رواية غزالة الشهاب بقلم دعاء أحمد
يجهزوا الأكل الرجالة اللي كانوا بيفرقوا اللحمة...
الساعة وصلت عشرة كانوا تعبوا
غزال قعدت على الكرسي و هي حاسة بأن رجليها مش مساعدها تقوم
انا خلاص فرهدت
هند
انتي فعلا عملتي حاجات كتير النهاردة... ياله قوم اطلعي ارتاحي و انا و نعيمة هنشطب المواعين دي ياله
غزال
بجد....
هند
غزال ابتسمت بارهاق و قامت طلعت اوضتها دعاء أحمد
فتحت الباب و دخلت قفلته وراها و شغلت النور
لكن وقفت للحظات بتبص على التورتة اللي محطوطة على التربيزة قربت باستغراب لقيت تورتة كبيرة و مطبوع عليها صورة ليها مع شهاب في شرم الشيخ
وقفت مصډومة و هي شايفه علبة قطيفه سوداء مفتوحة
اخدتها بدهشة و إعجاب طلعت منها خاتم ذهب رقيق في تصميمه
و سلسله هادية جدا
راحت ناحية المراية بسرعة قلعت النقاب و الخمار
لبستهم بسعادة و إعجاب اخدت وردة بيضاء من علي السرير و ابتسمت بهدوء
غزال بحماس و سعادة
انت اللي عملت الحاجات دي
شهاب قرب منها و ابتسم
هو في حد بيدخل الاوضة دي غيري انا و انتي و بعدين بقا أنا متمناش ابدا انك تكوني زعلانة من اي حاجة يا غزال ة...
غزال كانت فرحانة و حاسة انها بتكتشفه من اول و جديد
لكن لسه في جزء في شخصيته غامض يتمنى انها متعرفوش عنه لأنه جانب مخيف
اليوم كان جميل احتفلوا سوا كانت سعيدة بطريقه مقدرتش توصفها غير انه اول مرة تقضي عيد ميلاد بشكل مميز مع شخص عمرها ما تخيلت أنها ممكن تكن ليه مشاعر زي اللي بتحس بيها معه.....
علاقتهم طول الوقت كانت على الهامش لكن كل حاجة
اتغيرت من يوم جوازهم
____________________
تاني يوم العصر
فردوس كانت بتحضر الاكل لرجب اللي بيتفرج على التلفزيون
صباح دخلت الصالون بضيق و ڠضب من وجوده رجب بصلها بطرف عنيه و هو بياخد نفس عميق من الشيشه و رجع يبص للتلفزيون و اتكلم بخبث و طمع
الا قوليلي يا صبوحة ايه اللي رجعك للمكان دا تاني و رأفت المنشاوي عاوز ايه منك
و أنت مال أمك يا رجب كنت ابويا....
و بعدين أنت هتفضل مجرش هنا ياله يا حبيبي خد مراتك و في قطار بليل تكون مشيت من
المنصورة انا مش ناقصة بلاوي و انا كمان كم يوم و هرجع مصر دعاء احمد
رجب
رغم ان الأسلوب معجبنيش بس هعديهالك يا صباح مش علشان جمال عيونك تؤ... علشان حاسس ان في سبوبة حلو في الموضوع و مش همشي من هنا الا رجلي على رجليك يعني خطوة خطوة
او تقوليلي اللي رجعك ...
صباح
استغفر الله العظيم.... دا انت تلقيحة
في نفس الوقت جرس الباب خبط صباح اتوترت و قامت تشوف مين
بصت من العين السحرية كان رأفت
صباح لنفسها
أيه اللي جابه دلوقتي دا
فتحت الباب رأفت بصلها بشك و استغراب و هو شايف توترها
مالك يا صباح مش على بعضك ليهكأنك مش عايزانى أجي
صباح
ادخل يا رأفت شوف لي حل في المصېبة اللي بلتني بيها
رأفت دخل لقى رجب قاعد بمنتهى العنجهية بيتفرج على التلفزيون
أبتسم بسخرية و هو بيقعد
ازايك يا رجب... ياااه بقالي كتير مشوفتكش
رجب و هو بيبص لصباح بيطلع دخان الشيشة
متشوفش وحش يا رأفت بيه...
صباح پغضب و عصبية
رأفت انا عايزاه ارجع مصر انا بقولك اهو... شهاب لو ركز معايا هيعرف اني في المنصورة حتى لو في مكان بعيد اوي عنه
و الحج محمود ممكن يخلص عليا فيها... و انا بقا يا حبيبي مبقتش مستحمله القاعدة هنا
رأفت بخبث
خلاص يا صباح هانت و انتي فعلا لازم تسيبي المنصورة بس مش لوحدك....
رجب ما ترسيني على العبارة انا صبياني تحت الأمر و بعون الله نخلص اي قصة
رأفت
متقلقش يا رجل انا شايلك للتقيلة دلوقتي دورك انتي يا صباح.. لان وجودك هنا مبقاش امان
صباح اتوترت و خاڤت من اللي هيحصل
تاني يوم في بيت الحسيني
كلهم كانوا بيفطروا الغفير خبط على الباب و دخل قرب من الحج محمود و همس له
في واحدة منقبة برا يا حج و بتقول انها عايزاه تقابلك ضروري في موضوع خير
الحج محمود
مين دي
بتقول مش من هنا بس لازم تدخل
الحج محمود بص لشهاب اللي كان مركز مع غزال
طب ډخلها....
مرت لحظات
دخلت المنقبة مع الغفير بارتباك بصتلهم و هم قاعدين يفطروا و بالذات غزال
الحج محمود
اتفضلي يا ست... انتي مين و موضوع ايه اللي عايزانى فيه
رفعت النقاب عن وشها
أنا صباح يا حج محمود... جاية عايزاه بنتي
الكل بصلها و.....
الفصل التاسع عشر
شهاب دخل البيت في وقت متأخر بعد ما ساب صباح في المخزن
كان هيتهور عليها لكن جده كلمه و قاله مياذيهاش و هو هيتصرف معها و لازم يرجع البيت....
طلع السلم و هو سامع صوتهم بيتكلموا في اوضته
لقا الحج محمود و هند قاعدين مع غزال في اوضتها
غزال كانت قاعدة ساكتة تماما و كأنها مش مستوعبة اللي حصل كله
فقدت الوعي من مدة الدكتورة جيت و عملت لها اللازم
كان كانوا مرعوبين عليها بسبب حالة الصمت اللي هي فيها و مش بترد على حد فيهم.
شهاب بصلها بتركيز السلام عليكم
بتعب و قلة حيلة
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
هند پخوف
غزال .... اتكلمي قولي اي حاجة مينفعش كده
شهاب بص لجده و قعد جانبهم على السرير مسك ايدها كانت باردة و مستسلمة
الدكتورة قالت اي
هند بتوتر
اڼهيار عصبي و حالة صدمة اديتها مهدي ..
شهاب غمض عنيه بتعب و حزن
في باله كلامها لما قالت لحليمة أنها عندها استعداد يطلقوا و تعرف حقيقة أمها.
مجروح منها و حزين عليها
الاحساس دا مخليه مش فاهم نفسه لأول مرة
مكنش كدا... عمره ما كان كدا
لو قبل كدا كان عارف ان الانسانة اللي هيرتبط بيها بتتخلي عنه بسهولة اوي كدا كان هو نفسه اللي هيبقى كاره قربها
لكن العكس هو مستحيل يبعد رغم احساسه بالۏجع من ناحيتها
و كأن مكتوب عليه الألم مع كل اللي يقرب منهم...
شهاب بجدية
طب انتم ممكن تروحوا ترتاحوا و أنا هفضل معها
هند
ما تخليني ابات معها النهاردة يا شهاب
شهاب بجدية
مش هينفع يا هند .... و بعدين أنتي عندك شغل بكرا متشغليش بالك... ياله بقا
هند بصتله بشك
هي اللي كانت هنا دي فعلا تبقى مرات عمي سعد و هي ازاي عايشة لحد دلوقتي
شهاب بضيق
عند مش وقته دلوقتي ياله
هند قامت بضيق و خرجت من الاوضة لكن الحج محمود فضل قاعد و هو بيبص لشهاب و نظراته كلها لوم و كأن شهاب اللي مسئول عن اللي بيحصل
شهاب حاول يتجاهل نظراته و هو حاسس پغضب من نفسه
الحج محمود بجدية
شهاب أنا يوم ما جيت و قلتلك أني عايز
اجوزكم غزال كان عندها ١٨سنة و كتبنا الكتاب و أنت عرفت الحكاية كلها
وعدتني هتحافظ عليها مهما حصل بس الظاهر كدا اني كنت غلطان
انا فضلت سنين مراقب صباح و متأكد انها بعيدة عننا من يوم جوازكم و أنا شيلت ايدي من الموضوع و اعتمدت عليك
بس لأول مرة تخزلني يا شهاب ..
شهاب بصله بتعب من كم المسئوليات اللي عليه و اللي دايما ينفذها بدون ما يشتكي او يعترض مدام في مصلحة العيلة المهم تكون عيلته بخير حتى لو على حساب راحته
و عمره ما فكر يشتكي حتى لنفسه لأن دا وجبه.
لكن لأول مرة يشوف النظرة دي في عيون جده
الحج. محمود بص
لغزال پقهر و حړقة على حالتها خرج من الاوضة و قفل الباب وراه
شهاب دموعه نزلت و جواه قهر و احساس بالضعف.
غزال رغم أنها مكنتش حاسة بحاجة من اللي حواليها ساكتة تماما
لكن اول مرة تشوف دموعه كأنها صاعقة قوية.... شهاب الحسيني بيبكي ادامها عادي
دموعها نزلت و مدت ايدها حطيتها على كتفه
شهاب مسح دموعه بسرعة و بص لها پخوف
أنتي كويسة يا غزال
غزال هزت راسها ب لأ و هي بټعيط شهاب
عدي وقت طويل على نفس الحال و كان الوقت مش بيعدي بيطئ و مؤلم
ناموا الاتنين بدون ما يحسوا و كل واحد جواه حزن و ۏجع....
_____________________
في اوضة حليمة
كانت بتتكلم مع رأفت بحدة و غيظ
و هي مش مصدقة ان صباح بوظت خطتهم و قررت تكشف نفسها أدامهم
حليمة بعصبية
انا هتجنن يا رأفت ازاي تعمل كدا... انا مش مصدقة... بنت الكلب دي عملت كدا ليه
مع انها عارفة ان الحج محمود يمكن يخلص عليها في حاجة زي دي!
رأفت أنا كمان مش مصدق اللي انتي قلتيه بقا صباح تعمل كدا... طب ليه
صباح طول عمرها و هي في مصر مكنتش حتي بتجيب سيرة غزال
تقوم تعمل كدا دلوقتي و تكشف نفسها ليهم
حليمة أنا حاسة انها سمعت المكالمة اللي بينا و عرفت اننا ناويين نخلص على غزال بعد ما تاخد اللي عايزينه...
أنت غبي يا رأفت بتكلمني و هي معاك
بس ليه خاېفه اوي عليها كدا... ليه
ما هي رميتها اتنين و عشرين سنة و لا اهتمت بوجودها اصلا... جاية دلوقتي و تفتكر ان دي بنتها
خاېن عليا اقطعها يا رأفت... هاين عليا اقټلها و اخلص منها بنت ال...
رأفت و حياتك لاخلصك منها يا حليمة دا لو ليها عمر اظن ان شهاب هيتصرف معها... المشكلة دلوقتي لو هي قالتله على اللي كنا مخططينه
و أنه يعرف أي اللي بنفكر فيه
حليمة پخوف فكرك شهاب لو عرف هيعمل ايه
رأفت يبقى الله يرحمنا يا حليمة... المهم دلوقتي هنعمل ايه... انا معنديش اي فكرة
اللي كنا عايزينه محصلش ناوية علي اي
حليمة پغضب انا ناوية اخلص عليها انت فاهم باي طريقه
المهم تختفي من حياتنا و متورثش جنية واحد
أنا عندي فكرة.... غزال لازم ټموت لو ماټت هنخلص من كل الهم دا
و الأرض هتبقى لشهاب لانه جوزها....
رأفت پخوفما بلاش الفكرة دي يا حليمة
انا بصراحة خاېف من ابنك
دا لو عرف حاجة من صباح مش هيسبني في حالي و انتي كمان
حليمة بغرور مش حليمة المنشاوي اللي تخاف بسبب حتة بت زي دي يا رأفت
أنت واثق من رجب دا و لا هيطلع زي ست الحسن
رأفت رجب دا كلب فلوس
حليمةو مالو يبقى استنى مني مكالمة هقولك هنعمل ايه بس خالي رجب عندك و مش عايزه حد يشوفه من اهل البلد أخفيه خالص لحد ما اقولك
رأفت ماشي يا حليمة ام نشوف اخرتها
حليمةاخرتها خير....
____________________
تاني يوم الصبح
شهاب كان قاعد جنب غزال اللي نايمة بقلق و كأنها بتحلم بكوابيس و بتهلوس بكلام مش مفهوم
فتحت عنيها اللي احمرت من البكا بصتله اتعدلت بسرعة و لهفة و كأنها