرع اليها 
ياسمين كنت فين قلقتينا عليك أسبوع كامل بره البيت 
أنا كويسة فين عمى و أدم 
بابا ياعيني هو أدم مسبوش مكان غير لما دوروا عليك فيه وبالذات أدم مكنش بينام فى البيت 
حرام عليك اللى عملتيه فيه يعني مش عارفه أنه بيحبك مفكرتش فيه 
حتى كنت تقولى لعمك 
أنا أسفه 
رفع نادر هاتفه يتصل بوالده ويطمئنه على ياسمين ويتصل با أدم 
واخبرت عمها أنها كانت برحلة مع أحدى صديقاتها 
أنا غلطت سامحني ياعمي 
لم يعلق عمها على كلماتها فقد اعتقد انها هربت لتذهق روحها بسبب مامرت به وعندما رأها اطمئن فقال 
يابنتي أنا مسمحك بس إزاى تقلقينا بالشكل دا إزاى مفكرتيش فينا 
ولا إنت مش شيفانا أهلك 
أنا أسفه أسفة 
هنا دخل أدم الى المنزل وهو يوصد باب المخرج وراءه 
تقابلت أعينهم لوهلة لكل منهما لغة خاصة مختلفة عن الأخرى 
دهشت من نظراته الصلبة المريرة
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 24 صفحات