الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 17 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

أن تترجمها 
خرجت ياسمين من المدرج وخطت فى الطريق ذاهبة الى المكان الذي اخبرها سيف أن تنتظره فيه وفى الطريق تجمع عليها الشبان والفتيات زملاءها فقامت فتاة منهم بلكزها فى كتفها والاخرى بلكمها فى وجهها وبقت تنظر اليهم ياسمين ولا تعرف كيف تتصرف بتجمعهم حولها ليظهر صوت ذلك الشاب الذي هو صديق أدم وهو يقول أمام الجميع من طلاب فرقتها و بعض الطلاب الاخرين 
أنا أنا ياسمين ليه ياأدم عملت كدا واتفقت معاهم دا أنا بنت عمك ليه كلكم وحشين 
من ينظر اليها يراها قوية صامدة تنظر اليهم بجراءة لا يرى الصراع الذي بداخلها لا يسمع صرخاتها الصامتة لايشعر بانياب حقدهم ولم يعد يحتمل 
وإقترب منها الشاب مرة أخرى يرفع يده عليها لتقوم بايقافه يد اجتمع فيها ڠضب العالم كله حتى قامت بلوي يده وكسرها فلم ېصرخ من الالم بل من الصدمة وهو يري صديق عمره أدم واقفا أمام
خلع أدم معطفه ووضعه علي ياسمين وقام بسحبها الى سيارته 
كانت تنظر اليه بغرابة وعيناها مليئة بالضباب من هو هذا الذي أنقذها من هو الذي قام بتحريرها من أيديهم 
لم تعرفه الا وهو يجلس فى السيارة يخرج منديلا ويقوم بمسح وجهها وترتيب شعرها بلمسات ليست غريبة عنها 
ويقول بنبرته التى جعلت جسدها ينتفض 
متخفيش أنا معاك 
تلاشي الضباب لتصفى الرؤية تدريجيا على عيناها لترى أدم ينظر اليها بتلك العينان الغاضبة 
جاء الليل بعلو القمر يرتسم داخل السماء بضوءه الشديد التى أخفته السحب عن عيناها واخفت النجوم عن رؤيتها لمحت ذلك الرجل الذي يأتى اليها بالصناديق يقف أمام بوابة المنزل لكن فى تلك المرة لم يكن معه أى صناديق 
أعطها ورقة صغيرة 
ذهبت الى غرفتها وقامت بفتحها تقرأ مابداخلها
عيناك سرابا لبئر يسحبني 
اخطو اليك وارادتى ليست ملكي 
فى الدنيا قالوا ان لكل داء دواء 
فكان حبي لك دائى وانت لى كنت دوائى
قالوا ان الحواس خمس 
وانا اخبرهم ان الحواس سبع
فالحب فى اذني ينصت لهمسك 
الحب فى قلبي يخفقك باسمك 
الحب فى عيني يرى سحرك 
الحب فى انفاسي يلثم رائحتك 
الهواء فى رئتي يمتلأ بحبك 
الحب فى يدي يشعر بخفقك 
كانت تعيد قراءة الرسالة أكثر من عشرات المرات وتترك فى قلبها أثرا حتى شعرت ان الرسالة ليست لها 
معقول كل الحاجات دي متكونش جاية ليا وجيت هنا غلط بس كاتب زهرة الياسمين 
ممكن تكون كناية 
تنهدت وهى تنظر الى الرسالة وتردف 
لازم اتكلم مع سيف 
مر يومين كاملين لم يتحدث معها أدم يقوم بتوصيلها الى جامعتها أمام الجميع ولم
تأتى الجراءة لأحد حتى يرفع عيناه
فى عيناها 
قدم اليها هاتفا جولا بدون كلمة واحدة 
نظرت اليه لتراه انه ليس الهاتف الذي سحبه منها منذ أخر مرة بل هاتف جديد 
أخذته مرغمة فقد كانت بحاجه الى جوال معها 
باقى الطلاب كانوا مصعوقين مما سمعوه لكن كلما ينظرون اليها يروا فتاة جميلة مثل الأميرات فكانت الغالبية معها يحترمونها ويقدرونها وفئة قليله بقت حاقدة بنظراتها فقط لا تعلم أهو بسبب جمالها أم تفوقها عليهم أم بسبب انها كانت 
لم تعد تشعر بالخۏف لم تعد تخشي من نظرات الناس بقت تمشي رافعة الرأس لا تعرف كيف تغيرت 
لا تعلم كيف أصبحت تريد أن تتفوق على الجميع لا تعلم كيف أصبحت تحب نفسها أمام مرآتها 
لم يتوقف
رامي عن الذهاب الى الجامعة ولم يتوقف عن النظر اليها علمت فيما بعد أنه لم يحضر ماحدث لها من تعنيف بسبب عرض كاميرات المراقبة على الشرطة لأن عمها أثر على سجن الطلاب الذين قاموا بمهاجمتها وبالفعل لم يتركهم حتى جعلهم قامو بدفع الثمن غاليا هم وعائلاتهم 
استمرت الايام تجرى كالخيل أصبح هدفها هو دراستها حتى صار التفوق مركزها وبقي اسمها يلمع فى دفعتها 
اقترب الامتحان وبقت ايام قليلا على الاختبار 
وعند أخر محاضرة قام رامي بايقافها وهى تسير خارج المدرج وطلب منها أن يتحدث معها ارادت أن ترفض لكن لم تستطع بسبب 
فوقف الاثنان فى مواجهة بعضهما 
حولت نفسك ليه ليه دخلت العالم دا 
أسمع يرامي أولا أن محولتش نفسي أنا أتولدت بعيب خلقى وبسبب الظروف بقيت اسلام وبعدين صلحت نفسي 
التفتت ياسمين وابتعدت عنه بعد ان قام برمى تلك الكلمة لكن أوقفها وهو يقول 
عاوز فلوسي 
توقفت عن الخطى والتفتت اليه وقد تحقق تخوفها 
هرجعهم ليك فى اقرب وقت اصبر عليا شوية
لا مش هصبر 
أنا معيش فلوس دلوقتى وبصراحة مش هعرف أكون المبلغ دا غير بعد فتره ياريت تعمل اعتبار لصحوبية اللى كانت بينا قبل كدا 
التمعت عين رامي بالخبث فقال وهو يرفع حاجبا عن الاخر 
انا عارف
تردهولى بسرعة ازاى 
ضيقت عيناها وهى تنظر الي عيناه
الزيتونية وتتنبأ بشئ لن يعجبها 
الفصل الرابع عشر 
إبتسم وهو يرى نظراتها له المتحفظة التى تجيد قراءة عيناه الخبيثة وتلاعبه بالحروف ظهرت منه ضحكة خفيفة ساخرة وهو يقول 
مالك بتبصيلي كدا 
أنت أخر واحد ممكن أبصلك 
انتبهت له بنظراتها المتفاجاة تنتظر كل كلمة تخرج من شفتاه السميكة تريد أن تفك شفرة عيناه وما بها من نوايا تعلم أنه سيد الخبث يتلوى كالأفعى عندما يريد شيئا 
فاردف رامي بعيون جدية 
تيجي تشرح ليا المواد لو أنا نجحت مش هطلب منك اى فلوس 
لم تتوقع ابدا صدور تلك الكلمات من رامي خاصة أنه شخص غير محب لدراسة فكثير ماكان يهرب من الفصول الدراسية ولا يذهب الى الدروس الخاصة فبدأ الشك يجول داخل عقلها بتساؤلات غامضة 
فقالت له وهى ترفع حاجبا وتنزل الأخر بغرور 
هفكر 
بكرة الساعة أتنين هستناك فى كافية الجامعة 
عضت شفتاها بضيق فدائما مايضعها أمام الأمر الواقع بدون شروط فردت عليه معترضة 
نعم دا معاد محاضرة 
لو مجتش فى المعاد دا هاروح لعمك أطلب الفلوس 

خلاص خلاص بكرة الساعة أتنين بس بشرط 
وهى تفرق إيه 
تفرق كتير 
رد عليها رامي 
خلاص يامهندسة ياسمين قال حروف إسمها بطريقة تعطى لكل حرف حقه من السخرية 
فنظرت اليه باستحقار وذهبت فى طريقها تحت نظراته المتفحصة 
كان يشعر بالضيق من تصرفاتها العدوانية معه وخاصة بعد أختفاء بعض بزلاته الانيقة لكن زاد أكثر عند ملاحظته لإختفاء ساعته الذهبية التى أحضرتها له أمه فى أول وأخر لقاء جمعهما وكان يحتفظ بها يلثم رائحتها كل ليلة 
لم يعد يحتمل ماتفعله به وقد انعدم الامان بينهما فقد كان يخفى ما مر به طويلا بسبب صغر سنها ودخولها الى عش الزوجية فى سن صغير لكن نضجت الان ولم تتغير برغم صبره عليها 
فأنتظرها فى غرفتهما يمشي پغضب وعندما ودخلت عليه وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة هتف بغيظ
مش ملاحظة أنك زودتيها حبتين يالبني طب مش خاېفه من أنى أعرف أنك تنهيدة 
بتكلمنى كدا ليه ياأدم وبعدين متتكلمش بالألغاز
خليك واضح وصريح 
أطلق زفرة طويلة وقال پغضب 
يعني مش عارفة أنا بتكلم عن إيه قالها وهو يلقي بجانبها صندوقا فارغا الخاص بساعته الرقمية 
لمح نظراتها المترددة وتشتت كلماتها المبهمة فأردف 
لو كنت طلبتي منى فلوس مكنتش أتاخرت عنك وأنت عارفة كدا كويس لييه تسرقي لييه وكمان تتهمي البت اليتيمة الغلبانة أنت ليه بتعملى كدا 
وقفت لبني وقد أنقلبت قسماتها للڠضب وتهتف به
يتيمة وغلابة قولى بقي الحرباية ضحكت عليك بكلمتين وجاي تطلعهم عليا أنت عمرك ماهتتغير يا أدم هتفصل حطيتني بدور المتهم
فى حين أنك مش عاوز تعترف أنك اللى غلطان 
غلطان 
ليه دايما شايفه أن مشاكلنا فيها غلط وصح مشكلتك يالبني أنك دايما بتحكمي ونسيتي أن الغلط فينا إحنا الاتنين وكان غلطى أنا الأكبر بداية من سكوتى عليك وصبري انى اسيبك طول اليوم عند أهلك بعيده عنى ومترجعيش غير بليل وأجى أوجهك تقولى أهلى وأهلى طب وأنا مليش نسيب فى اى حاجة سيباني لوحدى أكل لوحدى أكلم نفسي 
تعرفي أنت الخسارنة أنا أدتلك فرص كتير وأنت استغلتيني 
خل أهلك بقي ينفعوك وخليك قاعده فى حجر أمك وأقسم بالله الساعة لو مرجعتش وهدومى مش هبلغ فيك صحيح بس هبلغ فى اهلك 
ومن ناحية الفلوس إشبعي بيها 
جحظت عين لبني پخوف وهى ترى أن أدم كشف أمرها وان عيناه لم تعد تنظر اليها بل فقدت بريقها الذي كان ينير لها فى الماضي فقالت 
يعني ايه كلامك دا عاوز تطلقنى ياأدم بعد كل دا 
فرد أدم مقاطعا 
أنا بقي عاوز أعرف كل دا اللى بتقولى
عليه هو ايه زفرة 
وجعتيني يوم ماشوفتك بتفتشي ورايا وفى هدومى كنت بسأل نفسي أنا قصرت معاك فى ايه 
كل حاجه قدامك مش ناقصك حاجة 
كانت لبني تنصت الى كلماته وتتذكر كلمات والدتها لها بأنه سيأتى يوم ويتغير كأى رجل وينظر الى غيرها فأخبرت نفسها كان عندك حق ياماما 
فاقتربت من أدم تعانقه وبقلبها شعلة ڠضب وهى تقول 
أنا اسفة ياأدم سامحني ياحبيبي ڠصب عني أنا لسه صغيرة وكنت بتعلم لسه وأنت عارف أرجوك سامحني مش هقدر أعيش بعيد عنك وأنا معتش هقرب من فلوسك تاني أنا غلطت وهعوضك عن كل حاجة 
رفع ادم عيناه فى عينها وهو ينتهد وقال بجديه 
ماشي يالبني هعطيك فرصة بس ترجعي كل الفلوس وكل حاجه أخذتيها وتعتذرى لياسمين 
إيييه مستحيل أعتذي للحقېرة دي 
فقال أدم مقاطعا وهو يزيح يدها عن وجهه 
لو عاوزة يالبني حياتنا تمشي فى السليم تسمعي كلامي اللى هقولك عليه بالحرف متخليش امك تلعب فى دماخك ياسمين هتكون زوجتى قريب يعني درتك 
تنسي تروحي لأمك خالص غير مرة واحده فى الاسبوع ساعة وهاجي أخدك 
هتفضلي قاعدة قدامى فى البيت اوضتك هنا وهى أوضته ياسمين هناك ولو صدر منك أى حاجه معجبتنيش أعرفى أنك هتندمي 
كانت لبني تنصت إليه بعدم تصديق وقد شل لسانها عن الحركة وبقت عيناها جاحظة وقدمها تنساب لأسفل حتى وقعت جالسة على فراشها وهو يخرج من الغرفة 
وفى اليوم التالى 
بعد أنتهاء المحاضرة الأولى ذهبت ياسمين الى الكافية الخاص بالجامعة كما أخبرها رامي وفى الطريق إليه قابلت سيف ينظر اليها مبتسما بمرح 
فتوردت وجنتها واقبلت عيناها ترمش من كثرة الخجل فاقترب منها وقال مبتسما 
تعرفي أستنيتك كتير ياياسمين زعلت جدا مجتيش ليه 
تنهدت ياسمين وهى تتذكر ماحدث فى ذلك اليوم ومن ثم مالت رأسها يمينا ويسارا تنفض تلك الذكريات 
فاردف سيف 
بتعملى كدا ليه شكلك لطيف أووى 
بصي أنا مش هأجل الحاجة المهمة اللى قولتلك عليها 
وما إن خرج حرفا من ثغر ياسمين قال سيف مقاطعا 
مش هقبل اى أعذار أو حجج تعالي 
أمسك سيف بيد ياسمين وقام بأخذها الى سيارته وهى فقط تبتسم له وعقلها يخبرها بأن تتحدث معه بخصوص الرسائل 
نظرت ياسمين الى الطريق تظهر له أنها تراقب الطريق وهى فى السيارة حتى تخفى سخونة وجنتيها التى تفضح خجلها الزائد وتنفض كلمات يرسلها لها قلبها بأن سيف عاشقا الى حد الجنون ويعطيها دليلا برسائل الحب التى تصل اليها 
وقفت السيارة فجأة لتخرج ياسمين من شرودها وتتابع سيف وهو يخرج من سيارته مسرعا ويفتح لها الباب خرجت لترى
أنها أمام مبني كبير مصمم بالزجاج الشفاف واللون البينك يضم كافة أحتياجات المرأة ومسجل عليه لافتة الماركة المطبوعة على كل ملابسها وهداياها 
فرانت اليه
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 24 صفحات