الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رايات العشق بقلم فاطمة الالفى

انت في الصفحة 23 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

اليوم 
وفضل عدم الافصاح عن السبب الحقيقي وراء تغيبه عن عمله 
لا مش جاي عندي ميتنج مهم فى حاجه تاني عايزه تستفسري عنها
ها 
اكمل بابتسامه خفيفة بخصوص الشغل
لا ابدا مع السلامه 
أغلق الهاتف ليجد يد شقيقه تطرق على كتفه ليلتفت إليه ماجد ليرسل إليه الأخير غمزه ويتسائل بمشاكسه
كنت بتكلم مين يا كابير وسايبني محتاس كده 
وايه بقى اللى مخليك محتاس 
ضحك بقوه عريس بقى واول مره اخطب ومتوتر 
من كتفه ليجعله يسير معه 
تعالى بقى اقولك تعمل ايه انهارده وتتكلم ازاى مش تبقى لخمه 
والله أنا نفسي مستغرب نفسي لساني قد كده والتوتر ده ماعداش عليه قبل كده 
ابتسم ماجد لشقيقه فهو يعلم هذا الشعور فقد مر به من قبل ثم حدثه بصدق 
خليكي على طبيعتك يا معتز وبلاش تجمل من نفسك ولا تحاول تغير من طريقتك صدقني مافيش داعي لقلقك ولخۏفك مدام بتحب بجد وداخل البيت من بابه يبقى تتكلم بقلب جامد وبطبيعتك اللى بيحبك يحبك زى ماانت وماتغيرش من نفسك عشان حد اى كان الحد ده خليك معتز بكل صفاتك وعيوبك كده هتبقى كل حاجه واضحه ومافيش غش 
ايمئ براسه لشقيقه فهو يعلم بكل كلمه تفوه بها تخرج من اعماقه وتمنى داخله بان يلتقى بالفتاه التى تجعله يعود كما كان قبل ان يذق الخداع والخذلان ويتحطم قلبه بليله عمره الذي كان يحلم من اجلها ويبني قصورا وهميه بخياله مع الفتاه التى خطفت قلبه لتتركه بمتتصف الطريق وحيدا وجعلته يتضرع الخساره مرتين 
عوده الى باريس بعدما أستمع لحديثها بانصات وعلما بمدا حزنها وصډمتها على تلك الحقيقه التى كانت غائبه عنها لاعوام مضت قرر التحدث معها برفق 
عارف انك فى موقف لا تحسدي عليه وصدمه جامده اوى عليكي بس فى نفس الوقت فرحه 
نظرت له باهتمام ليكمل كلماته الصادقه ليجعلها تشعر بالسعاده ويتبدل الحزن داخلها لفرح 
ايوه فرحه انك عندك ماما دلوقتي تقدري تدفئ وتحسي بيه صدقيني الإحساس ده كفيل ان ينسيكي اى ألم وحزن عشتيه حضڼ الام مايتعوضش عارفه لم كنت فى الغيبوبه وسمعت صوتك اداني قوه ان اقاوم كنت مشتاق لضمھ من ماما بس للأسف وقتها كان ممنوع تدخل ليه العنايه أصل امي دي داقت الحزن على اخويا احمد داقت قهره فراقه تنهد بحزن وهو يتحدث عن شقيقه الراحل 
احمد اكبر مني بسنتين لو كان موجود كان زمانه عنده 28 سنه بس اتوفى من سنتين كنا مرتبطين ببعض اوى كان بالنسبه لي حاجه كبيره اوي واهم من ابويا بابا كان دايما بعيد عننا بحكم شغله فى الوزاره وغيره كان احمد هو ابويا واخويا وصاحبي اللى بتسند عليه ومن حزنه عليه لم قلبي حصل ليه فشل هو من الزعل جالته جلطه فى المخ وماټ فى الوقت والحال ماحدش قدر يتقظه فى نفس الوقت كنت انا فى غيبوبه بصارع المۏت والاجهزه محاطه بيه كان الكل منتظر خبر وفاتي فجاه احمد هو اللى ېموت وأنا اعيش بالاجهزه بعد لم عملت عمليه قلب مفتوح وكانت مجازفه وفضلت فى الغيبوبه شهور وكان لازم أعمل زرع قلب عشان قلب جديد يحيني تخيلي كده امى ابنها المړيض يفوق واللى ماكنش بيشتكي من حاجه ېموت فى لحظه ولازم تتماسك عشان تفضل جنبي وتدعيلي كانت أصعب لحظات عدت عليه فى تاريخ حياتي كلها لم افوق وماشوفش عيون احمد قدامي ولا ابتسامته ولا تاني كانت الحياه بالنسبه ليه منهيه أنا كمان ووقتها

جالي قلب رفضته بس والدتي اڼهارت وفوقتني من صدمتي عمري ماتمنيت ان أعيش غير عشانها عشان اخفف عنها غياب احمد وماوقفتش فى عزاء ولا دفتنه بايدي دي اللحظه اللى كان نفسي اعملهاله عشان اوعده ان ساب راجل وربى راجل وهيحافظ على والداته من بعده وانتي بقى عندك ام دلوقتي وكمان أخ دول مايتعوضوش يا ايسل عايزك دلوقتي تنسي اى عتاب ولوم كده على جنب وتنزلي مصر حالا والدتك اللى هتحسي فيه بالحب والراحه والامان اخوكي اللى هتلاقي فيه السند والضهر والاخ اللى مايتعوضش ولا هيكون ليه فى يوم بديل 
انسابت دموعها بسبب كلماته من اجل مقابله والدتها وشقيقها 
اسرعت الى غرفه والدها ودقت بخفه باب غرفته ثم دلفت لداخل لينتفض هاشم من اعلى الفراش وينظر لها بلهفه 
حبيبتي انتي كويسه
لم تجيبه ولكن تحدثت وهى تنظر للأسفل لتخفي نظراتها المعاتبه له وتفوهت بعده كلمات 
عايزه انزل مصر حالا 
جحظت عيناه پصدمه ولكن لا يريد اعتراضها هز راسه بالايجاب 
حاضر أنا هتصرف وجهزي نفسك 
تركت الغرفه لتركض الى غرفتها باكيه وتحاول استجماع شتاتها لتضب اغراضها ثم قررت التحدث إلى سام واخباره بانها تريد العوده الى القاهره لأمر هام وعليه اخبار الطبيب هانري بانها ستكون باجازه طويله وتغادر الأراضي الفرنسيه لم يعقب سام على هذا القرار فهو يعلم بان لها عائله بالقاهره ولابد وانها تعود الى موطنها 
اجرى هاشم عده اتصالات بشركات السياحه يستعلم عن رحله الى القاهره ولكن لم يجد فعاد يهاتف السفاره وطلب منهم إحضار طائره خاصه لكي تقله هو وابنته الى القاهره وبالفعل تم تجهيز الطائره والكابتن الذي يقودها وبعد مرور ساعتين كانت تودع اجين المربيه الخاصه فرفضت ان تعود معهم الى القاهره واخبرتهم بانها سوف تلحق بهم بعدما تتوجه الى عائلتها بتركيا أولا ثم تاتى اليهم 
واستقل هاشم مقعده داخل الطائره وايسل جلست خلفه فمازالت تشعر بالحزن ولا تريد التحدث معه منما زاده حزنا بسبب تعاملها معه بهذه القوة ويعلم بان إبنته تتجنبه وتحاول الابتعاد عنه لانها لا تريد عتابه على ما حدث بالماضي فهى تكتم مشاعرها داخل قلبها وهذا من جعله حزينا على تبدل حالها بعدما كانت اقرب من نفسه اصبحت الان بعيده عنه باميال وهى مازالت جانبه 
تنهد باسي وحاول اغماض عيناه ليسترجع حياته السابقه ويفكر من المذنب هو ام زوجته السابقه 
اما ايسل فوضعت الهاندفيري داخل اذنيها لتستمع الى نغماتها المفضله وتغمض عيناها لتشعر بالاسترخاء وتحاول ان تنسى كل شي فقط تفكر باللقاء الذي سيجمعها بوالدتها وتؤامها 
بالقاهره 
داخل فيلا زيدان الراسي 
وقف امام المرآه متألقا بحلته الرمادي يمشط شعره وينثر عطره الأخذ ويبتسم لنفسه بسعاده فاليوم سوف يحظى بحبه ويتوجه بالرباط المقدس هذه بدايه لحياته القادمه التى تشاركه بها نصفه الآخر الذي تربعت على عرش قلبه منذ اول لقاء جمع بينهم 
تنهد بارتياح وعلت صوت ضحكته عندما تذكر سارقه قلبه وافعالها الطائشه فجاه اقتحم غرفته شقيقه الاكبر 
وقف ماجد يتطلع اليه بحب وهو يضع يده داخل جيب بنطاله 
مش يلا بقى يا عريس هنتاخر على الناس 
القى نظره اخيره على نفسه قبل ان يغادر الغرفه برفقه شقيقه 
انا تمام جاهز ايه رايك فى اخوك 
ربت ماجد على كتفه بحب مبروك يا حبيب اخوك 
ضمھ معتز بقوه وهمس له الله يبارك فيك وعبقالك يارب 
ابتعد ماجد بهدوء وهو مازال محتفظ بابتسامته كله باوان نخلص منك الاول 
ركضت اليهم صغيرتهم لتنضم لعناق اشقائها بسعاده 
كل من معتز وماجد بحب 
عبقال مانفرح بيكي يا كونان
ابتعد عنهم پغضب ونظرت الى ماجد بزعل طفولي 
ليه دايما تقولي كونان ده أنا حتى قمر وكيوت وشبه الباربي كمان
قرص وجنتها بخفه بس لسانك يا حبيبتي مش باربي خالص 
قطبت جبينها ونظرت الى شقيقها الآخر لكى تستنجد به 
ميزو حبيب قلبي اللى بحب 
انتي روئ القلب والعين يا رورو ومافيش أجمل منك يا عسل انت 
ابتسمت بارتياح ولكن الدرج ركضا وتقف بجانب والديها 
نظر زيدان لساعته ثم وجه حديثه لابنته 
فين اخواتك كده هنتاخر عن ميعادنا من اولها مافيش احترام للمواعيد 
ظهر الثنائي اعلى الدرج وهبط معتز أولا وهو يتحدث 
جاهزين يا بوب اطمن هنوصل فى الميعاد بالثانيه 
نظرت له ديما بفرحه 
بسم الله ما شاء الله عليك يا روح قلبي ربنا يتمملك بخير يارب ويسعدك 
قبل جبينها بحب ايوه بقى دعواتك يا ست الكل 
تقدم ماجد بخطواته أنا هتحرك بعربيتي 
لحق به معتز واستقل سيارته وجلست شقيته جانبه ووالديه بالمقعد الخلفي لينطلق فى طريقه الى فيلا الزيان 
بمنزل دكتور حاتم 
داخل غرفه علي وعمر 
كان علي يجلس اعلى مكتبه يذاكر دروسه وعندما رفع عينه عن الكتاب وجد شقيقه يقهقه بصوت عالي ثم يعاود الهمس ثانيا ليشعر بالضيق بسبب افعاله ترك مقعده واقترب من الشرفه ليطالع عمر بنظرات حاده 
اقفل الزفت اللى فى ايدك ده 
انصاغ

عمر لشقيقه وهو يزفر بضيق 
اهو اديني قفلته فى ايه بقى 
اقترب منه پغضب أنا اللى في ايه ولا انت اللى فى ايه سايق فيها وعمال أقول هيتعدل هيبطل اللى بيعمله ومافيش أي فايده فيك اتقي الله بقى عندك اخت دلوقتي ماتعملش كده تاني يااخي عشان اختك 
تافف بضيق وهى فين اختي دي اصلا وبعدين دي عايشه طول عمرها بره واكيد الحاجات دي عندها عادي دي يا حبيبي متربيه فى مجتمع غربي وكل حاجه متاحه مافيش عليهم قيود ولا رقيب 
رمقه باشمئزاز انا تعبت من المجادله معاك واختك اللى بتتكلم عنها دي انت لسه ماشوفتهاش يبقي ماتحكمش عليها فاهم ولا لأ واخر مره يا عمر مش هداري عنك تاني ولا هكدب عشان خاطرك انت فاهم 
اشار بيده بعدم اكتراث ولم يبالي بحديث شقيقه عاد علي الى كتابه ثانيا ليحاول اكمال مذاكرته ولكن لم يستطيع التركيز فترك الغرفه وتوجه الى غرفه شقيقه الاكبر 
دق غرفته بهدوء وعندما اته صوت اسر ياذن له بالدخول دلف لداخل الغرفه وهو يتقدم منه 
لسه صاحي 
اعتدل اسر فى نومته وجلس نصف جلسه اعلى الفراش 
تعالى يا علي ايوه صاحي وماجيليش نوم 
جلس علي بجانبه وتحدث بهدوء 
لسه زعلان من ماما 
زفرا انفاسه بحزن ونظر الى مقلتيه شقيقه البنيه التى تبعث له السکينه والامان 
أنا زعلان من الدنيا كلها يا علي حتى زعلان من نفسي اللى بمر بيه مش سهل خالص يا علي 
هز على راسه بتفهم ودثر نفسه بجانبه 
تسمحلي بقى اشاركك السرير 
ابتسم اسر وهو يئمي براسه لينام هو الاخر ويرغم نفسه على عدم التفكير بشيء 
داخل فيلا الزيان كان يجلس الجميع بغرفه الصالون ويتحدث زيدان عن سبب الزياره ويطلب من صديقه يد إبنته بعد حديث طال لنصف ساعه
بعدما انهى زيدان حديثه تحدث موسى بجديه 
انت عارف طبعا يا زيدان نسبك ده شرف ليه بس سماء صاحبه الشأن وهى بنفسها اللى تقرر 
تحدثت نورا بسعاده وهى تنظر لديما 
ديجا هتطلع تستعجل سمسمه 
قفزت الاخيره بمرح 
وهى تسرع فى خطواتها لكي تخبر سماء بانهم فى انتظارها الان اقبلت سماء بقلب مرتجف يخفق بقوه من اثر توترها الى ان اقدمت لتصافح الجميع بابتسامه مضطربه 
وقعت عيناه على تلك الساحره وظل يحدق بها باعجاب فقد كانت ترتدي ثوب كستنائي ينساب على جسدها باريحه
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 64 صفحات