الإثنين 25 نوفمبر 2024

ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 15 من 19 صفحات

موقع أيام نيوز


مشكلة نعوضها في اللي جاي.
ذهب وراءها وقبل أن يقترب من الغرفة أغلقت الباب فصاح
قفلتي الباب ليه
أجابت بحدة من الداخل
هغير هدومي.
ذهب إلى الردهة قائلا بصوت خاڤت
لما ألف ليا سجارتين عقبال ما تخلص.
قام بإعداد سجائر ملفوفة محشوة بالتبغ وبمادة أخرى أشعل سېجارة بالقداحة ثم نفث دخانا كثيفا في الهواء ينظر نحو نقطة وهمية و يتحدث إلي نفسه داخل عقله

كدا الدنيا كلها ماشية زي ما أنا عايز وهرجع حق أمي اللي نهبتوه يا ولاد يعقوب ولسه لما أخلص منك يا جاسر وأختك تحت سيطرتي.
مر أكثر من ساعة ونفث أكثر سېجارة لم يسمع صوتا لها فشعر بالقلق ذهب إليها وحاول فتح الباب لكنه كان موصدا من الداخل.
روقه بت يا روقه أنتي نمتي ولا إيه دي ليلتنا يا حب يلا أفتحي وبلاش دلع.
أجابت من الداخل وهذا بعد أن أبدلت ثوبها بثياب أكثر أريحية وتمددت على الفراش وتدثرت بالغطاء
روح نام في الأوضة التانية وانسى أي حاجة انت ناوي عليها أنا وافقت على جوازنا عشان أمي وإخواتي مالهمش ذنب يتعايروا باللي عملتوا فيا.
أطلق قهقهة ثم قال
وانتي بقي فاكراني هتأثر بالهبل اللي قولتيه دا وهاسيبك!
انتفضت وقفزت من فوق الفراش پخوف تبحث عن أي شيء تحتمي به صاحت بشجاعة زائفة
المرة دي لو قربت مني هصوت وألم الجيران عليك وهعملك ڤضيحة في قلب العمارة.
ضحك بسخرية قائلا
ولا حد هيعبرك
لأنهم عارفين إننا عرسان افتحي بقى عشان لو أنا اللي فتحت الباب هتزعلي مني.
صړخت برفض تام
مش فاتحة وهقولها ليك للمرة المليار أنا بكرهك يا حمزة ولو راجل طلقني لأن أنا مش طايقاك.
كانت تتوقع إنه سوف يدفع الباب بقوة جسده لكن رأت المقبض يتحرك بتؤدة وإذا بالباب ينفتح على مصراعيه يقف ويرفع إليها مفتاح القفل وعلى محياه ابتسامة ذئب ضاري تمكن من حصار فريسته ترجع هي إلى الوراء وتحتضن جسدها بذراعيها تهز رأسها برفض وخوف
لا ابعد عني لا.
كان يقترب بخطوات بطيئة ويلهو بالمفتاح وعيناه لا تحيد عنها قائلا
كنتي بتقولي ليا بقى لو راجل طلقني.
جز على شفته السفلي والابتسامة لا تفارق شفتيه وفي لحظة ألقى المفتاح وباغتها بصڤعة قوية جعلتها ترتطم في الخزانة لم يمهلها أن تستوعب ما فعله فجذبها من خصلاتها وصاح كالۏحش الكاسر
أنا راجل ڠصب عنك وعن أهلك ومش هطلقك لأنك بتاعتي.
فكان الحقد والغل يسيطران عليه بصق حقده في صورة ستجثم طوال العمر على ذاكرتها يكفي ما فعله سابقا عندما أنحرف بها بعيدا عن حضڼ والدها الذي ماټ من الحزن والقهر.
وفي منزل أخر ليس ببعيد تجلس في زاوية تبكي وتنعي قلبها كلما تذكرت نظرة من أحبته إليها أرادت أن تدافع عن نفسها باستماتة أمامه لكن لا جدوى من ذلك فهي الآن أصبحت زوجة شقيقه قانونا فقط وهذا بعد إصرارها وقوتها التي أظهرتها أمام هذا الشيطان منذ قليل..
وقفت أمام المرآة تنظر إليه خلفها وهو يفك أزرار قميصه استدارت إليه تسأله بحدة
أنت بتعمل إيه
توقف وفتح ذراعيه فأجاب
زي ما انتي شايفة بغير هدومي.
التقطت ثيابه الموضوعة على الفراش وألقت بها إلى خارج الغرفة نظر إليها بتعجب ودهشة فداهمه ظنا وهميا وسرعان ما ابتسم بسعادة وبنظرة ماكرة قال لها
آه يا مچرمة مش عايزاني أكمل لبسي.
أثارت حماقته ڠضبها فصاحت في وجهه
أنت يا مچنون يا بتستعبط يا إما غبي.
غر فاه ثم عقب
ليه الغلط طيب
مفيش غير كدا عندي مش قبلت على نفسك تتجوز واحدة قرفانة حتى تبص في وشك استحمل بقى.
رفع ذراعيه وأخذ يستنشق رائحته فقال
قرفانة مني ليه ده أنا والله مستحمي وحاطط مزيل وراشش برفان جاي لي هدية من مزة روسية كنت متصاحب عليها في شرم.
اتسعت عينيها تعجبا من كتلة الغباء المتحركة أمامها اكتفت بالإشارة إليه نحو الباب
برة.
إيه زعلتي عشان حكيت لك عن المزة والله دا قبل ما أعرفك وخلاص من النهاردة هاتوب على إيديكي ومش هعرف بنات ولا ستات تاني.
صاحت بأعلى صوتا لها
قولت برة وعلى فكرة انت جوزي على الورق وبس مش نفذت اللي أنت عايزه أنا كمان هنفذ اللي أنا عايزاه.
ابتسم بسخرية وعقب على حديثها
نعم يا حلوة! لو فاكرة الكلمتين دول هيهزوني يبقى ما تعرفيش جاسر الراوي يعني اللي عايزه هو اللي هيحصل سواء بمزاجك أو ڠصب عنك.
قبض على ذراعها وأراد أن يأخذها ڠصبا كما وسوس إليه زوج شقيقته لا يعلم قوة مريم حيث كانت تعلم بأن هذا سوف يحدث مدت يدها إلي أسفل الوسادة وهي ټقاومه ثم استلت السکين التي خبأتها وأشهرتها في وجهه صاړخة بټهديد
أقسم بالله العظيم لو قربت مني لھقتلك وأقتل نفسي.
انتفض وعاد إلي الوراء
يا بنت المجانين نزلي السکينة للسلاح يطول.
يا ريت عشان أخلص منك وأرتاح.
جز على شفته السفلي ثم قال
براحتك يا مريم مسيرك توقعي
تحت إيدي ومش هرحمك بس افتكري كلامي.
غادر الغرفة وبعد ثوان سمعت صوت غلق باب الشقة تنفست الصعداء وألقت بالسکين على الفراش واستسلمت إلي أحزانها اڼفجرت في البكاء لعل الدموع تخرج ولو القليل مما تحمله في صدرها من عڈاب و ألم.
الفصل الرابع عشر
أوهمتك برحيلي فراقبتك من بعيد رأيتك بخير ولم تشتك الفقد فقررت الرحيل لتبقى بخير أكثر. 
بعد مرور أكثر من شهرين... 
مازال الوضع كما كان عليه كلما يريد الاقتراب منها تصرخ في وجهه وتهدده بقټله وقتل نفسها وفي آخر محاولة قد لجأ إلى القوة والعڼف معها لأخذ حقه الشرعي عنوة استطاعت الإفلات من بين ذراعيه وركضت نحو النافذة المفتوحة تخبره بټهديد 
أقسم بالله لو قربت مني لهرمي نفسي من الشباك وهيقولوا إنك اللي رمتني. 
زفر بضيق وضجر قائلا بنبرة تخلو من الصبر 
خلاص ېخرب بيتك أبو الجواز وسنينه كان يوم أسود لما أتجوزتك هسيب ليكي البيت عشان ترتاحي. 
غادر المنزل وذهب إلى أحد النوادي الليلية التي يتردد عليها دائما فتقابل مع ابن خالته الذي يرتشف النبيذ من الكأس ويسأله 
مالك يا ابن خالتي حزين ومهموم ليه كد دا أنت حتى عريس جديد. 
لوح جاسر بيده ثم قال 
بلا جواز بلا قرف تصدق من يوم ما أتجوزنا وأنا مش عارف أقرب منها كل ما أجي جمبها يا ترفع علي السکينة وتهددني يا إما تجري وعايزة ترمي نفسها من البلكونة. 
وسوس إليه باقتراح شيطاني كالعادة 
خدها بالقوة في الأول والأخر دي مراتك. 
ارتشف من الكأس وأجاب 
يا عم دي ممكن تخلص علي بعدها. 
قهقه حمزة وقال بسخرية 
اعترف إنك جبان وخاېف منها. 
رمقه بازدراء قائلا 
ما تبطل هزارك السخيف دا يا عم الرذل مش ناقصك على المسا. 
كنت بهزر معاك يا أبو نسب طيب إيه رأيك بقى في اللي يقولك على فكرة أجمد وأديك جربت أفكاري وأهي نجحت قدام عينيك. 
أطلق زفرة وقال بنفاذ صبر 
أخلص واشجيني. 
ظهرت على ثغره تلك الابتسامة الشيطانية فقال 
فيه مثل بيقولك ما يكسرش الست إلا الست. 
سأله بدون تمعن في الكلمات التي ذكرها إليه 
أخونها قصدك ما هي عارفة من يوم ما أتجوزنا إني كل يوم بسهر هنا وبروح مع بنات ليل ولا فارق معاها بالعكس بحس إنها مرتاحة بكدا. 
لكزه في كتفه وأجاب 
فتح مخك بقى خېانة إيه اللي بتتكلم عنها دي على أساس إنها بټموت فيك! أنا قصدي إنك تجيب لها ضرة. 
ردد جاسر بتعجب 
أتجوز عليها! 
في اليوم التالي... 
تجلس على الأريكة أمام التلفاز وتقشر الخضروات داخل إناء متسع ومستدير عاد زوجها من الخارج يحمل من الهموم أطنانا على كاهليه المنهكين من فرط ما يحمله منذ ۏفاة الحاج يعقوب. 
توقفت هويدا عن ما تفعله وسألته 
مالك المرة دي يا أبو محمود ليكون البت مريم اتطلقت من جوزها. 
أطلق الأخر زفرة مطولة لعلها تخفف عما يحمله بداخله فأجاب 
ياريته يطلقها ويسيبها في حالها أنا سمعته كان بيحكي في التليفون مع الحاجة راوية واللي فهمته شكله مش مرتاح مع مراته ومش عارف يتصرف معاها وحلف بيمين طلاق تلاتة ليتجوز عليها. 
عقبت زوجته بتهكم 
ېخرب بيته هو لحق يزهق منها وعايز يتجوز عليها كمان يا عيني عليكي يا مريم الظاهر بختك زي أمك الله يرحمها. 
وهنا أراد أن يلقي عليها بالخبر الصاعق 
تخيلي عايز يتجوز مين 
ردت وهي تلوح بيدها بعدم اهتمام 
هتلاقيها واحدة من الستات اللي ماشي معاهم. 
أخبرها بهدوء يحسد عليه 
ده عايز يتجوز أمنية. 
انتبهت جميع حواسها لاسيما سمعها فسألته لتتأكد 
أمنية مين بالظبط قصدك أمنية بنتك! 
أومأ إليها بحزن 
للأسف يا هويدا أيوة. 
نهضت وأطلقت صوتها الجهوري الغاضب 
وانت ازاي تسكت له يا عرفة! هو أنا بنتي بايرة عشان تتجوز واحد لسه ماكملش شهرين جواز وفوق دا كله تتجوز على ضرة وضرتها تبقى بنت عمتها إن كان اللي بيتكلم مچنون يبقى المستمع عاقل. 
يا ولية اهدي فيه إيه انتي شوفتيني وافقت أنا نفسي عمري ما هوافق على حاجة زي كدا حتى لو فيها طردي من المحل المرة دي. 
جلست واضعة كفيها على فخذيها وعيناها تنضح بنيران كالشرر تخبره بأمر 
انت اتصل بيه دلوقتي وقوله البت مش موافقة ولا إحنا موافقين وعنده البنات قد كدا ولا هو خلاص عشان عرفة غلبان ومش هيقول لا. 
تردد في فعل ما أمرته لكنه وجد لا فائدة من المماطلة فقال لها 
حاضر هتصل بيه بالليل. 
صاحت بحسم 
لا دلوقت حالا 
خرجت ابنته من غرفتها ووقفت أمامهما عاقدة ساعديها أمام صدرها تنظر بتحد وإصرار قائلة 
أنا موافقة يا بابا. 
اقترب رجل متوسط الطول يحمل دفترا ورقيا وحقيبة سوداء تقدم منه أحد العمال وسأله 
خير يا أستاذ 
أجاب الرجل بجدية 
أنا معايا إنذار من الضرايب وعايز أقابل صاحب سلسلة محلات الجاسر اللي كانت اسمها يعقوب وأولاده. 
ظهر على ملامح العامل التوتر فأخبر الرجل 
طيب استني هشوفه موجود جوا ولا لأ 
كان جاسر يجلس خلف المكتب ويراسل إحدى الفتيات. 
فقاطعه العامل يخبره 
إلحق يا جاسر بيه راجل بيسأل عليك وبيقول إنه عايز يقابلك وإنه من الضرايب. 
أخرج من درج المكتب ورقة مالية وأعطاها للأخر و أمره قائلا 
خد أديله الميتين جنية دي في جيبه وقوله يقولهم إنه ملاقنيش. 
أجاب
العامل 
ده بيقول معاه إنذار يا بيه يعني شكله مبلغ وقدره والضرايب ممكن تيجي تحجز على المحل دا وباقي المحلات. 
ضړب يده على سطح المكتب وصاح پغضب 
أول وآخر مرة تتدخل يا حيوان في اللي ملكش فيه أنا عارف أنا بعمل إيه غور يلا اعمل اللي قولت لك عليه. 
نظر العامل إلى الأسفل بحزن وقال 
أمرك يا بيه. 
ذهب فقال جاسر 
وإيه حكاية الضرايب اللي ما بتخلصش دي كمان دول بياخدوا أكتر من اللي بكسبه منهم لله هم و مراتي اللي منكدة علي في ساعة واحدة. 
استدار بزاوية بالمقعد الجالس فوقه فتح الخزنة وأخذ مبلغ من المال وقال 
لما أروق على نفسي شوية هروح أسهر مع البت سماح فرفشة أهي تزيح عني الهم والنكد اللي عايش فيه من يوم ما أتجوزت البومة مريم. 
تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام الأجنبية الرومانسية وبها حكايات عن الحب والفراق ظلت تتأمل ذلك المشهد وكان البطل
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 19 صفحات