السبت 23 نوفمبر 2024

سجن العصفورة داليا الكومي

انت في الصفحة 10 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


لان عبيركانت متوترة وهى تطلب منها الاسراع
ادهم كان يطالع بعض الاوراق خلف مكتبه لكنه نهض فور دخولها واشار لها بالجلوس علي مقعد جلدى مريح امام المكتب
هبه جلست في المكان الذى اختاره لها وهى متوترة جدا
ادهم بادرها بالقول ... عبير بلغتنى انك طلبتى تقابلينى
هبه ردت بصوت منخفض خجول ... ايوه
ادهم سألها باهتمام .... خير
هبة تسألت بخجل ... انا كنت بس بسأل امتى هرجع شقة الزمالك..
وكأن ادهم كان متوقع لسؤالها...هبه استنتجت ذلك من رده الفوري علي سؤالها
ادهم اجابها مباشرة .... انا طلبت بالفعل من عبيرانها تجهزك للانتقال من هنا

ارتياح ممزوج بالحزن احتلها بقوه عند سماعها لرده علي سؤالها... فكرت بحزن ... خلاص هترجعى لزنزانتك يا هبه ... فعلي الاقل هنا كان يوجد بشړ للتواصل معهم بعكس الماس الرسميه الروتينيه ...هبه قضت معها 4 سنوات ..التواصل بينهما فيهم كان معډوم الماس جاسوس ادهم كما اسمتها هبه كانت مثل الرجل الالي فقط تنفذ التعليمات بمنتهي الدقة والاتقان....
اما هنا فهى تعرفت علي عبير مساعدتها الشخصية وعلي فرحه الطباخة وعلي سميرة رئيسة الخدم وغيرهم وكانت تستمتع بالجلوس معهم في المطبخ علي الرغم من اعتراضهم...هى احبتهم وهم احبوا بساطتها وتواضعها....
كانت تري في اعينهم التساؤلات عن حقيقة وضعها ....لم يسألها احد منهم عن طبيعة علاقتها بأدهم وهى خاڤت ان تسألهم عن حدود معرفتهم بطبيعة علاقتهم المعقدة...طالما تسألت اذا كانوا يعلمون انها زوجه ادهم ام لا...
هبه نهضت وفي نيتها الذهاب الي غرفتها والانتظارهناك متجنبه المزيد من رؤية ادهم حتى تنتهى الماس من التجهيز والاستعداد للرحيل لشقتها لكنه عندما اكمل جملته هبه عادت للجلوس مجددا من الصدممه..
انا طلبت بالفعل من عبيرانها تجهزك للانتقال من هنا....وتبلغك انك هتسافري الصعيد معايا
اخر شيء توقعته هبه في حياتها ان يطلب منها ادهم السفرالي أي مكان معه وبالاخص الي الصعيد...
الړعب في ملامحها جعله يقول پحده .. انتى مراتى قدام اهلي والحجج اللي عندى
خلاص خلصت... ازاي انا لاربع سنين كاملين مش بعرفك عليهم في الاول اتحججت انك صغيرة وانى كتبت الكتاب بس ومنتظرك لحد ما تكبري شويه ونتم الجوازه
بس بطريقة ما والدى عرف انك عندى هنا وتوقع انك خلاص كبرتى وانى قررت احول جوازنا لحقيقه وصمم انه يشوفك وكمان عمل حفلة كبيرة يحتفل فيها بجوازنا الفعلي
مع كلامه هبه شعرت بالړعب الحقيقي...
اسافر معاه الصعيد عند اهله كأنى زوجته الحقيقية... هبه ارتعشت من الصدمة...جسدها كله اهتز برعشات قوية لم تستطع السيطرة عليها.... ادهم شعر برعشتها... صوته عبرعن غضبه الذى لم يحاول كتمانه ...لاول مرة ينفعل عليها ويتحدث بصوت عالي اخافها للغاية .... الموضوع منتهى احنا هنسافر بكره ان شاء الله .... انتى مراتى وهتسافري معايا ...عندك اعتراض 
ولتأكيد جدية قراره ادهم رفع هاتفه النقال واتصل بعبير يستدعيها للحضور...عبير وصلت فورا وانتظرت تعليماته...
ادهم سألها ... جهزتى اللي قلتلك عليه...
عبير.. ايوه يافندم
ادهم امرها بترفع .. زى ما بلغتك قبل كده السفر بكره بدري واعملي حسابك هتسافري معانا حاضر يافندم
وفي اشاره من يده هبه فهمت منها ان المقابله انتهت وانه يأمرها بالانصراف ..عبير اخذت يد هبه التى مازالت تحت تأثير الصدممه وقادتها لخارج المكتب بلطف...عبير وكأنها احست باضطرابها ربما من برودة يدها التى كانت متجمده في يدها او ربما من تعبيرالذهول المرتسم علي وجهها لكنها في النهايه اوصلتها لغرفتها بامان ومنعت عنها ڠضب ادهم الذى كانت ستواجهه اذا ما بقيت للحظة واحدة امامه ...
بعد الفجر بساعة واحدة كانوا في طريقهم الى المطار في سيارة سوداء ضخمة...
عند نزولها مع عبير استعدادا للمغادرة ...ادهم فتح لها باب السيارة ودعاها للركوب في المقعد الخلفي من السيارة وركب بجوارها من الباب الاخر عبير ركبت في المقعد الامامى بجوار وليد الحارس الشخصي لادهم السيارة الليموزين الفخمة كان بها زجاج سميك يفصل المقاعد الامامية عن الخلفية حيث يجلسون ...
سيارة من سيارات الدفع الرباعى وبداخلها اربعة من حراسة ادهم المسلحين تبعتهم مثل ظلهم ...ادهم لم ينطق بحرف واحد طوال طريقهم للمطار ...لكنها لاحظت انه كان ېختلس بعض النظرات اليها عندما تكون تنظر من النافذة ...
عند وصولهم الي المطارهبه صدمت عندما علمت ان ادهم لديه طائرة خاصة...
طائرة ادهم البيضاء الجميلة كانت في انتظارهم ...صغيرة لكن فخمة بطريقة مبالغ فيها ...كانت تستوعب اثنى عشر راكب ...فخامتها من الداخل تدل علي ثمنها الباهظ الذى من المؤكد ان ادهم دفعه فيها ....ادهم دائما يقتنى الاجمل ويحتفظ به لنفسه ويسخرامواله لامتلاك كل ما يريد حتى هى
المضيفة استقبلتهم عند الباب بضحكة مرسومه بإتقان...
ادهم وهبه جلسا في مقصورة خاصه ..الحراسه وعبير جلسوا في المقاعد الخلفية...
هبه لاحظت دلع المضيفة الزائد عن الحد وتدليلها لادهم الذي قابله ببرود وكأنه معتاد علي ذلك ... بحركة لا اراديه هبه امسكت حجاب شعرها ولمسته بإستغراب.... وهى تستعد للسفر في القصر..عبير احضرت
لها فستان طويل باكمام طويلة وجاكت ... هبه ارتدته بدون اي اعتراض..
بعد ذلك تفاجئت بعبير وهى تلف حجاب علي شعرها الجميل وتغطيه..
وقبل ان توافق او تعترض.. عبير اخبرتها بلهجة اعتذار... ادهم بيه طلب منى انك تلبسي حجاب طول فترة وجودكم في الصعيد...وطلب منى انك متستعمليش اي مكياج وانا بلغته ان جمالك طبيعى وانك مبتستعمليش اي نوع من انواع المكياج غير الكحل...فوافق علي استعمالك الكحل بس..لكن كان شكله مذهول لما اكدتله ان جمالك طبيعى تماما ...في وسط زى وسطه اكيد متعود علي امثال فريدة اللي بيحطوا المكياج بالكيلو ..
مهما ان كان ادهم متحضر متحرر لكن اصله الصعيدى يجبره علي احترام التقاليد عندما يتعلق الامر بمظهر زوجته امام عائلته واهل بلده ...
لدهشتها عندما تطلعت لنفسها في المرآة وهى ترتدى الحجاب احست براحه كبيرة... وشاهدت نفسها افضل والمدهش احلي ...لفة عبير السحرية للطرحة اظهرت وجهها الابيض البيضاوى ولون الطرحة الاصفر الذهبي اظهر لون عينيها الخضراء النادر...فستانها المذهل تلائم مع جسدها الطويل الرشيق بفن ....مع انها مغطاه بالكامل لكن النتيجة النهائية لطلتها انها اصبحت اجمل بكثير...انيقة ومحتشمه
عندما شاهدها ادهم عند السيارة قبل مغادرتهم للقصر ظهرت عليه الصدممه وعينيه وجهت عتاب صامت لعبير كأنه يلومها علي ان هبه مازالت جميلة علي الرغم من
محاولاته...
راحه نفسيه غمرتها بعد لبسها للحجاب ... فقررت انها حتى بعد رجوعهم من الصعيد انها لن تخلعه عنها ابدا...فلاول مره في حياتها ستأخذ قرار بنفسها وهى سعيدة للغاية بذلك...حتى كليتها سلطان اختارها لها...ولم يترك لها حق الاختيار
ادهم لاحظ حركة يدها علي حجابها... لاول مره منذ مغادرتهم القصر يوجه لها الكلام .... مضايقه منه 
هبه نفت بقوه ... ابدا بالعكس انا مرتاحه جدا
ادهم هز رأسه واكمل عمله علي حاسبه المتنقل الذي كانت المضيفة اعطته له منذ قليل .....
ادهم اختار العمل علي حاسوبه في صمت تام....تجاهل وجود هبه تماما طوال فترة الرحله ...فشغلت نفسها بقراءة مجلة ادبية اختارتها من مجموعة مجلات عرضتها المضيفة عليها...نظرات الحسد والغيرة التى وجهتها لها المضيفة الحسناء اخافتها ...احست انها تتمنى ان تكون مكانها بجوارادهم وكانت ايضا تقيمها بنظرة متفحصة ويبدو انها اغتاظت من نتيجة تقيمها لها فانسحبت لاخر الرحلة ولم تحاول مجددا مع ادهم ....هبه نظرت في اتجاهه فوجدته مازال منهمك في العمل علي حاسوبه ولم يرفع رأسه بعيدا عنه الا عندما احس بعجلات الطائرة وهى تلامس ارض المطار..
حتى هذه اللحظة هى فقط تعلم انهم مسافرين الي الصعيد ...اخيرا عرفت وجهتهم عندما طائرة ادهم وصلت لجزء خاص من مطار الاقصرالدولي
سيارة سوداء شبيهه بسيارة القاهرة كانت في انتظارهم مع سيارة دفع رباعى اخري ...نفس المنظر الذي شاهدته في القاهرة يتكررهنا مرة اخري بنفس التفاصيل ..فشخصية مهمة مثل ادهم لابد وان يحاط بحراسة مشددة من رجالة المخلصين اينما ذهب...
هبه لاول مرة في حياتها تسافر ...لاول مره كانت تغادرالقاهرة لاول مره كانت تركب طائرة ...مع ادهم كانت دائما تختبر لذة المرة الاولي في كل شيء....
القرنة ....
ادهم قال لها بلدى القرنة بفخرعند وصولهم لمدخل القرية...اخبرها وصوته يقطر فخرا...
القرنة فيها اماكن اثرية شهيرة زى وادى الملوك ومعبد حتشبسوت وتمثال ممنون ومعبد الرمسيوم ومعبد سيتي ووادي الملكات...اكتر اثار الاقصرعندنا
اعجبت بولائه وانتمائه لقريته ليتها تمتلك الاصل والعائلة مثله... ادهم يملك كل شيء افتقرت اليه في حياتها ...
عائله واصول عريقه واموال والاهم ثقه في النفس تجعله يتحكم في الجميع اما هى فسلطان كان عائلتها الوحيده وبوفاته اصبحت غريبه في عالم لا يرحم ولولا ادهم ربما كانت ....
متعت نفسها بمناظر البلد الخلابه ...جو مختلف تماما عن الذي اعتادته في القاهرة....النشوة التي احست بها غمرتها لدرجة انها فقدت الاحساس بالوقت لم تستعيد ادراكها الا حينما توقفت السيارة امام بوابة ضخمة...
استقبلهم عند البوابة الخارجية لمنزله رجلان يرتديان الجلباب ويحملون بنادق علي اكتافهم...هبه دهشت بشده ولم تستطع التصديق
وجهت نظرة ړعب لادهم ...وعندما احس برهبتها يده احتوت يدها بحنان بالغ ...استسلمت في حضڼ يده مع انها كانت تشعر بتنميل في كامل ذراعها نتيجة للمسته ...
بعد اجتياز البوابة الحديدية السيارة دخلت في حدائق مساحتها شاسعة في نهايتها منزل اشبه بالقلعة الحجرية مبنى علي مساحة ضخمة جدا مكون من طابقين....علي الرغم من جمال المنزل الفريد في عمارته وجمال الاراضي المحيطه به الا ان هبة تملكها ړعب هائل ...في قصره في القاهرة كانت سعيده اما هنا فهى مقبوضه وتشعر بالخۏف ...خوف لم تعرف له سبب واضح ...ربما لانها لم تعتاد رؤية ذلك الكم الهائل من البشر في نفس الوقت وربما لانها علمت مقدار ضآلتها عندما شاهدت اصل ادهم ...كيف ستواجه عائلته وهى ابنة خادمهم ...ادهم لم يشعرها بالدونيه ابدا لكن رد فعل عائلته بالتأكيد مختلف خصوصا انهم كانوا يريدون تزويجه من من يعتقدون انها تناسبه وهو اختارها في تحدى سافر لرغبة والده ...تخيلت قوة
والده من كمية الغفر اللذين يسيطر عليهم باشاره من يده ...
الرجال مع بنادقهم اصبح الان منظرمعتاد من تكراره مرارا امامها فعند سلالم المنزل شاهدت العديد منهم وهم يرحبون بأدهم باحترام واضح حراس ادهم الشخصين المسلحين والتى كانت تستنكر وجودهم حوله يصبح منظرهم متحضر جدا بجوار جيش الغفر الموجودين بغزارة في كافة ارجاء المنزل والحدائق...
ادهم اصطحبها الي واحد من مجالس عده تحتل مساحة ضخمة صممت لتناسب كبير عائلة البسطويسى...دخلت معه وهى تجر ارجلها جرا وتتوقع الاسوء ...يد ادهم الان اصبحت طوق النحاه ...شعر بها تزيد من الضغط علي يده فتصلبت عضلاته مما
جعلها تشعر بتوتره هو ايضا ...
في المجلس كان يوجد نسخه لكن كبيرة في السن من ادهم ...
ادهم ولكن بعد مرور ثلاثين سنة من الان ...لكن
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 20 صفحات