الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بعينيك أسير للكاتبة شهد الشورى

انت في الصفحة 3 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


كلكم ان الفوضى و قلة الاحترام ممنوع في محاضرتي
تراجع خطوة للخلف متابعا بصرامة و هو يشير للباب 
اتفضلوا بره و لما تتعلموا ازاي تحترموا الدكتور بتاعكم ابقى احضروا
نظرت له همس بسخرية رغم ڠضبها الكبير الذي تشعر به بينما لينا و ميان نظروا لهمس بغيظ و ڠضب لأنها سبب ما يحدث لهما الآن
جمعت همس اشيائها قائلة ببرود استفز الأخر 

تمام يا دكتور ع العموم كويس انها جت منك اصل احنا جعانين اوي و عايزين نفطر
قالت الأخيرة ثم غادرت المكان برفقة ميان و لينا الغاضبتان بشدة من لسان رفيقتهم السليط الذي سبب لهما تلك الاھانة الكبيرة اليوم امام جميع الطلاب و بالتأكيد سيضعهم برأسه طوال السنة !!
الثلاثة تقفن أمام باب الجامعة في انتظار وصول عمار و كانت همس تتناول العصير بيدها بهدوء و هي تستمع لتوبيخ ميان لها 
انتي غلطانة و طولة لسانك سبب اللي حصلي انهاردة هيفضل حاططنا في دماغه
لينا بغيظ 
اتخدنا في الرجلين بسببك لمجرد اننا نعرفك
ميان بغيظ 
هو بيستهبل و طالما خدنا في الرجلين ظلم لمجرد اننا نعرفها و طردنا من حضور محاضرته نهائي يبقى يستاهل اللي هيحصل انهاردة عشان يبقى فيه سبب يطردنا من محاضرته علطول بقى
لينا بحرج 
انتي مش قولتي ابن خالتك جاي يا ميان والله انا مش عارفه هنطلب منه ازاي كده شكلنا هيبقى محرج اوي و هنكسف نفسنا
همس بضيق 
بقولك ايه انتي و هي انا ناوية اعمل اللي جيت الجامعة عشانه انهاردة اللي هتبقى معايا ياريت تبطل ترمي بالكلام كل شوية و تندب عارفه اني متنيلة غلطانة و كنت ناوية لو المحاضرة عدت تمام من غير ما يستقصدني هعتذر و هرجع في كلامي و كده بقى هو اللي بدأ
زفرت لينا بغيظ و كذلك ميان لتقول لينا بغيظ 
نفسي ربع برود الأعصاب اللي عندك ده يا همس
بتلك اللحظة توقفت سيارة عمار السوداء امامهم ترجل منها ملقيا عليهم السلام قائلا بمرح 
صباح الخير يا قمامير
ثن نظر لميان قائلا بمشاكسة 
صباح الفل يا ميمونة
ميان بغيظ 
متضايقنيش انا اصلا متضايقة و مش ناقصة
تبادل معها الحديث لدقائق كثيرة ليعرف سبب ضيقها و هو طردهم من المحاضرة ليشاكسها قائلا 
يا بنتي عادي خليكي ده انا متعود على كده لدرجة لو عدا يوم من غير ما اتطرد احس ان فيه حاجه ناقصة فاعمل اي حاجة قصد عشان اسمع كلمة اطلع بره
ضحك لينا بخفوت لتجذب انتابه فهو قد القى عليها نظرة عابرة هي و همس و استمر بالحديث مع ميان
تأملها بأعجاب فتاة ذات شعر أشقر مجعد بقصد او كما يطلق عليه كيرلي ترتدي فستان يصل لبعد ركبتيها بكثير و يعلوه سترة مصنوعة من الجينز كانت ثيابها محتشمة رغم انها غير محجبة
توقف بعيناه على وجهها متأملا اياه بأعجاب خاصة عيناها ذات اللون الأخضر العسلي 
لاحظت الأخرى نظراته تجاهها فاخفضت وجهها ارضا بخجل و حرج و لم تكن الوحيدة من لاحظت نظرات فميان و همس قد لاحظ ذلك
رفعت همس يدها صفق بها امام عيناه حتى يفيق بعدما نادته اكثر من مرة لكنه لم يكن منتبها سوى لتلك الجميلة التي سلبت منه تركيزه 
انت يا استاذ طب يا شبح
ضحكت ميان فتابع عمار بزهول و لم ينتبه سوى لكلمة شبح التي استنكر خروجها من فتاة 
شبح !!
ضحكت ميان و لينا لتلمع اعين الأخر مجددا بأعجاب عندما رأى ضحكتها الجميلة مرددا بداخله 
يالهوي يا ناس هو في جمال كده
ابتسم لها قائلا لميان 
مش تعرفينا على

بعض
ميان و هي تشير لهمس و لينا 
همس و لينا صحابي من و انا صغيرة
ثم أشارت لعمار قائلة 
عمار ابن خالتي يا بنات حكيت ليكم عنه قبل كده
همس بتعجل 
اهرعارفينه سيبكم من كل ده المهم بص يا برنس الدكتور اللي بيدرس لينا السنة دي حاططنا في دماغه مش هيخلينا نحضر ليه طول السنة فهو طرد بقى بطرد عايزين نعلم عليه تساعدني معاهم نفرقع ليه عجل العربية و نخربشها و اكسرله الازاز عايزاه يتقهر عليها
ضحك عمار قائلا بحماس 
بغض النظر عن شبح و برنس و الحاجات دي انا موافق اهو نرجع زمان و شقاوة زمان
غادر الأربعة متفرقين نحو الجراج غافلين عن جوز العيون التي تراقبهم من البداية پغضب ذهب خلفهم بدون ان يلفت النظر ليراهم من بعد و هم يقوموا باتلاف احد السيارات
بعدها توجهوا للخارج و هو سبقهم منتظرا اياهم بجانب سيارتهم المصفوفة
كان الأربعة متوجهين لسيارتهم لكن توقفت ميان فجأة عندما وقعت عيناها على سفيان من بعيد تعالت ضربات قلبها مرددة بهمس و صوت معذب 
سفيااان !!!
عمار پصدمة و تعجب 
بتعمل ايه هنا يا سفيان !!
سفيان پغضب و حدة 
انت اللي بتعمل ايه هنا
عمار بهدوء 
كنت بشوف ميان و بطمن عليها
سفيان پغضب 
تطمن عليها و لا بتوقع نفسك في مشاكل عشانها ايه لحقت لفت حبالها حواليك مش كفاية عليها الغرب قالت الاقربون اولى
عمار بتحذير حاد 
سفيان حاسب على كلامك دي بنت خالتك
صړخ عليه شقيقه پغضب و الاخرى تستمع له بصمت و قلب مقهور 
قولتلك الف مرة ملناش دعوة العيلة دي كلها نسيت اللي حصل لنا منهم
عمار بحدة 
اللي حصل زمان غلطت شخص واحد بس و انا عمري ما هاخد حد بذنب التاني ميان بنت خالتي اشوفها في اي وقت هي و خالتو عليا انت رافض كده يبقى ده يرجعلك و يخصك انت مش انا
سفيان پغضب 
بتعصى كلامي يا عمار ايه مثلت عليك بكلمتين و دموع تماسيح عشان تخليك تعصي اخوك و تعارض كلامه
عمار پغضب 
اعصى اخويا و اعارضه لما يكون بيفكر و يتصرف غلط و عايز يسحبني معاه في الغلط
إلى هنا و كفى لم تقدر على الصمت اكثر من ذلك نظر لعمار و الفتيات قائلة بهدوء زائف 
منذ الصباح و هي تدور من مكان لأخر محاولة ايجاد عمل تنشغل به و تبقى خارج المنزل لأطول وقت ممكن لتتجنب كلمات والدتها القاسېة التي تؤلمها اكثر من سماعها من الغريب
التي من المفترض ان تقف بجانبها و تساندها اكثر من يلقي عليها اللوم و

العتاب و الكلمات القاسېة
ليتها منذ ان أصبحت مطلقة هي هكذا معها منذ زمن منذ ان كانت طفلة صغيرة لا تفقه شيء لقد ارتكبت خطأ واحد بدون عمد و هي تحاسبها عليه للآن لم تلتمس لها العذر !!!
اغمضت عيناها و هي تجلس على احد المقاعد الجانبية بالشوارع متذكرة كلماتها القاسېة عندما علمت انها ستبحث عن عمل 
انت ناوية تخلصي عليا بعمايلك دي مش كفاية اللي راح زمان عايزة تخليني احصله الناس تقول ايه اتطلقت و راحت تلف على حل شعرها شغل ايه و هبل ايه اترزعي في البيت و بلاش نسمع كلام زيادة عن اللي بنسمعه بسببك
نظرت لها سيلين مطولا قائلة بحسرة بعد صمت دام لدقائق قليلة 
ياريتك ما جبتيني ع الدنيا دي و ياريتك ما كنتي امي و لا انا كنت بنتك ياريتني كان بأيدي اختار ام ليا ياريت !!!
قالتها ثم غادرت المنزل مقلية باعتراضها عرض الحائط لقد اخذت موافقة والدها الحنون الذي كان اقرب إليها منها
هربت دمعة من عيناها بحزن الندم ينهش قلبها من الداخل على ما اقترفته سابقا بحق نفسها ها هي تحصد ما فعلت !!!
عادت لمنزلها بعد ان استطاعت ان تجد عمل بأحد المطاعم الكبرى كنادلة و عادت لمنزلها ثم توجهت لغرفتها متجاهلة توبيخ والدتها لها
بمكتب سفيان بشركة العزايزي
يقف امام الزجاج الشفاف الذي صنع منه واجهة مكتبه يشاهد حركة السير بالشوارع بشرود و كلمات كاميليا والدته القاسېة تتردد بأذنه و كانت اخر ما استمع له منها منذ سنوات طوال
Flash Back
كانت تقف امام والده قائلة بكل برود 
زي ما سمعت يا شريف انا عايزة اطلق
سألها پصدمة 
تطلقي ليه انا عملتك حاجة ده انا عمري ما ضايقتك بكلمة طب و ولادنا
اجابته بكل برود و قسۏة 
ربيهم انت السبب اللي كنت مستحملة العيشة معاك عشانه راح
ردد پصدمة 
سبب !!
اومأت له قائلة ببرود 
تقدر تقولي هتصرف عليا منين هنعيش ازاي اللي نفسي فيه هتقدر تشتريه و لا لأ انا مقدرش اعيش في مستوى اقل من اللي اتعودت عليه
سألها پصدمة و عدم استيعاب 
هتسيبي ولادك عشان خاطر الفلوس طب و انا حبنا كل دول مش مهمين عندك
اجابته بتأفأف 
الحب و العواطف مش هيصرفوا عليا و يخلوني اعيش مرتاحة و مبسوطة
ردد پصدمة و توسل و ألم شديد يغزو قلبه 
هقف على رجلي من تاني و هقدر ارجع زي ما كنت بس خليكي جنبي انا بحبك يا كاميليا
كامليا بنفاذ صبر 
كل ده كلام مش مضمون و بعدين ما تتعبش نفسك معايا انا مصممة على كلامي و ياريت ننفصل بهدوء و من غير شوشرة بلاش كلام ملوش لازمة لاني خلاص مقررة و هتجوز بعد العدة !!!
ثم تابعت بسخرية و قسۏة 
عشان بس تعرف اني طيبة مش هطالبك بحقوقي عشان عارفه محلتكش حاجة و بلاش تدخل السچن ع الاقل الولاد يكون معاهم واحد مننا
نظر لها مطولا بخيبة أمل و صدمة من قسۏة قلبها التي يراها لأول مرة يبدو ان عشقه لها قد اعماه عن رؤية حقيقتها كل تلك السنوات 
انتي طالق طالق بالتلاتة
زفرت بارتياح و غادرت القصر على الفور غير عابئة بابنائها اللذان استمعا لكل شيء و الصدمة مرتسمة على وجوههم لقد كان سفيان حينها شابا ببداية المرحلة الجامعية و عمار الإعدادية برفقة ميان لقد كانا مستوعبان ما تقول كانت عمار يبكي بصمت بينما سفيان كان يناظرها و هي تغادر بجمود لكنه كان ينهار من داخله حرفيا ليس سهلا من السهل ابدا ان يستمع لتلك الكلمات من والدته
لقد كانت تلك الليلة هي نهاية علاقته بوالدته و بأي شخص يخصها او يقربها قاطع خالته و عائلتها بأكملها حتى انه نقل شقيقه لمدرسة اخرى ليكون بعيدا عنهم كل ذلك الكره تمكن منه تجاههم و بالأخص والدته عندما تعرض والده لنوبة قلبية حادة بنفس اليوم التي تركتهم و رحلت و كاد ان يفقده حينها !!!!
انتشله من ذكريات ذلك الماضي الأليم صوت باب مكتبه الذي فتح و دخل شخص للداخل بدون اذن
الټفت و كاد ان يوبخه لكن صمت و توسعت عيناه پصدمة عندما رأى !!!!
الفصل الثالث
انتشله من ذكريات ذلك الماضي الأليم صوت باب مكتبه الذي فتح و دخل شخص للداخل بدون

اذن
الټفت و كاد ان يوبخه لكن صمت و توسعت عيناه پصدمة عندما رأى ابن عمه قصي امامه
الذي ما ان دخل من باب المكتب قال باشتياق 
واحشني يا بن عمي
سرعان ما تحولت صدمة سفيان لسعادة مسرعا نحو ابن عمه و شقيقه معانقا اياه بقوة مرددا 
واحشني يا اخويا
تبادل الاثنان العناق باشتياق و بعد لحظات ابتعد الاثنان ليردد سفيان بسعادة 
فريدة هتفرح
 

انت في الصفحة 3 من 11 صفحات