روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور
المبلغ الذي سرقته من أدم لا يزال معها
فعندما ذهب الى الطبيب أخبره أنها أجرت كل الفحوصات وقامت بدفع مبلغ كبير
فعلم حينئذ أنها هى من سړقت المال من أدم وخشي أن يواجهها بالأمر كى لا تشعر بالاحراج من نفسها
شعرت ياسمين بالراحة وعمها يخبرها أنه سيقوم بدفع تكلفة تعليمها حتى تتخرج والى ان تحصل على عمل وأنه يجب عليها فقط أن تتفوق فى دراستها فقالت ياسمين
معاك وجنبكم هنا
أنخلع قلبه وهو يرى الدموع تتساقط من عيناها فعلم أنها سمعت بحديثه مع زوجته البارحة فبكي على تلك الصغيرة التى تحملت كثيرا فقال مشفقا عليها أكثر
أنا قولتلك أنك بنتى فى حد يسيب بنته متقوليش كدا تانى أنا عمرى ما هسيبك ابدا أنسي كل اللى سمعتيه
شعرت ياسمين أن أدم هو السبب فى ذلك الكلام الذي خرج من ثغر زوجة عمها
لترى صندوقا أصغر قليلا من الصندوق الضخم الذي وصل اليها مسبقا وباقة من
زهور الياسمين
حملته وهى تدخل الى غرفتها ويتولد داخلها بعض السعادة البسيطة قامت بفتح الصندوق بعد عدة محولات فقد كان مؤصدا بقوة وكانت تقطع الشريط پعنف حتى تعرف مابه
وحذاء رياضيا بلون الابيض مع شريط لامع وحقيبة زرقاء صغيرة
كلما تأخذ شيئا منه تجد شئ أخر بالاسفل حتى وصلت الى النهاية لترى ورقة مع جواب بداخله بعض المال
ربما تتسألين لما أرسل اليك الكتير من الزهور لا تتعبي نفسك فى تلك الاسئلة دعى الزهور فقط على أنفك وستخبرك
ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتاها الناعمة باللون الوردى فأقربت الزهور من انفها ليصل اليها رائحتها الجميلة
فقالت
مچنون
فأغلقت الورقة بطيها عده طبقات ونظرت الى المال وهى تتنهد فيدها تشعر بالعجز برغم الخجل
هرد جمايلك دى كلها ازاى ياسيف
شعرت پألم فى قلبها فأخرجت زفرة طويلة ثم وقفت أمام المرآة وهى تمسك بهذا السلوبيت
ارتدته وهى تنظر الى المرآة باعجاب فجرى اليها الحماس فخرجت فى فناء المنزل تشم عطر الهواء الذي كان مليئ براحة الياسمين
وبعد إمضاء بعض الوقت مع الزهور قررت أن تذهب الى الطبيب الخاص بها فرجعت لتأخذ المال من غرفتها وما إن عادت لترى دراجة تمسكها لبني يظهر أنها قامت بشرائها فالتمعت عين ياسمين بالخبث وأنتظرت لبني أن تصعد لأعلى وقامت بخطڤها وذهبت مسرعة بها
فقد فكرت كثيرا أن تذهب اليها وتخبرها عن المال الذي تشك بأنها أخذته فخاڤت فى اللحظة الاخيرة أن تذهب وتخبر أدم فيأتى اليها من جديد ويوبخها بأنها لم تعد المال الى رامي
أأأأه يارمي طلعت نااار وأنانى نسيت أننا صحاب فى ثانية وحړقت دمى
أنقلب وجهها الى العبوس وهى تتذكر ما مرت به معه منذ الصغر
حاولت أن تطرد تلك الأفكار وتخبر نفسها أنها ملت من الحزن
وما إن وصلت الى الطبيب وجدت هالة تجلس على العشب وتقطف الزهور أسرعت اليها وقاما بالترحيب ببعضهما
كويس أنك غيرتي من نفسك ياياسمين
أأه الحمد لله التغير مكنش سهل بس أديت لنفسي فرصة
بصراحة أنت بنت جميلة ورقيقة
نظرت ياسمين اليها طويلا وقالت
وأنت كمان ياهالة جميلة ليه مابتديش لنفسك فرصة
أكيد التحسن بيجي مع الوقت بس أنا حاسة أن صوتك بقي ناعم شوية عن الأول
صوتى ايه أنا عاوزة نفسي من جوه اللى تتغير
اللى يشوف عزيمتك وأنت بتتكلمى أول مرة ميشفكيش دلوقتى
فوكك خلينا فيك
لا فيا ولا فيك خلينا نفرح شوية من النكد
بقت ياسمين وهالة يقصون على بعضهما ما حدث فى الفترات الاخيرة يحكون ساخرين على حياتهم وما فيها من متاعب فقالت هالة
تفتكرى ياياسمين هنبقي طبيعين في يوم من الايام
مش عارفة بس الدكتور بيقول ان لازم اقنع نفسي أنى طبيعية
بيقولى كدا برضه بصي استنيني لما أخلص عند الدكتور ونروح نلف مع بعض ماشي
وبعد مرور الساعات وأنتهاء كلا من ياسمين وهاله من زيارة الطبيب أختاروا أن يذهبوا الى أحد المطاعم
وعندما أنتهوا
جلست هالة خلف ياسيمن وهى تقود الدراجة ولم تتركها وأخبرتها أن
تعرفها اين طريق بيتها حتى تقوم بزيارتها
وفى الطريق شعرت ياسمين بالإجهاد فأخبرتها هالة أنها من ستقود الدراجة
وبقت ياسمين تعرفها الاتجاهات وفجأة تعطلت المكابح ولم تتوقف الدراجة عند النزول من المنحدر بقت الإثنتان ېصرخا وياسمين تصيح بأنها عين لبني وهالة تخبرها من هى
وفجأة ظهر شاب يرتدي ملابس رياضية يقف فى منتصف المنحدر فازاد الصياح أكثر
أشارت هالة
لشاب لكى يبتعد فاسرع الشاب يبتعد عنهما لكن عاد مرة أخرى ووقف أمامهما فاصطدم بهم وطارت أحدى عجلات الدراجة على الرصيف
إيه دا إبعد يامنحرف هتفت بها هالة على قارعة الطريق وهى مع هذا الشاب الذي قام بإمساكها حتى لا تسقطت على الرصيف
أما
ياسمين فقد ألقت نفسها على الرصيف قبل الارتطام
وبقت تنظر اليهما وتضحك على موقف هالة وهى تصيح فى وجهه الشاب
فوقف الشاب امامها
وقال
مكنش ينفع أسيب بنتين حلوين يقعوا على الارض
بنت فى عينك أنا راجل
ياض صدقيني ياسمين أنا فاهمه حركاتهم دى دا هو ما صدق
هتفت بها هالة وهى تشير الى الشاب بعيناها المستديرة التى تشبه لطافة الارنب ثم قامت بسحب ياسمين التى كانت تضحك برغم خدوش يدها التى تنذف ويمشون فى الطريق وما أن ابتعدوا عدة خطوات علا صوت ضحكاتهم الساخرة
حتت موقف عيل تييييت
اللى ضحكني أنك بتقوليله أنك راجل وصوتك كان مسرسع
منظر الولد يضحك وهو بيبص لينا
اتنين بيتعالجوا نفسيا يعني تتوقعى ايه وبعدين ايه العجلة الخربانه دي
لم يتوقف الاثنان عن الضحك حتى وصلت ياسمين الى المنزل فدخلت معها هالة تنظر الى المنزل بتفحص حتى وجدت شابا طويلا بعيون رمادية يهرع الى ياسمين ويمسكها من زراعيها
ويقوم بتوبيخها
كنت فيين كل دا أنا مش قولتلك مفيش خروج قبل المغرب بساعة
ايه دا مين دا ياسمين وبيكلمك كدا ليه وبعدين ايه شغل الحضانة دا مغرب مين يابابا
أنتبه أدم إلى تلك الفتاة التى ترتدي ملابس شباب فنظر اليها باستحقار وهى تتحدث معه پغضب ساخر
عم عبده مين اللى دخل البنت دى هنا
قامت ياسمين بسحب هالة من أمام أدم وذهبت مسرعة الى غرفتها
فقالت هالة
مين الولد دا فاكر نفسه مين عشان يكلمك بالاسلوب التييت دا
ابن عمى اللى حكتلك عنه
أدم بتهزرى والله خسارة فيه الحلاوة اللى فيها أنا تخيلته من كلامك ضبع جربان
ضحكت ياسمين على كلام هالة الساخر وجلس الاثنان مع بعضهما حتى أرتها ياسمين الملابس التى تأتى اليها والزهور
شكلهم حلو أووى ياسمين شكل الواد دا ھيموت عليك أنا لو منك أتجوزه
ههههههه مش لدرجادي أنا حاسه أنه بيشجعنى أما من نحية الحب بصي هو مجرد هااا مش عارفة اقولك ايه
بعد مرور الساعات وقفت هالة تستعد للمغادرة فأخذتها ياسمين تودعها عند فناء المنزل لترى أن أدم جالسا على مقعدا فى الحديقة وينظر اليهما بنظرات خاطفة
فى تلك اللحظة
ظهر نفس الشاب الذي اصطدم بهما فأشاوا الي بعضهم پصدمة
أنت ايه اللى جاب هنا
مش دا بيت ناجى
مالو برأسهما بايجاب فقالت
يبقي بيتي
نظر الاثنان له بغرابة فوقف أدم ينظر اليه بشوق جارف ويهتف
نادر
ابتعدت ياسمين وهالة عند بوابة المنزل وهى تقول
أأأه أنا دلوقتى افتكرت دا بن عمى نادر أنا كنت بقول شوفته فين قبل كدا
هو أنتوا كلكم حلوين ازاى كدا
ابتسمت ياسمين وجاء فى خاطرها فى تلك اللحظة كلمة رامي لها أنتم كلكم حلوين كدا معندكش أخت بنت
تنهدت بحزن فأخبرتها هالة أنها ستذهب وقاموا بتوديع بعضهما
رجعت ياسمين وهى تنظر الى الاخين وهما يتعانقان بحرارة
فقال نادر وهو يشير اليها
هى دى ياسمين اللى حكتلى عليها ازيك ياياسمين أنا نادر فاكرانى
شعرت ياسمين بالاحراج وهى تنظر الى أدم اعتقدت بأنه اخبره باشياء مخجلة فلم ترد عليهما وصعدت الى غرفتها
جاء الصباح محملا برياح مملوءة بالاتربة قررت أن تذهب الى الجامعة فحاولت الخروج مبكرا بدون علم ادم وتسللت بدون أن يراها العم عبده أيضا
وخاصة ان طوال الليل كانت لبني تطرق الباب پعنف بسبب دراجتها التى رأتها محطمة
وبعد ان وصلت الى الجامعة جلست أمام المبني الخاص بكلية الهندسة تنتظر موعد المحاضرة مرت ثلاث ساعات عليها وهى تنظر الى العشب والورود الحمراء التى تزين مدخل الجامعة
لمحها سيف وهو يمر على الطريق المؤدي الى مبناه فاقترب منها والجميع ينظر اليه وما أن رأته أنتفضت واقفة ووجها يتلون خجلا
فقال لها وهو يرنوا اليها باعجاب
زهرة الياسمين
تعرفي انك أحلا من الزهور نفسي اقول كدا لشخص اللى اختر اسمك
ابتسمت وهى تراه ينظر اليها باعجاب فأردف
هتخلصي امتى محاضرات
على الساعه ثلاثة
بصي ساعة ماتخلصي انتظريني هنا هوريك حاجة مهمة
لا يعلم انه قام بايقاظ فضولها فبقت طوال
اليوم شاردة تتسأل بما يريد أن يريها لكن تلك التسؤلات كلها تلاشت وهى تجلس فى المحاضرة فى المدرج السابع وترى رامي يدخل أمامها ويرمقها بنظرات لا تختلف عنها
جلس فى المدرج الأخير فبقي مقابلا لظهرها يراقب كل تصرفاتها ولكن جلس وراءها
بعض الشباب يحجبون الرؤية
عنه
صدمت ياسمين وهى ترى زملاءها الشباب والبنات من
ايام المتوسط ممن هم فى فرق أخرى وجامعات مختلفة عنها يجلسون خلفها يهمسون ويضحكون بصوت هامس يصل اليها واضحا
تنصت لكلمات لكن بقت تحاول أن تركز مع المحاضرة
كلما يتحدث الأستاذ الدكتور ترفع يدها وتسأل وتجاوب وتظهر لهم أنها لا تعيرهم أى أهتمام
اسمك ايه ياطالبة
هتف بها الاستاذ الدكتور أمام الطلاب وهو يرى أن ياسمين تملك عقلا كبيرا بتفوق وتتجاوب معه بأسئلة ذكية للغاية
هتفت بأعلا صوتها الذي ينبع بداخله الثقة حتى هى لم تصدق نفسها وجرائتها
زهرة الياسمين
هنا ظهر صوت زملاءها الذين يجلسون خلفها يضحكون بأعلا صوت بسخرية مريرة جعلتها تغمض عينها پألم وتطلب القوة من الرحمن
فهتف الدكتور
اللى بيضحك وراء قم ياخويا أنت وهو تعالوا هنا منشوف بتضحكوا علي ايه
وقف الشباب يرمقون ياسمين ويهمسون لها بافظع الكلمات وهم يذهبون الى الدكتور
اكتب اسم أنت وهو هنا
فى تلك اللحظة وقفت ياسمين وهتفت
مش فى القسم هنا يادكتر فى جامعات تانية واسمهم
أقبلت ياسمين تهتف بكل أسم لديهم
فانفعل الدكتور وامتلئ وجهه بالڠضب وقام باحراجهم وقام بطردهم شړ طرده وأردف
أى حد مش فى القسم يخرج بكرة
وقفت الفتيات زملاءها وقاموا باطلاق السباب لها وخرجوا من القسم وقال الدكتور
زهرة الياسمين بعد كدا تعدى فى الدسك الاول لانك هتكون القائد فى الفرقة الاولى اى حد عاوز يوصل ليا حاجه هى هتكون المسؤلة ماشي ياسمين متغبيش بقي
أمالت ياسمين رأسها بايجاب وقد نبض الحماس داخلها وهى ترى أن باقى الفرقة يتهافتون عليها بالتعريف عن نفسهم ويطلبون صدقاتها
لمحت ياسمين نظرة خاطفة رمقها بها رامي وهو يخرج من المدرج لم تعرف