روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور
لمساته الأخيرة
خدي كدا كملت
قامت بأخذ الورق منه بقوة وهى تنظر اليه بعلامات الاستحقار لتنقلب قسماتها
وتطلق شهقة من ثغرها وهى ترى أنه رسم شاربا على شفتاها
رااااااميييييي أنت تيييييت واحد شوفته فى حياتي وهتسقط السنة دي وهتضيع تعبي على الفاضي تنهيدة
فى تلك اللحظة دخلت مجموعة فتيات صارخات الجمال بملابسهم الكاشفة الى الكافيه
والاغرب انها نظرة عابرة لم تأخذ وقتا
هنا وقعت عيناه فى عينها وهو يلتفت اليها بعيناه الزيتونية المضيئة بشعلات لا تعرف مكنونها
فهل لها أن تعلم أن تلك العينان التائهة قد تشبعت بعيناها ولم تعد ترى سواها حتى أن قلبه لا ينبض لغيرها ويؤرقه فى الليل شاغلا بذكرياتها وأنه لم يعد هناك مكانا خاليا فى غرفته من نقوش رسم وجهها عليه
جاء أحد العاملين بالكافيه بكوبا من العصير مع ورقة صغيرة ويعطيها الى رامي ويشير الي فتاة تجلس بالقرب منهما
هبقي الفضول ينهش داخلها بما هو مكتوب داخل الورقة
وبعد ثانية واحده
امسك رامي الورقة وقام بقراءتها وما ان إنتهي حتى
إيه اللى مكتوب فى الورقة
ملكيش دعوة
وبعد إنتهاء الوقت وخرجوا من الكافية وقفت أمام باب الدخول وأستأذنته لترجع لدخول الحمام وعادت مسرعة الى السلة تبحث عن الورقة وتقرأ مابداخلها لتجد داخلها رقم الفتاة مع عنوانها
وبعد أن عادت اليه وقفوا أمام المبني بجانب طريق السيارات فقالت له مودعة
بكرة أخر امتحان حل بقي وانجح خلينا نخلص
هحاول بس متحطيش أمل
فى تلك اللحظة وقعت عيناها على زوجته وهى تمشي فى الجانب الاخر من الطريق ويدها ممسكة بيد رجلا أخر
أنت هبلة بتعملى كدا ليه هو أنت متعرفيش أنى طلقتها
طلقتها
أأه عوزانى اعيش مع واحده خاېنة إزااى تنهيدة
ياسمين
لو أتقدمت ليك توافقي
اييه
فكرى قالها رامي وهو يدير رأسه الى ناحية سيارته ويمشي من أمامها وعيناه لا تفارقها
شعرت بقله الهواء داخل رئتيها وقلبها ينبض بقوة و تلتقط أنفاسها بصعوبة ويبقي التفكير يدور حول عقلها بسيوف توخز قلبها
قامت من الفراش تبحث عن تلك السلسة التى ألقتها فى ذلك اليوم على مرآتها حتى أنكسرت
بحثت
عنها ساعة كاملة حتى وجدتها وراء المرآة
رفعتها الى عيناها تنظر بضيق وبحثت عن رسائله وجمعتهم على الفراش
تقرأ كل كلمة بسخرية حتى إحتلها شعورا غريب يتسلل داخلها
أمسكت السلسة مرة أخرى وحاولت أن تفتح القلب الذهبي بأقصي قوتها برغم الألم الذي أتى من قفله الحامي حتى جرحت أناملها
أنفتح القلب بعد عدة محاولات لترى بداخله كلمات مطبوعة بارزة بالذهب
وضعته تحت إضاءة قوية وأقبلت تنظر الى الحروف وتقرأها
أنا حبيبة أدم
إإإإيه حبيتك التيييت إتفووو هتفت بها ياسمين پغضب وقامت بإلقاء السلسة مرة أخرى الى حائط الغرفة
ولم تستطع النوم طوال الليل
وفى الصباح الباكر تجمعت الهالات السوداء حول عيناها البراقة فبقي جمالها طاغى ومثبتا على الفتنة الناعمة
ذهبت الى الإمتحان صباحا متسللة بوقت باكر
جدا حتى لا تقابل أدم
وبالفعل نجحت فى الهروب وذهبت إلى الإمتحان ولم يتوقف أدم عن الإتصال بها فأغلقت الهاتف حتى تتجنب مقابلته
ودخلت الى قاعة الامتحان بحثت عن رامى كثيرا ولم تراه فى أى مكان فلم تتوقف عن السب وما إن انتهت من حل الامتحان خرجت فى منتصف الوقت مسرعة حتى تذهب الى البيت و لا تركب مع أدم فهى تريد أن تتجنبه
فوقفت تنتظر سيارة أجرة وتتذكر الكلمات المكتوبة داخل القلب وتقول بسخرية
فى تلك اللحظة وقعت عيناها على رجلا تعرفه جيدا فدارت بظهرها الى الوجهة الأخرى فكانت حركتها مساعدة له بما يريد فعله
أدخلى فى العربية قبل ما أخلص عليك
الفصل السادس عشر
أدخلى يلا يا تييت
لم تتخيل أبدا أن إبن عمها الثاني شقيق لبني قد يفعل ذلك ولما
دخلت الى السيارة والړعب يسري داخلها بامواج ترعد وتبرق حتى نزلت الدموع وعادت بطوفان
ودموعها تبدوا كابئر ينفجر منه المياه التى انتظرها أهل قرية جف منها الماء اعواما حتى يفرحون بهذا القدر وهم يروا إنكسارها بشلالات دموعها
مش مكفيك أنك طلعت تتييييت لا وكمان عاوز ټخطف جوز اختنا دا أنت جريئ أوووى
قالها الاخ المتوسط وهو يقود السيارة وينظر من
مرآته الأمامية التى تصل صورتها بها
فهتف الأخ الأصغر وهو يمسك بشعراتها الحمراء ويلثمه بأنفه
بس اللى عمل العملية دى
شاكله شاطر
هنعرف كلنا لما نوصل أنا عندى فضول شال أجهزته وركب الحاجات التانية دى إزاى قالها الاخ الاكبر
ضحك ثلاثتهم بقوة داخل السيارة وعيونهم تلمع بخبث حاقد
وقفت السيارة فى
مكان صحراوى لا يوجد به عشب ولا حياة فقط سيارات مسرعة تمشي على الرصيف بسرعة هائلة ومخزن كبير
مغلق بأبواب حديدية
كل دا بتجبوها
فقال الاخ الاكبر
ايه اللى جابكم هنا عاوزين تودونا فى داهية
مش لازم أكون هنا عشان أشوف البلوة السودة لاخر مرة
وتزيح عن فمها اللاصق وهى تضحك بسعادة غامرة وهى ترى دموعها وآلامها
شوفتى دى أخره الطمع كنت فاكرة إيه أنك هتعرفي توقعى جوزى فى أيدك وتستولى على مركزى و نسيتى ان ورايا رجاله وإنك ياعيني لوحدك هاهاههاها
هسبهالكم بقي يارجاله هه على أتفاقنا
قالتها وهى تقوم بإعطاء الأخ الأكبر قنينة متوسطة الحجم ممتلئة بسائل شفاف
منك لله منك لله هتفت بها ياسمين بصعوبة بالغة
فقالت لبني بعد ضحكاتها الرفيعة التى تدوى فى المكان
يلا ياماما ياحبيبتي إحنا قلبنا ضعيف ومش هنستحمل
أقتربت والدة لبني وقامت بالبثق على ياسمين وسبتها سبة بأمها بعدم الشرف
خرجت لبني مع والدتها بخطوات دلال وسعادة ودارت من الجانب الاخر تركب سيارتها
بقي الثلاث رجال ينظرون الى ياسمين طوال الساعتين وهى ممددة على الارض لا تستطيع التحرك
فقال الاخ الثاني وهما ينظرون الى بعضهم بشغف ماكر
أنا الأول يابوالسيد
لا ياسطا أنا الأول أنا اللى جازفت وجبتها من وسط الناس
لا أنت ولا هو أنا الوحيد اللى فيك مجربتش أنت متجوز وهو بايت فى بيوت لمؤخذة
وقف الأخان الإثتان مواجها لبعض وقد أنقلبت قسماتهم الى الضيق من يراهم يتنبأ بحدوث مشاجرة عڼيفة
وصل أدم الى غرفته بعد عڈاب فقد كان يوما طويلا من التعب بسبب تأجيل بعض الأشغال حتى تراكمت عليه وكان اليوم لا بد من أن ينتهي من كل أموره
تسأل فى نفسه عن حال ياسمين وعن حال الامتحان فوجئ
بزوجته وهى تدخل عليه بملابس كاشفة لم ترتديها منذ زمن طويل وليس هذا فحسب بل تمسك بيدها مائدة متحركة بالطعام مع ضوء الشموع
أغلقت الأنوار وجلست بجانبه تتفقد ملامحه بشغف وهى تقول
وحشتيني ياأدم
ياااه لسه فاكرة تقوليها يالبني
لية يا أدم بتقول كدا
عشان مبتعمليش كدا الا ما تعوزى حاجة
هنا صدر صوت ينبأ باتصال
فرفع الهاتف الى اذنه ويجيب
ايوة ياأدم انت فين يابني وقافل تلفونك الخاص ليه
كنت مشغول ليه فى حاجه
الولد الزفت اللى سجنته عشان سرق فلوس الصيدليه رجعته تاني ليه أهو ۏلع فيها والمطافى
ااايه
أسرع رامي باخراج هاتفه الخاص وقام بفتحه واسرع الي سيارته شعر بالندم لترك الصيدلية لفترة طويلة واهمالها بسبب تراكم شغل شركة والده
قاد السيارة مسرعا ونظر الي الهاتف الخاص به ليري أن مؤشر المراقبه الخاصة بهاتف ياسمين معلق فقام بتشغيل الهاتف مجددا ليجد أن موقع مراقبه الخاص بياسمين
الذي قد وضعه فى الهاتف الذي أتى به اليه بعيدا جدا عن المنزل
فتوقفت السيارة فجأة وأمسك بهاتفه مقربا منه يتفحصه بعصبيه ويداه ترتعش من الخۏف
أوصل الموقع بسيارته واسرع فى الذهاب الى الموقع الخاص بياسمين بسرعة هائلة وقلبه يخفق پجنون
قلبه يتمني لو كان خيرا ويتسأل هل هربت خوفا منه
مرت ساعتين كاملين على قلبه بالثقل الشديد والړعب يوخز قلبه باأشياء مخيفة تسرب العرق من وجنتيه من الخۏف ورئتيه تقل بالهواء وهو يري ان الطريق صحراويا يعمه الظلام
وعند الوصل الى الموقع رأى مخزن ضخما خطى اليه بتوجس وأخرج هاتفه ليتصل بالشرطة ففرغت البطارية وانطفء الهاتف
سمع صوت مبهم لصرخات جعلته ينتفض مسرعا اليه
عادت الأصوات مرة اخرى الى اذناه لتصعقه أكثر
دار حول المخزن يضرب فى الابواب الحديدية كالمچنون
وما إن ذهب خلف المخزن جحظت عيناه عندما وجد سيارة تشبه سيارة زوجته القديمة التى ابتاعتها لأشقائها وجد باب الحديد فى الخلف مفتوحا دخل مسرعا ليجد بابا خشبيا أخر
حاول أن يطرقه باقصي قوته لكي يحطمه وهو يقول
ياسمين ياسمين
وكمان بتقوليه فى وشي
أنتو لسه هنا اطلعوا بره قالها الاخ الثاني وهو يلتفت ليري ان اشقاءه لايزالون داخل المحزن
شعر الاخان بالخۏف من شقيقهم فذهب الى الباب الخلفى بسرعة وما إن وضع الاخ الاكبر يده على مقود الباب ليجد الباب بطوله يسقط عليهم الاثنان وشخص يدوس بقدمه عليهم مسرعا الى الداخل
شهقوا جميعا وهم يروا زوج شقيقتهم أدم واقفا والصدمة تتوجه عيناه
علا وجهه بالڠضب
انت طلعت تيييت وملكش امان عاوز تتجوز على أختى أنت اللى خليتنا وصلنا لكدا
كز على اسنانه بصوت مهيب ويده العريضة تعرف جهتها جيدا بلکمته العڼيفة لتجعله يرجع للوراء خطوات
اقترب
الأخان منه يحاولون جذب يده لكن دفعهم بعيدا عنهم بقوة
لم يتوقف عن ضربه الثلاث حتى أسقطهم على الارض ويضرب بهم پعنف ولا يستطيعون أن يقفون أمامه فقد كان لايري هرب منه الاخ الاكبر والاصغر بصعوبة ليكون الاخ الثاني هو ضحېة غضبه القاتم
هدمركم كلكم واحد واحد ياولا التييييت
وبقت ياسمين تراقبه بنظرات باردة وقد جفت دموعها وكلمة لبني تردد داخل أذناها
مفيش وراك رجاله أنت لوحدك
كلمة واحدة أخرجتها من شرودها وأوقفت أدم عن الضړب
أعرف أنك اللى بدأت
هتفت بها لبني ببرود وهى تقف بالخلف بالقرب من ياسمين وبيدها قنينة صغيرها
اخرسي دي ستك وست البنات والله يالبني لندمك
فى
تلك اللحظة هتفت لبني پغضب
إنتفض أدم مسرعا الى ياسمين لكن لم يصل فى الوقت المناسب فاصطدمت القنينة فى اتجاه يدها
تضايقت لبني من عدم وصلولها الى هدفها بحړق وجهه ياسمين فقامت بأخذ قنينة أخرى تقذفها عن قرب من وجهه ياسمين لكن أدم كان قد وصل اليها
فهرعت اليه تصرخ باسمه
وهو فقط يكتم آلام ياسمين بزيادة قوة عناقه معها تحت صرخاتها الباكية بآلم بسبب يدها
وقف على قدمه مواجها للبني التى كانت تبكي وهى تنظر اليه والى ووجهه وعيناه الحمراء الى درجه كبيرة
أدم حبيبي
ويقول
أنت طالق طالق طالق بالثلاثة
نزل على قدميه جاثيا على ركبته وقام بحمل ياسمين التى فقدت الوعي تماما من شدة الۏجع
خطى الى الخارج تحت صرخات لبني التى لم
تتوقف وهى تقول
أدم ياخايين بكرة ترجعلي زي التيييت أنا مراتك مش هي
أما أدم كان ينظر الى ياسمين التى كانت فاقدة الوعي وعيناه لم تتوقف