روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور
طول عمرك بتغير منها وهى صغيرة نسيت انك كنت تيجي تقولى ايه كل يوم بعد المدرسة
أبتلع أدم ريقه بصعوبة وهو يرى نظرة والده الصارمة التى تشع ڠضبا ونفورا كأنه هو الغريب الذى يطلب شيئا ليس من حقه حتى ان ينظر اليه
نسيت كل يوم تعد تزن عليا عشان ابعدها من فصلك ولا أنقلها من المدرسة
كنت بستغرب فيك أزاى ولد عنده 8 سنين يبقي فى قلبه الغل دا وطريقة الكلام اللى كلها غيرة
عض أدم على شفتيه وهو يخرج من مكتب والده مهزوما وقد تركت كلماته فى نفسه أثرا مؤلما فلم يكن أباه يعلم لما كان يفعل ذلك فقد كان يرى اسلام هو فقط اراد ان يحمي نفسه
تنهد وهو يتذكر الماضي عندما رأها للمرة الاولى فى حياته عندما كان فى عامه السادس
ظلت الفتاتين
الصغيرتان يراقبونه حتى لمح أن أباه اشار اليهما أن تذهب ليلعبوا معه ومع أصدقائه
اسرعت الفتاه ذات الفستان القصير اليهم والفتاة الاخرى تتابعها بالخطى لكن ببطئ حتى وصلت اليهم ووقفت تنظر بدون كلمه واحدة
كتم الۏجع داخله حتى لايصدر صوتا لكن صوت الفتاة صاحبة الفستان ظهر عاليا تضحك وتضع يدها على شفتاها
والفتاة الاخرى ذهبت مسرعة تطمئن عليه وتربت على ظهره وتمسك بيديه حتى يقف على قدميه
مال رأسه بايجاب
وهو ينظر الى تعبير وجهها الساحرة وعيناها النابضة بالبراءة رغم صمتها وعبوس وجهها الدائم الا أنها جميلة خلابة جعلت قلب الصغير يخفق بحرارة
أمسكها من يديها برقة أمام الجميع وخطى الى والده وعندما وقف أمامه ابتسم بسعادة وهو يقول
بابا أنا عاوزها عرو
أدم ياحبيبي شوفت اسلام ابن عمك أكرم
ولد هتف بها أدم بدون تصديق وڠضب وهو يبعد يداه عن يده وقام بدفعه من صدره حتى سقط اسلام على الارض يبكي
انت ياولد تعالا اعتذر حالا من ابن عمك
انا اسف يااسلام ياحبيبي هعقبه بس لما يرجع
عاد أدم مسرعا الى الفتاة الاخرى وهو ينظر اليها بضيق ويقول
أنت بنت وحشة مش حلوة
لا أنا حلوة قالتها تلك الصغيرة بدلال ثم أردفت
أنت أدم ابن عمه ناجى أنت شكل مامتك خالص أنا اسمي لبني
اسمك وحش معتيش تيجي عندنا أنت ولا الولد اللى هناك دا
تنهد وهو يتقلب على الفراش بجانب زوجته ويتذكر ايضا وهو ينظر الى ملامحها وهى نائمة أنها كانت تجيد التعامل معه فى سنوات الشباب حتى نجحت فى الوصول اليه بسهولة
وأنه طوال حياته لم يفعل سوي الهروب من تلك المشاعر التى كان يخشاها ويبقي بالقرب من زوجته لبني لعلها تتركه
لبني
همس بها وهو يتذكر البارحة عندما وجد هاتفها ينبه باشعار رساله تظهر على الشاشة بان حسابها البنكى زاد سبعمائة الف
العدد نفسه الذي أتهمت به ياسمين بسرقته
هو لم يجعلها بحاجة الى المال أبدا فلما تسرق منه
رأسه يضغ بكل شئ لكن يسيطر عليه شئ واحد فقط يريد الفوز به
قام من فراشه وخرج من شرفتة بهدوء
الى الشرفه التى بالاسفل
صدم عندما رأى الفراش فارغا والساعه تتجاوز الواحدة صباحا نظر يميا ويسارا وبحديقه المنزل
لايوجد أثر لها فى أى مكان جاء فى خاطره أنها ربما هربت
فهرول الى خزانه ملابسها يتصفح ان كانت فارغة لكن كل شئ فى مكانه قلب الفراش ليبحث عن المال مرة أخرى ليراه كما هو
فى تلك اللحظة تسرب الي تفكيره
جبتي الفلوس دي منين ياياسمين
زفر طويلا واردف
اكيد من رامى هو الوحيد اللى بتمشي معاه
انارت بعيناه شعلة زادت وهجها أكثر فاخرج هاتفه وعقله ينسج له ردة فعل رامي عندما تخبره أنها فتاة
تنهد پغضب وهو يري هاتفه خاليا
من رقمها فاسرع بطلب رامي عدة مرات ولم يجيب
ياريتك كنت سرقتى الفلوس منى
خييير فى حاجه
قالها رامي وهو يقود سيارته فهو يرى من مرآته الجانبية أن اسلام يراقبه طوال الطريق بنظرات خاطفة
فقالت ياسمين وهى تتنهد
مكنش ينفع اللى حصل دا يارامي عمى هيقول عليا ايه لو عرف
مالك يابني خاېف كدا ليه وعمك هيقول ايه يعني غير أنك مع صحابك
تنهدت ياسمين وهى تنظر من شباك السيارة وهى تشعر بالقلق تمنت لو لم يشعر بغيابها احد
لم تتوقف عن أكل شفتاها من القلق والنظر فى عقارب الساعه فى شاشة السيارة حتى تسرب اليها شعور النوم
وبعد عدة ساعات
زادت الرياح الخريف تهب مع شروق الشمس تحمل انتعاش رطبا يمتزج مع رائحة الصباح تتداعب أنفها الصغير من شباك السيارة حتى أستيقظت لتتسلل اليها اشعه الشمس تنير بؤبؤ عيناها أكثر
اخيرا وصلنا مش هتحصل تانى أنت فاهم هتفت بها ياسمين الى رامي الذي كان ينظر اليها صامتا حتى قال وهو يخرج علبة صغيرة من جيب سيارته
أمسك التلفون دا عشان اعرف اوصلك
ايه دا لا طبعا مش عاوز أنا كنت هشترى اساسا
بس بقي ياعم أمسك ويلا اطلع طمن عمك اللى شيلتني همه
ابتسمت ياسمين وهى تنظر اليه وتميل رأسها بايجاب
وبعد أن خرجت من السيارة تابعها رامي بغرابة وهو يقول
أمرك عجيب يااسلام بس لازم عيوبك دي تتصلح
هتف بكلمته الاخيرة
وهو يدير مقود سيارته
صعدت ياسمين الى غرفتها وقد علمت أن عمها خرج الى عمله فدخلت غرفتها وهى تتنهد براحة وتنظر الى علبة الهاتف الجديد وهى تبتسم
جلست على فراشها
وبدأت تفتح علبة الهاتف ولم تنتبه الى الذي يجلس على الفراش مقابلا لها
مشفتش حد متسامح مع نفسه أكتر منك
مرت الكلمات على اذناها پصدمة لتلتفت بړعب اليه حتى خرجت شهقة من ثغرها وهى تراه جالسا على فراشها باريحيه
أنت هنا ليه أطلع بره حالا
أنت نسيت ان دا بيتي وانت مجرد لاجئ هنا جبت الجراءة دى منين ولا عشان فاكر لما اعرف بحالتك دي هشفقك عليك دا أنا
ردت ياسمين مقاطعة
مش هسمحلك تكلمنى بالاسلوب دا أنت فاهم
فى تلك اللحظة علا صوت رنين الهاتف الخاص بأدم فنظر الى المتصل فقال
حظك حلو انى مش فاضيلك اسمع لازم ترجع الفلوس دي لرامي ايوة رامي مالك مصډومة كدا فكراني مش هعرف
ولمى نفسك
قالها
وهو ينظر اليها بضيق ساخر وهى فقط تنظر اليه باستحقار وتقول
أنت فاكر رامي زيك
التمعت عيناه عند تلك الكلمة ليتأكد مما كان خائڤا منه فقال هامسا بسخرية وهو يقترب
من أذناها
وانا منتظر اشوف ردة فعله
عشان تعرفي مين الاسوء قال جملته الاخيرة وسحب الهاتف الخاص بها من يدها بقوة وضغط على عدة أزار به حتى وصل اليه رنين فى هاتفه وهى تتابعه بغرابة
ثم ألقى الهاتف على الفراش وأردف
الدكتورة ريهام مرات عمك هتيجي قريب هى واخواتى بمعني
تعملى حسابك تفضلي فى الاوضه دي متخرجيش منها غير بإذني
قالها وهو يشير بهاتفه اليها ويخرج من الغرفة ويغلق الباب بقوة
زفرت
ياسمين بشدة وهى تراه بهذه الطريقة تريد أن تعيش حياة سعيدة لكن الواضح لها أن حياتها ستكون بها عدة عوائق
ارتمت على فراشها وهى تتنهد لم تتوقف عن التقلب شعور الارهاق يغزو جسدها بثقل رهيب
طوال اليوم لم يأتى اليها النوم برغم التعب الذي بها والخمول
كل زفير يخرج على هيئة تنهيدة مؤلمة تصيح بتعب قلبها
لا تعرف ماهذا الشعور الغريب ولما تشعر بهذا المړض
أستمر الالم اسبوعا كاملا يزداد فى دخول الليل تتقيئ لاتستطيع التحدث مع أحد تنام على الفراش ولا تتحرك عيناها مغلقة وجسدها ساكن عن الحركة لكن حواسها كلها تنصت لما حولها
تشعر بخطوات خفيفة تدور حولها دائما فى الليل الثقيل لكن لم تستطع أن تفتح عيناها من شدة التعب
الشئ الوحيد الذي تعم فيه الحياة هى عيناها التى تتنفس بالدموع المؤلمة التى تخرج الكلمات من قلبها ويبقي التعب ساكن بين أضلاعها يذقها بالمرارة
وفى اليوم الثانى مع مرور شمس الصباح بدا يوم جديد قامت من فراشها بصعوبة من كثرة رنين الهاتف لتلتقطه وتقوم بالرد عليه بصوت نائم
مين
ايه اللى مين انت مش مسجل رقمي لازم تيجي النهاردة فى تدريب مهم
مش هقدر يارامي أنا تعبان اووى
أنت بتهزر يااسلام بقالك اسبوع غايب هو أنا بقلك تعالا نلعب دا شغل فريق ولازم تيجي
خلاص خلاص هاجي
قامت من الفراش بصعوبة بالغة ونظرت فى مرآتها لترى أن دموعها رسمت ممر عابر على وجهها يظهر أثر أوجاعها
زفرت وهى تبحث عن عنوان هذا الطبيب النفسي الذي أخبرها عنه الطبيب المعالج لحالتها
فلم تعد تحتمل ۏجع قلبها الدائم ولم تعد تتحكم فيه فقط يزداد أكثر مع مرور الايام
قامت بالاتصال بالمشرفة الخاصة بالطبيب لتحدد موعد بأسرع وقت ممكن
أرتدت ملابسها بعد أن أخذت استحماما باردا جعلها تفيق قليلا وذهبت الى النادي
لترى كل شخص تكره فى حياتها موجود لكن حمدت الله
ان سيف ليس معهم فرؤيته ليست محمودة وخاصة الان
دخلت الى غرفة تغير الملابس لتراها فارغه تنهدت براحة وهى تغلق الباب الرئيسي
وتدخل الى غرفة محكمة الغلق وتغير ملابسها الى ملابس كرة القدم
وما أن دخلت الى أرضيه الملعب كانت تشعر أنها فى حالة غائبة عن الوعي فى عالم أخر
تجرى أمام الجميع ولاترى اين هى كرة القدم تجرى فقط مع الفريق وتارة اخرى مع الفريق المعاكس
حاجة مسكرة عاوزة حاجة مسكرة
شعر رامي بالڠضب منه وهو يراه ضعيفا هشا يتشبه بالنساء لكن فى نهاية الامر اشفق عليه من رؤيته ينهج بتلك الطريقة ويظهر عليه التعب والتعرق الشديد
فقام ببعث أحد العاملين الخاص بتنظيف النادى ليشترى بعض العصائر الى الفريق
وما أن قامت ياسمين من ارضية الملعب لتذهب الى الحمام رأت اكثر من تخشي وجوده أمامها
والاسوء انه ينظر
اليها بضيق وخاصة بعد أن خلع بذلته الانيقة فى ارضيه الملعب وارتدى ملابس رياضيه ويشير اليه بأنه يتحداه فى مباراة
لكنها ذهبت مسرعة الى الحمام وبيديها علبه عصير وبعض السكاكر
حمدت الله عندما وجدت الحمام الخاص بالرجال فارغا
وأعتبرته حظا وفيرا
أغلقت الباب الرئيسي ودخلت الى غرفة منهم وجلست على الحمام وخلعت القميص الرياضي حتى يأتى اليها الهواء
ايه الحر دا هموووت
هتفت بها ياسمين وهى تقوم بتحريك قميصها يمينا ويسارا حتى يمرر اليها الهواء
ثم أقبلت تشرب قنينة العصير وبعض السكاكر بنهم
حتى سمعت صوت يطرق الباب بقوة وصوتا قويا
يهتف
أفتح يااسلام ياجبان بتهرب منى والله ماهسيبك غير لما اعلمك ازاى تيييييتتت
بعد تلك الكلمة وصل صفير الى اذناها مع خفقان شديد
فقامت من على المقعد پصدمة مرعبة حتى