رواية بعينيك أسير للكاتبة شهد الشورى
من احب لكن الآن اختفى كل تلك المشاعر
الټفت لها قائلا بجمود
مالها
فريده بخبث
مش عاوز تشوفها
تنهد بعمق قائلا بصرامة
سبق و قولتلك اي حاجه تخص كامليا هانم و اي حد يقربها ما تهمنيش ياريت نقفل سيرتهم بقى
اعطاها ظهره ثم غادر دون إضافة اي كلمة متوجها مباشرة لغرفته ثم للمرحاض متخلصا من ملابسه ليقف اسفل المياه الباردة مغلقا عيناه بحزن عندما داهمته ذكريات الماضي الأليم
حبيبي اتأخرت عليك يا روحي معلش
انهت ما قالت ثم احتضنته ليبادلها العناق بحب قائلا بهدوء
انا لسه واصل اصلا و لا يهمك
ابتسمت له برقة ليقول هو بهدوء
مع صحباتك
نرمين بضيق و حزن
يعني اقعد اتحبس في البيت مثلا مش بلاقي حاجة اعملها فبخرج افك عن نفسي مع صحابي مش كفاية مش قادرة اكون ام و اجيبلك البيبي اللي نفسك فيه
مش بحب اقعد عشان مسمعش كلام من جدتك كله معايرة عشان مش بخلف
سفيان برفق و حزن
انا مقلتلكيش اتحبسي و متخرجيش يا حبيبتي انا بقلك خفي شويه مش كل يوم خروج ممكن لو عاوزه تجيبي صحباتك هنا بدل خروجك و انا هتكلم مع فريدة متزعلش نفسك دي ارادة ربنا
بينما بغرفة قريبة من غرفته
نجد ذلك الشاب الوسيم و هو عمار العزايزي يجلس على فراشه يعبث بهاتفه الذي تعالى رنينه أجاب سريعا عندما عرف هوية المتصل قائلا بمرحه المعتاد
حبيبتشي حبيبتشي والله يا ميمونه
أخرس يا زفت و بطل تقولي ميمونه
عمار بمرح
بهزر معاكي يا ميمونه
اجابته بضيق و غيظ
انا غلطانه اني عبرتك و اتصلت بيك
ضحك عمار قائلا
خلاص يا بت اهدي سكت اهو قوليلي ايه سر المكالمه دي ما انا عارفك مصلحجيه
اجابته ببرأه
انا ده انا كيوت و بريئه خالص و ملاك بجناحات
اه انتي هتقوليلي ده انا عارفك و حافظك صم لخصي عاوزه ايه يا ميان
ميان بدلال
مش انا بنت خالتك حبيبتك ميان
عمار بضحك
طبعا يا قلبي هو انا عندي كام ميان روحي و قلبي يلا ها بقى عاوزة ايه الفضول هياكلني
ميان بضحك
بصرف النظر عن الكدب اللي قولته ده بس انا عاوزه اطلب منك طلب
عمار بفضول و حب اخوي
ميان بتردد
عاوزاك في مهمه خطېرة
عمار بفضول
خير و لا شړ
اجابته بضيق و تردد من تلك الخطوة لكنها مجبرة
شړ مستنياك بكره في الجامعه الساعة تسعة الصبح اوك
عمار بحماس
اوك هترجعونا لأيام الشقاوة تاني
ميان بأبتسامه و حب اخوي لذلك الذي كان دائما شقيق لها يعاملها بلطف عكس سفيان شقيقه
سلام يا عمار
اغلق الاثنان الخط غافلين عن من استمع لما دار بينهم من حديث و فهمه خطأ بالطبع انه سفيان الذي جاء ليطمئن على شقيقه ليستمع له قائلا
طبعا يا قلبي هو انا عندي كام ميان روحي و قلبي يلا ها بقى عاوزة ايه الفضول هياكلني
علم ان شقيقه سيذهب ليلقاها غدا كور يده پغضب شديد و هو يظن انها ألقت بشباكها على شقيقه و هو لن يسمح بذلك ابدا لن يسمح !!!
الفصل الثاني
بعد ان انهى عمله بالجامعة توجه للمستشفى الكبيرة الخاصة بعائلته ليمارس مهنته التي يعشقها
ها هو انتهى و عاد للفيلا منهك و يشعر بالتعب
التقى بوالدته تنتظره حتى يعود قبل جبينها ثم استأذن منها ليصعد لغرفته لشعوره بالتعب الشديد لكنه اوقفته قائلة بحدة
يا بني حرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده لا انت اول و لا اخر واحد خطيبته ټموت
قاطعها قائلا بصرامة
ماما لو سمحتي نقفل ع الموضوع ده انا تعبان و عايز اطلع ارتاح عندي شغل بكره الصبح
كاد ان يغادر لكنها صړخت عليه پغضب
اوقف عندك و انا بكلمك من الاحترام و التربية يا دكتور ان تقف تسمع امك لحد ما تخلص كلامها للأخر
الټفت لها بصمت لتتابع هي پغضب
بټموت نفسك بالبطيء ليه مش قادر تستوعب ان الحياة مش بتقف على حد بسمة ماټت و انت لازم تتقبل ده حياتك كلها شغل و جواز او خطوبة حتى مش عايز ده حتى احنا اللي اسمنا عيلتك بقينا بنشوفك صدفة
اجابتها بحزن مبتلعا تلك الغصة المريرة بحلقه
بالنسبة ليكي الحياة مش بتقف على حد بس بالنسبة ليا وقفت لأنها كانت حياتي كلها
قالها ثم صعد لغرفته ملقيا اغراضه بأهمال على الاريكة متجها لتلك الصورة الكبيرة المعلقة على الحائط الذي يواجه فراشه تخص حبيبته الراحلة
مرددا بحزن و أعين دمعة
فراقك صعب اوي و الأصعب اني مش قادر اعيش و انا عارف اني سبب سبب موتك وحشيني اوي
تنهد متابعا پألم
محدش كان بيفهمني غيرك
بالنسبة ليهم الحياة مش بتقف على حد عزيز بنحبه لكن انتي كنت حياتي اللي خسرتها پموتك و بعدك عني
قالها ثم القى بجسده على الفراش و عيناه مثبته على صورتها كعادته كل يوم حتى غط في نوم عميق
متمنيا ان يراها بأحلامه
بصباح اليوم التالي
بقاعة المحاضرات بكلية الطب كان الجميع
بالداخل بانتظار وصول الدكتور يزن الذي ما ان دخل عم الصمت بينما هو بحث عنها بين الجميع ينوي تلقينها درسا و رد
فقال بخبث و صرامه و هو يضرب بيده على المدرج امامها و الأخرى كانت تنظر للجهة الأخرى تجاه لينا
انتي يا انسه
انتفضت همس مكانها قائلة
بسم الله الرحمن الرحيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم في ايه
تعالت ضحكات الجميع سرعان ما عم الصمت مرة اخرى بعدما القى عليهم نظراته الحادة ثم الټفت لهمس قائلا بحدة و الجميع يتابع ما سيحدث بفضول
دي محاضره يا انسه انتي و هي مش كافية تدردشي انتي و هي فيه ثم انا نبهت عليكم امبارح كلكم ان الفوضى و قلة الاحترام ممنوع في محاضرتي
تراجع خطوة للخلف متابعا بصرامة و هو يشير للباب
اتفضلوا بره و لما تتعلموا ازاي تحترموا الدكتور بتاعكم ابقى احضروا
نظرت له همس بسخرية رغم ڠضبها الكبير الذي تشعر به بينما لينا و ميان نظروا لهمس بغيظ و ڠضب لأنها سبب ما يحدث لهما الآن
جمعت همس اشيائها قائلة ببرود استفز الأخر
تمام يا دكتور ع العموم كويس انها جت منك اصل احنا جعانين اوي و عايزين نفطر
قالت الأخيرة ثم غادرت المكان برفقة ميان و لينا الغاضبتان بشدة من لسان رفيقتهم السليط الذي سبب لهما تلك الاھانة الكبيرة اليوم امام جميع الطلاب و بالتأكيد سيضعهم برأسه طوال السنة !!
الثلاثة تقفن أمام باب الجامعة في انتظار وصول عمار و كانت همس تتناول العصير بيدها بهدوء و هي تستمع لتوبيخ ميان لها
انتي غلطانة و طولة لسانك سبب اللي حصلي انهاردة هيفضل حاططنا في دماغه
لينا بغيظ
اتخدنا في الرجلين بسببك لمجرد اننا نعرفك
ميان بغيظ
هو بيستهبل و طالما خدنا في الرجلين ظلم لمجرد اننا نعرفها و طردنا من حضور محاضرته نهائي يبقى يستاهل اللي هيحصل انهاردة عشان يبقى فيه سبب يطردنا من محاضرته علطول بقى
لينا بحرج
انتي مش قولتي ابن خالتك جاي يا ميان والله انا مش عارفه هنطلب منه ازاي كده شكلنا هيبقى محرج اوي و هنكسف نفسنا
همس بضيق
بقولك ايه انتي و هي انا ناوية اعمل اللي جيت الجامعة عشانه انهاردة اللي هتبقى معايا ياريت تبطل ترمي بالكلام كل شوية و تندب عارفه اني متنيلة غلطانة و كنت ناوية لو المحاضرة عدت تمام من غير ما يستقصدني هعتذر و هرجع في كلامي و كده بقى هو اللي بدأ
زفرت لينا بغيظ و كذلك ميان لتقول لينا بغيظ
نفسي ربع برود الأعصاب اللي عندك ده يا همس
بتلك اللحظة توقفت سيارة عمار السوداء امامهم ترجل منها ملقيا عليهم السلام قائلا بمرح
صباح الخير يا قمامير
ثن نظر لميان قائلا بمشاكسة
صباح الفل يا ميمونة
ميان بغيظ
متضايقنيش انا اصلا متضايقة و مش ناقصة
تبادل معها الحديث لدقائق كثيرة ليعرف سبب ضيقها و هو طردهم من المحاضرة ليشاكسها قائلا
يا بنتي عادي خليكي ده انا متعود على كده لدرجة لو عدا يوم من غير ما اتطرد احس ان فيه حاجه ناقصة فاعمل اي حاجة قصد عشان اسمع كلمة اطلع بره
ضحك لينا بخفوت لتجذب انتابه فهو قد القى عليها نظرة عابرة هي و همس و استمر بالحديث مع ميان
تأملها بأعجاب فتاة ذات شعر أشقر مجعد بقصد او كما يطلق عليه كيرلي ترتدي فستان يصل لبعد ركبتيها بكثير و يعلوه سترة مصنوعة من الجينز كانت ثيابها محتشمة رغم انها غير محجبة
توقف بعيناه على وجهها متأملا اياه بأعجاب خاصة عيناها ذات اللون الأخضر العسلي
لاحظت الأخرى نظراته تجاهها فاخفضت وجهها ارضا بخجل و حرج و لم تكن الوحيدة من لاحظت نظرات فميان و همس قد لاحظ ذلك
رفعت همس يدها صفق بها امام عيناه حتى يفيق بعدما نادته اكثر من مرة لكنه لم يكن منتبها سوى لتلك الجميلة التي سلبت منه تركيزه
انت يا استاذ طب يا شبح
ضحكت ميان فتابع عمار بزهول و لم ينتبه سوى لكلمة شبح التي استنكر خروجها من فتاة
شبح !!
ضحكت ميان و لينا لتلمع اعين الأخر مجددا بأعجاب عندما رأى ضحكتها الجميلة مرددا بداخله
يالهوي يا ناس هو في جمال كده
ابتسم لها قائلا لميان
مش تعرفينا على بعض
ميان و هي تشير لهمس و لينا
همس و لينا
صحابي من و انا صغيرة
ثم أشارت لعمار قائلة
عمار ابن خالتي يا بنات حكيت ليكم عنه قبل كده
همس بتعجل
اهرعارفينه سيبكم من كل ده المهم بص يا برنس الدكتور اللي بيدرس لينا السنة دي حاططنا في دماغه مش هيخلينا نحضر ليه طول السنة فهو طرد بقى بطرد عايزين نعلم عليه تساعدني معاهم نفرقع ليه عجل العربية و نخربشها و اكسرله الازاز عايزاه يتقهر عليها
ضحك عمار قائلا بحماس
بغض النظر عن شبح و برنس و الحاجات دي انا موافق اهو نرجع زمان و شقاوة زمان
غادر الأربعة متفرقين نحو الجراج غافلين عن جوز العيون التي تراقبهم من البداية پغضب ذهب خلفهم بدون ان يلفت النظر ليراهم من بعد و هم يقوموا باتلاف احد السيارات
بعدها توجهوا للخارج و هو سبقهم منتظرا اياهم بجانب سيارتهم المصفوفة
كان الأربعة متوجهين لسيارتهم لكن توقفت ميان فجأة عندما وقعت عيناها على سفيان من بعيد تعالت ضربات قلبها مرددة بهمس و صوت معذب
سفيااان !!!
عمار پصدمة و تعجب
بتعمل ايه هنا يا سفيان !!
سفيان پغضب و حدة
انت اللي بتعمل ايه هنا
عمار بهدوء
كنت بشوف ميان و بطمن عليها
سفيان پغضب
تطمن عليها و