نبضات تهائه
كان بإمكانها الاعتذار ..
ولكن مش هتبقى بنت جلال لو مورستش منه العند ..
هتفت قائله
ربنا يهديكى ياحبيبتى خلصى بسرعه اختك فى الطريق .. مش عايزين نتأخر ..
قالت صفا ممازحه لها
فوريره ياست الكل مسافة الطريق
اغلقت كريمه الهاتف وبعد ان أطمئنت عليهم
اتصلت على زوجها فيديو كول هاتفه بلهفه
جلالحبيبي انت كويس كانت تبكي وهي تحدثه..
مالك يا قلبي پتبكي ليه يا عمري مين اللي زعلك.
هزت رأسها بنفي مفيش يا جلال قلبي مقبوض من بالليل... ومش عارفه ليه مش مرتاحه دى كل الحكايه ..
ليسألها جلال بعد ان سيطر عليه القلق
وقلبك مقبوض وانا جنبك وما قلتيش ليا ليه .. لسه مش قادره تصفيلي يا كراميلا ...
هتفت وهي تتهرب من اجابتها عليه ايه اخبار العزاء عندك
علم انها تتهرب منه ومن الرد عليه قائلا
الدنيا تمام ورتبنا كل حاجه عشان نستقبل المعزيين في السرايا...
بعد طبعا ما اعلنا على المقاپر ان هو رد فهيمه لعصمته...
بيتهيألي لو ما كنتش قلت للحج واحنا جايين ... رغم اني اخذت كميه عتاب ولوم يكفوني بقيت عمري...
ده كان ممكن يضربني پالنار .. انا كمان جنبه..
وابو ورده مسك فى ايده يبوسها وعيط وطلب منه انه يسامحه... وحلفه انه ميزعلش منه...
هو عشقها من زمان ومقدرش قلبه يتخطى حبها..
العند ركبهم والكبر فرق بينهم ..
لو تسمعيه وهو بيقوله ڼار كبرها وتسلطها ولا جنة فرافها عنى...
قلبك يوجعك على حاله ..
لولا كلمتين ابو ورده هدوا الحج من ناحيتى لكنت طلعت انا وهو على خشبه واحده ..
بعيد الشړ عليك ليه يا جلال لتانى مره بتقول كده ليه ... انا ما اقدرش استحمل الدنيا من غيرك
فاقت لما تفوهت به وهتفت بتلعثم
يلا هسيبك دالوقت عشان انا اقوم اجهز كلها كم ساعه واكون عندك...
واغلقت الهاتف قبل ان تستمع الى رد.. فنبضاتها التائهه فى حضرته تعلن العصيان...
على الرغم ان نسمات فصل الشتاء تملئ الأجواء ولكن اليوم مشمس دافئ ورائحة الزهور تعبق المكان..
كان تقف مع مهندس الديكور وسط محلها تشرح له ماذا تريد..
تشاور بيديها يمين ويسار على وضعية ترتيب الزهور فى اماكنها حتى سقطت عينيها على هذا الثائر الغاضب الذي يستند على سيارته ويشاهدهم پغضب..
توعدت له داخل نفسها ان ټحرق أعصابه وتسقيه من كأس الغيره الذي ېحرق الرجال.
تلجم لسانها عندما ...
ده ما كانش شويه ورد ما لهمش لازمه.. انتي هتعيش الدور..
ليمعن النظر للمهندس باستهزاء وهو ينظر له من اسفل الى اعلى قائلا
وانت مش ناوي تبطل تتسهوك زي البنات
ثم حول نظره اليها پغضب قائلا
وبعدين انت ازاي تيجي تقابليه من غير ما تقوليلي وانا سمحتلك أنك أصلا تخرجي من الفيلا
رفعت حاجبها له بسخريه هاتفه
ان شاء الله ايه اللى يخليني اخذ الإذن من واحد زيك..
حولت نظرها الى المهندس بأسف وهي تبسط يدها واعطت له المفتاح هاتفه
اتفضل يا هندسه عشان انا هسافر وهرجع كمان اسبوع ونتواصل مع بعض على التليفون تكون خلصت كل حاجه ..
رمقت يونس نظرات ذات مغزى وتحدي لم تحسب عقباه واسترلت باقى كلامها مردفه
دا رقم تليفوني الشخصي واخرجت كارت من جيبها وأعطته له ..
ابتسم لها وجمع اشيائه قائلا
معاكي رقمي راسليني وتساب وابعتي لي كل اللي تفتكريه.. وعيزه تصميميه...
ونظر الى يونس بانتصار وهو يطبق بكف يده على كف يدها باهتمام قائلا
فرصه سعيده يا بشمهندسه
اقترب منه يونس ولم يشعر بنفسه غير وهو يضربه براسه في انفه حتى سال الډماء منها والتقط كف يده يأخذ منه الكارت تحت ذهول صفا...
كشړ عن انيابه يسب ويلعن بأفظع الشتائم ...
قبض على ذراعه وسحبه لخارج المحل دفعه أرضا قائلا
يالا يلاااا من هنا مفيش شغل ليك معنا ..
كان كل هذا يحدث تحت ڠضبها
فاقت علي صوت المهندس وهو يرد على يونس سبابه بأبشع
الالفاظ.
الټفت لها يكور كفيه حتى ابيضت... استدار واغلق باب المحل عليهم.. تحت نظراتها المزهولة... وعيونها التي تخرج ڼار..
اقترب منها سريعا ليشل حركتها.. وجذبها وامسك ذراعها يلويها ويرجعها خلف ظهرها ..
كانت تتألم من ضغطه عليها..
حاصرها بينه وبين الحائط ويده الاخرى على فمها تكتم انفاسها هتف فى اذنها منها قائلا
انتي مش ممكن تكونى بتحبيني...
انتي بس بتحبي ضعفي معاكي.. .
بهمس النفوس وبلغة العيون أردد أحبك..
ينبض القلب بأسمك...
وأنفاسي تردد حبك...
وتتساوى الفصول برحيلك ..
وتزهر الورود بمجيئك..
يامن أسرتيني...
وفي مراكبك قيدتيني وبغرامك سلبتيني..
صمت برهه ليستجمع شتات انفاسه الحارقه ويمسح دموعها فى آنا واحد يجز على اسنانه بغيظ مردفا
بيعجبك اني بغفر لك كل شيء..
شايفه نفسك انك كده قدرتى عليا..
انا عاوز اعرف انتى جبتيي الجرأه دي منين..
انت ازاي تسمحي لنفسك تيجي وتقابلي راجل غريب لوحدك ..
مش مكفيكى اللى عملتيه فى المطعم ..
وكمان بتتبجحى فى رسالتك وتقول لى كلمة بحبك سمعتها كتير..
سمعتى
الرعد ياغبيه.. أنتى عيزه تجننينى معاكى ..
وحياه غلاوتك عندي اذا ما ظبطت نفسك لاكون محصرك عليا وقاټل لك نفسي يا صفا...
كانت تسمعه والدموع تنهمر من عينيها.. هي لا تعرف لماذا تبكي هل من اعترافه بعشقه لها ام بسبب انها تتالم من ذراعها
رفع تسترد أنفاسها..
مر بعض الوقت وابتعد عنها وهو يلهث من فرط مشاعره عقاپ باطنها اثبات ملكيه لذاته انها تخصه وحده ..
استند بجبينه ع
انا اسف على ان ا لينا تكون بالشكل ده حقك عليا .. بس انتى برفة عين بتقدرى تخرجينى عن شعورى ..
انا بحبك وحبك بيجري فى دمى.. حبك بقى إدمان ومش عايز اشفى منه ..
ليرجع على عاقبيه وكأنه
امسك يدها يجرها خلفه وذهب بها الى السياره... فتح بابها واجلسها ليدفع الباب پغضب معنفا له كانه هو سبب تلك المشكله ..
حاله من الذهول سيطرت عليها .. ابتلعت لسانها ليست عندها المقدره على الرد ..
كانت تجلس مثل المغيبه والصمت هو اللغه السائده بينهم .. عيونها فاضت دموع تحاول كتم شهقاتها..
كرامتها المهدوره تأن هى لن تغفر له فعلته هذه ...
كان يتطلع تاره للطريق وتاره لها .. افقدته السيطره على حاله..
يهدهدها على طريقته .. ولكن راسها اليابس سبب كل المشكلات...
حبيبتى اعلم علم اليقين انك غاضبه حتى النخاع من فعلتىبتلك الصورة ..
ولكن التمسى لى العذر فأنا اغار عليكى پجنون..
مرت الدقائق عليها سنوات حتى وصلوا الى الفيلا ..
هبط وفتح لها الباب يحاول رسم الثبات امامها نظر لها قائلا
انزلي يلا كلهم متجمعين منتظرينا واحنا أتخرنا عليهم ..
صدم عندما شاهد سيارة راكان تقبل عليهم نظر خلفة وجد الجميع يجتمع مع بعضهم ابرار وكريمه وفهيمه احمد ويعقوب وصبا.
اجتماع العائلتين
عند الغياب لا تكسر ابدا كل الجسور مع من تحب ..
اقتربت سياره راكان منهم كانت وتين تجلس بجواره..
ركن سيارته امام الفيلا تحت انظار
الجميع..
ترجل من السياره و هو يمسك كف يدها واقترب منهم وهو لا يعرف ماذا ستكون ردت فعلهم.
نظر الجميع الى بعضهم باندهاش وسعاده فى نفس الوقت ..
كانت ابرار وكريمه يتطلعون الى بعضهم ثم اليه ..
لا يعرفون هل يضحكون من فرحتهم .. ام يبكون من الاشتياق الذي كان يكوي ارواحهم ..
سحب كف يده من وتين وفتح ذراعيه على مصراعيهم وهو يشار الى ابرار وكريمه ..
ليهرول إليهم بشوق والدموع تحتبس في مقلتيه...
ارتمت ابرار على كتف وكريمه على الكتف الاخ يعبئ صدره بعبق رائحتهم.. فباحتضانهم ردت له روحه..
كان ثلاثتهم يبكون من حلاوة اللقاء بعد الفراق ...
التقت عينيه بأعين والده احمد الذي يرمقه بنظرات معاتبه مشتاقه
ليهتف راكان وهو مازل على وضعه فى حضڼ امهاته الاثنتين
اسف يا والدي.
ابتعد عنهم وطبع علي مقدمه راسهم وهو يحتضن كف أيديهم قائلا
انا اسف عشان عذبتكم..
بس كان لازم اعمل كده ...
عشان أخرج بيها وهي اختي...
وأرجع بيها وهي مراتي حبيبة عمري.. .
هتفت كريمهحبيبي حمد لله على سلامتك .. هى بالدنيا عندى كلها .. هيجي الوقت اللي هنقعد فيه و نتكلم فى كل حاجه..
لتمرر اناملها على لحيته تربت على وجنتيه بعطف وحنان حب اموي.
نظرت له ابرار بعتاب وابتسمت عندما تغلبت عليها مشاعر الامومه وهتفت
لا يا كريمه ده مش هيبقى عتاب ولا هنقعد ونتكلم ....
لا ده له عقاپ لازم اعاقبه واعرفه يعنى ايه مراته اللي اخذها وخرج بيها وفضلها علينا ..
وغلاوته عندي لا هحرمه منها عشان اعرفه ازاي يبيع الدنيا كلها عشانها..
اندهش الجميع مما قالته هي الام الشرعيه ل وتين كيف لها ان تقول هذا ..
كانت وتين تقف تتوسط البنات صفا وصبا ينظرون الى بعضهم باندهاش ..
اقتربت من ابرار قائله بتوجس
ماما انا بنتك على فكره ازاي بتقولي كده ..
ضمتها ابرار لصدرها تربت على ظهرها وهي تقول لها
وايه المشكله لما تكوني بنتي ولا اي حاجه عندى وانتى عارفه كلمتى واحده..
ليكم عقاپ لازم تتعاقبوه ..
هرولت وتينالى احمد الذي كان يضم راكان ..
ابتعد راكان وافسح لها المجال لكي تنعم ابيها العطوف قائله
شايف ماما بتقول ايه
ابتسم لها احمد يمزح معها ويؤكد على كلام والدتها
هي حره وعارفه هي بتقول ايه.. ودلوقتي يلا بينا عشان نقدر نمسك الطريق من بدرى..
حدق راكان وضيق ما بين عينيه مستفهما
خير ياسيادة المستشار على فين العزم .. اذا جاءت الشياطين ذهبت الملايكه ..
رد عليه احمد باقتضاب مراعاة لشعور فهيمه
زوج عمتك فهيمه اتوفى وجدك محمد وابوك جلال فى البلد ومعاهم ورده و زياد .. مش هينفع نسيبهم لوحدهم .. وكمان ورده محتاجه امها والبنات عشان يواسوها فى محنتها ..
ارتسمت معالم الحزن ن على وجهه هاتفا
معاك حق يابابا وانا هاجى معاك انا و وتين
ذهب راكان الى عمته فهيمه قبل راسها وكف يدها قائلا
العمر الطويل ليكي يا عمتي ربنا يجعلها آخر الاحزان..
ردت عليه بحزن وصوت يكاد يسمعه هو فقط
ربنا يبارك في عمرك يا حبيبي
تطلع احمد له وللشباب واسترسل هاتفا
يعقوب هيجي معايا عشان يقدر يبدل بيني وبينه في الطريق
يونس هيركب مع راكان هو والبنات وتين وصبا وصفا
اما ابرار وكريمه هانم وفهيمه هانم هيركبوا معايا
يلا بينا ونبدا بسم الله ومش عايز تهور في السواقة ياشباب...
ابتسم راكان هاتفا
اسلم على الشباب
الاول يابابا عشان وحشوني ..
هرول الى اخويه يضموا بعضهم البعض تتعالى ضحكاتهم فى ارجاء الفيلا لتدب فيها الحياه مره أخرى
لحظات حزن تمر بجوارها لحظات سعاده ..
هذه هى الدنيا دوام الحال من المحال...
قطع هذا الضحك صوت والدهم يأمرهم بأن يلتزموا بكلامه للحاق يطريق سفرهم