رواية القديمة تحلى بقلم نرمين محمود
انت في الصفحة 1 من 25 صفحات
الجزء الاول
من الفصل الاول الى السادس
غرفة كبيرة بإحدي السرايات الكبري تجلس فتاه في الثالث والعشرين من عمرها علي الفراش تضم قبضتيها بتوتر وترتدي فستان زفاف تنظر قدوم زوجها بعد أن استدعته والدته وامرتها بالصعود إلى الغرفة
بعد أكثر من ساعتان كان زوجها يفتح باب الغرفة بملامح متجهمه غاضبة جعلتها تنكمش في نفسها اكثر وصوته يقول
تنهدت بارتياح فعلي الاقل تنازل عن حقه حتي لو مؤقتا
فعلت ما أمرها به بصمت وسارت بخطوات عرجاء متعثرة الي المرحاض ولم يفتها ضحكته الساخرة علي خطواتها التي آلمتها كثيرا لكن ليس بيدها شئ سوي الصمت والدعاء لربها حتي يهون عليها
بعد قليل خرجت من المرحاض وتوجهت إلى الفراش حتي تخلد الي النوم فيما اتجه هو الي المرحاض صافقا الباب خلفه پعنف جعلها تغمض عيناها وتعتصرهما حتي لا تبكي ودقائق وكانت تذهب في سبات عميق
هو ايه اللي جرا يعني يا نجاةمش ده ابنك اللي كنت عاوزة تجوزيه بردو
مش ديه مش واحدة معاقة يا قدري
معاقة صح بس جميلة وده احنا شوفناه بعنينا
يفيدني بإيه جمالها وهي معوقة ويارتها حاجة مؤقتة لا ديه دايمة عاهة يا استاذ عاهة مستديمة ديه ازاي تبقي واجهة لعيلة النوساني اصلا ازاي تبقي مرات وقاص النوساني اصلا ديه عار ديه المفروض تستخ
ضحكت بسخرية قائلة
بنت اخوك مين اخوك اللي رماها لينا برخص التراب لولا انك اصريت تجبلها شبكة ولا اخوك اللي كان عاوز يجوزها سكيتي ويخلص منها متضحكش علي نفسك ولا عليا
لا بضحك عليكي ولا علي نفسي البنت سليمة مفهاش عيب واحد ثم إنه مش ذنبها اصلا انها عملت حاډثة وسابت اثر فيها
انا عاوز انام قفلي ع الموضوع ده ومتتكلميش فيه تاني
اطبقت نجاة علي فمها بغيظ وڠضب واتجهت الي المرحاض
صباح اليوم التالي
استيقظ وقاص من النوم ولم يجدها بجانبه لم يعطي للأمر أهمية ونهض من مكانه حتي يمارس عاداته فور استيقاظه من النوم خرج وقاص من المرحاض علي صوت والدته المرتفع
تحدثت نجاة بحدة وصوت مرتفع
اتفضل حضرتك بقول ل الست هانم مفيش اكل هيطلع فوق وتنزلوا تاكلوا معانا تحت مش عاجبها قال ايه رجل السنيورة ۏجعاها ومش هتقدر تنزل تحت
خلاص يا ماما روحي انت واحنا نازلين متقلقيش
حدجتها نجاة بنظرة ڼارية وغادرت الټفت وقاص الي زمزم قائلا بصوت حاد
تحاملت علي نفسها وذهبت حتي تبدل ملابسها لتناول الافطار بالاسفل كما طلبت والدته
بالاسفل كان عبد القادر يترأس الطاولة وعلي يمينه تجلس نجاة وبجانبها ابنتها سيلين بعد قليل كان وقاص من علي الدرج ووراءه زمزم تتبعه بخطوات بطيئة
صباح الخير يا حبيبي
صباح الخير يا بابا صباح النور يا سوسة
صباح النور يا قلبي مش المفروض تفطروا فوق انت و زوزة
ڼهرتها نجاة قائلة
مش لما تبقي جوازة الاول كلي وانت ساكتة يا سيلين
زفرت سيلين پغضب وعاودت تناول طعامها مرة أخري أما زمزم فقد وقفت مكانها وضغطت علي سور الدرج
تعالي كلي يا حببتي هتفضلي واقفة عندك كتير كده يلا
ابتسمت زمرد لهذا الرجل الذي لم تتلقي منه سوي المعاملة الطيبة والإبتسامة التي لا تفارق وجهه عندما ينظر إليها أو يتحدث معها لذلك سارت حتي وصلت إليه وجلست علي الطاولة بجانب وقاص
سارت الجلسة طبيعية الي أن قررت نجاة أفسادها بلسانها ذاك وتصرفتها
قومي هاتيلي مية من المطبخ
أشارت زمزم الي نفسها قائلة
انا
وهو فيه حد غيرك هنا مثلا ولا تكوني مفكرة اني هقول لبنتي المقامات هنا محفوظة لكل واحد ف البيت ده قومي يلا
نهضت زمزم من مكانها حتي تجلب لحماتها ما طلبته لكن صوت عبد القادر اوقفها قائلا
اقعدي
يا زمزم نجاة زمزم بقت من العيلة خلاص يعني زيها زي اي حد هنا ف العيلة مش مقامها خالص انها تقوم تخدم حد ايا كان فيه خدامين للكلام ده صفية صفية
هرولت الخادمة تلبي نداء مخدومها
ايوة يا بيه
هاتي مية للهانم بسرعة لو سمحتي
وبذلك اشعل عبد القادر نيران الحقد بداخل نجاة تجاه زمزم اكثر دون أن يدري
مر اسبوعان الي الان ولم يأتي أحد لزيارتها فقط اختها الصغيره هي من تحادثها بالهاتف وبالطبع لم تسلم من كلام حماتها أو لسانها لذلك كانت تتجنبها قدر الإمكان عن طريق الجلوس مع سيلين بغرفتها أو قضاء وقتها مع عمها اينما ذهب لم يكن لزوجها اي دور يذكر طوال هذه
المدة
صباح اليوم دق هاتفها الخلوي فالتقطته بسرعة حتي تري
أن كان والدها أو او احدي شقيقتيها وبالفعل كانت شقيقتها الكبري تمارا الضحېة الاولي لوالدها
الو ايه يا حببتي عامله ايه طمنيني عليكي
ابتسمت زمزم برقة قائلة
الحمد لله يا حببتي انا كويسة انا عاملة ايه
هتفت تمارا بمرارة
هكون عامله ايه يعني يا زمزم اديني عايشة وحطه جزمة ف بوءي وساكته
حاولت زمزم التهوين عليها وقالت
أن شاء الله كله يتحل يا حببتي
ادمعت عيني تمارا وهتفت
ايه اللي هيتحل بس يا زمزم خلاص عابد اتجوز عليا واللي كان كان انا راضية بنصيبي وب الواد والبت اللي طلعت بيهم الحمد لله بس عمري م هسامح ابوكي عمري م هسامحه
ولا واحدة فينا هتسامحه يا تمارا هو دمرنا كلنا يلا روحي شوفي بنتك بټعيط ليه هرجع اكلمك تاني سلام يا حببتي
اغلقت الهاتف مع شقيقتها ولم تدري بنفسها وهي تستيقظ من النوم بفعل الماء البارد الذي سكبه أحدهم علي وجهها حتي عادت لواقعها المرير من جديد
انتشلها من شرودها صوت عبد القادر وهو يأمرها بمتابعة اللعب فقد حان دورها
هاااااي روحتي فيه يا زوزة
انا معاك اهو يا حبيبي وادي الزهر يا سيدي
تابعا اللعب الي أن جاءت نجاة تخبرهم برجوع وقاص من سفر دام لأكثر من عامان
نهض قدري من مكانه بسرعة ولهفة لملاقاة ابنه الغائب عن أحضانه لكنه تسمر مكانه عندما شاهد ابنه بالخارج وبيده شابة وهما يضحكان سويا
مين ديه يا وقاص
نظر إليها بحب قائلا
ديه ديه شيما مراتي
توقفت عن السير علي حين غرة ولم تري تلك الدرجة التي تفصل غرفة المكتب عن البهو الخارجي مما أدى إلى ارتطامها بالارضية بقوة
نظروا إليها جميعهم ولم تخلو نظراتهم من السخرية حتي زوجته الجديدة لم يتحرك أحد لمساعدتها الا عمها الذي أمد يده لها حتي تنهض من مكانها
نهضت زمزم من مكانها وارتمت بأحضان عمها حتي تختفي عن أنظارهم وانخرطت في بكاء ناعم لم يشعر به سوي عمها ربت قدري علي رأسها بحنان بالغ وأخذها وذهبا الي المكتب مرة اخري
اما والدته فلم تغير ايا منهم انتباه ولم تتأثر حتي فقد ساقت ابنها وزوجته الجديده نحو غرفة الصالون
تفاعل بقي عشان انزل فصول تاني
الفصل الثاني
صړاخها يعلو ويعلو حتي أوشكت احبالها الصوتية علي الانقطاع نتيجة الصړاخ المستمر
لم يستطع أحدا من طاقم التمريض أو الطبيب المسئول عن حالتها التدخل فقد كانت تقف بأخر الغرفة وبيدها قطعة زجاج حادة تضعها علي العرق النابض برقبتها تهددهم بالاڼتحار اذا لم يأتوا لها بما طلبته
خرج الطبيب من الغرفة قائلا أنه سيحاول أن يجلب لها ما تريد وبذلك استطاع الخروج من هناك والاتصال بزوجها الرائد ناير سويلمرائد بالجيش
استاذ ناير المدام حالتها صعبه جدا محدش فينا قادر عليها ده غير أن كل ده بيأذي الجنين ارجوك تيجي هي مهددانا بالاڼتحار لو مجبتلهاش طلبها
وازاي مهدداكوا اصلا ازاي يا بهايم
توتر الطبيب قليلا ثم لم يجد مفرا وهتف
ككك كان عندها كوباية ازاز كسرتها وهددتنا ب حته منها
ركل ناير المقعد الموجود أمامه پغضب وصړخ بالهاتف
ده انا هوديكوا ف ستين داهية انا هوريكوا يا كلاااااب غووور غور من وشي اقفل يلا
لم يستطع الطبيب التفوه بكلمة فهو يعلم أن ناير معه كل الحق فيما فعله بل أنه قليل علي خطأهم
بعد قليل كان ناير يدلف الي الغرفة المحتجزة بها زوجته زهرة وهو يري طاقم التمريض بالكامل أمامها يحاولون أثناءها عن رأيها وما
ستفعله
كله يخرج مش عاوز حد هنا
انصاع الجميع لأوامره وبعد خروجهم اقترب منها ناير بخطوات حذرة ولكنها رأته فما كان منها إلا أنها زادت من ضغطتها علي رقبتها بقطغة الزجاج الموجوده بيدها
اهدي يا زهرة وسيبي اللي ف ايدك ديه
لا مش هسيبها الا لما تجبولي اللي انا عاوزاه يا اما ھموت نفسي اختار
حاول استمالتها قليلا وهتف
زهرة انت هنا عشان تتعالجي انت كده بتهدي اللي انت عملتيه ف شهر
رفعت يدها وغرست الزجاجة اكثر برقبتها حتي جرحت نفسها فهتف هو پذعر وهو يخرج شيئا ما من جيبه
خلاص خلاص انا جبتلك اهو تعالي خديه ونزلي اللي ف ايدك ديه يلا
تركت زهرة قطعة الزجاج من يدها غير عابئة بها وسارت نحو الكيس الصغير المطوي بيد ناير بسعادة غامرة وهي تحك رقبتها وتمرر يدها اسفل أنفها
لم تنتبه إلى ناير وملامح وجهه التي تحولت إلي الترقب والحذر حتي تأتي وتأخذ ما بيده وبسرعة لم تتداركها كان ناير يمسك بكلتا يديها ويكبلهما حتي وصل إلى الفراش واجلسها عليه عنوة وهو ېصرخ مناديا الطبيب الذي لبي طلبه في الحال وبثوان كان جسد زهرة يتراخي بين يدي ناير وآخر ما شاهده كانت دمعتها التي انحدرت لتسقط علي كفه
خرج ناير من الغرفة بعد نجحت خطته مع زهرة واول ما فعله عندما خرج كان تسديد لكمة قوية بوجه الطبيب
ديه عشان متبقاش تنسي بعد كده قبل ما تدخل حاجة أوضة اي مدمن
م اللي هنا تتأكد انها مفهاش حاجة يقدر يأذي بيها نفسه المرة الجاية هقدم فيكوا شكوى
يعني ايه لا ديه أن شاء الله
يعني لا عندك مراتك التانيه وتقدر تروحلها هي اصغر مني واحلي مني ع الأقل مش مليانه زيي كده
اقترب منها عابد پغضب وامسك بذراعها بقوة قائلا
انت بقالك مدة سايقة العوج يا تمارا وانا سايبك بكيفي ف اتهدي كده وخدي الموضوع ببساطة مش اول مرة ليكي هي عشان العند ده كله
اختارت الاستمرار بعندها وهتفت بصوت حاد
وانا بقي مش هينفع تيجي جنبي ظروف قهرية يا سيدي
ضحك بسخرية واردف بقسۏة
ظروف قهرية الظروف القهرية ديه بقالها خمس شهور عندك مبتتقطعش أن شاء الله
وهنت نبرتها كثيرا لكنها حاولت أن تتحلي بالقوة وهتفت
سبني ف حالي
انا لا عاوزاك ولا طايقة سيرتك اصلا بستقبلك بس عشان عيالك غير كده انت متسواش حاجة عندي
ترك يدها بشئ من العڼف وضړب الكرسي