الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 15 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

حد أمتي هتهربي ياسمين واجهي الناس كلها نسيتي حلمك نسيتي كنت بتقولى ايه هتعشي حياتك ازاى وانت بتهربي ومش قادرة تواجهي اى حد اقفى اقفى 
عاوز اتكلم معاك تعال قالها سيف وهو يقف أمامها وينظر الى داخل عيناها 
مش عاوز
اتكلم سبني لوحدي وابعد 
قام سيف برفع يده بتلك البطاقة أمام عيناها التى سقطت منها منذ أخر مقابلة بينهما 
شهقت وهى تنظر اليها فرفعت يدها مسرعة تسحبها منه لكن قام بخفيها فى جيب بذلته بجانب صدره 
ابتلعت ريقها وهى تخطو خلفه حتى وصل الى المبني الخاص بطلاب كلية تجارة 
أشار اليها وهو يقف أمام تلك الغرفة بلافتة المعيدين والاساتذة 
أعدى 
رفعت بصرها اليه وهى تراه يتحدث معها كا أنثى 
فأردف بلهجة لم تسمعها منه من قبل 
أنت كنت بنت بصراحة فى البداية اټصدمت من حاجة زي دي هتصدقيني لو قولتلك أنى كنت بشوفك بنت مش عارف ليه 
كنت بحسك غريب دلوقتى حاسس انك طبيعية 
معرفش ظروفك كانت ايه بس متهربيش من حد تاني 
لا تعلم ماذا تقول فى هذا الموقف فرفعت عيناها اليه لترى أن نظرته لها متغيرة تماما عن السابق 
شعورا غريبا أحتل كيانها وهى تنصت الى كلامه 
انت أقصد ياسمين انت فيك كل حاجة حلوة ياياسمين بس فية حاجة شغلاني ومستغرب منها 
لييه كل ماتشوفيني تضربيني لا بتكلم معاك بجد 
قالها وهو يبتسم ثم أخرج من جيبه
تلك البطاقة الطبية وقدمها لها 
أنا اسف على كل حاجة 
وعندما بسطت يدها لتأخذها قام بسحبها مرة أخرى 
وأردف وهو يبتسم 
اتمني تنسي اللى فات ونفتح صفحة جديدة هاااه ماشي ياياسمين 
كان ينطق حروف اسمها متلذذا بكل حرف بطريقة جعلت وجهها يتورد خجلا 
فاقتربت منه حتى تأخذ البطاقة لكنه ابعدها عنها كأنه يريدها ان تقترب منه فقال لها 
بنت زيك مفروض تلبس زي الاميرة ولا إيه 
نجحت فى المرة الثالثة بسحب بطاقتها من يديه وخرجت مسرعة من أمامه فقال مودعا وقد شعر بالتوتر من اقترابها منه 
لو احتاجتي حاجه فى الكلية تعالي هساعدك 
كان يتابعها وهى تجرى من أمامه ويتذكر عندما ذهب الى اسم المشفى المذكور فى بطاقتها ويسأل عن معلومات تلك البطاقة
لا ينكر الصدمة التى تركته بها الممرضة بعد أن أخذت المال لكي تعطيه معلومات عنها 
لكن أختفت الصدمة وهو يتذكر أن عيناها كانت دائما منكسرة حزينة 
أشفق عليها كثيرا فقد كان دائما عڼيف معها وشعر بالراحة أيضا من هذا الشعور وسخر من نفسه وهو يرى أن عيناه كانت تشعر بها وتعرف ماتراه 
لكن عقله كان غبيا 
لايعلم بأن كلماته تركت أثرا طيبا داخلها جعلها تتقوى بها جعلها تبتسم لأول مرة تهرب من عيناها دموع السعادة 
بأن يعترف رجلا بأنوثتها وليس هذا فحسب ومن سيف الشاب الأكثر بغضا 
تساءلت هل سيكون رد فعل رامي مثله 
ذهبت مسرعة الى مبني جامعتها لأول مرة تشعر بحماس لأول مرة ترفع رأسها 
تنظر الى الجميع لترى نظرات الجميع لها التى كانت تخشاها ماهى الا نظرات إعجاب 
دخلت الى المحاضرة الاولى الثانية الثالثة ونست تماما ان الساعة تجاوزت الخامسة مساءا 
خرجت من مدرج المحاضرة لترى أن الشمس تذهب مودعة ويظهر القمر على سطح السماء 
قصدت موقف الحافلة والبسمة تعلو شفتاها وبعد ان وصلت الى البيت 
بقت فى غرفتها أربع ساعات من السعادة والهدوء أمام مرآتها 
ظهر صوت طرق الباب مباغتة پعنف قامت تفتح الباب لتجد أدم بعيناه الغاضبة 
روحت فييين 
أنطقى كنت فين 
شعرت ياسمين بالخۏف من عيناه ومن صوته المرتفع فقالت بتوتر 
كنت فى الجامعة 
انا قولت لك ايه 
ما أنا ملقتكش فروحت 
كذابة يعني عاوزة تفهميني أنك ركبت اتوبيس 
ركبت فين وجنب مين 
كان أدم يتحدث بسرعة وڠضب حتى شعرت ياسمين بالخۏف
من أن يقوم بټعنيفها فابتعدت عنه تدخل الى غرفتها وتوصد الباب خلفها لكنه دخل وراءها 
وعندما شعر أدم بخۏفها وارتعاشة شفتاها 
حاول كتم غضبه وخرج مبتعدا عنها وهو يزفر بشدة 
ظلت ياسمين تبكي طوال الليل على مابدر من أدم وشعورها أنها تحت رحمته فعمها أكثر الأوقات خارج المنزل 
وتمضي الايام 
كلما تريد أن تخرج من البيت يتأسف لها العم عبده ولا يفتح لها بوابة المنزل 
واستمر أسبوعا كاملا على هذا الحال 
حتى جاء العم عبده يخبرها أن هناك رجلا يريد رؤيتها فذهبت مسرعة إليه لتجد انه رجلا غريبا يعطي لها صندوقا كبيرا أبيض بشريط ذهبي وباقة ورود زرقاء يخرج منها عطر فواح ينعش القلوب ويخبرها أن تقوم بالتوقيع على استلامه فى ورقة 
أخذت الصندوق الكبير تحمله بصعوبة وترفعه الى يدها فلمحت أدم وهذا الشاب الذي يرتدي ملابس رياضية ينظروا اليها 
فأسرعت بالذهاب الى غرفتها حتى لايتبعها أدم 
وضعت باقة الزهور على فراشها بعد ان لثمت عطرها وتعجبت من جمالها 
وأسرعت بازالة الشريط الذهبي بصعوبة من الصندوق فضولها يشعل قلبها وعقلها 
رفعت غطاء الصندوق بفارغ صبر لينعكس داخل عيناها فستانا ورديا مع نقشة ورود حمراء صغيرةعلى طرفيه وفستانا أبيض هادئ 
أقبلت تفرغ محتويات الصندوق اكسسوارات نسائية براقة
زهور حمراء فى كل مكان وفى نهاية الصندوق وجدت جواب بجانب حذاء أحمر لامع 
رفعته بسرعة أمام عيناها تقرأ مافيه 
الزهور لا تعيش الا فى مكان رطبا بالمحبة يملك رائحتها وهذا المكان فى قلبك فقط فهل تقبلي ياأميرتي 
معقول يكون سيف 
لا مش ممكن بس هو قال انى لا لا 
أومال مين 
قالتها والابتسامة على وشك ان تمزق وجهها من كثرة السعادة 
ياتيييت
ياسيف هدوم داخلية 
لا وكمان على قدى لازم أحذر من الولد دا 
لم
تستطع أن تغلق عيناها من فرط السعادة وخاصة من عطر الزهور الزرقاء 
كلما يمر بعض الوقت تذهب وتبحث عن الملابس تخشي من أن يكون حلما جميلا وتستيقظ على أختفاء كل شئ 
كانت الابتسامة تتوج شفتاها وترسم داخل عيناها بخيوط السعادة 
أول مرة فى حياتي أكون سعيدة كدا انا بجد فرحانة 
غلب النوم عيناها وفى أحضانها الزهور الزرقاء ليأتى الصباح مصاحبا لزقزقة العصافير التى تقف على شرفتها فكان عطر الزهور مناديا لها 
تثآبت وهى تشعر بخفة جسدها وقامت على خزانة ملابسها تنظر الى الاكسسوارات 
جاء العم عبدو يخبرها أن تهيئ نفسها لذهاب الى الجامعة وان أدم سينتظرها فى الخارج 
مرت ساعتين كاملين تنظر الى مرآتها التى أصبحت تعشقها أكثر وهى تنظر الى نفسها 
كانت المرة الأولى التى ترى فيها جمال عيناها وشفتاها وقوامها وضحكتها 
وضعت زهرة زرقاء داخل شعرها القصير الاحمر وارتدت قرط

الاذن الطويل حمدت الله انه من النوع المضغوط فهى لم تثقبهم أذناها بعد 
اختارت اليوم الفستان الأبيض بأكمام واسعة وارتدت حذائها الاحمر الخفيف 
خرجت من بوابة المنزل لتهب إليها نسمات الخريف ترحب بها حتى جعلت ملابسها تتطاير مع شعرها 
نظرت اليه بعبوس وهو ينتظرها فى سيارته فتمتمت 
كويس ان لبني مجتش هفففف هحاول اتجنب اي نقاش معاه انا عاوزة احافظ على شوية الفرح اللى فيا 
لو تم سحره من كافة ساحرات الدنيا لن يتم سحرة بتلك
الطريقة التى ينظر بها اليها 
كأن عيناها عالما شاسعا يرحب به ليسكن داخلها 
كأن عبيرها يعانق أنفه بنعومة يسمح لقلبه باستنشاقه رويدا حتى يزف داخل عروقه بمشاعر لم يعد يستطيع أن يخفيها 
خرج من سيارته يخطوا اليها ليأتى صوت ينتشله من رسم عالمه الخاص معها ويتلطخ ألوان أحلامه 
إسلام 
هتف بها صاحب العينان المتمردة الزيتونية ليصب داخلها بالړعب وهى تلتفت اليه 
الفصل الثالث عشر 
ارتفع صوت قلبها ينبض بقوة لاتسمع سوي خفقانها ولا ترى عيناها سوي الضباب التفتت إليه وفكها السفلي يتدلى لأسفل 
عيناه المتصفحة الجريئة تجعلها تخجل من نفسها حتى شعرت بأن ثقتها أهتزت 
يعنى اللى سمعته صحيح قالها رامي بجدية وعيناه تنظر اليها بجرائة 
نفسها تبرر داخلها ربما تملى عليها الكلمات حتى تصل الى شفتاها لكن توقفت بل شلت عن الحركة لم ترد أبدا ان يعرف من أحد سوي منها بطريقة متدرجة 
لكنها تأخرت 
هتف بها رامي وعلى وجهه نظرة إستحقار ومن ثم أدار ظهره ومشي فى طريقه فاقترب أدم من ياسمين يمسك بيدها فكانت باردة شبه
ضائعة فقد مرت الكلمة على أذناها كالصاعقة التى ألقت رعدها على كافة أنحاء جسدها 
أطمئن أدم وهو ينظر الى رامي وقسماته العڼيفة وبرغم كلماته المؤذية لياسمين إلا أنها تركت فى نفسه الراحة فما كان يخشاه ويؤرقه طوال الأيام الماضية لن يعود بل اختفى الطريق الوعر من أمامه بسهولة 
وبعد ثوانى من الصمت والضياع رفعت بصرها الى أدم لتره يرنوا اليها بنظرات أخفاها الضباب عن عيناها دارت لتذهب الى البيت مسرعه ولم تشعر باليد التى تقيد يداها بعروق قلبه تمنعها عن الذهاب 
ابعد أيدك مش راحة ابعد 
هتفت بها ياسمين پعنف والدموع على وشك الهروب من عيناها لم يرد أن يترك يدها أبدا يرد فقط أن يبقي معها لكن عيناه وهى ترى حزنها البأس على رامي يجعله يغضب وينحرق بلذعة الغيرة النازفة 
فتركها 
وبالفعل كانت الأسوء فقد وجهه اليها كلمة كانت تخشاها كثيرا من الأخرين ولم يأتى فى بالها أنها ستخرج من شفتاه يوما 
عاد اليها ثقل جسدها لا تستطيع النوم سوى ساعة أو ساعتين لم تتوقف تلك الخيالات عن الاتيان إليها 
الشئ الوحيد الذي يجعلها تستمر فى الحياة هى أحلامها التى تأتى فيها والدتها تشعر بلمساتها حنانها 
كما كانت تفعل دائما قبل أن تذهب الى جوار ربها 
قامت من الفراش وهي تشعر بالمړض جلست فى شرفتها تنظر الى السماء والنجوم ثم ذهبت تجلس بجانب طاولة وأقبلت تخرج مشاعرها فى ورقة صغيرة 
تعالت اصوات قلبي بالاشتياق 
فكان مؤلما لى بوحدتي الصماء
التمعت عيني بقطرات الحب 
تشتهى عناق تشتهى نبضات 
أن لبشر يرى مابداخلي 
من البوس والحزن ضاع عقلي 
والمؤلم 
طارت سنوات عمرى هباء 
فى خلية الحياة وحيدة 
أترانى ام انى لا أراك 
هل تسمع نبضات قلبي 
أم علتي وصلت لحد السماء 
وتمضي الايام 
كانت تجرى بسرعة على الجميع لكن تمر على قلبها بخطوات السلحفاة العجوز 
شعرت بحاجة ماسة بالذهاب الى الطبيب لكن لم يكن معها أى مال فاختارت أن تذهب الى عمها فى الليل الثقيل وقفت أمام غرفته الرئيسية ليتسرب اليها همسات بإسمها فاقتربت أكثر من الباب تلتقط الكلمات 
هتفضل قاعدة معانا هنا إزاى وفيه ثلاث رجالة 
متقوليش انها فى محڼة حاول تأجرلها شقة 
إتصرف 
وطى صوتك ياريهام العيال هتسمع 
البت اللى اسمها ياسمين دى تطلع مين هنا لإما أنا اللى هتطلع 
وضعت ياسمين يدها على ثغرها پخوف وهربت الى غرفتها تبكي فكيف لها أن تخرج من البيت والى أين فهى لا تملك من حطام الدنيا سوي عمها 
وفى الصباح الباكر 
وصل اليها طرق الباب لترتعد
مما تخشاه وهى تنظر الي عمها بعيون راجية ألا يتركها 
جلس كل منهما أمام الأخر الكل منهما لديه كلمات عالقة داخله ينتظر الأخر أن يفصح لكن الصمت كان سيد الموقف حتى بدأ عمها ناجى عن التحدث وسؤالها بالإطمئنان عليها 
خدي يابنتي الفلوس دى لو محتاجة تشترى أى حاجة 
شعرت ياسمين بالخۏف وهى تنظر الى المال فهى لا تريد أن تكون حملا ثقيلا عليه وخاصة بعدما سمعت كلام زوجة عمها 
فقالت
أنا معايا ياعمي خليهم بعدين 
وأصرت ألا تأخذ المال 
تنهد عمها ناجي وهو ينظر اليها ويربت على ظهرها فقد فهم من كلامها أن
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 24 صفحات