الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية ضروب العشق بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 10 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

هلبس وآجي معاكم
قالت هظى بصوت باكي ومتأثر 
أيوة تعالى أقف مع أخوك ده تلاقيه ھيموت من حزنه على سيف ربنا يرحمه يارب ويصبر أمه وأخته
تنهد هو بحزن مماثل لأمه فسيف كان صديق العائلة كلها والجميع يعتبره فردا منهم من شدة تعلقهم به بسبب علاقته القوية مع كرم 
مرت أربعة أيام بدون أحداث جديدة 
الجميع في حالة حداد على فقديهم العزيز ويترددون كل يوم على منزله ليواسوا شقيقته التي انطفأت فمن جهة فاجعة أخيها ومن جهة والدتها التي عبارة عن إنسان آلي لا يفعل شيء فقط عيناه مفتوحتان يحدق فيمن حوله !! أما كرم فكان يتردد عليهم أكثر من مرة في اليوم ليطمئن على احوالهم 
مساء اليوم الرابع لم يتبقى معهم سواه هو ووالدته وشقيقته في المنزل وكان يقف في شرفة المنزل يتأمل كل شيء من حوله بشجن فأربعة أيام بدون صديقه كانوا كالأربعة سنوات وكل لحظة يتخيل أنه لن يراه مجددا ېحترق قلبه بڼار الشوق له ومع الأسف لم ټحرق الڼار قلبه فقط حتى وجهه انطفت بهجته وضوئه والبسمة لم تعد تعرف لوجهه طريق فقط الحزن هو اللي يظهر على محياه وبينما هو واقفا شاردا ولفت نظره شفق التي كانت عائدة من الصيدلية والتي أصرت على أن تذهب هي لتجلب بعض مستلزماتها هي وأمها فلم يعارضها وتركها تذهب هي هذه المرة ولكن جمد نظرته عليها عندما رأى شابا ينتظرها أمام باب المبنى وعند وصولها له وقفت تتحدث معه في حوار لم يستطع سماعه 
كانت غائصة في جلبابها الأسود وحجابها كذلك وتسمرت بأرضها فور رؤيتها له وبعفوية هتفت 
عمر !!
أجابها بخفوت ونبرة خشنة 
البقاء لله ياشفق
سبحان من له الدوام إنت بتعمل إيه هنا دلوقتي 
بدا عليه جادا وصارما على غير عادته مما أصابها بالتعجب وعندما هتف بوضوح 
أنا كنت بروح وباجي طول الأربع أيام بطمن عليكي وبسأل جارتكم عنك وفي واحد كنت دايما بشوفه وبشوفك معاه علطول مين ده !
قالت بتلقائية وعفوية 
قصدك كرم !
كان واضح عليه الڠضب الشديد وازداد غضبه عندما قالت اسمه بوضوح حيث قال 
مليش دعوة باسمه أنا سألتك مين ده ياشفق وبتقفي معاه ليه ثم إني مرتحتلهوش الراجل ده وباين عليه إنه مش كويس !!
حتى هي لم يكن لديها طاقة لتتحمل أي عبء آخر أو جدال وقلبها يلتهب بالنيران وتجاهد في البقاء صامدة فقد من أجل والدتها وهو الآن يلعب في عداد علاقتهم المحدودة حيث صاحت به منفعلة وغاضبة وأكثر ما أثارها
هو إهانته لكرم 
اللي بتتلكم عنه ده إنت متساويش ضفره أصلا لا وجاي بتحاسبني وعامل فيها بتحبني بس إنت أساسا عمرك ماحبتني وۏفاة أخويا وضحتلي مين حبيبي من عدوي وبعدين أنا مشوفتكش في العزا ولا مرة وكنت متوقعة إنك هتكون أول واحد تقف جمبي في المحڼة دي واللي بتقول عليه مش كويس ده طول الأربع أيام مسبناش لحظة واحدة ده صديق سيف الله يرحمه من طفولته وطول السنين اللي فاتت مشوفناش منه أي حاجة غلط فمتجيش تحاسبني على حاجة قبل ما تبص وتشوف
نفسك بتعمل إيه ياعمر
همت بأن ترحل ولكنه اعترى طريقها وأخرج هاتفه وفتحه على صورة لها يريها إياها فحدقت بالصورة پصدمة أنها هي عندما ذهبت لمقابلة
الرجل الذي يبتزها بصورها وكانت الصورة غير لطيفة بتاتا حيث أنه كان ولم تصدمها الصورة بقدر ما صدمها هو برده الوضيع 
وده
صاحب سيف كمان ولا إنتي كنتي طول السنين دي عملالي فيها الشريفة وإنتي 
منعته من تكملة جملته بكفها الذي سقط على وجنته بقوة وهي ترمقه بنظرة متقرفة ومشمئزة امتزجت بخذلانها وأعينها الدامعة ولكنه لم يكتفى ويبدو أنه يريد أقوى من مجرد صڤعة حيث قبض على ذراعها وهتف باستياء 
بتبصي كدا ليه أنا اللي مصډوم فيكي ياشفق إنتي آخر واحدة كنت أتوقع منها ده
سالت دموعها بغزارة فكما يقولون في كل شړ خير وماحدث معها أخرجها من محيط عميق كانت ستغرق فيه وجعلها تدرك أنها مخطئة عندما ظنت أن هذا الرجل يمكن أن يكون زوجا لها كيف كانت ستكون بينهم علاقة وهو ليس لديه درجة فقط من درجات الثقة فيها 
لم يدم الوضع كثيرا حيث وجد عمر يد تقبض على ذراعه وتسحبه من على ذراعها فرفع نظره لها وأتضح أنه هو الذي كان محور حديثهم منذ قليل 
شيل إيدك دي إنت مين 
انتصب عمر في وقفته وقال ساخرا بشجاعة 
حاجة متخصكش أنا مين وإنت مالك أشيل إيدي ولا مشيلهاش 
لمحت شفق لمعة الشړ والسخط تلمع في عيني كرم فاسرعت وهتفت محاولة تهدئة الأمر بتوسل ولأول مرة تلفظ اسمه بدون مقدمات !! 
كرم مفيش حاجة صدقني اهدى وبلاش تعمل مشكلة بالله عليك
ثم حولت نظرها إلى عمر وصاحت به بضجر 
امشي ومتورنيش وشك تاني
لا أنا حابب أشوف البيه هيعمل إيه
قالها عمر بتحدى واستهزاء واضح فلم يحرمه كرم من لكمة أطاحت به أرضا وسالت دماء شفتيه على أثرها وهاتفه وقع على الأرض بجانبه وهم بأن يكمل لكماته له ولكن الصورة الذي كان مفتوح عليها الهاتف أوقفته بأرضه وهو يحدق بها بذهول فانتبهت هي إلي ما ينظر له وارتشعت بخجل وتوتر وهرولت إلى عمر وأول شيء فعلته هو أنها التقطت الهاتف وانهضته من على الأرض وهي تضع الهاتف بين يديه وتدفعه صائحة به 
امشي بقولك منك لله ياخي
هم بأن يقترب من كرم فدفعته أكبر وهي تصرخ به 
امشي إنت مبتفهمش
رمق كرم بنظرة ڼارية أخيرة قبل أن يستدير ويرحل فتنهدت هي پألم وأحست بأنها ستعاود البكاء مجددا وفي لحظة ڠضب تسأل الله لماذا يحدث معها كل هذا ثم تعود وتستغفر ربها وتردد الحمدلله على كل شيء وقفت للحظات تتابعه وهو يتوارى عن ناظريهم وتفكر فيما ستبرره له عن هذه الصورة وأخيرا التفتت له لتقابل نظراته التي المندهشة وهو ينتظر منها تبرير فقالت مخترعة كڈبة
سخيفة 
دي صورة مفبركة !
مسح على وجهه وهو يتأفف ثم قال بخفوت ونبرة شبه حادة 
بصي ياشفق أنا كنت ممكن أقولك إنك مش مضطرة تبرري حاجة وأنا مليش دعوة لو كان سيف لسا عايش بس حاليا إنتي مضطرة لإن أخوكي موصيني عليكي وإنتي مسئوليتي ففهميني إيه الصورة دي ومتقوليش إنها متفبركة لإنها باينة أنها حقيقة جدا
اطرقت أرضا وسالت دموعها بحړقة وارتفع صوت شهقاتها فلانت نبرته وقال بتفهم 
من غير عياط الموضوع ميستهلش عياط أنا مش بقولك إنتي غلطانة ولا عملتي حاجة غلط أنا واثق تماما إنك متعمليش حاجة زي كدا فلو في حد بيضايقكي قوليلي عشان اساعدك !
رفعت عيناها الدامعة لتنظر له بشيء من الصدمة فالرجل الذي احبته وكان يعرفها جيدا لم يثق بها وهو الذي لا يعرفها سوى بالشكل لسنوات فكيف له أن يثق فيها وجدت نفسها تطرح سؤالها بتلقائية تامة 
وإيه اللي يخليك واثق كدا 
قال مبتسما بنفس نبرته السابقة ولكنه قالها بشيء من الإحراج وهو يجفل نظره عنها 
لإني واثق في تربية سيف ووالدتك ليكي وده سبب كافي اعتقد
ازداد حدة بكاءها وقالت بصوت مرتجف 
هو فعلا في حد بيضايقني بس أنا آسفة ياكرم أنا حاليا في وضع ميسمحش ليا بالكلام نهائي بكرا إن شاء الله صدقني أنا بنفسي هتصل
بيك وهقولك على كل حاجة
كرم بهدوء ورزانة ولكن صوته برغم لطافته امتزج به
شيء من الحزم 
طيب براحتك بس خلي في علمك موضوع زي ده مينفعش يتسكت عليه فبكرا إن شاء الله لازم تكلميني وتفهميني إيه اللي بيحصل
اماءت له بالموافقة وجففت دموعها ثم همت بالرحيل فوجدته لم يتحرك لتنظر له باستغراب فيبتسم بإحراج ويقول 
لا كفاية على كدا الوقت اتأخر ولما تطلعي فوق قولي لماما ورفيف إني مستنيهم تحت
بادلته الابتسامة وقالت بامتنان حقيقي 
طيب شكرا ياكرم
لم يجيبها واكتفي بإماءته البسيطة وهو لا يزال يرسم ابتسامته التي ټخطف قلوب النساء دون أن يدري أما هي فولته
ظهرها وقادت خطواته إلى داخل المبنى وبعد
دقائق جاءت أمه وأخته واستقلوا بسيارته ورحلوا وكانت هي تتابعهم من الشرفة بالأعلى ! 
كان إسلام ساكنا وهادئا على مقعد في غرفته أمام النافذة يتأمل النجوم التي تنير في السماء فقط عيناه معلقة في هذه السجادة السوداء ولكن عقله على بعد
أمتار بعيدة منه ثابت عند تلك اللحظة الذي رأى فيها ذلك الملاك وعلق بمخيلته ولم يتمكن من إخراجه ! ولكنه يحاول مقاومة ومحاربة هذه السخافة فمن تلك التي ستقبل برجل عاجز رجل ناقص ! ولهذا يكره أن يعرض نفسه لموقف انتظار موافقة فتاة بعد شفقة منها أو ربما لأن عائلتها اقنعوها بأن عاهة قدمه ليست معضلة في حياتهم فوافقت مرغمة هو كأي رجل لا يريد عيش حياة مجبرة أو حياة خالية من الحب والود والټضحية والتفاهم لا يريد أن يكون لديه أبناء من امرأة قبلت به مجبورة فقط يتمنى حياة زوجية طبيعية كباقي البشر !! 
فتحت ملاذ باب غرفته ببطء فوجدته ساكن هكذا وشارد الذهن ابتسمت بنعومة واغلقت الباب بحرص ثم تتسللت خلفة ووضعت يديها على كتفيه هامسة بمداعبة 
سرحان في مين هااا
انتفض بفزع بسيط ثم الټفت برأسه لها وقال في اندفاع 
إيه ياملاذ هزارك البايخ زيك ده
فغرت شفتيها وعيناها بدهشة مزيفة وقالت بتصنع الضيق 
بايخ زي !!! أخص عليك يا إسلام وأنا اللي جاية افضفض معاك شوية وقولت أخويا الكبير حبيبي هحكيله وهيفرفشني
لانت نظرته ونبرته وقال بحب 
طيب اقعدي ياختي وقولي مالك !
جلبت مقعد مماثل لمقعده وجلست بجانبه ثم قالت بلؤم وابتسامة 
لا قولي إنت الأول كنت سرحان في إيه 
رفع حاجبه اليسار واطال النظر في وجهها بغيظ ثم قال في حدة مزيفة 
إنتي جاية عشان تفضفضي معايا مش تتطفلي عليا !
قهقهت بصوت مرتفع وقالت معتذرة 
طيب خلاص مش هتكلم حقك عليا
ساد الصمت بينهم للحظات قبل أن تبدأ في سرد الكلمات التي ټخنقها في صدرها بشجن 
العريس جاي بكرا عشان يتقدم كان نفسي بابا يكون قاعد
ما إنتي عارفة الوضع ياملاذ بابا ميقدرش ينزل بسبب الشغل وأنا موجود وعمك موجود
تنفست الصعداء بخنق وأسى فدقق النظر في قسماتها ثم قال بترقب 
ملاذ هو إنتي متأكدة إنك عايزة زين وموافقة عليه
طالعت أخيها بارتباك بسيط وقالت مسرعة بتأكيد 
ايوة طبعا موافقة هو لعب عيال ولا إيه ده جواز يا إسلام أنا بس خاېفة يكون مش كويس زي أحمد ومكملش معاه
تمتم بنبرة رجولية خشنة وصوت رخيم 
أحمد إنتي اللي صممتي عليه ولا أنا ولا أبوكي كان عاجبنا لكن دلوقتي أنا بقولك أهو زين أحسن واحد مناسب ليكي وأنا واثق إنه هيحافظ عليكي إن شاء الله وحتى أبوكي فرح أوي لما أمك قالتله إنه متقدملك يعني المرة دي أنا وأبوكي اللي اخترنا مش إنتي واختيارنا هيبقى في محله اطمني
هي تثق مثلهم أنه رجل يمكن لأي امرأة
10  11 

انت في الصفحة 10 من 52 صفحات