الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 16 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

المبلغ الذي سرقته من أدم لا يزال معها 
فعندما ذهب الى الطبيب أخبره أنها أجرت كل الفحوصات وقامت بدفع مبلغ كبير 
فعلم حينئذ أنها هى من سړقت المال من أدم وخشي أن يواجهها بالأمر كى لا تشعر بالاحراج من نفسها 
شعرت ياسمين بالراحة وعمها يخبرها أنه سيقوم بدفع تكلفة تعليمها حتى تتخرج والى ان تحصل على عمل وأنه يجب عليها فقط أن تتفوق فى دراستها فقالت ياسمين 
حاضر ياعمي هسمع الكلام بس خلينى
معاك وجنبكم هنا 
أنخلع قلبه وهو يرى الدموع تتساقط من عيناها فعلم أنها سمعت بحديثه مع زوجته البارحة فبكي على تلك الصغيرة التى تحملت كثيرا فقال مشفقا عليها أكثر 
أنا قولتلك أنك بنتى فى حد يسيب بنته متقوليش كدا تانى أنا عمرى ما هسيبك ابدا أنسي كل اللى سمعتيه 
شعرت ياسمين أن أدم هو السبب فى ذلك الكلام الذي خرج من ثغر زوجة عمها 
فبقت أسبوعا كاملا فى غرفتها حتى جاءها العم عبده يخبرها بأمر هذا الرجل مرة أخرى فأسرعت إليه 
لترى صندوقا أصغر قليلا من الصندوق الضخم الذي وصل اليها مسبقا وباقة من
زهور الياسمين 
حملته وهى تدخل الى غرفتها ويتولد داخلها بعض السعادة البسيطة قامت بفتح الصندوق بعد عدة محولات فقد كان مؤصدا بقوة وكانت تقطع الشريط پعنف حتى تعرف مابه 
وعندما قامت بفتحه وجدت سلوبيت ابيض بخطوط سوداء بقماش من الشيفون 
وحذاء رياضيا بلون الابيض مع شريط لامع وحقيبة زرقاء صغيرة
كلما تأخذ شيئا منه تجد شئ أخر بالاسفل حتى وصلت الى النهاية لترى ورقة مع جواب بداخله بعض المال 
ربما تتسألين لما أرسل اليك الكتير من الزهور لا تتعبي نفسك فى تلك الاسئلة دعى الزهور فقط على أنفك وستخبرك
ما تركت داخلى من قطرات الحب حتى وصلت اليها 
ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتاها الناعمة باللون الوردى فأقربت الزهور من انفها ليصل اليها رائحتها الجميلة 
فقالت 
مچنون 
فأغلقت الورقة بطيها عده طبقات ونظرت الى المال وهى تتنهد فيدها تشعر بالعجز برغم الخجل 
هرد جمايلك دى كلها ازاى ياسيف 
ليه رامي مش زيك 
شعرت پألم فى قلبها فأخرجت زفرة طويلة ثم وقفت أمام المرآة وهى تمسك بهذا السلوبيت 
ارتدته وهى تنظر الى المرآة باعجاب فجرى اليها الحماس فخرجت فى فناء المنزل تشم عطر الهواء الذي كان مليئ براحة الياسمين 
وبعد إمضاء بعض الوقت مع الزهور قررت أن تذهب الى الطبيب الخاص بها فرجعت لتأخذ المال من غرفتها وما إن عادت لترى دراجة تمسكها لبني يظهر أنها قامت بشرائها فالتمعت عين ياسمين بالخبث وأنتظرت لبني أن تصعد لأعلى وقامت بخطڤها وذهبت مسرعة بها 
لم تتوقف عن الابتسام والضحك وهى تتخيل ردة فعل لبني 
فقد فكرت كثيرا أن تذهب اليها وتخبرها عن المال الذي تشك بأنها أخذته فخاڤت فى اللحظة الاخيرة أن تذهب وتخبر أدم فيأتى اليها من جديد ويوبخها بأنها لم تعد المال الى رامي 
أأأأه يارمي طلعت نااار وأنانى نسيت أننا صحاب فى ثانية وحړقت دمى 
أنقلب وجهها الى العبوس وهى تتذكر ما مرت به معه منذ الصغر 
حاولت أن تطرد تلك الأفكار وتخبر نفسها أنها ملت من الحزن 
وما إن وصلت الى الطبيب وجدت هالة تجلس على العشب وتقطف الزهور أسرعت اليها وقاما بالترحيب ببعضهما 
كويس أنك غيرتي من نفسك ياياسمين 
أأه الحمد لله التغير مكنش سهل بس أديت لنفسي فرصة 
بصراحة أنت بنت جميلة ورقيقة 
نظرت ياسمين اليها طويلا وقالت 
وأنت كمان ياهالة جميلة ليه مابتديش لنفسك فرصة 
أكيد التحسن بيجي مع الوقت بس أنا حاسة أن صوتك بقي ناعم شوية عن الأول 
صوتى ايه أنا عاوزة نفسي من جوه اللى تتغير 
اللى يشوف عزيمتك وأنت بتتكلمى أول مرة ميشفكيش دلوقتى 
فوكك خلينا فيك 
لا فيا ولا فيك خلينا نفرح شوية من النكد 
بقت ياسمين وهالة يقصون على بعضهما ما حدث فى الفترات الاخيرة يحكون ساخرين على حياتهم وما فيها من متاعب فقالت هالة 
تفتكرى ياياسمين هنبقي طبيعين في يوم من الايام 
مش عارفة بس الدكتور بيقول ان لازم اقنع نفسي أنى طبيعية 
بيقولى كدا برضه بصي استنيني لما أخلص عند الدكتور ونروح نلف مع بعض ماشي 
وبعد مرور الساعات وأنتهاء كلا من ياسمين وهاله من زيارة الطبيب أختاروا أن يذهبوا الى أحد المطاعم 
وعندما أنتهوا 
جلست هالة خلف ياسيمن وهى تقود الدراجة ولم تتركها وأخبرتها أن
تعرفها اين طريق بيتها حتى تقوم بزيارتها
وفى الطريق شعرت ياسمين بالإجهاد فأخبرتها هالة أنها من ستقود الدراجة 
وبقت ياسمين تعرفها الاتجاهات وفجأة تعطلت المكابح ولم تتوقف الدراجة عند النزول من المنحدر بقت الإثنتان ېصرخا وياسمين تصيح بأنها عين لبني وهالة تخبرها من هى 
وفجأة ظهر شاب يرتدي ملابس رياضية يقف فى منتصف المنحدر فازاد الصياح أكثر 
أشارت هالة
لشاب لكى يبتعد فاسرع الشاب يبتعد عنهما لكن عاد مرة أخرى ووقف أمامهما فاصطدم بهم وطارت أحدى عجلات الدراجة على الرصيف 
إيه دا إبعد يامنحرف هتفت بها هالة على قارعة الطريق وهى مع هذا الشاب الذي قام بإمساكها حتى لا تسقطت على الرصيف 
أما
ياسمين فقد ألقت نفسها على الرصيف قبل الارتطام 
وبقت تنظر اليهما وتضحك على موقف هالة وهى تصيح فى وجهه الشاب 
فوقف الشاب امامها
وقال 
مكنش ينفع أسيب بنتين حلوين يقعوا على الارض 
بنت فى عينك أنا راجل
ياض صدقيني ياسمين أنا فاهمه حركاتهم دى دا هو ما صدق 
هتفت بها هالة وهى تشير الى الشاب بعيناها المستديرة التى تشبه لطافة الارنب ثم قامت بسحب ياسمين التى كانت تضحك برغم خدوش يدها التى تنذف ويمشون فى الطريق وما أن ابتعدوا عدة خطوات علا صوت ضحكاتهم الساخرة 
حتت موقف عيل تييييت 
اللى ضحكني أنك بتقوليله أنك راجل وصوتك كان مسرسع 
منظر الولد يضحك وهو بيبص لينا 
اتنين بيتعالجوا نفسيا يعني تتوقعى ايه وبعدين ايه العجلة الخربانه دي 
لم يتوقف الاثنان عن الضحك حتى وصلت ياسمين الى المنزل فدخلت معها هالة تنظر الى المنزل بتفحص حتى وجدت شابا طويلا بعيون رمادية يهرع الى ياسمين ويمسكها من زراعيها

ويقوم بتوبيخها 
كنت فيين كل دا أنا مش قولتلك مفيش خروج قبل المغرب بساعة 
ايه دا مين دا ياسمين وبيكلمك كدا ليه وبعدين ايه شغل الحضانة دا مغرب مين يابابا 
أنتبه أدم إلى تلك الفتاة التى ترتدي ملابس شباب فنظر اليها باستحقار وهى تتحدث معه پغضب ساخر 
عم عبده مين اللى دخل البنت دى هنا 
قامت ياسمين بسحب هالة من أمام أدم وذهبت مسرعة الى غرفتها 
فقالت هالة 
مين الولد دا فاكر نفسه مين عشان يكلمك بالاسلوب التييت دا
ابن عمى اللى حكتلك عنه 
أدم بتهزرى والله خسارة فيه الحلاوة اللى فيها أنا تخيلته من كلامك ضبع جربان 
ضحكت ياسمين على كلام هالة الساخر وجلس الاثنان مع بعضهما حتى أرتها ياسمين الملابس التى تأتى اليها والزهور 
شكلهم حلو أووى ياسمين شكل الواد دا ھيموت عليك أنا لو منك أتجوزه 
ههههههه مش لدرجادي أنا حاسه أنه بيشجعنى أما من نحية الحب بصي هو مجرد هااا مش عارفة اقولك ايه 
بعد مرور الساعات وقفت هالة تستعد للمغادرة فأخذتها ياسمين تودعها عند فناء المنزل لترى أن أدم جالسا على مقعدا فى الحديقة وينظر اليهما بنظرات خاطفة 
فى تلك اللحظة 
ظهر نفس الشاب الذي اصطدم بهما فأشاوا الي بعضهم پصدمة 
أنت ايه اللى جاب هنا 
مش دا بيت ناجى 
مالو برأسهما بايجاب فقالت 
يبقي بيتي 
نظر الاثنان له بغرابة فوقف أدم ينظر اليه بشوق جارف ويهتف 
نادر 
ابتعدت ياسمين وهالة عند بوابة المنزل وهى تقول 
أأأه أنا دلوقتى افتكرت دا بن عمى نادر أنا كنت بقول شوفته فين قبل كدا 
هو أنتوا كلكم حلوين ازاى كدا 
ابتسمت ياسمين وجاء فى خاطرها فى تلك اللحظة كلمة رامي لها أنتم كلكم حلوين كدا معندكش أخت بنت 
تنهدت بحزن فأخبرتها هالة أنها ستذهب وقاموا بتوديع بعضهما 
رجعت ياسمين وهى تنظر الى الاخين وهما يتعانقان بحرارة 
فقال نادر وهو يشير اليها 
هى دى ياسمين اللى حكتلى عليها ازيك ياياسمين أنا نادر فاكرانى 
شعرت ياسمين بالاحراج وهى تنظر الى أدم اعتقدت بأنه اخبره باشياء مخجلة فلم ترد عليهما وصعدت الى غرفتها 
جاء الصباح محملا برياح مملوءة بالاتربة قررت أن تذهب الى الجامعة فحاولت الخروج مبكرا بدون علم ادم وتسللت بدون أن يراها العم عبده أيضا 
وخاصة ان طوال الليل كانت لبني تطرق الباب پعنف بسبب دراجتها التى رأتها محطمة 
وبعد ان وصلت الى الجامعة جلست أمام المبني الخاص بكلية الهندسة تنتظر موعد المحاضرة مرت ثلاث ساعات عليها وهى تنظر الى العشب والورود الحمراء التى تزين مدخل الجامعة 
لمحها سيف وهو يمر على الطريق المؤدي الى مبناه فاقترب منها والجميع ينظر اليه وما أن رأته أنتفضت واقفة ووجها يتلون خجلا 
فقال لها وهو يرنوا اليها باعجاب 
زهرة الياسمين 
تعرفي انك أحلا من الزهور نفسي اقول كدا لشخص اللى اختر اسمك 
ابتسمت وهى تراه ينظر اليها باعجاب فأردف 
هتخلصي امتى محاضرات 
على الساعه ثلاثة 
بصي ساعة ماتخلصي انتظريني هنا هوريك حاجة مهمة 
لا يعلم انه قام بايقاظ فضولها فبقت طوال
اليوم شاردة تتسأل بما يريد أن يريها لكن تلك التسؤلات كلها تلاشت وهى تجلس فى المحاضرة فى المدرج السابع وترى رامي يدخل أمامها ويرمقها بنظرات لا تختلف عنها 
جلس فى المدرج الأخير فبقي مقابلا لظهرها يراقب كل تصرفاتها ولكن جلس وراءها
بعض الشباب يحجبون الرؤية
عنه 
صدمت ياسمين وهى ترى زملاءها الشباب والبنات من
ايام المتوسط ممن هم فى فرق أخرى وجامعات مختلفة عنها يجلسون خلفها يهمسون ويضحكون بصوت هامس يصل اليها واضحا 
تنصت لكلمات لكن بقت تحاول أن تركز مع المحاضرة 
كلما يتحدث الأستاذ الدكتور ترفع يدها وتسأل وتجاوب وتظهر لهم أنها لا تعيرهم أى أهتمام 
اسمك ايه ياطالبة 
هتف بها الاستاذ الدكتور أمام الطلاب وهو يرى أن ياسمين تملك عقلا كبيرا بتفوق وتتجاوب معه بأسئلة ذكية للغاية 
هتفت بأعلا صوتها الذي ينبع بداخله الثقة حتى هى لم تصدق نفسها وجرائتها 
زهرة الياسمين 
هنا ظهر صوت زملاءها الذين يجلسون خلفها يضحكون بأعلا صوت بسخرية مريرة جعلتها تغمض عينها پألم وتطلب القوة من الرحمن 
فهتف الدكتور 
اللى بيضحك وراء قم ياخويا أنت وهو تعالوا هنا منشوف بتضحكوا علي ايه 
وقف الشباب يرمقون ياسمين ويهمسون لها بافظع الكلمات وهم يذهبون الى الدكتور 
اكتب اسم أنت وهو هنا 
فى تلك اللحظة وقفت ياسمين وهتفت 
مش فى القسم هنا يادكتر فى جامعات تانية واسمهم 
أقبلت ياسمين تهتف بكل أسم لديهم 
فانفعل الدكتور وامتلئ وجهه بالڠضب وقام باحراجهم وقام بطردهم شړ طرده وأردف 
أى حد مش فى القسم يخرج بكرة 
وقفت الفتيات زملاءها وقاموا باطلاق السباب لها وخرجوا من القسم وقال الدكتور 
زهرة الياسمين بعد كدا تعدى فى الدسك الاول لانك هتكون القائد فى الفرقة الاولى اى حد عاوز يوصل ليا حاجه هى هتكون المسؤلة ماشي ياسمين متغبيش بقي 
أمالت ياسمين رأسها بايجاب وقد نبض الحماس داخلها وهى ترى أن باقى الفرقة يتهافتون عليها بالتعريف عن نفسهم ويطلبون صدقاتها 
لمحت ياسمين نظرة خاطفة رمقها بها رامي وهو يخرج من المدرج لم تعرف
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 24 صفحات