الخميس 28 نوفمبر 2024

قصه كامله

انت في الصفحة 19 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


أنك أول مااتولدى وأنا اللى شيلتك بين أيديا وسميتك ومن وقتها بقيتي مسؤلة مني وأى حاجة نفسك فيها ياحبيبتي أجبهالك بدون تردد أنا معنديش أغلى منكم أنتى وهدى وماما وأبنى سفيان وأنا هنا مكان بابا الله يرحمه ومن بكرا يكون عندك أحلى فستان ولو محتاجة أى حاجة تانية أنا تحت أمرك بس متقوليش الكلام ده تانى بلاش تزعليني منك 

ضمته روفيدة بحب أخوي قائلة أنت أحسن أخ فى الدنيا ياعمران بجد أنا فعلا بعتبرك أبويا ويوم ماعيني أتفتحت تشوف الدنيا كنت أنت أول واحد شوفته فى حياتي كنت دايما ليا الأب والأخ والسند 
رفعت رأسها ورمقته بتسأل وأنت مش هتنام 
عمران هقوم أنام أنا كمان عشان عندى شغل بكرا 
روفيدة طب يلا خلينا نطلع سوا 
عمران يلا يافوفه هانم 
الفصل الثانى عشر
فى مكان أخر 
نشعر أحيانا برغبة في الكلام لكننا نخاف نخاف من ردة الفعل نخاف أن نسمع كلمات باردة تضاعف أوجاعنا نخاف أن يخبروننا بتهون نخاف من بحة أصواتنا ورجفة أيدينا ونخاف من وصول الدمعة عند أطراف أعيننا نخاف أن يساء فهمنا أو أن نفهم بطريقة بشعة أو يعجزون عن فهمنا حتى نود أن نتكلم لكن الخۏف يسيطر علينا وبشدة لذلك نصمت ونصمت طويلا 
دخلت هدى إلى غرفتها بعد أن أطمئنت على أطفالها فهى فتاة فى الثامن والعشرون من عمرها والأخت الثانية لعمران المنشاوي فهى متوسطة الطول بجسد متناسق وذات شعر أسود غزير يصل إلى منتصف ظهرها توجه بصرها إلى زوجها النائم بكل عمق فزفرت بيأس قائلة وهى تدنى منه 
أنت لحقت تنام أنا قولتلك هبص على عيالك وهجيلك على طول ومكملتش عشر دقايق تنهدت بضيق فأكملت حديثها بحزن
هو ده اليوم اللى كنت هتقضيه معايا أنت طول اليوم قاعد برا مع أصحابك ودلوقتى أتزفت نمت ولا كأن فى بنادمه عايشة معاك هو ده حق ربنا اللى بتدهولي ولا هو الفسح والهزار والضحك والفرفشه برا مع الكل وعندى انا تصدرلي وش الخشب وتكشر فى وشي وتقولي أصل أنا تعبان اقتربت منه أكثر وهزته فى كتفه بقوة ليفزع من نومه وهو يبربش بعيناه الناعسة ليقول 
فى ايه ياهدى حصل حاجة للأولاد 
أردفت بحنق قائلة لا محصلش ليهم حاجة وهما أصلا نايمين 
تنهد بإرتياح ثم قال بأرهاق أمال بتصحيني ليه ياهانم عايزة من أمى إيه 
تحدثت هدى قائلة هكون عايزة ايه يعنى عيزاك تقوم تقعد معايا يارامى زى ما وعدتني أمبارح وبعدين أنا بقالي كتير مابشوفكش ولا بتقعد معايا 
مسح وجهه بيديه الغليظة وهو يقول
وأنا عايز أنام والصراحة مش فايقلك ولا فايق لنكد النسوان بتاعك نهائيا 
نظرت إليه پصدمة لتقول دلوقتى مش فايقلي وبقيت كمان نكدية أمال ياخويا فايق لأصحابك الفاشلين اللى مقضينها سهر على القهاوي ومورهمش شغل ولا مشغلة 
تحدث بصوت مرتفع نسبيا وقال پحده
هدى لمي نفسك ومش عايز طولة لسان وبعدين أنا تعبان وعايز أتخمد علشان عندي زفت مأمورية بكرا 
جذبت الغطاء من عليه وأغلقت المكيف ثم قالت بضيق
لا يارامى مفيش نوم ومش هتعمل زى كل يوم تنام كدا وتسبني أخبط دماغي فى الحيطة أنا ليا حق عليك 
زفر بضيق ثم نهض من مكانه وأمسك المنضدة وقال بزهق 
أنا قايم وسيبهالك هطلع أنام برا وياريت مشوفش خلقتك أنتى سامعة 
هتفت هدى بحزن قائلة لا يارامى مش سامعة وقف هنا وكلمني زى ما بكلمك أنت ليه بتعاملني كدا وكأني جارية عندك 
أمسك يديها وهز پعنف أنتى ايه ياشيخة الواحد زهق منك دى ما بقتش عيشة أنا غلطان من الأول أني أتجوزت واحدة زنانة زيك فعلا على رأي أمى عيشتك معايا كانت غلط 
ترقرقت الدموع فى عينيها پألم مرير لتقول بذهول
ايه أنت قولت ايه عيشتك معايا كانت غلط 
نظر رامى إلى هيئتها المنصدمة فلم يرق قلبه لحالها أو أنه يشفق عليها ليكمل حديثه پغضب
اه ياهدى غلط وستين غلط كمان أرتحتى 
أنهمرت الدموع المالحة على وجنتيها وقالت پألم يؤخز قلبها أنت بنأدم أناني وناكر للجميل ومابيطمرش فيك أى حاجة ده أنا كنت ساكتة وحاطة فى بوقي جزمة ومستحملة قرفك وخېانتك ليا ودلوقتى جاى تقولي عيشتك معايا كانت غلط من الأول بقا ده جزاتي فى الأخر 
تحدث رامى پصدمة أنا ياهدى أنا بخونك مين اللى قالك كدا وأنتى صدقتى كلامه 
بينما هى صاحت بصوت عال قائلة
اه يارامى پتخوني هتنكر دى كمان نسيت أنك پتخوني مع الزفتة بنت خالتك هيدي اللى مقضيها معاها سفر وفسح وكل لما أسألك تقولي أصل عندى مأمورية ياهدى وأنا زى الهبلة كنت بصدقك لحد ما عرفت بخېانتك من الهانم وهى بتوريني صورك معاها فى الرحلات اللى بتروحها معاها أنا استحملت كتير وكنت بقعد أصبر نفسي وأقول معلش يابت بكرا يتعدل دى مجرد نزوة وهتروح أستحملي يابت علشان خاطر ولادك وكل مرة أقول معلش ياهدى بيتك ياحبيبتي هيتخرب وولادك هما اللى هيدمروا وأكيد هو لما يلاقي كدا هيتعدل وهيعرف قيمتي وهيحس بمراته لكن أبدا مفيش حاجة من دى بتحصل هو أنت فاكرني ايه هبلة
ترك المنضدة من يده وقال ببرود أنتى خلاص أتجننتي ومخك بقى مفوت وأنا مابقتش قادر استحمل النكد ده 
نظرت إليه هدى بمراره من كلامه فكل مرة يتعمد أن ېجرحها بكلامه فقالت پبكاء وبصوت غير منضبط
اهو ده اللى أنت فالح فيه مفيش على لسانك أنتى خلاص اټجننتي مخك بقى فى الطراوة ولا مرة بتيجي تطيب بخاطري قولي أخر مرة قعدت معايا زى أى أتنين متجوزين كان أمتى طب بلاش أخر مرة قولتي فيها كلمة حلوة أو حتى خرجتني كانت أمتى ها طب ياسيدي بلاش أنا عيالك أخر مرة قعدت معاهم وكلت و لعبت زى بقية الابهات
كان أمتى ساكت ليه رد عليا دا أنت على طول ياأخى تقولي مشغول مش فاضي هو أنتى موركيش حاجة تتشغلي بيها بعيد عني 
ظل يحدق بها دون أن يتفوه بكلمة فهى تملك الحق بكل كلمة تخرج من فمها خفض رأسه بيأس شديد فسمعها تقول بخذلان وحزن
أنا خلاص بقيت كارهاك وكارهه نفسي كفاية بقا لحد كدا أنا تعبت وجبت أخري دى فعلا ما بقتش عيشة يارامى أنا دلوقتى بقيت أكرهك ومش طايقة أبص فى وشك من فضلك طلقني وروح عيش حياتك زى ما أنت عايز بس بعيد عني 
صدم من حديثها ليقول پحده
مش هطلقك ياهدى مستحيل أعملها 
تحدث بصوت عال وڠضب قائلة
لا هطلقني ورجلك فوق رقبتك أنا مستحيل أكمل معاك يوم واحد بعد كدا 
أردف بضيق ماخلاص بقا ووطى صوتك علشان العيال ميسمعوش كلامك الأهبل ده 
هدى عيال مين ياحبيبي هما من أمتى بيفرقوا معاك بقولك ايه متجننيش أكتر طلقني لو عندك ډم وسبني اروح لسبيل حالي 
رامى وأنا قولت اللى عندي طلاق مش هطلق ماشى 
هدى ماشى يارامى وأنا مش قعدالك فيها أنا رايحة بيت اهلي وأخويا هو اللى هيجبلي حقي منك 
ذهبت من أمامه وأتجهت إلى غرفتها لتبدل ملابسها وبعد الإنتهاء أيقظت أبنتيها الصغيرتين فكانوا توأم بملامح مختلفة بعمر الخمس سنوات 
فى الصالون كان يجلس على الأريكة ويضع رأسه بين يديه بحزن فاق من شروده على همهمت أطفاله وهى تجرهم بيديها ليهب واقفا من مكانه سريعا وهو يقول بذهول أنتى واخدة العيال ورايحة فين 
أجابته هدى بعيون حمراء منتفخة دون أن تلتف إليه فقالت بحزن
عند أهلي لان مينفعش أقعد معاك أكتر من كدا 
رامى بتوتر أرجوكى ياهدى ماتمشيش عارف أني غلطان بس متبعديش ولادي عني 
نظرت إليه بنظرة تحمل الكثير من المعني فعلم على أثرها بأنه أحزنها بشدة بينما قالت هى بهدوء
لو سمحت أنا تعبانه ومحتاجة أرتاح ولازم أمشي كفاية لحد كدا 
أمسك يديها فبتعدت عنه ليقول بندم حاضر ياهدى هقوم أوصلك لحد أهلك بس شيلي فكرت الطلاق من دماغك فاهمة هسيبك تقعدي هناك يومين ترتاحى فيهم وتريحى أعصابك وبعدها هرجعك 
لم تجيبه بشئ فقام بأخذ مفاتيح البيت والسيارة من على الطاولة اقترب من أطفاله وأمسك بكفهم معا وقال بأبتسامة هادئة يلا ياحبايب بابي خلينا نروح عند خالو عمران 
اليوم التالى 
كان داخلي محطم تماما لقد سلبت روحي لم استطع النوم وبل اغلقت على نفسي اصبحت احب الظلام كثيرا اصبحت محادثاتي قليلة مع أهلي ومع اصدقائي لقد رأيت فراغ في داخلي بل كنت انظر الى هاتفي واغلقه فورا لم أعد انا لقد تخلت روحي عني وذهبت للسماء اصبحت في وقتها مجرد چثة تمشي على الارض كنت اظهر قليلا امام اهلي لكي لا احد ينتبه ما الذي حدث لي وما كل تلك العزلة
لم يلاحظ أحد أنني اتألم ك عادتي لا احب ان يرى احد ما في داخلي احب الكتمان لا احب نظرات الشفقة بل لا احب النصائح المزيفة والصداقة المزيفة التي من خلالها يسلبون منك ما بداخلك ويهددونك به
كنت منعزل تماما لم أعي ما يحدث في هذا العالم كل ذلك حصل بعد مدة طويلة من العزلة مازلت هش ومازلت لا أعي العالم ومازلت أهرب من هذا العالم المقرف وما زلت فارغا جدا 
وضعت المدونة بجانبها وأخذت تحتسي مشروبها الساخن ثم وقع بصرها على هاتف زوجها الذى كان يرن أكثر من مرة فلم تبالى له ليرن مرة أخرى جذبته من على الطاولة بزهق لتجده رقم مجهول نادت بعلو صوتها قائلة يارائف تليفونك عمال يرن من الصبح تعالى خده 
مرت لحظات ومازال الهاتف يرن فقالت فيروزة بملل
مش هنخلص أحنا النهاردة فقامت بالرد على المتصل الذى تحدث قائلا ايه ياعم رائف بقالي ساعة برن عليك على العموم أنا نفذت المهمة اللى كلفتني بيها و ضړبت ڼار على ابن اللواء زى ما طلبت مني و دلوقتي تقدر تترحم عليه 
أردفت فيروزة پصدمة أنت بتقول ايه مين ده اللى ضړبته پالنار 
المجهول مين معايا مش ده رقم رائف 
فيروزة پغضب أيوة هو ده رقم زفت رد على سؤالي و قاطع كلامها رائف من الخلف وهو يجذب منها الهاتف ووضع على أذنيه قائلا ببردو عملت ايه ياعزوز 
أجابه الأخر كل حاجة تمت زى ما أمرتني ياكبير ودلوقتى أنا عايز باقى فلوسي 
رائف هتلاقي مبلغ محترم هيوصلك على حسابك دلوقتى سلام 
أقتربت فيروزة منه پخوف وقالت بصوت مهزوز 
كان قصده مين بأبن اللواء اللى قټله يارائف رد عليا بالله عليك متفضلش ساكت 
أمسك يديها ليقول بهدوء أهدى ياروزا مالك خاېفة كدا أنا عايزك أقوى من كدا لسه أنتى مشوفتيش أى حاجة من اللى هعملها فيكم ليصمت لثوان ثم تحدث وهو يتلاعب بأعصابها فقال بخبث هامسا بجانب
أذنيها 
عايزة تعرفى مين اللى اټقتل 
جائه صوتها الضعيف بنعم ليكمل ببرود أدم أخوكى أنا اللى خليتهم يضربوا عليه ڼار وهو خارج من شغله 
أبتعدت عنه وقد بدأت عينياها تترقرق بالدموع لتقول پصدمة
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 35 صفحات