روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور
عدم تركيزها فجاءت الكرة فى أسفل بطنها بقوة
ايه يابنى مش تاخد بالك وأنا بشوحلك الكرة
مختش بالي
صدم رامي منه وهو لايرى أنه يشعر بأى ألم فالطبيعي أن يشعر مثل الرجال
ابتلع رامي ريقه وقد تقين من بعض الاشياء التى تسمح له بالشك
صاد الصمت بينهم لدقائق حتى بكلمة
مراتى اللى كنت بحبها وكانت بتحبيني زى ماكانت بتقول سمعتها بتكلم راجل فى الموبايل
تعرف كانت بتقوله ايه
أنى مش مكفيها وأنى وأنى
حاجات كتير أوووى يا اسلا
زفر بشدة وأردف
رميتها فى الشارع وطلقتها
تعرف العجيب ايه أنى أهلى عرفوا وعوزين يرجعوها اللى قهرني أكتر عاوزين يرجعوها بعد ماعرفوا أنها زورت فى الاختبار الخاص بيا وقالت أنى مبخلفش
همه الصفقة بتاعت الشركة كانوا مجوزينى ليها عشان المصلحة حتى هى قالتها بس أنا أتجوزتها عشان بحبها
أنا بكره الكذب وبكره اللى واخدينه كدرع حماية
قال رامي كلمته الاخيرة لتنتشل ياسمين من الصدمة الى حياتها التى كانت عبارة عن كڈبة
وضعها والدها فيها وتركها وهى فقط لا تستطيع أن تكشف حقيقتها للخوف من ردة الفعل
الكذب ساعات بيبقي ڠصب عن الواحد يمكن خاڤت تطلقها لما تعرف أنها مش بتخلف
ومين قالك أنها مش بتخلف
قالها رامي وهو يتفحص عيناه
فدهشت ياسمين عندما وصل اليها أنها لاتريد أن تحمل منه فصمت لاتعرف ماذا تقول فى تلك الحالة
بقت تبحث عن بعض الكلمات لكن لاشئ يجول بخاطرها
فأردف رامي وهو يتابع صمته
رد عليا يااسلام اطلقها ولا أرجعها
وقفت ياسمين على قدميها
وقد شعرت بالآلم فيها فوقف
رامي مقابلا لها وهو يقول
اللى هتقول عليه هنفذه
رد عليا متبصليش كدا
دى حياتك وأنت حر مدخلنيش فيها
ايه
رجعت ياسمين الى الوراء وهى تراه ينظر اليها بغرابة حتى شعرت بالخۏف منه نظرت حولها لتجد أن النادى فارغا فالتفتت مسرعة تخرج
بدأ يوم جديد محملا بالهموم قامت من الفراش لتقف على قدمها لتصيح پألم منها
فقد تورمت كثيرا من تأثير الوقعة مررت يدها عليها لتشعر پألم أكثر وعقلها يذكرها بما حدث البارحة من فعل رامي
تسألت مع نفسها
سيف قاله انا حساه عرف ولا أنا اللى مكبرة الموضوع
تنهدت ومن ثم جحظت عيناها وهى تتذكر تلك الكرة التى دفعها رامي اليها لتصيب أسفل بطنها وضعت يدها على فمها وتتذكر أنها لم تبدي أى ردة فعل فشهقت وأقبلت تصيح
زمانه عرف أنا غبية ازاى مخدتش بالي طول عمرك أصفر يا رامي
فى تلك اللحظة علا صوت رنين الهاتف ينبأ برقم رامي
فرجعت على الفراش تتقلب من الخۏف والتوتر
أقوله أيه فكري
زفرت بشدة وقامت بفتح الاتصال
الو نعم أأأه
انت كويس
عضت على شفتياها وهى تسب نفسها وقالت بسرعه مش كويس ابدا أنا تعبان جدا من كل اللى حصل امبارح
بجد
ايوة بجد
قامت ياسمن بغلق الاتصال لتسب كل شئ حتى وقفت امام الباب لترى أن اليوم هو يوم الاجتماع عند طبيب النفسي وأنها تأخرت ساعتين
ذهبت وهى تتسأل هل هذا الاجتماع سيترك أثر أيجابي مثل ماقال الطبيب أم لا
وعندما دخلت الى تلك الغرفة الكبيرة وجدت تسع فتيات وشاب يجلسون مقابلا لبعضهم
أشار اليها الطبيب أن تأتى وتجلس معهم
يظهر أنها جلسة تعارف
وكان الدور على هذا الشاب فوقف يقول
أنا هالة عندى عشرين سنة طلعت من المدرسة وانا عندى 15
طبعا زمانكم مستغربين منى عشان شكلى زي الولد وصوتى مش ناعم زيكم بس أنا مريضة باضطراب الشخصية ولو محدش يعرفه فأنا هقولكم
وأنا جيت هنا عشان عاوزة أتعالج وأعيش طبيعي زي بقيت البنات أنا نفسي أخف بجد عشان تعبت وتعبت من كل الناس اللى ضدي ومش عرفين أن دا مش بايدى وأن زيادة الهرمونات دا بيبقي عيب خلقي كان نفسي أهلى يكونوا معايا هنا عشان يشجعونى بس للأسف أهلى أتبروا منى محتاجة منكم تدعمونى عشان أكون كويسة
كان الجميع ينظر الى تلك الفتاة بعجب الا ياسمين كانت تنظر اليها پألم
وعندما جاء الدور الى ياسمين توترت كثيرا
وابتلعت ريقها وقصت عليهم حياتها بالكامل والدموع تظهر لهم الدليل
وبعد انتهاء التعرف على كل شخصية منهم
كان كل شخص منهم يخبرهم باموره وحياته المعقدة والاخرين يعطوا لهم حلا والطبيب يصفق
كانت ياسمين تضحك وتبكي مع كل كلمة تخرج من أحدهم شعرت أنهم عاشت معهم وشعرت بالآمهم من جلسة واحدة فقط
وعندما خرجت من هذا الاجتماع وعلمت أن الجميع لديهم فجوة وأن كانت تتفاوت فى أحجامها الا أن الجميع يحزن ويبكي
وأن السعادة تأتى وتذهب كما الحزن تماما
كانت ياسمين الأكثر تأثرا بحاله هالة فهى وحيدة مثلها تتشابهم ظروفهم
قصدت ياسمين الموقف الخاص بالحافلة حتى تذهب الى البيت فصعدت الى أخر كرسي تميل برأسها الى الشباك وتفكر فى
كلمات الفتيات لها بأنها يجب أن تعطي نفسها
فرصة
فهى تستحق أن تكون فتاة وليست كأى فتاة فهى تملك قدرا من الجمال والبراءة فى عيناها تجعل الجميع يعترف بأنها أميرة
كانت تتابع أشعه الشمس والمارة حتى وقفت الحافلة لترى فتاة تعرفها جيدا ولم تنسي ملامحها فهى تشبهها فقد رأتها منذ عدة سنوات عندما ذهبت مع والدها الى الطبيب
نظرت ياسمين لها عن قرب لترى أنها ليست سوي فتاة جميلة رقيقة رأت أيضا بجانبها رجلا وفتى صغيرا
يظهر أنهم كانوا فى نزهة
تتابعتهم بعيناها وهم يجلسون فى الحافلة وتتابع نظرات هذا الرجل الي تلك الفتاة التى تقطر حبا الذي عرفت أنه زوجها من خاتمه الذي يتشابه مع خاتمها
وعند نزولهم الى الطريق نزلت وراءهم ياسمين واستمرت تتابعهم فى الخطى
حتى شعرت تلك الفتاة بأن ياسمين تتابعها فالتفتت تذهب اليها فوقفت ياسمين كالرمح تنظر الى تلك الفتاة وهى تأتى اليها
فى حاجة
مالت ياسمين رأسها بالنفي
أومال ماشية ورانا ليه لو سمحتى روحي لحالك
صمتت ياسمين لدقائق
ثم ذهبت اليها توقفها وتقول بتوتر
أنا زيك
زي ازاى يعني مش فاهمه
أخذت الفتاة وقتا وهى
تنظر الى عين ياسمين التى تتشابه كثيرا مع عيناها فى الماضى بالحزن والانكسار
فأردفت ياسمين
عاوز اسالك حاجة واحده بس
أمالت الفتاة رأسها اليها وهى تبتسم فقالت ياسمين
أنت سعيدة
ابتسمت الفتاة وقالت و يدها تربت على كتف ياسمين
جدا
أنا معرفتش السعادة غير لما وجهت كل اللى حوليا بحقيقتي وحسيت بيها أكثر لما أديت فرصة لنفسي وحبتها
أحفرى حياتك وشكليها بالطريقة اللى أنت عوزاها لان لو سكتى هتتشكل غلط وهتندمى
هتندمي على عمرك اللى ضاع و على فكرة اللى واقف هناك دا جوزى رجل اعمال كبير ودا ابني
وصلت الي ياسمين لغة عين الفتاة وتشجيعها لها
بأنها أنسانه مثل كل البشر وعليها أن تتقبل ماضيها بكل مافيه وترسم حاضرها ومستقبلها بيدها
ذهبت ياسمين الى البيت وجلست بغرفتها صامتة تنظر
الى السقف
حتى جاءها عمها ناجي يخبرها أنه أنتهى من كافة الامور وان كان سيتأخر كتابة أنثي فى بطاقتها الشخصية إلا أن فى يوم من الايام سيكتب
وأعطاها ورقة مغلفة تظهر بها هويتها وأنها أنثي بديلة عن بطاقتها الشخصية
وأخبرها عن بدأ الدراسة فى الجامعة فى الغد لم تشعر بنفسها وهى تخبره أنها ستذهب
ربت العم على كتفيها وهو يكتم دموعه الثأئره
وخرج مسرعا
بقت طوال الليل تفكر وتفكر حتى قامت من الفراش وهى تقول
أنا عاوزة أعيش عاوزة أتجوز وأخلف
أنا أنا عاوز أفرح
وفى الصباح الباكر
ذهبت مسرعة الى صالون التجميل الخاص بالنساء واخبرت مصففة الشعر وهى تشير الى صورة العارضة
عاوزة الاستايل دا
واصبغيه كله أحمر
وبعد أن قامت المصففة بتجهيزها نظرت الى المرآة بعدم تصديق
فقالت مصففة الشعر
انت حلوة اوى والاجمل ان جمالك طبيعي من النوع البريئ
ضحكت ياسمين بعفوية فكانت تلك الكلمات البسيطة تزيد حماسها أكثر
أخبرتها المصففة بالمبلغ المستحق فقالت
٥٠٠ جنية عشان صبغته بس طب انا هاروح اجبلك الباقي وارجعلك
قامت العاملة الخاصة بالحساب بأخذ ساعتها كرهان
وذهبت ياسمين الى البيت تبحث عن حقيبة المال كثيرا فلم تجد اى شئ
سمعت صوت خطوات تقترب من الغرفة وفجأة فتح باب الغرفة
كنت فين
التفتت اليه بشعرها الاحمر القصير ليزيد وهج عيناها الزرقاء مع حمرة خديها
لو شوفتك تروحي النادي يبقي اعرفي انه اخر يوم فى عمرك هتخرجي من البيت
واية اللون التيتت دا
هتف بها صاحب العينان الرمادية اللامعة تحت ضوء الغرفة الخاڤت وهو ويقترب منها
الفصل الثانى عشر
إقترب منها وحدقة عيناه تتسع وهى ترى هذا الجمال الساحر وضي شعرها الأحمر الذي أنعكس داخل عيناها بالوهج الفاتن مما يزيد دفء وجنتيها باللون الوردي
فكيف له ألايعرف منذ البداية أن تلك العينان الثائرة
تنسب فقط لزهرة بيضاء فى بستان الزهور
ولم تعلم أن مع كل رمشة من عيناها كانت تلقى فتنة أكثر فى قلبه
هل شعرت بتلك الرعشة التى حدث داخل قلبه تحي حربا
بتبصلى كدا ليه
أبتلع ريقه وقال وهو ينظر الى جهة الأخرى
طلما أنت فى البيت دا لازم تحترمي كل القواعد اللى فيه
مفيش خروج بدون سبب وجيه من البيت
قبل الشمس ماتغرب بساعة تكونى فى أوضتك ونايمة
موضوع الجامعة دا مكنتش موافق عليه بس عشان كليه الهندسة جنب صيدلة ممكن أفكر فى الموضوع
وغيرو لو حصل ووفقت هتروحي يوم فى الأسبوع فقط
وأنت مين أصلا عشان تفرض عليا نظام حياتي ملكش دعوة بأى حاجة وروح أجرى شوف مراتك أنا مش فاضيالك
متنسيش أنك واكله شاربة نايمة فى بيتى وبيتصرف عليك من فلوسى
أنا عايشة هنا فى خير عمى ومحدش له فضل عليا غيره
لو مسمعتيش الكلام هحطك فى دماخى
ميلزمنيش
قالتها وهى تنظر إليه باستحقار
فرفع يده مسرعا خاطفا منها هاتفها المحمول وأسرع بالخروج من غرفتها وأوصد الغرفة بالمفتاح عليها
تحت نظراتها الصاډمة
أبقي خل كلامك ينفعك هنشوف بقي هتخرجي من هنا إزاى
جرت الى باب الغرفة وطرقت عليه بقوة لكى يفتح الباب وتصيح
أدم يا تييييت أنتم كلكم عليا بالدور أفتح بدل ما تييييت أععععع
أبتسم أدم وهو يرى أنه تغلب عليها وما شجعه أكثر أن أباه قد سافر من اجل أعماله
ذهب الى غرفة المكتب وجلس عليه رافعا قدميه الى المنضدة الصغيرة ويقوم بتصفح هاتفها ليري أن سجل مكالمتها مع رامي فقط أنقلب وجهه الى العبوس فأخرج شريحة الإتصال وقام بتحطيمها
عم عبده تعالى
خد الموبايل دا أديه لعيالك ولا لأى حد
تشكر يابيه ربنا يعزك
وبعد أن ابتعد عنه عم عبده البواب قال أدم وهو يتنهد
ماشي يا ياسمين أنا هعرفك تسمعي
الكلام كويس
ثم قام بفتح حاسوبه الخاص وقام بتصفح الجدول الخاص بالفرقة الرابعة بكلية الصيدلة ثم قام بفتح موقع كلية الهندسة يبحث عن الجدول الخاص بالفرقة الأولى
أبتسم وهو يري أن الأوقات تتماثل مع أوقات دراسته
وبعد مرور ثلاث ساعات قام من مكتبه ليذهب اليها ليري إن كانت تفعل شيئا أم لا
فى تلك اللحظة قام العم عبده يصيح
يابيه الدكتور ريهام جيت يابيه
حاضر بتصوت ليه كدا
نزل أدم الى فناء بيته يرحب بزوجة أبيه الدكتور ريهام وأشقائه
أزيك يا أدم أومال فين ناجى
سافر لشغل وهيجي بعد أسبوع
أنقلب