روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور
الذي أصبح يجلس بكثرة فى المنزل ويترقب خروجها
ويخبرها دائما كلما يراها بكلمة بحبك
وعندما تسمعها تهرب من أمامه خشية من أن يقدم على فعل شئ معها فإن كانت عيناه تبدو كذئب وديع الا أن بريقها غير مطمئن أبدا فهى تراه رجلا لا يتنبأ بتصرفاته
دخلت الى المدرج الخاص بفرقتها لترى رامي جالسا فى المقعد الخاص بها ينتظر قدومها
محضرتش الإمتحان ليه
لم يسمع كلماتها بل لم تمر عبر اذناه فعيناه الشاردة تتذكر كلمات سيف فى أخر لقاء جمعهما وتتردد داخل أذناه
فقد آلمته كلماته لم يعتقد أبدا أن أخاه الأكبر يكن مشاعر لها
فعندما أخبره سيف عندما ذهب اليه فى مكتبه الخاص فاكر يا رامي ايام الثانوي لما دخلت معاكم الفريق وشوفت اسلام استغربت جدا ولد جميل بالشكل دا بيجرى ويلعب بالمهارة دي ومنظره وهو بيجرى وشعره القصير بيطير على رقبته بطريقه جميلة هااااحح
بس شوفت
سبحان الله طلعت بنت فعلا وزى القمر اللى زيها كدا تتحط فى لوحة فنية محدش هيشبع أبدا مهما يبص عليها
أنا روحت أتقدمت ليها على فكرة أنا بعرفك عشان متقولش أنى خبيت عليكم
أستيقظ من شروده على صياح الدكتور المعلم به فى المحاضرة
حد يشوفه ياجماعة ليكون أطرش ولا مابيشوفش
رامي فوق لدكتور بينادي عليك قالتها ياسمين وهى تشير الى رامي الذي كان تائها داخل عيناها
هااه
الواحد بيقابل عينات فى الجامعة دي قالها الدكتور المعلم وهو يضرب على كفه يده تحسرا على مايراه من طلاب فضحك الطلاب جميعا وأصبح أصواتهم تعلو داخل المدرج
بص دى أخر مرة ممكن أقابلك هنا
مال رامي رأسه بايجاب وهو يذهب الى النادل لكى يحضر لهم المشروبات
تنهدت ياسمين وهى تقلب فى صفحات الكتاب الخاص بها وتتذكر ما أخبرها به أدم على عائلة رامي أنهم يهتمون بالمظهر والأموال
عاد رامي ليجلس أمامها وهو يمسك كوبا من العصير ويقول لها
ياسمين أنت بتحبي سيف أخويا
أحست ياسمين بالتوتر حتى إحمرت وجنتيها فقامت بأخذ العصير من أمامه وشربته دفعة واحدة
حاولت أن تتقنى فى إختيار الكلمات وما إن
أنت حطيت فى العصير إي
نظر اليها رامي طويلا وهو يقوم باإمساك يدها
وحملها أمام من فى الكافية الى الخارج
وضعها داخل سيارته وهى غائبة عن الوعي تماما فقال وهو يضع حولها حزام الامان
أنت اللى خلتيني اعمل كدا
مستحيل أضيعك من إيدي
ضغط
على الفرامل الخاص بالسيارة ليقودها مسرعا بعصبية
إلتقطت أنفاسها بصعوبة وهى تتأوه حاولت أن تحرك
رأسها قليلا وعينيها مضيقة بتعب لترى انها بداخل السيارة وبجانب رامى
صاد الصمت لدقائق فعقلها مايزال تائها لا يتذكر أى شئ
وفجأة وقفت السيارة نظرت حولها يميا ويسارا
نسمات البحر ټخطف عيناها حتى تذكرت هذا المكان
خرجت كلمات بصعوبة من ثغرها وهى تتذكر أخر شئ أنها تناولت العصير
رامى أنت عملت ايه وليه
كنت عوزانى أسيبك تتجوزى اخويا وترميني وأنا اللى وقفت جنبك كتير
ليه بتصعبيها عليا وأنت عارفه أنى بحبك
قال جملته الاخيرة وهو مقربا منها ويضع يده على كتفيها وضي عيناه يزداد بلمعة الدموع
عقلها يعود تدريجيا الى العمل وجسدها يبدأ فى إستعادة نشاطه
أنزلت يده بهدوء وقالت
انا مابحبش سيف يارامي
جحظت عيناه وقد عاد اليها بريق الأمل وهو يقول
طب ليه رفضتيني
أنت صديق يارامي وقلبي مش شايفك
لم يعلق على كلمتها بسبب الألم الذي سببته كلماتها داخله فاستمر يقود
السيارة مسرعا
ولم ينصت الى كلماتها وهى تخبره بأن يوقف السيارة
مرت دقائق حتى توقفت السيارة أمام هذا المنزل الذي تعرفه جيدا فشعرت بالأمان
أسبوع واحد أديني فرصة أخليك تحبيني
مالت ياسمين رأسها يمينا ويسارا بالنفى تريد أن تخبره أن قلبها لم يعد يراه ليحبه لكن تخشي على مشاعره من الټحطم أكثر
فأردف
فرصة واحدة توفى وجدي معانا متخفيش منى ياسمين أنا أحميكي مأذكيش أبدا
أنت قلبي فى حد يأذي قلبه
أستسلمت ياسمين لأمرها فهو لن يصمت حتى توافق ولأن هذا الطريق يصل اليه فى خمس ساعات ومن الصعب الرجوع اليوم الى منزلها
دخلت الى البيت معه لينظر اليها الجد بعجب فقال الجد لرامي وهو يقوم بسحبه الى جانب أخر
هى حصلت ياولد تجيب بنت معاك هنا
دى مش مجرد بنت ياجدي دى حياتي
تابعه الجد وهو ينظر الى عيناه الحزينة التى لم يراها من قبل
فأمال رأسه بايجاب وهو يربط عليه
جلست ياسمين مع توفى فى غرفتها تتفقد محتوياتها الرقيقة والجذابة فقالت لها توفى
أنت اسلام صح
عرفتي إزاى
من عنيك وكمان من نظرات أخويا ليك
نظرت اليها ياسمين متعجبة فأردفت توفى
بصراحة
لما شوفتك أول مرة وأنت لابسة زى الولاد أفتكرتك بنت ورامي خلاكي تتنكرى كدا عشان معرفش أنا ولا جدي بس أنا قولت لجد ولرامي وهو أكد أنك ولد فأنا اټصدمت
وبعدين كنت خاېفة على أخويا لانه بيبصلك زي ماتكونى حبيبته وأنت ولد فا دلوقتى
مفهمتيش حاجه أنا عارفه بس أنا كدا أرتحت
قالتها توفى وهى تريح جسدها على الفراش
طوال الليل لم تنم تتقلب على الفراش وعقلها يذكرها بأدم وعمها شيئا داخلها يخبرها أن تصمت ولا تخبرهم عن مكانها
فأحبت تلك الفكرة
وصل عقرب الساعة الى الثانية عشر ليلا يهيم فى أنحاء المشفى وأنحاء المدينة و فى الشوارع الضيقة ولا يجد لها أثرا قلبه ينبض پخوف قاټل وعقله يخبره بأنها هربت منه
زعلان على ايه ما أنت السبب بتقرفها ليه هى واحده مش عوزاك ليه بتغصب عليها أهى هربت وسبتلك البيت
يهتف بها والده أمامه وهو يراه جالسا فى غرفتها على الارض يبكي
لا يعلم أن كلماته يمر على قلبه العاشق حتى اشتياقا وخوفا
كان يريد فقط أن يجعلها بين يديه دائما يستنشق انفاسها وعطرها صباحا ومساءا لم يتوقع أبدا أن تهرب منه بسبب اظهار مشاعره لها
أنهمرت عيناه بالدموع وهو يرى السلسة ملقاه على الارض فأمسكها واقبل ينظر اليها بحزن
وكأن الدنيا أخذت من حياته الكثير ولم يعد بها شئ سوي فراغ قاټل
مش هسيبك ياسمين تضيعي مني ابدا ياحبيبتي
وفى الصباح الباكر
أخبرها رامي أن تتصل بعائلتها وتخبرهم انها فى رحلة مع إحدي صديقاتها لكنها رفضت تماما
لا تعلم لما رفضت لكن أرادت أن لا يعلم أدم عن مكانها
فوافق رامي على كلامها واخذها الى طريق البحر
لم تسقط عيناه عنها طول الطريق فى جبعته كثير من الكلمات والمشاعر لو بقي طوال عمره يحكي لها كم يحبها لن يكون فى العمر مايكفى فواصل التحدث لها بعيناه التى تصرخ بحبها
ياسمين
تعرفي أمنيتى إيه
إن أنا وأنت نعيش هنا بعيد عن الناس كلها مع توفى
وجده ومحدش يعرف عننا أى حاجه
طول ما إنت معايا مش هعوز من الدنيا أى حاجة
أنا بحبك جدا
تلك المشاعر لم تصل الى أذناها التى كانت شاردة فى كلمات أدم لها ولمساته مع صوت البحر
مر اسبوع كاملا بالليال الصاخبة الثقيلة التى جعلتها تشتاق الى كلماته التى تمر داخل أذناها برعدها حتى جعلت قلبها يلين الى رائحته ونبضاته
لأول مرة تشعر بهذا الشعور الغامر وهى ترى قلبها يفتح لها طريقا خصبا بعيدا عن
الطريق الوعر الذي كانت تخطو فيه طوال حياتها
قلبها أصبح ينبض فقط مټألما بذكرياته ألما لذيذ المذاق ينعش كيانها
علمت أن هذا الاسبوع داوى چراحها وجعلها تتعرف على مايريده حقا
وقفت ياسمين أمام رامي عند ذلك البيت المجاور بأرضيته المليئة بالعشب الباهت الذي تدهور بسبب عوامل الجو وأمام الأرجوحة الخشبية التى تحمل ذكرياتهما
وتحت ضوء الشمس البرتقالية التى تسبح فى أنحاء السماء وتطبع بلونها على السحب الخفيفة
أنا أسفه يارامي أنا مش هقدر أقبل مشاعرك
كل لحظة اتمنيتك تبقي قدامي كنت بلاقي شخص تاني دايما ماسبنيش فى كل لحظة وقف جنبي بدون حتى ما أسال عليه أو لأطلب منه اقتحم حياتي بدون كلمة أنا كل حاجه فرحتني كانت منه واهتمامه إهتمامه حتى بأدق الامور عشان بس يسعدني
انا فعلا مكنش اتخيل انه يعمل عشاني كدا
وكان
أنت كان بينك وبينه خطوة واحدة بس
الفرق بينكم أنه دخل حياتي بدون حتى ما أسمحله بالعكس أنا كنت بقفلها فى وشه دايما
عمرى ماحسيت معاه بالنقص
أنا بمشي معاه مبكونش خاېفة من حد
مرت الكلمات الى أذناه پصدمة وخوف وهو يرى حبه يضيع من أمامه فهتف پغضب مقاطعا لكلامها ودموعهما تهرب من عيناهما بغزارة
مين هو مين أنطقى
مش مهم هو مين المهم أنك تنساني أنا قلبي مش ليك قلبي لحد تانى لشخص يستاهلنى وتعب عشانى كتير
كفايا أنت بتوجعيني قالها وهو يشعر بأنه يفقد أنفاسه الأخيرة وشعور الندم يحيطه من كل مكان
ظلت تلقى اليه كلمات تعلم فزادت أكثر حتى تجعله يكرها وينسي أمرها
لكنها أخطات بتقديرها
طلبت منه أن يعيدها الى المنزل الأن بأقصي سرعة
لكنه رفض
وفى الصباح الباكر تسللت الى الخارج المنزل وكلما ترى شخص تسأله عن أماكن مواقف السيارات
قلبها شغوف مليء بمشاعر دافئة تذكرها بكافة كلمات أدم الشاعرية التى تذوقت منها وبات داخلها حلاوة مشاعر الكلمات و هداياه التى كانت سببا فى حب نفسها
فكيف لقلبها أن يكفر عن حبه الكبير لها
ام انها كانت
طوال الطريق لايرحمها عقلها عن التفكير به ولا من لمساته
مرت خمس ساعات كاملة حتى وصلت الى المنزل لتدخله بحماس تبحث بعيناها عنه فى ارجاء المنزل لكن المنزل فارغا
جلست فى حديقة المنزل تنتظر قدومهم وعلى وجهها الندم يسطو عليها فرؤيه المنزل خاليا أمر أرعبها حقا
خاڤت من تفكيرهم ومن رؤيتهم لها بنظرة سيئة والأكثر إعتقاد أدم بها
رأت سيارة تقف أمام المنزل فأسرعت اليها لترى نادر يخرج من السيارة ويهرع اليها
ياسمين كنت فين قلقتينا عليك أسبوع كامل بره البيت
أنا كويسة فين عمى و أدم
بابا ياعيني هو أدم مسبوش مكان غير لما دوروا عليك فيه وبالذات أدم مكنش بينام فى البيت
حرام عليك اللى عملتيه فيه يعني مش عارفه أنه بيحبك مفكرتش فيه
حتى كنت تقولى لعمك
أنا أسفه
رفع نادر هاتفه يتصل بوالده ويطمئنه على ياسمين ويتصل با أدم
واخبرت عمها أنها كانت برحلة مع أحدى صديقاتها
أنا غلطت سامحني ياعمي
لم يعلق عمها على كلماتها فقد اعتقد انها هربت لتذهق روحها بسبب مامرت به وعندما رأها اطمئن فقال
يابنتي أنا مسمحك بس إزاى تقلقينا بالشكل دا إزاى مفكرتيش فينا
ولا إنت مش شيفانا أهلك
أنا أسفه أسفة
هنا دخل أدم الى المنزل وهو يوصد باب المخرج وراءه
تقابلت أعينهم لوهلة لكل منهما لغة خاصة مختلفة عن الأخرى
دهشت من نظراته الصلبة المريرة