الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 10 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

شقته فى الدور العلوي 
جاء الصباح مصاحبا لأصوات العصافير تزقزق داخل شرفتها لتستيقظ وهى تتنهد على صوت طرق الباب 
ياسمين أفتحى أنا عمك هقولك بس حاجه وامشي على طول 
قلبها ينذف ۏجعا لكن يعترف لها أنه سامحه فيكفي أنه أعترف بأنوثتها 
فاقتربت من باب غرفتها بتوتر وفتحت
الباب بيد مرتعشه 
عندما رأها عمها أحطها بين زراعيه يربت على ظهرها ويعتذر كثيرا 
أنا يابنتي أسف أنت برضه لازم تحسي بيا
أنا لما روحت لدكتور قالى حاجات كتير أووى لحد دلوقتى مش قادر أستوعب بس قلبي شايف أنك ياسمين 
سامحيني يابنتي أنا مش هاين عليا أسامح اخويا لما الدكتور قالى حالتك كانت ممكن أتعالجت من زمان زعلت وقلت أزاى أنت اسحملتى كل دا 
أنا عاوزة أقولك حاجه 
أنت بطلة ياياسمين بطلة انا والله ليا الشرف انك تكون بنت أخويا بدون أى حاجه عارفه ليه 
لأنك كنت عارفه اللى فيك وكنت عايشة وبتنجحي شاطرة فى كرة القدم والدراسة وجايبه مجموع كبير مش اى حد يجيبه 
قالها العم ناجى وهو يربت على كتفيها ويحاول كتم الدموع فهو يريد أن يكون قويا لكى يكون داعما لها فلم يكن لها ذنبا فى أى شئ 
فعض على شفتيه وهو يراها تبكي بدون توقف 
فأردف 
أنا معاك فاللى تختاريه بس بشرط 
رفعت ياسمين رأسها اليه وعيناها تسبح فى غيوم ضبابية 
فابتسم وهو يقول 
تعرفي امبارح عملت ايه 
روحت قدمت ليك فى كلية الهندسة
بدون ليه ولا لا أنت هتكملى تعليمك و هعوضك عن كل حاجه شوفتيها 
بس ياعمي 
بدون بس 
طب سبني وقت أفكر 
ربت العم على كتفيها وهو يبتسم ويميل رأسه بايجاب وخرج من الغرفه ويرمقها بنظرات تؤلمه أكثر 
فحينما عرف بهذا الامر شعر أن صخور الدنيا حطمت جسده وهلكته فما يخشاه تقبل المجتمع لها ومستقبلها المجهول 
أرتفع القمر يضئ خلايا وجنتيها الحمراء ويرطب عيناها الزرقاء وهى تمشي على الطريق بمفردها ذاهبه الى بيت رامي بعد تسللت من وراء عمها 
تفكر دائما 
ماذا ستكون رده فعله هل سيبتعد عنها أم يشفق عليها أن تخيرت بين هذين الامرين لاختارت الشفقة 
وبعد أن وجدت رامي فى المنزل وقد باد عليه الحزن هو الاخر 
انا جتلك البيت كتير كل لما اروح يقولولى انك مش موجود بجد زهقت منك انت ضاع من اول ماتش 
معليش يارامي كنت تعبان والله 
انت مش عجبني اليومين دوول 
تنهدت ياسمين وهى تميل رأسها بايجاب 
و طلبت منه الخروج فى نزهه فوافق فورا لكنه ذهب واخذها معه الى جده بسيارته 
مرت ساعه كامله فى الطريق فدهشت وهى تنظر الى خريطه السيارة 
انت رايح فين بقالنا كتير وبعدين الخريطه دي جايبه على ساحل البحر ليه 
انت رغاي اووى النهاردة ليه وبعدين لسه قدامنا ست ساعات 
نعم وقف العربيه وقف اصل انط منها 
قام رامي بزيادة سرعه السيارة پجنون وقال 
لو مسكتش هزود انا بقولك اهو 
خلاص يخربيتك هتموتنا 
عضت ياسمين على شفتياها بضيق تفكر بعمها فقد تأخر الوقت كثيرا 
مرت سبع ساعات حتى اشرقت الشمس فلم تستطيع ان تطرد النوم من عيناها فاستسلمت له
طوال الطريق ورامي يقوم بمراقبتها ويتصفح وجهها بغرابة حتى جاءت سيارة كانت ستطيح بهم لولا انتباه رامي فى اخر دقيقة 
فاستيقظت ياسمين
تتأوه اثر اصطدام رأسها بالباب ولكنها اكملت نومها مرة اخرى بسبب الارهاق الشديد 
وعند الوصول الى منزل الجد 
كانت الشمس وصلت لمنتصف السماء تخفيها السحب تارة وتظهر اشعتها تارة اخرى وصل صوت الشاطئ الى اذناها لتستيقظ داهشة انها نامت كل ذلك الوقت 
كان المنزل صغيرا بلون اللبني يوجد على ساحل البحر يملك فناء واسعا وارضيته بالعشب الاخضر وشجرتان أحدهما موز والاخرى تفاح 
وشرفه كبيرة فى المدخل 
كانت ياسمين تنظر الي البيت بعجب فالشمس بقرصها الكبير تنعكس داخل عيناها ونسمات البحر تأتى اليها مسرعه بنعومة على كافة جسدها أمام المنزلمما يمرر داخلها بالهدوء والراحة فالنسمات تحتضن جفونها التى انتفخت من كثرة البكاء تشعرها بالاسترخاء 
ازيك ياكبير ايه الاخبار 
هتف بها رامي وهو يحتضن جده بعناق اشتياق فرد علي الجد 
ياوحش ياواد ياوحش لسه فاكر جدك 
ماانت عارف بقي اللى فيها يا كوكو
دا اسلام صحبي 
اهلا وسهلا بيك ياحبيبي أنيست وشرفت قالها الجد لياسمين وهو يقوم بمصافحتها وينظر اليها بغرابة 
وبعد أن جلست ياسمين فى حديقه المنزل تتصفح الزهور والاشجار وتنصت الى صوت البحر سحب الجد رامي الى الداخل وقال له 
جايب ياخويا الولد الحلو دا منين مش عارف تجيبه لتوفى أختك 
توفى ايه ياجدي دلوقتى أأأأأه صحيح توفى الواد اسلام دا مفيش زيه أزاى أنا مفكرتش فى حاجه زي دى 
عيل أهبل زي ابوك المهم شكلك مش عجبني انت مبتجيش ليا غير فى المصاېب 
ايه المصېبه اللى عملتها 
ليه ياجدو تقول كدا أنا جايا اطمن عليك 
اهى نبرتك دى بتقلقنى أصلك ندل متعرفش حد غير فى المصلحة 
تنهد رامي وهو ينظر الى جده فجده قادر على قراءة مابداخله بنظر واحده لكن هل يخبره بما لا يستطيع أن ينطق به 
تنهد رامي وقال بعدين خلينا دلوقتى نهوى نفسنا 
ماشي ياخويا أنا طالع أنادى توفى 
ابتسم رامي وهو يتابع جده وفكر فى توفى فى أخته الصغيرة التى أنجبها والده من زوجة اخرى ومن ثم تخلت عنها والدتها لتقتن معهم لم تحب توفى والدة رامي والحياة معهم وبقت مع جدها ولأنها كانت تكره المدرسه فتوقفت فى المحله المتوسطه 
رجع رامي الى اسلام وهو ينظر اليه بخباثة ويرقص حاجبيه ذهابا وايابا 
فابتسمت ياسمين واطلقت ضحكة وهى تراه بهذه الطريقة ومن
ثم جلس مقابلا لها 
ها ايه رايك 
المكان هنا جنة أنا لو مكانك أجى هنا على طول 
تنهد رامى وهو ينظر اليه طويلا وقال 
شكلك مكتئب زيى يترى ايه اللى عامل فيك كدا 
انفتح ثغرها تريد أن تخبره بما يحدث معها لكن الخۏف من رده فعله وخاصة بعد ردة فعل أدم جعلتها تخشاه أكثر فان نفر منها أيضا الى اين ستذهب فلا يوجد لديها أى أصدقاء 
فأردف رامي وهو يتابع صمته ونظرات عيناه المريبة 
قولى يااسلام لو مثلا أنت اتجوزت ومراتك مش بتخلف هتعمل ايه 
هتعيش معاها ولاتسيبها ولا تتجوز عليها 
أطلقت ياسمين تنهيدة طويلة ومن ثم قالت
لو انت مثلا اللى مبتخلفش هتحب انها تختار ايه 
شعر رامي بالتوتر ولم يستطع أن يجيب فأردفت ياسمين 
هاه سبحان الله مافيش حاجه كامله فعلا كل واحد عنده حاجة بتخليه يحس بالنقص 
وكأن ماقاله رامي وما أجابت عليه ياسمين كان ردا لها على حزنها بأن الجميع لديه حفرة يخشي أن يسقط فيها وينفر منه الجميع 
فى تلك اللحظة دخلت فتاة ترتدي فستانا بينك ولديها شعر طويل وعيون واسعه تنبض بالعشب الاخضر 
دهشت ياسمين وهى تنظر الى تلك الفتاة الجميلة الرقيقه وخاصة بعد أن وقف رامي بجانبها ويضع يده على كتفيها 
دى بقي توفى أختى الصغيرة 
أبتسمت ياسمين وقامت مرحبه بها ونست تماما أنها أمامهم شابا يريدون أصطياده لتلك الفتاة 
جلس الجميع أمام بعضهما وقدمت لهم العصائر الملونه والفاكهه وخاصة الموز بكمية كثيرة 
توفى معتيش تاكلى موز هتبقي قردة 
قالها رامي وهو يغمز لها وينظر الى اسلام بنظرات لم يفهما هو 
كانت أصواتهم تعلو بالضحك تمتزج مع صوت البحر
والطيور التى تذهب الى عشها مودعة النهار 
ومع دخول الليل اخذ رامى
اسلام الى البيت المجاور لبيت جده 
البيت دا كنت بعد ألعب فيه مع البنات منساش ابدا بنت اسمها تونة كانت بتحبني أووى وكل شوية تمسك فى ايدي والعيال يعدو يذفونا زى العرسان أأأه كانت ايام الواحد مكنش بيشيل هم اى حاجه 
مطت ياسمين شفتيها بضيق وتنظر اليه باستحقار وتمتمت
تيييييت همه البنات 
لم ينتبه رامي الى تمتمت ياسمين فقد لمح أكثر شئ يستمتع به فانتفض مسرعا الى تلك الارجوحة القديمة 
وهتف الى ياسمين 
تعالا
زوقنى بسرعه 
يعني بتاع بنات وتافه كمان 
قالتها ياسمين وهى تسرع اليه وتقوم بدفع الارجوحة 
زوق

حلو يابني عملى فيها راجل 
فى تلك اللحظة قامت ياسمين بدفعه بقوة فأردف 
ايوة كدا 
أأأه تعرف يااسلام أنا أول ماشوفتك واحنا صغيرين قولت فى نفسي الولد دا نايتي وكنت بتستفزنى أوى وانت بتتكلم كنت شبه 
يلا بلاش عشان متزعلش 
شردت ياسمين الى الوراء فتذكرت الماضي كله فارتسمت ابتسامه على وجهها پألم وقالت 
ودلوقتى لسه شبهم 
مممم شوية انا بحب اقولك الصراحة دايما 
تنهد رامي وقد باد عليه الحزن وقال 
تعرف يااسلام أبويا حرمني من الورث وبيقولى هيعطي كل حاجه لسيف 
أكيد زعلته هتلاقيه لحظة نرفزة 
تعرف اللى وجعنى أووى 
حياتي كلها بقت صعبه ومراتى شيلانى أووى 
تعرف يااسلام لما عرفت أنى أنا 
أنا 
أنتبهت ياسمين الى تغير نبرة رامي الى الحزن فكانت تعتقد أن رامي حياته كلها سعادة ولايوجد به أى شئ يجعله يحزن أنتظرت كلمته الاخيرة بأذن صاغية وهى ماتزال تدفع الارجوحه 
فأردف رامي 
أنى مبخلفش 
علمت أن
الدموع تسقط من عيناه وان كان يدير ظهره فنبرته تكشف مكنونها 
فتساقطت الدموع من عيناها اثر صډمتها فأشفقت عليه حاولت أن تقول بعض الكلمات لتجعله يهدأ لكن شعرت أنها هى من تحتاج 
فارتعشت شفتاها ولم تستطع ان تتحدث 
تعرف مراتي قالتلى ايه لما عرفت 
هتستغرب اووى 
أنها مش بتحب الولاد وانى أنا عندها أحسن من اى طفل صعبت عليا أووى أن أنا حكمت عليه بحاجه زي دى بس بجد ڠصب عنى 
أنا مكسور أوووى يااسلام ومش عارف أعمل ايه 
الطب اتقدم دلوقتى وبقي فيه علاج متعلمش بكرة هيبقي فيه ايه 
تنهد رامي تنهيدة طويلة ومن ثم قال 
ماتزق كويس يابني دا لو جبت فرخه هتزقنى حلو 
لو سمحت تعرفوا ألاقي أى سوبر مركت قريب من هنا 
هتفت بها فتاة من أمام المنزل المجاور لينظر رامي واسلام اليها ليروا أنهم فتاتان يتمشان على البحر 
فتوقفت ياسمين عن دفع الارجوحه ليصل اليها همس رامي وهو يقول 
أنا البنت الشقرا وأنت التانية ولا أقولك سبهوملى عشان أنا حجزك لاختى 
وقفت ياسمين كالرمح الصاډم تنظر اليه بدهشه فكزت على أسنانها مما زاد دفعها للأرجوحة بقوة حتى سقط على الارض مباغتة ويئن من الالم 
بابا أنا فكرت فى الموضوع دا كتير قبل ماأجى ياريت تتفهمه 
خير ياادم اتمنى ميكونش خاص بياسيمن عشان مش هسمحلك ټأذي البنت كفاية 
فقال مقاطعا 
متقلقش دا فى صالحها هى بنت عمى برضه 
أنا شايف الاصلح ليها أنها تسافر بره 
أزاى يابني ونسبها لوحدها هى محتاجة فترة نقاهة وأننا نكون جنبها 
مش هتكون لوحدها هنشوفلها حد تتجوزه 
مالك كدا بتتكلم بثقه طريقتك دي مش عجبانى كمان صعب جدا ان حد يوافق بحالتها متوجعش قلبي أكتر 
ماهو عشان
كدا أنا فكرت كويس أووى فى النقطه دى 
أنا هتجوزها 
الفصل العاشر 
انتفض قائما من مجلسه واتسعت حدقة عيناه وهو ينظر اليه پصدمة فلم يكن يتوقع أن تخرج تلك الكلمات من فيه بل لم يتوقع أن ادم ينظر الى ياسمين بتلك الطريقة 
فعندما رأها وهو يمسكها بتلك الطريقة ويسخر منها أمامه تسرب الخۏف الى أضلاعه حتى أنه خشي أن تأتى المنية مباغتة
حتى لا تقبع تحت رحمة أبنه بمفردها 
أنت فكرنى مش عارفك ولا تائه عن تصرفاتك دا أنت أخر واحد ممكن أجوزها ليه 
بطل يا أدم الكره اللى فى قلبك أوعى تكون فاكر أنى معرفش أنك
10  11 

انت في الصفحة 10 من 24 صفحات