الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 12 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

سقط منها القميص فى مجرى المياة 
ياحظك الهباب أعمل ايه بسرعه فكرى قالتها ياسمين وهى تضع أذناها على الباب تسمع إن ذهب أم لا فقد عم الصمت لثوان 
هنا سمعت تحطيم الباب الرئيسي من ركله واحدة ليجرى الخۏف فى قلبها بسرعة ويقل الهوا فى رئتيها 
نظرت الى القميص الذي امتلأ بالماء وما أن انحنت حتى تلتقطه تم ركل بابها الخاص بدورة المياة 
التفتت بسرعة وتقوم بمسك مقود الباب حتى لايستطيع ان يفتحه 
فهتف سيف لها پغضب 
مش هسيبك النهارده غير لما أربيك لو راجل افتح 
فردت ياسمين عليه بتوتر 
ياعم أنا مش راجل اقصد راجل ومش هفتح 
ارتعشت شفتاها وجسدها بالړعب لاتعرف كيف تتصرف عقلها يسرد لها ان علم الجميع بأمرها ستكون ڤضيحة لها خاصة رامي هى لا تريده ان يعرف بأمرها ليست مستعدة بعد الا يكفى ما فعله أدم معها 
وصل اليها هتاف سيف پغضب 
كدا طيب 
قالها سيف ليقوم بتحطيم الباب بركله جعلتها ترجع الى الوراء حتى سقطت على دورة المياة بقوة 
مفيش حد جاله اليوم اللى يقف قدامى 
هتف بها رامي وهو يمسك الباب المحطم فى يده اليسري و ينظر اليه پغضب حتى سقطت عيناه على الرباط الذي يحيط به صدره ليردف بصياح 
قالها بعد أن اقترب منها وعيناه لاتستوعب ماتراه هل ما كان يشك به كان حقيقيا لكن كيف كل تلك 
الفصل الحادى عشر 
خرجت مسرعة إلى النادى وهى ترتدي قميص سيف الذي يبدو كالبحر الشاسع تعوم بداخله بجسدها النحيل 
حمدت الله عندما وجدت باقى الفريق يتحدث فيما بينهم فى وضع دائرة فأسرعت أكثر حتى خرجت من الباب الرئيسي 
أما الاخر كان ملقى على الارض يشعر بالألم بجسده وعيناه شاردة فيما رأته من غرابة 
فعندما رأه للمرة الاولى يلعب الكرة فى المتوسط دار الشك حول عقله لذا أراد أن يتأكد فقام بضربه بقسۏة ذلك اليوم أمام الجميع 
أما الان يريد ان يكتشف ماحقيقة الشئ الذي رأه تنهد وهو يرفع نفسه لكى يقوم من الارض 
فى تلك اللحظة دخل عليه رامي وعيناه جاحظة يرمقه بنظرات غريبة وسيف ينظر اليه طويلا يحاول أن يكتشف أن كان يعرف أم لا 
لكن الضباب يملأ المكان بالغموض فقال سيف وهو يقف على قدميه 
أن تعرف أن إسلام 
وقفت شفتاه عن الكلام فرفع ببصره الى رامي ليرى عيناه متلهفة لتنصت الى كلماته لا يعرف لما اراد أن يخفى ما رأه وأردف مغيرا للموضوع 
لو شوفته هقطعه ميهمنيش إن كان صحبك ولا لا 
صاد الصمت بينهم للحظات ومن ثم خرج رامي من أمامه بدون كلمه واحدة 
متجها الى غرفة تغير الملابس وقف أمام حزانة الملابس الخاصة باسلام وقام بفتحها بصعوبة بسبب غلقها المشيد عليها ليري حقيبة اسلام بداخلها 
أسرعت الى المنزل وقلبها يرتجف پجنون تشعر أن الحياة تميل عليها بكل ثقل الايام دفعة واحدة ولا ترحمها بيوم تسترح فيه من كل الآمها 
دخلت الى البيت وهى تشعر بالإرهاق الشديد والعرق يملأ جسدها حتى تجمعت الأتربة حول وجهها تخفى بياض وحمرة وجنتيها 
صعدت الى غرفتها وهى تنهج بصعوبة على السلم الخشبي وتلتقط الهواء بصعوبة حتى يملأ رئتيها وما إن وصلت وجدت لبني تقف أمامها بعيناها الغاضبة 
لبني 
تعرف لما عمى جمعنا أمبارح عشان يقولنا عليك أنا مصدقتش أنت ليه كلك مشاكل متعيش بهدوء وحل
عننا مش كفاية سړقت الفلوس وهربت 
ياريت بقي تخرج من
هنا ومعتش أشوف خلقتك تانى 
برغم تعبها الشديد حاولت ان تتماسك وترفع ظهرها مستقيما وتقوم بمسح حبات العرق وتقول 
دا بيت عمى وأعد فيه زى ما أنا عاوزة لو بتفكرى يالبني أنك تطرديني زى ما أبوك وأمك عملوا
يبقي أنت عايشة فى الوهم روحى شوفى مصلحتك إجرى 
اااه صحيح ولمى جوزك عليك مبقتش حباه يجيلي الاوضه كل شوية 
إإإيه صدقت أمى لما قالت عليك عيل ناقص 
قصدك تقولى بنت ولا عقلك غايب عن مخك زى ماغايب عن جوزك 
كزت لبني على أسنانها بالغل فاقتربت من ياسمين حتى تعنفها وتصدر صوت بكاء برعت فى تمثيله 
دخلت ياسمين الى غرفتها وأوصدت الباب بقوة فى وجهه لبني 
كل تلك القوة التى بادت على وجهها ليست سوي قناع سريع التلاشي فى صومعتها ليظهر الوجهه الحقيقي لها من بكائها القهرى 
وبعد مرور يومين بدون مغادرة غرفتها جاءها أتصال من عيادة الطبيب النفسي تخبرها المشرفة أن المعاد هو اليوم 
تنهدت وهى تقوم من الفراش وقد عاد اليها الثقل فى جسدها لا تعرف لما لكن تمنت عندما تذهب الى الطبيب أن تطيب نفسها وتستريح 
وعندما ذهبت الى العيادة وجدتها ممتلئة يجلس المړضي فى مقاعدهم الخشبية والعجيب الذي ثار دهشتها أن العيادة تطل على حديقة خضراء مليئة بزهور الكاسليا التى تفضلها 
يدخلون تلك الحديقة بشرط خلع حذائهم والجلوس فى أى مكان سواء على العشب بالأخضر أم تلك المقاعد الخشبية المريحة 
أنتظرت دورها بجانب تلك الزهور طوال الوقت تلثم عطرها 
وما إن حان دخولها عند الطبيب خطت بخطوات أريحيه
جلست أمام الطبيب ونظرت اليه طويلا كان رجلا شديد البياض ذا وجه حسن طيب الملامح بشوش العينان 
أخيرا
جيتي ياياسمين دا الدكتور كامل كل شوية يتصل بيا يعرف أنك جيتي ولا لاء 
ااه دكتور كامل هو لسة فكرني 
طبعا المهم ياياسمين أخبارك أيه 
ردت ياسمين على الطبيب وقصت عليه كل شئ فكان الطبيب معها حكيما فى رده دائما يخبرها ان تتمسك بنفسها وأن تتعرف عليها من جديد 
واستمر ذهابها الى الطبيب كل ثلاثة أيام فى الاسبوع حتى قال لها فى هذا اليوم 
ياسمين أعرف أنى مجرد طبيب بيسمع ليك فقط مش بايدى أقدم ليك غير الكلام اللى ممكن يساهم فى شخصيتك بنسبة ثلاثين فى المئة والسبعين التانين دول هيجوا منك ومن إرادتك لازم تبحثي عن نفسك وتحبيها أنت لحد الأن معرفتيش إذا كنت ياسمين أو إسلام 
أنت بتقوليلي أن مفيش أى تقدم عندك بسبب أنك مستسلمة لتعب اللى بيجيلك كل دا نفسي أنت سليمة مفكيش حاجة 
أمالت ياسمين برأسها الى الطبيب إيجابا وهى تتنهد 
فأردف الطبيب 
أنا بكلمك زي بنتي ان من البداية بعرفك مش هعطيك أى علاج لان العلاج دا بينيم بس مش هيساهم فى حاجة وممكن يقلب بالسلب عليك 
بس هعطيك علاج روحاني 
دايما أقرئ قرآن عشان روحك تبقى خفيفة إصحي بدرى وامشي قدام البحر وعنيك دايما تشوف الزهور والشجر 
الحاجات البسيطة دي بتقوى روحك أتجاه اى حاجة 
اهو أنا مبخدش
منك غير انك تميلي رأسك بس وتيجي تقوليلي أنا مبتحسنش 
بصي متنسيش بكرة هيبقي فيه تجمع ولازم تيجي قالها الطبيب مودعا ياسمين وهى تخرج من العيادة 
وفى اليوم التالي 
زفرت ياسمين بشدة وهى تنظر الى إتصالات رامي التى لاحصر لها فقامت ترتدى ملابسها الرياضية لتشهق وهى تتذكر حقيبتها التى قامت بنسيانها بسبب سيف 
عزمت على الذهاب الى النادى وهى تشعر بالخۏف من سيف وهل أخبر رامي أم لا 
لكنها لن تصمت وستجد حل لتلك الأزمة بسبب بعض الحجج التى فكرت بها طويلا 
وما إن لمحت رامي يلعب الكرة وينظر اليها بضيق فطمئنت من نظراته لها فهى لم تتغير 
فأخبرت نفسها انه لايعلم بأمرها فتنهدت براحة 
يلا روح اجرى شوف

هتعمل ايه 
لا أنا جاهز بقولك يارامى كنت نسيت شنطتى هنا 
مشفتش شنط أبقي أسأل عليها فى المكتب 
أملت ياسمين برأسها إيجابا وذهبت لتستعد للعب الكرة 
أستمر التدريب ساعة كاملة كلما تنظر ياسمين الى رامي ترى الضيق على وجهه حتى أنه يلعب بالكرة پعنف 
حاولت أن ترطب الجو قليلا فأقتربت منه لتأخذ الكرة لم يعطيها لها كلما تشير اليه لا يستجيب فتولد الحماس داخلها للعب وأقتربت منه مسرعة لټخطف الكرة لكن رامي لم يتركها
وأسرع حتى أخذها منها بقوة مما ادى الى سقوطها على الارض فلتوت قدمها 
كتمت الصړخة داخلها برغم قوة الۏجع الذي أدى الى أنفجار عيناها بالدموع 
أنا أسف يااسلام مكنش قاصدي 
قالها رامي لتبسط ياسمين يدها وتدفعه بعيدا عنها پغضب 
وقامت بمفردها من على سطح الملعب بصعوبة رافضة أن تأخذ يد المساعدة 
ولم ترد على رامي الذي أعتذر عدة مرات وطلب منها الذهاب إلى الطبيب وظلت ترفض وتخبره أن يبتعد عنها فأخذ الفريق راحة لمدة ساعه
كامله 
جلست ياسمين فى أرضية الملعب تفرد قدمها أمامها وتنظر اليها شاخصة البصر لا تريد أن تجلس معهم حتى لايروا دموعها وشهقاتها التى كانت كالقنبلة على وشك الانفجار وأنفجرت فى وقت
غير مناسب أبدا 
وظل رامي يراقبها ويرمقها بنظرات غريبة وهو جالسا على المقاعد الخاصة بالنادي 
تنهدت وحاولت أن تتماسك حتى تكمل بقية اللعب وعندما وقفت بصعوبة لمحت سيف ينظر اليها من بعيد ويمسك كرة قدم ويركلها بأقصي قوته لتتجه اليها 
كانت تتابع الكرة وهى قادمة بسرعة رهيبة اليها وقد تركت الدموع أثرا على وجنتيها فأغلقت عيناها بسرعة لعدة ثوانى 
لتشعر أنها بين زراع أحدهم ويتآوه فتحت عيناها بسرعة لترى أنه رامى 
فقد منع الكرة من الوصول اليها لتأتى مندفعة فى ظهره 
لم ترى عيناه من قبل بهذا القرب زيتونية بداخلها عسلا رطبا تحت رموش كثيفة 
شعرت بالتوتر أكثر من إقترابه فقامت بدفعه بعيدا عنها 
لم يعطي لها كلمة واحدة وذهب
مسرعا الى أخيه يدفعه من صدره العريض ليرجع سيف عدة خطوات الى الوراء 
أنت كمان عارف وأنا بقول أنت مقرب منه كدا ليه دايما هتف بها سيف بنظرات خبيثة
بطل بلطجة وابعد عنه 
متحولش تعيش دور الغبي عشان عنيك كشفاك 
لمح رامي إقتراب بقية الفريق منهم فترك سيف بدون كلمة وابتعد من أمامه 
ليخطوا إلي إسلام ويتذكر ما رأه مؤخرا عندما وجد سيف يسرع وراءه منذ أيام فتابعه خوفا عليه 
تساءل ما سر هذا الرباط فقرر أن يذهب الى الحزانة ليبحث فى محتوياتها فلم يجد سوى ملابسه 
عاوز أتكلم معك هتف بها رامي لياسمين وهى ترمقه بنظرات خائڤة تارة والى سيف تارة أخرى 
لا تعلم أن بتوترها هذا وارتعاش شفتاها يلقى داخله افتراضات غير معقولة 
مالت الشمس الى الغروب وأقبل الظلام تحت ضوء البدر والاضاءة التى بعمود أنارة الملعب تسير الى رأسها 
جلست على الارض حتى أفترشت أرضية الملعب تريح جسدها وعندما سمعت صوت خطواته جلست مسرعة تترقبه 
تنهد وهو يجلس على الارض بجانبه ويرجع يديه الى الوراء ويرفع بصره الى السماء 
عملت إيه بالفلوس اللى أخدتها يا إسلام 
التفتت اليه بوجهها منتبهة له وتقول بتوتر بعد صمت دام عدة ثوانى 
أيه إشتريت حاجة كنت محتاجها ليه 
أشتريت ايه قالها رامي وهو يدير رأسه اليه يتفحص لغه عيناه المتوترة 
أدارت ياسمين وجهها الى الامام بسرعة حتى لا يرى ضعفها الذي سكن عيناها 
هقولك فى الوقت المناسب 
أتمنى ميكونش حاجه تخسرنا بعض 
ازدردت ريقها بصعوبة وقد بدأت يديها ترتعش فوضعتها على عشب الملعب تمررها ببطئ وهى تقول 
اااه 
أنتفض رامي واقفا بخطوات مسرعة الى نهاية الملعب بعد ان اخبره ان ينتظره فوقفت ياسمين تتابعه وهو يذهب الى نهاية الملعب 
وعندما رجع وجدته يمسك بكرة قدم ويأتى اليها مسرعا وعندما بقي بينهم عدة خطوات قام رامي بركل الكرة الى ياسمين متستغلا
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 24 صفحات