الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رايات العشق بقلم فاطمة الالفى

انت في الصفحة 18 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

سافر وكانت ايسل مكمله متابعه لحالته لكن امبارح طلبت مني اتابعه 
تسأل بقلق ولا هي ماجتش
هز راسه بالنفي لا يا دكتور ماجتش 
طيب اتفضل انت جهز المړيض يلا 
حاضر يا دكتور 
ظل عاصي شاردا بحديث باسل عن غياب ايسل وايقن انها تركت المشفى بالفعل كما أخبرته بالأمس وانها كانت صادقه تسرب الحزن لقلبه وشعر بوخزه داخل صدره لا يعلم بما أصابه عندما علم بعودتها من حيث أتت 
معقول تكون سافرت بالسرعه دي
ودعت أبناء عمها بعناق حار ودموع الفراق ثم صعدت على متن الطائرة المتوجهه الى باريس لتجلس بمقعدها المخصص لها بجانب النافذه وتنظر من عبرها لموطنها التى ستشتاق اليه وتنهدت بحزن عندما بدءت الطائرة فى الاقلاع لتبتعد عن بلدتها بقلب منفطر وعيون باكيه رغم انها لم تقطن بها الا عده ايام الا انها عشقتها وعشقت اهلها وأصبحت تنتمي إليها رغما عن الجميع 
اما عن اسر فكانت والدته تجلس بجانبه اعلى الفراش تطمئن على حالته 
كان نائم ولكن شعر بملمس والدته الرقيق يمسد على خصلات شعره بحنان وتقبل جبينه بحب 
نهض من نومه وظل ينظر إليها لعده ثواني قطعه صوت شهقاتها الباكيه ليرغمه على عناقها والتشبث بها بقوه 
سامحني يا حبيبي ان خبيت عنك طول السنين اللى فاتت عاتبي لومني قول ايه حاجه بس ماتسكتش ولا تكتم جواك 
ابتعد عن احضانها وهو مدمع العينين 
أقول ايه يا ماما أقول إن حبيت اختي وكان ممكن اتعلق بيها اكتر من كده مشاعري اتحركت لأختي عارفه يعني ايه اختي يمكن لو كنا نعرف بعض ماكنتش حاجه زي كده حصلت من الأساس 
اقول إيه اكتر من إن عشت إحساس اليتم وابويا عايش رغم ان بابا حاتم ماقصرش معايا فى حاجه وأنا مديون ليه بعمري كله بس كان نفسي ابويا يكون جنبي فى اوقات كتير ليه يا ماما ليه خبيتي عني الحقيقه ليه 
بابا سأبني كده ببساطه من غير مايسأل عني ولا مره مش عايزني فى حياته لدرجادي 
هزت رأسها بالنفي 
لا يا حبيبي ابوك كان عايزك انت كمان وعايز اختك ولم قررنا نطلق كان مصر ياخدكم معاه ويسافر بس أنا رفضت يومها باباك كان راجع من السفاره عنده سفريه مهمه لكندا بس هيفضل فيها خمس سنين وكانت دي اول خطوه فى تحقيق حلمه كان نفسه يبقي سفير وأنا رفضت أسافر بيكم وقتها خيرته السفر او الطلاق 
وليه رفضتي فرصه زي دي بابا يحقق حلمه فيها 
خۏفت عليكم من الغربه والبهدله والعادات غير العادات خۏفت عليكم من المجتمع الغربي أنا رفضت عشان عايزه احميكم واخليكم مش تشتتو فى كل بلد شويا لكن هاشم وقتها قال هسافر وهاخد الاولاد معايا وانتي عندك يومين تفكري لا تيجي معانا لا انفذ رغبتك واطلقك 
ايسل كانت صاحيه وقتها وكانت متعلقه بيه اوى ويومها خدها معاه وأنا فضلت اصړخ عايزه بنتي بس هو كان عايز ياخدك انت كمان هاشم قالي ماتبقيش انانيه عيالي هم حياتي وروحي متعلقه بيهم ازاى عايزه تحرميني منهم وكمان ايسل كانت ومش عايزه تسيبه خدها معاه وقالي هسيب اسر معاكي عشان ماتبقيش لوحدك وهبعتله كل اللى يخصه ومش هيحتاج لحد فعلا كان بيبعت مصاريف ليك وبزياده كمان اول سنه مع عمك زيدان وكان عمك بيصورك ليه دايما بس أنا خۏفت ياخدك مني بعدت وبعت الشقه ونقلت مكان تاني ماحدش يعرفه واتعبت وقتها وجالي الضغط وقابلت حاتم كان دكتور قلب فى مستشفى فى نفس المنطقة الجديدة اللى نقلت فيها عرف بظروفي وطلب يتجوزني وفعلا وافقت عليه ماكنش ينفع اعيش من غير راجل فى حياتي يكون ليك اب وليا سند وبعد الجواز جاله عقد عمل فى مستشفى كبيره فى دبي وسافرنا معاه وقولت كده هحافظ عليك وابعدك عن اهل باباك خالص وفضلنا فى دبي اول خمس سنين وكانت روحي متعلقه باختك وكنت رافضه اخلف من حاتم غيرك انت واختك وكنت بتمني يجي الوقت اللى اخدها فى حضڼي بس صعب عليا حاتم هو محتاج

يكون ليه اولاد هو كمان بس وقتها كان حصلتلي مشكله تمنع الانجاب ومافيش علاج غير عمليه حقن مجهري وفعلا عملنا العمليه واخواتك جم على الدنيا والحياه استقرت ودخلانك مدرسه فى دبي ووقتها عرفت ان اسمك اسر هاشم مش حاتم وجيت سالتني ليه بابا اسمه متغير وقتها حاتم طلب اعرفك الحقيقه بس أنا خۏفت عليك كنت صغير وقولت مش هتفهم عشان كده قولتلك بابا هاشم عند ربنا لكن بابا حاتم باباك بردو وهو اللى مربيك وحاتم جدد عقده هناك وكملنا حياتنا عادي حاتم كان فعلا ابوك اللى رباك واهتم بيك وسهر ياما على تعبك انت حبيت الطب عشانه وكان دايما فخور بيك وانت بنفسك قولت كان ليك فعلا اب ولم رجعنا مصر كان عشان انت تدخل الثانوية هنا واحنا نستقر فى بلدنا وعشان كده قولتلك ان أهل باباك لو عرفوا بوجودك هيحرموني منك ده كل اللى حصل يا بني 
كث الحزن وجهه وتحدث پانكسار 
رفضتي تسافري مع بابا واختي لكن وافقتي على سفرك وغربتك مع بابا حاتم عادي انتي ماكنتيش بتحبي بابا صح عشان كنتي تتنازلى عن حياتك هنا وطلبتي الطلاق وقتها 
للأسف أنا وايسل اللى بندفع تمن اخطائكم وللأسف الاكبر حضرتك وبابا ماحدش قدر يتنازل عن حاجه عشان الحياه تستمر بنكم واحنا بردو بندفع تمن البعد والفراق كل واحد فيكم كان عايز يخلي التاني يعمل اللى هو عايزه وشايفو صح ماحدش فكر فينا احنا عايزين ايه وهنعيش ازاى من غير بعض واحنا كنا كلنا بنكمل بعض حضرتك كنتي انانيه فى اختيارك وبابا كمان كان اناني وماحدش اتظلم بينكم غيرنا طب أنا ربنا عوضني عن وجود الاب لكن ايسل عاشت اليتم اللى بجد وعاشت كمان متغربه عن اهلها بجد مصډوم فيكم ومش عارف اقول ايه غير إن بجد موجوع ومكسور وقلبي بينذف ومحتاج اشوف تؤامي عشان ارتاح بجد يمكن إحساس الخنقه اللى بيحصلي دايما يختفي بوجودها معايا أنا بقى مش هسيبها تاني ابدا بعد مالاقيتها مش هدير وشي وابعد عنها هى اكتر حد اتظلم بينا كلنا 
معاك حق فعلا اتصرفنا زمان بانانيه وكل واحد فكر فى نفسه سامحني عشان خاطري أنا نفسي اشوف اختك وآخدها فى حضڼي واعوضها عن أي حرمان شافته وأنا بعيده عنها 
أكيد هي كمان ماتعرفش حاجه يا ماما ولازم تعرف بس بهدوء لازم بابا هو اللى يوصلها الخبر ده عشان ماتبقاش صډمه ليها لم تعرف من حد تاني أنا هعرف انا هعمل ايه 
نهض من فراشه ودلف ليبدل ثيابه بعد أن انعش جسده بالماء البارد لكي يفيق من تلك الصڤعات واحده تلوالاخرى 
وقفت تنظر له بقلق 
انت رايح فين 
التقط مفاتيح سيارته ونظر لوالدته بجديه 
رايح بيت عمي زيدان محتاج اتكلم معاه واكيد ايسل دلوقتي مش موجوده راحت المستشفى 
غادر الغرفه على الفور بلا غادر المنزل باكمله ولم ينتظر رد والدته على قراره الذي اتخذه 
أصعب اللحظات تلك التي تعتزم فيها على اتخاذ قرار يؤلمك ولكنه صائب ديل كارنيجي 
الفصل الثاني عشر 
كانت تشعر بالحزن بعدما فارقتها ابنه عمها وجد نفسها وحيده فجلبت اغراض الرسم وجلست بالحديقه بعدما ثبتت الحامل الخشبي بالارض ووضعت أعلاه اللوحه الخشبيه وامسكت بالفرشاه وبدءت تنقش بعض الرسومات اعلى اللوحه بعشوائيه فقد كانت تعبث باللون وتشعر بالضيق بسبب رحيل ايسل 
صفا سيارته امام الفيلا وترجل منها متجها للداخل نظر حوله بترقب فوقعت عيناه على فتاه منشغله بالرسم دقق النظر إليها وسار بخطوات ثابته ليتحدث معها عندما اقترب منها فلم تشعر به 
وقف خلفها يتطلع لتلك الرسمه وهو يضيق مابين حاجبيه وفجاه أستمع لصوتها الغاضب وهى تتحدث بحزن كادت ان تبكي 
ايه العك اللى أنا بعمله ده
شقت الابتسامة ثغره عندما أستمع لكلماتها الغاضبه فرغم كونها غاضبه الى انها تحدثت بمرح 
تأفافت بضجر ولملمت خصلات شعرها البينيه المتناثره وعقصته لاعلى ووضعت به فرشاه الألوان لتمسك به وظلت تنظر لتلك اللوحه التى امامها وهى تتنهد وقررت ان تذهب لغرفتها تحاول اشغال نفسها باي شيئا اخر فليس لديها مزاج للرسم الان 
وعندما ادارت وجهها لتسير فى طريقها شهقت پصدمه وارتدت للخلف 
ايه ده انت مين
لم يستطيع منع نفسه فابتسم على مظهرها ودقق النظر يفترس ملامحها البريئه
فقد كانت تمتلك بشره بيضاء بوجه مستدير عينان زيتونيتين وتمتلك شعر بني طويل تتركه مموج خلفها 
شعر بالشبه بينها وبين شقيقته وتسأل داخله 
هل تمتلك ملامح والدها فهي كثيره الشبهه من ايسل وهل ايسل تشبهه والدي أيضا فاذا كانت تشبهه والدها فهل هو أيضا لدي شئ مشترك بينهم 
عندما طال صمته عادت تنظر اليه بقوه ونتحدث بجديه 
انت مين وايه دخلك هنا 
فاق من شروده وهو يمسح على خصلات شعره 
أنا دكتور اسر مع ايسل فى المستشفي 
عادت لمحه الحزن تسكن ملامحها عندما ذكر

اسم ايسل وتحدثت بحزن 
ايسل سافرت 
وقعت الكلمه عليه كالصاعقه ونظر لها پصدمه 
سافرت فين 
باريس رجعت لحياتها هناك 
ليه 
هو ايه اللى ليه في حاجه يا دكتور ولا ايه 
تحدث بحزن 
ليه تسافر فى الوقت ده بالذات ليه 
شعرت بحزنه ولم تفهم بعد لم يرفض سفرها وظنت انه يكن لها مشاعر دفينه 
قولتلي اسمك ايه 
اسر 
هزت رأسها بالايماء ونظرت له بتفحص هيئته وتذكرت عندما قصت عليها بانها تعرفت على اصدقاء جدد واخبرتها أيضا باسمائهم ولكن المحقق الذي داخلها جعلها تنظر اليه وتحاول استدراجه بالحديث 
طب اتفضل اقعد يا دكتور واقف ليه اتفضل اتفضل
جلس بالفعل فلم يفق من صډمه سفرها بعد
وجلست هى أيضا بالمقعد المقابل له
ايسل قالتلي فعلا انها اتعرفت على اصدقاء جديده بس ماتوقعتش ان يكون فى حاجه اكبر من الصداقه 
رفع حاجبيه باستغراب وعلم ما ترمي اليه من كلمات فما كان منه الا انه ضحك بقوه جعلتها تنظر له پصدمه وعدم فهم فما المضحك في ذلك 
استرد انفاسه عندما انهى نوبه الضحك 
وانتي بقى تبقي بنت عمي ولا اختي انتي كمان وعادت نوبه ضحك أخرى 
ولكن رؤى اتسعت عيناها پصدمه ولم تفهم عن ماذا يتحدث 
مين اخت مين ولا بنت عم مين مش فاهمه هو حضرتك تعرف ايسل بجد ولا جاي العنوان غلط 
سحب شهيقا قويا ثم زفره بقوه اكبر واخرج من جيب سترته بطاقته الشخصيه والقاها امامها وهو ينطق باسمه 
اسر هاشم عبدالعزيز الراسي 
نعم 
التقطت بطاقته وهى تنظر له فوجدته جاد بحديثه وبالفعل اسمه مطابق تماما باسم ايسل واسمها هى الأخرى مع اختلاف اسم الاب فقط 
ده بجد يعني انت فعلا اخو ايسل وابن عمي بس ازاي وايسل ماعندهاش اخوات هى وحيده طب هى تعرفك مش بتقول
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 64 صفحات