الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه اسلام الغريب بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 19 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

داخل أذناها وكلما تنصدم بكلمة تأتى الكلمة الأخرى لتصعقها أكثر 
بداخلها الكثير من الړصاص تريد أن تقذفه اليه حتى يتوقف لكن الصدمة شلت لسانها 
فبقت كالحمقاء تنصت إليه بعيون جاحظة وفكها السفلي يتدلى لأسفل 
دخلت الى غرفتها مسرعة تبحث عن الرسائل فعقلها هائم مشتت بكلماته التى تتعارض مع اعتقادها بأن سيف من كان يرسل اليها الهدايا 
وعندما وجدت الرسالة هرعت اليها لتفتحها وتكمل باقي الكلمات 
تلك السلسة وضعت بها قلبي ليكون قريب من نبضاتك فهل لزهرة الياسمين أن تقبل بي 
لو لبستي السلسة هعتبرها موافقة أنك تكونى شريكة حياتي يا ياسمين أتمنى متكسريش قلبي اللى بيحبك وبينبض ليك إنت بس 
من عاشق الياسمين أدم 
وعندما إنتهت من قراءة الرسالة قامت بإطلاق صيحة غاضبة وكزت على اسنانها وهى تقول 
أدم ياتيييييت أنا عارفه أنت بتعمل كل دا ليه عاوز تخليني تحت رحمتك مش هخليك أبدا تنتصر عليا 
قامت بسحب السلسة من رقبتها وقذفتها پعنف لتصطدم بمرآتها وتقوم بتحطيمها 
لم تتوقف عن إطلاق زفرة غاضبة وهى تتقلب على الفراش فقامت پغضب إلي خزانة ملابسها وتقارن بين ملابس سيف وأدم التى جاءتها كهدية 
لذا قد وجدت راحة فى
إرتدءها 
تضايقت من نفسها كثيرا وهى ترى أن عقلها يستنتج لها أنه
كان جيد فى اختياراته فى تلك اللحظة تذكرت الملابس الداخلية فخرج شهقة من ثغرها وهى تقوم بتصفحها مرة أخرى وتنظر اليهم عن قرب 
يعني أدم التييييت هو اللى كان جيبهم 
طبعا عرف مقاسي لما كشفنى يوميها 
بكرهك 
أنا بجد مش طايقه نفسي وأنا لبساهم 
ذهبت الى فراشها مرة أخرى وهى تشعر بالتعب ولم تتوقف عن التملل فى الفراش يمينا ويسارا وعقلها يذكرها بكلماته الشاعرية التى كان يبعثها لها فى الرسائل فبقت ضحېة التفكير طوال الليل ولم تغمض عيناها 
مطلعتش سهل يا أدم فيك خبث مش فى حد 
وفى اليوم التالى 
بعث العم ناجى العم عبده إلى ياسمين يخبرها أن تأتى لكى تتناول الفطور معهم فكان أول تجمع للعائلة على طاولة الطعام 
وافقت ياسمين على الذهاب لكى تشغل عقلها قليلا عن التفكير إعتقدت أن أدم فى ذلك الوقت نائما بجانب زوجته وبالفعل لم يكن على الطاولة سوي العم ناجى وزوجته وإبناه الاثنان الأخرين 
ومع أول لقمة تضعها فى فمها قال لها العم ناجي 
ياسمين طبعا أنت تعرفي نادر ابني الكبير 
أأه عرفاه قالتها وهى تميل برأسها مرحبة به فقال العم ناجي مردفا 
نادر متخرج من جامعة أمريكية فى قسم الطب نفسي 
مالت ياسمين رأسها بايجاب له 
وعند رفعت أول لقمة لتتناولها ظهر أدم يخطوا الى الكرسي المقابل لطاولة ولم تتحرك عيناه عنها وهو يبتسم 
فلمحت أنها لا ترتدي السلسة فشعرت بالتوتر لأنها تعرف أن أدم رجلا لا يتنبأ بتصرفاته 
فحاولت أن تظهر أنها طبيعية وتخفى التوتر بتناولها المفرط فى الطعام 
أدم مامتك قابلتك هتفت بها زوجة العم الدكتور ريهام 
فانتبه لها الجميع وإلى إنقلاب قسمات أدم وهو يقول 
مشفتهاش من سنين تقريبا ليه 
شفتها فى المطار هى وجوزها وإحنا جين 
ظهر الحزن على
وجهه أدم ولم يكن الوحيد فقد كان العم ناجي به نظرة حنين الى الماضي جعلت ملامحه الهادئة تلين 
وبقى الصمت على طاولة الطعام وكانت ياسمين الوحيدة التى تتناول الطعام بشهية كبيرة ولايعلم أحد أنها تخفى مابها من توتر 
وما إن إنتهت من تناول الطعام ذهبت مسرعة الى غرفتها تستلقى على الفراش ومعدتها ممتلئة بالطعام فتسرب اليها النوم لتذهب الى عالم الاحلام 
وفى عصر اليوم 
كانت الشمس هادئة بدفئها تحمل نسمات لطيفة تمر عبر شرفتها فجأة ظهر صوت العم عبده يصيح بصوت مرتفع أسفل غرفة ياسمين 
ياست ياسمين صحبتك هنا 
هالة قولها هالة هتفت بها هالة الى العم عبده وهى تقف بجانبه تحت شرفه
ياسمين تنتظر أن تأتى اليها 
فلم تأتى اى استجابة فأخبرها العم عبده أنه سيصعد الى باب غرفتها ينبأها بقدومها 
فأنتظرته
هالة فى فناء المنزل تجلس على كرسيا خشبي مريح فرأت شابا تتذكره جيدا يتمشي أمامها وينظر الي السماء يتفقد أحوالها 
الجو حلو أووى النهاردة 
إإيه دا هو أنت 
مطت شفتاها وهى ترى أنه يمثل انه متفاجا بقدومها فقالت بسخرية 
ياسلام 
وحياة السلام هتف بها وهى يبسط زراعيه لها حتى تصافحه 
فنظرت اليه باستحقار من أعلا وأسفل وقالت 
أنت بارد أووى على فكرة روح شفلك حد تانى احنا بنتعالج ياخويا مش ناقصين 
وما أن جاء نادر يتحدث رأى ياسمين تأتى وهى تتثائب الى هالة وتقوم بالقاء السلام فتذكر كلام والده عنها بأنه يجب أن يتقرب منها حتى تكون صديقته ويقوم بعلاجها نفسيا وجعلها تتقرب منهم فى المنزل بدون أن تعرف أى شئ 
فإن نجح فى تلك المهمة سيفتتح له والده عيادة ضخمة 
فوالده يشعر بالقلق كثيرا عليها وخاصة أن الطبيب المعالج لها كان يخبره أنها يجب أن تعرض على طبيب نفسيا فمن الخطأ ان تبقي هكذا فكان يخشي أن يخبرها بالذهاب فتحزن على نظرته لها بأنها مريضة 
فهتف نادر أمامها ليخرجهما من كلامهما 
ياسمين أنا معايا تذكرة لملاهي هتفتتح جديد النهارده تحبي تاخذي تذكرة

تروح مع صحبتك 
فهتفت هالة مسرعة 
أاااه تعالى ياياسمين نروح نفسي أتفسح أأووى 
تنهدت ياسمين فهى الاخرى تريد أن تهرب قليلا من ضغط قرب الامتحانات وضغط أدم وتفكيرها الزائد 
فمالت رأسها بايجاب 
خلاص تعالو أوصلكم 
كزت هالة على أسنانها وهى تراه يتلزق بهما كالغراء فقالت 
لا هنروح موصلات 
خليه ياهالة يوصلنا قالتها ياسمين واقتربت من هالة تخبرها 
خلينا نوفر الفلوس 
فارتاح
نادر لسماع ياسمين فقد وفرت عليه عناء 
وبعد إنتهاء الجميع من تجهيز الاشياء قاموا بالتجمع مرة أخرى وجلست ياسمين وهالة فى السيارة فى المقعد الخلفي 
همست هالة فى أذن ياسمين 
الولد دا بارد مبقبلوش 
لم تعلق ياسمين عليها فقد كانت شاردة فأردفت هالة صحيح أنت روحتي للبيب أنا فلوسي خلصت 
وأنا كمان 
وصل همسهم الى نادر فهتف بحماس وهو يشير خارج السيارة الى مكان فى الطريق 
على فكرة أنا هفتح عيادتي قريب جدا فى المكان اللى هناك دا 
فهمست ياسمين الى هالة 
تعرف انه دكتور نفساني 
دا أنا لو بمۏت مستحيل اروح للبارد دا 
وأنا كمان مستحيل 
لم يعرفوا أن نادر ينصت الى همسهم بالكامل 
وبعد أن وصلوا الى مدينة الالعاب 
أشار إليهم نادر
ان يتناولوا الايس كريم من هذا الرجل الذي يقف على بوابة المدينة 
ايه دا أنت هتيجي معانا قالتها هالة وهى تراه يمشي خلفهما 
مينفعش اسيب بنتين حلوين لوحدهم هنا 
بصوا أنا هعزمكم أنتوا وملكوش دعوة أوك 
ابتسمت هاله بخبث وقالت 
على حسابك يعني 
فابتسم لها بطيب ومال رأسه بايجاب 
كلما كان يمر على شئ يلفت النظر يأتى به اليهما تحت أنظار هالة الداهشة فكانت تريد أن تستغله لكن كان يصرف ببزغ عليهما 
ولم يترك لعبة واحدة حتى جعلهم يركبوها حتى بقوا طوال الليل فى المدينة ېصرخون ويلعبون بمرح 
وبرغم صعوبة بعض الالعاب كانت ياسمين تعتزل ركوبها وخاصة بيت الړعب فبقت هالة مع نادر تمسك بكم ملابسه عند شعورها بالخۏف 
يابنتي هتروحي إزاى تعالى نامى هنا والصبح روحي 
هتفت بها ياسمين الى هالة وهى تقف أمام منزلها وتقوم بسحبها حتى لا تذهب بمفردها فاستسلمت هالة 
كان البيت فارغا يعمه الظلام صعدت ياسمين مع هالة الى غرفتها يتحدثون مع بعضهما ليأتى طرق الباب فجأة 
أنا قولت مينفعش تناموا من غير عشا 
قالها نادر وهو يمسك الطعام بيده ويدخل الغرفة الخاصة بياسمين فرد ياسمين عليه 
بس انت أكلتنا كتير 
بصي كلى وملكيش دعوة تعالي ياهالة كلى 
كان نادر يدخل الغرفة وعيناها تمر على كل جزء بها ويتفقدها تحت أنظار هالة 
وما إن خرج نادر من الغرفة قالت هالة 
شكلنا
ظلمناه ياياسمين باين عليه طيب خالص 
أأأه عندك حق قالتها ياسمين وهى تنصت الى صوت السيارة التى تدخل الى فناء المنزل فاقتربت من الشرفة تتوارى خلف الستار لترى أدم يدخل الى البيت 
فرجعت الى هالة لتناول الطعام وكلمات الرسائل تتردد فى أذناها وبقت تتناول الطعام لتحارب تفكيرها وما ان ثقلت معدتها جاءها غبار النوم 
وبقت هالة مستيقظة بجانبها تتملل على الفراش وتتذكر عائلتها
التى تخلت عنها 
فقامت تقف فى الشرفة قليلا تستنشق الهواء البارد لترى نادر مستلقى على الارض فى فناء المنزل وينظر الى السماء 
فذهبت اليه وهى تنظر اليه طويلا 
مستعد تسمع قصتي 
إنتبه نادر اليها وهى تنظر اليه وبعيناها حزن مثقل 
أتفصلي 
نزلت هالة تستلقي على الارض وتنظر الى السماء بجانبه تنهدت وهى تقول 
أسفه عشان كلمه بارد أنا عارفه أنك أخذت ياسمين عشان تهوى عنها شوية عشان ظروفها 
كان نفسي حد يعمل كدا عشانى 
أنا اهلى اتخلو عنى لما عرفوا بمرضي ياترى لو كان جالى مرض مهلك كانوا سبونى برضوا 
أنا نفسي أعيش مع أهلى ويحبونى ويشيلوا همى بس للأسف مليش حد 
قولى أنا ذنبي ايه أنى اتولدت كدا بس عندي رغبة انى اعيش زي بقيت البنات وطبعا بدأت أتعالج ومفيش أى تأثير لسة زى ما أنا 
كان ينصت الى كلامها بانتباه وعيناها تغوص داخل السماء الزرقاء ببريقها ونجومها فقال بهدوء
تعرفي ياهالة أكتر حاجه عجبتني فيك أنك بتعترفى أن دا مرض ومجرد فكرتك دي يبقي اكيد عارفه انه له علاج وحتت انك عاوزة تتعالجى دي خطوة حلوة وكمان لسة بتعترفى باهلك وعاوزة ترجعلهم برغم أنهم إتبروا منك واضح أن عزمتك قوية 
يمكن اللى حوليك مش قدرين يصدقوا ميولك عشان شيفينك بنت حلوة وزى القمر ومش واعين بمشكلتك ومش كل الناس عندهم وعى برضه 
من نحية العلاج أدى فرصة أكيد أى علاج بياخد وقت عشان يعطي مفعول 
ردت هالة وقد أراحتها كلماته 
بس أنا تعبت ونفسي اعيش طبيعية 
طلما أنت نفسك يبقي هيتحقق كل اللى عوزاه
بس شوية الامل الى بيلمعوا فى عنيك دول حافظى عليهم 
أنا هعتبرك أول زبونة عندى وهحاول أساعدك وابقي معاك على طول بس أنت تساعديني برضه وتسمعي الكلام 
ابتسمت له وهى تشعر بالامان من حديثه الهادئ فمالت رأسها بايجاب 
وتمضي الايام 
ودائما ماتأتى هالة الى ياسمين وتقابل نادر الذي يجلس معهما دائما حتى أصبحوا يتقابلون خارج المنزل 
وبقت ياسمين تذهب الى رامي فى الكافية فى اوقات المحاضرات حتى تشرح له الدروس وتتغاضي عن كلماته البذيئة حتى تنتهى من أمر المال 
إرحمني بقي يارامي كل دا تنمر أأف بجد أنت مفيش فيك فايدة 
تنهدت وهى تنظر اليه پغضب ولا تعطي بالا لكلماته وتقول 
طب قولى ياناصح اجابة المسألة دى 
مش ملاحظة أنك عماله تتخني وتتدور هاهاهاهه 
قالها ساخرا وهو يبسطت زراعيه ويقوم بقرص وجنتيها 
خدودك دي بتستفزنى عاوزة تتعض 
شعرت بالضيق منه فقامت بالقبض على يديه وهو يقوم بقرصها وقامت بعضه بقوة حتى تركت أسنانها أثرا 
فتأوهه پألم 
يعني عضاضة وكمان بشنب بس تعرفي هقبلها منك قالها وهو يقوم بتقبيل يده مكان العضة بطريقة أخجلتها 
كزت على أسنانها وألقت أمامه عدة أوراق حتى يكتب إجابة المسألة فيها فبقي نصف ساعه كاملة يقوم بحلها ومن ثم أعطاها اليها 
فارتسمت ابتسامة خفيفة وهى ترى أنه قام برسمها بطريقة خلابة هادئة حتى أنها لم تعرف أنها جميلة بهذا القدر 
باين على وشك انها عجبتك 
وريني كدا ايه دا نسيت حاجة مهمة 
قام بسحب الورق منها مجددا وبقي يضع
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 24 صفحات