نبضات تهائه
حاجه... احنا كانت اعصابنا مشدوده ...
وده بسبب موقف يونس وصفا مع بعض ... هو اللي وترنا بزياده...
ولأني متاكده ان صفا عنيده ويونس عصبي..
التزمت الصمت عشان الموقف مكنش يحتمل ان احنا كمان نبقى طرف فى موضوع يخصهم...
لا انا هتحمل كلمه على اختى... ولا انت هتسمح بكلمه على اخوك ... فكان اسلم شئ الصمت...
شوفي يا حبيبتي دول عاملين زي القط والفار... لا القط بيقدر يبعد عن الفار ... ولا الفار بيسيب القط في حاله... سيبك منهم هما اتخلقوا لبعض وهيقدر يربوا بعض.. الاتنين لبعض تأديب وتهذيب...
سحبها من يدها فى اتجاه الطاوله الموضوع عليها الطعام واردف قائلا
اومأت برأسها وهى ترسم على شفتيها ابتسامة رقيقه وهتفت قائله كنت وثقه من كده ..
هتف باستفهام قصدك ايه
اجابت باستحياء
اصل ماما اتصلت تطمن عليا وانا كنت فى أوضة العمليات بشرف على حالات عندى ومعرفتش ارد عليها .. ولما دخلت شميت ريحة الاكل... وربطت الاحداث ببعض..
كان يوزع نظراته عليها وابتسامه عذبه عاشقه ترتسم على شفتيه هتف بمكر يسألها
وانتى متضايقه انى جيت اخدك ..
كلمته أثارت توترها .. وبدءت دقات قلبها تتقافز... لتفرك كفيها ببعضهم وتهمهم خجله لتقطع مسار الحوار
لاحظ احمرار وجنتيها وحركة يديها ببعضهما ووقفتها الغير مريحه تود لو تهرب من امامه ..
استسلم لحالها
لا يريد ارباكها اكثر من ذلك ...
قبض على كفها وسحبها اجلسها على المقعد أمامه ... وبدأ في اخراج الطعام من الأكياس
بسط يده لها يطعمها في فمها..
رفرفت باهدابها كادت ان تتحدث ليهم بوضع الطعام وهو يقول
وكمان انا عايز اكسر الحواجز اللى بينا...
مضغطت الطعام فى صمت وبدون لا وعى هزت راسها بالموافقه..فشعورها معه مختلف عن خطيبها السابق ..
بابسط الكلمات يمتلكها .. بابسط الأفعال يخفق ما بين جانبيها بتيه... فهو ذات حضور وطله مميزه ټخطف الألباب...
كانت تفتح فمها يتقلب في الفراش ياكله القلق من كونها حزينه...
ليه بتبص لي كده..
حدث نفسه
ياريتك ما نطقتي انا بصبر نفسى بالعافيه..
فى تلك الاثناء كانت نظراته تتركز على ثغرها اردف قائلا
رحله اعتذار ... بصراحة مش قادر اقاوم .. مع كل كلمه بتنطقيها نفسى اكون انا
وتيرة انفاسها تعالت و رفعت حاجبها له باندهاش واستهجان من كلامه الوقح والجديد عليها عكس شخصيته وهي تهز رأسها بنفي
اكيد انت بتهزر ومش هتعملها
وعالعموم انا كمان أسفه عشان زعلتك..
أستقامت تفر من امامه بسبب نظراته التي تخجلها هاتفه
لو سمحت تنتظرني خمس دقائق على ما اغير لبسي..
هز رأسه قائلا
خدي راحتك انا جايلك عشان مش هسيبك من دلوقتي لحد ما نسافر مع بعض..
وكمان بابا وماما بيجهزوا في الفيلا عشان نمسك الطريق من بدري..
كان يحدثها وهي تبدل ملابسها..
انتهت واقتربت منه هاتفه
انا خلصت..
وقف يطالعها من شعرها حتى قدميها.. مشدوها بجمالها الذى يأسره ...يهتف خافقه سبحان من خلقك وصورك ..
وقفت تجمع بواقى الطعام ووضعتهم في سله المهملات...
جمعت اشيائها واخذت شنطة يدها ونظرت له واردفت هاتفه
يلا بينا
خطت خطوتين باتجاه الباب لم تتمالك حالها عندما وجدته يسحبها من ذراعها
ارتبكت من قربه المهلك لقلبها وحاولت ان تهرب منه وتفك حصار يده ..
لم يمهلها فرصة الفرار منه ويده الأخرى تثبت راسها من الخلف ليطبع على جبينها... وهو يهمس بجوار أذنها
ده كان نفسى فيه من ساعة ما عينى وقعت عليكى ..
و دى يا أميرتي بوسه بريئه رغم كان نفسى بس مش هدقها غير لما تتكتبى على اسمى
بضع كلمات حبست انفاسها ... وجعلت مشاعرها تذوب كقطعة ثلج تحت اشعه شمس اغسطس الحاړقة ...
حمرت الخجل كست ملامحها وحاولت استجماع انفاسها المهدوره فى قربه لتهمهم هاتفه تحاول ترسم الحزم فى نبرتها
يعقوب بلاش تقرب مني بالشكل ده تانى لو سمحت ..اخر مره تلمسني كده .. انا مش صغيره على الحركات دى .. افتكرتك اعقل من كده ...
ألقت عليه وابل كلامتها ولفت تغادر المكتب لكي تهرب من امامه قبل ان تضعف ..
لبرهه صدم من كلامها .. لمتى سيقف السن عائق بيننا .. لتزيده تصميم على تحريك ذلك الجليد الذى يسكن بين جنباتها ...
هرول خلفها وهو يهتف باسمها صبا صبا
تنهدت بيأس والتفتت له تطالعه بنظرات تملؤها الحيره
والتذبذب..
زفر انفاسه المتلاحقه من الهروله ورائها و امسك يدها وطبع على باطن كفها قائلا
اسف اخر مره هلمسك بس صدقيني ڠصب عني .. ليهمس لها انا معاكى هيبة يعقوب وشخصيته پتنهار قدام حسن عيونك و حمرة الخجل اللى بتزين وجهك وشفايفك التوتيه...
زادت ارتعاش شفتيها ... لتخفض راسها ارضا... ترسم ابتسامه خجله وهي تحاول ان تظهر برود مشاعرها كي تتغلب علي ثورة خافقها فجسدها لو تركت له العنان سوف تخر مغشى عليها
تمعن النظر لوجهها البهى و هز رأسه السفلي بغيظ منها..
سحب يدها ليضيع كفيها بين يديه اخذها وذهب بها الى السياره فتح لها بابها كالأميرات قائلا
اتفضلي يا أميره الأميرات
جلست بجواره وهي تضحك والسعاده تغمرها على حبيبها الذي يجبر بخاطرها ويدللها ولا تهون عليه محبوبته..
هى تعترف انها احبته ولكن تصرفاته وجرأته معها تربكها وتزيد من خجلها يجعل الكلمات تتعثر على لسانها.. ليزيد من وتيرة نبضاتها التائهه...
فيلا السيوفي
رغم الهدوء الظاهرى للأجواء ولكن ضجيج الحزن يسيطر على القلوب ..
كانت كريمه تجلس بجوار فهيمه التي تبكي طوال الليل لكي تقنعها أن تذهب معهم الي العزاء لكي تطمئن على ابنتها ورد
وضعت كريمه يدها على رأس فهيمه تتلو عليها بعض ايات القران الكريم وهي تبكي عليها بقهره وعندما انتهت من تلاوته هتفت
ليه يا حبيبتي عامله في نفسك كده... وليه يهون عليك شعرك بالشكل دا..
دا انتي طلعتي غلبانه قوي يا فهيمه..
واللي يشوفك من بره يقول عليكي ست جبروت ما بتحسيش ولا يهمك حاجة غير نفسك...
وانا اللي لما عرفت انه ماټ قلت انك هترتاحي منه ..
تعالت شهقاتها هاتفه
عمري ما ارتحت الا معاه.. ولا حسيت بالامان الا في
صمتت لبرهه تنظم انفاسها واردفت
عمري ما نسيت ان لما كان بيزعل مني... يجي ليا يقول لي خديني في
ابصله باستغرب وأقول له
على فكره انا اللي مزعلاك ...
يقول لي عارف... بس طيبه قلبك هي اللي هتصالحني...
كان شاطر في الكلام الحلو.. عمري ما نسيت كلامه ليه..
كان كل مره نزعل من بعض واجي عليه ياخدني نصلي... وبعدها يقول لي
انا عارف انك بتحبينني حتى وانت غارقه في ظلامك...
احبك وانت مليئه بالندوب النفسيه...
حتى وانت عاجزه عن حب نفسك...
ساحبك رغما عنك... لم ولن تخلق انثى غيرك تقدر على امتلاك ما ينبض بين اضلعي...
فانت فهيمتي وفهمي وتفهمي للحياه ...
ظلت تبكي بحړقة وآهاتها تخرج من اعماق قلبها تكوى فؤادها تنعى حبه اردفت هاتفه
تفتكري يا كريمه ليه سابني وراح اتجوز غيري وازاي قدر يعيش معاها كل السنين دي...
ليه سابني اتعذب لوحدي.. وليه يعترف بحبه ليا وهو بېموت... ليه اناني حتى في مۏته عاوزني اعيش مېته متعذبه... صح...
يا ريتني اموت بس ليه ېموت وانا مش مراتة... ليه يحرمني منه دنيا وآخره... دانا عشت عمري كله علي أمل أنه يردني...
ابتسمت لها كريمه بسعادة هاتفه
يعني لو عرفتي انه ردك لعصمته وكتب عليكي من جديد وقبل ما ېموت حكي كل حاجه للحاج محمد مش هتزعلى ..
اعتدلت في جلستها وهي لا تصدق ما تسمعه اخذت تهز راسها يمين ويسار وتضغط على اذنها كى تسترق السمع وتتأكد من حديث كريمه هتفت
انتي بتهزرى صح .. لا لا لا لا شكلك بتتكلمي بجد ..
أمسكت زراعها تهزها انتي بتقولي ايه وضعت يدها على رأسها تدور حول نفسها
انا مش مصدقه نفسي..
حالة من الهذيان
واللاوعى سيطرت عليها .. كانت تضحك تاره وتبكي تاره أخرى.. تصفق على يديها كالاطفال .. تقفز بسعاده عكس حالة الحزن المسيطره عليها...
فقدت المنطق لتشرع فى زغاريد ملئت الفيلا وكأنه يوم عرسها وليس يوم ۏفاة محبوبها..
الفرحه بعودتها لعصمته شلت استيعابها عن كونه توفى ولن تنعم برؤيته مره اخرى ..
ولكن بداخلها تجدد الأمل فى اللقاء فى جنة الخلد..
ظلت تاخذ الغرفه ذهابا وايابا من توترها ثم امسكت كف كريمه هاتفه
احلفي ان انا مراته وانك مش بتكذبي عليا ..
ابتسمت لها كريمه واجابت
وحياه راكان ابني اللى مش هحلف بيها كدب ..
جوزك ردك لعصمته وانتي مراته وجلال لما عرف انه عيان كان هيقول لك بس خاف من رد فعلك...
قامت فهيمه تواصل الزعاريط في عز حزنها لتردف هاتفه
ربنا ما يحرمني منك يا جلال يا اخويا يا رب... ما حدش فاهمني قد اخويا جلالربنا يسعدك ياحبيبى ويفرحك برجع الغايب..
ضحكت عليها كريمه والله ما حدش مريض قدك انت واخوكي جواكم حاجه وبتعيشوا بحاجة ثانيه خالص...
هتفت فهيمه بس جلال عملها امتى!
ردت عليها كريمه ايام مكان شيطانه سيؤه بتوكيل اللي انتي عمله له..
انت عارفه انهم كانوا قريبين من بعض.. ورغم انه طلقك فضلوا أصحاب.. ولما طلب انه يردك جلال وافق..
لانه كان عارف انك مش هتتجوزي ولو كان قال للحج محمد ما كانش هيوافق ربنا يستر بقى لما ابوكي يعرف..
ودلوقتي صلي واقرأي قرآن واترحمي عليه... وادعي له بالرحمه... وبيتهيأ لي كده هتغيري رايك وتيجي معانا العزاء صح..
هزت راسها والدموع تنهمر من عينيها هاتفه
اه هاجي معاكم طبعا واكون انا اول واحده تقف على قپره الصبح...
انا هروح البس بسرعه ..
ذهبت ترتدي ملابس تليق بالعزاء.. وتعد حقيبه سفرها.. وتركت كريمه تذهب الى غرفتها كي تستعد هي الاخرى ..
شعور بالقلق انتاب كريمه كانت تشعر ان قلبها ينقبض بشده امسكت الهاتف تعبس فيه لكي تطمئن على بناتها..
هاتفت صبا بعد عدة رنات اجابتها قائله
ايوه ياست الكل طمنى قلبك انا كويسه... ومعلش معرفتش ارد على تليفونك... عشان كان عندى مرور على عمليات مستعجله...
وحاليا راكبه العربيه مع يعقوب وجايه فى الطريق
ردت عليها كريمه
تمام ياحبيبتى فى حفظ الله انا منتظراكى ...
لتعاود الاتصال ب صفا
لتجيبها الاخرى سريعا
ايوه ياكركر تليفونى فى ايدى رديت بسرعه عشان متتوتريش..
ياامى انا فى بارتيشن الورود بتاعى هخلص واجيلك بسرعه..
هزت كريمه راسها بيأس من اصرار ابنتها على النزول اليوم رغم انه