ادمنت قسوتك بقلم ساره علي
سعد
وبالفعل خرج سعد من المصنع بعدما ابلغه العامل بأن رجل يرتدي ملابس الشرطة ويركب سيارة حديثة للغاية يطلب مقابلته
تأمله سعد وهو يسير نحوه بملامح مندهشة فمن هذا الرجل الذي يريد مقابلته
تقدم نحوه وسلم عليه ليطلب منه كريم ان يركب معه ليتحدث معه بأمر خاص جدا
حاول
سعد الامتناع عن مقابلته بحجة عمله وعدم سماح مدير المصنع له بترك العمل في هذا الوقت لكن كريم أخذ الاذن له من صاحب المكان
اتفضل
قالها سعد ليرد كريم
طبعا انت مش عارفني يا سعد مش كده
سعد وهو يهز رأسه نفيا
الصراحة لا
تأمله كريم بملامح ساخرة قبل ان يهتف بهدوء مخيف
بس انا اعرفك عن طريق مايا خطيبتك
شدد على كلمة خطيبتك الاخيرة ليسأله سعد بتوتر
سأله كريم بنبرة ذات مغزى
قول انت ضابط زيي هيعرفها منين
صمت سعد ولم يرد ليكمل كريم
خطيبتك كانت متهمة عندي
رفع سعد رأسه فورا وسأله
جحظت عينا سعد بعدم تصديق ليشعل كريم دخانها عاليا قبل ان يكمل ببرود
مسكناها بشقة مفروشة هي وكم بنت
انت كداب
انا مش بكدب
صړخ به كريم ثم
رما في وجهه المحضر الذي يؤكد ما قاله ليقرأه سعد بعدم تصديق قبل ان يسأل كريم بنبرة مرتجفة
التوى فم كريم بإبتسامة باردة قبل ان يهتف بجمود
انا اللي خرجتها بعدما ما اتفقت معاها انها تكون وهي وافقت
حاول سعد استيعاب ما يسمعه فأن يسمع كل هذا عن خطيبته وزوجته المستقبلية امر لا يمكن تحمله
فتح كريم هاتفه وجعله يرى شريط فيديو يجمعه مع مايا
هطلت الدموع من عيني سعد وهو يشاهد خطيبته وحبيبته
ورقية ليمسح بها دموعه
رمى سعد المناديل بوجهه ثم انتفض من مكانه وانقض عليه ېصرخ به
انت السبب ليه عملت كده
دفعه كريم بعيدا عنه وهتف بنفاذ صبر
انت غبي ولا بتستغبي بقولك
مسكتها بشقة
اشاح سعد وجهه بعيدا عنه
محاولا ان يخفي دموعه التي تهدد بالهطول مرة اخرى
اسمعني يا سعد انا عايز مصلحتك عايز اساعدك
انا
قالها وهو ينهض من مكانه بملامح مخيفة ليوقفه
كريم بسرعة وقد انتفض قلبه لا اراديا ما ان سمع ما قاله سعد
الامور متتحلش كده
امال ازاي
صړخ به سعد ليرد كريم بهدوء غريب
هقولك
الفصل السادس
اللي بتطلبه ده شيء مستحيل ازاي تطلب مني اعمل كده
اللي بطلبه منك هو الصح انت اكيد مش ناوي تتورط بسببها فقضية تانية
تقصد ايه انت بتهددني
سأله سعد بنبرة عالية قليلا ليرد كريم بسرعة وصوت بارد
اشش اخرس خالص ومترفعش صوتك مرة تانية واه انا پهددك وافهمها زي متفهمها
ثم اردف بنبرة ماكرة
انا بحاول اساعدك واقدملك حاجات كتير كويسه مقابل انك تنفذ اللي بطلبه منك
وايه المقابل المهم بقى اللي هيخليني اعملك اللي انت عاوزه
قالها سعد وهو يتكئ على ظهر الكرسي ليبتسم كريم برضا قبل ان يرد
مليون
سأله سعد بعدم تصديق
مليون جنيه
صحح له كريم هازئا
مليون دولار
ابتلع سعد ريقه بتوتر وحيرة ما يعرضه كريم لا يمكت رفضه بأي حال من الأحوال ولكن كيف سيوافق عليه فما يطلبه كريم ايضا صعب للغاية
تأمله كريم وهو يبدو عليه الحيرة وقلة الحيلة ليبتسم بخبث قبل ان يقول بنبرة قوية
مليون دولار تحققلك كل اللي بتتمناه تعيشك بأحسن مستوى بدل المرمطة اللي انت فيها
بس
قالها سعد بتلكؤ ليقول كريم بسرعة رادعا اي مجال للقلق او التردد قد يتولد لديه
مبسش فكر كويس يا
سعد انا بضمنلك حياتك الجاية وبأمنلك اللي جاي زي منا اقدر اخد اللي انا عايزه منك بكل سهولة بس انا مش عايز اظلمك معايا
عايز اخد وادي المقابل اللي يناسب اللي اخذته
لا كتر خيرك الحقيقة
قالها سعد بنبرة هازئة ليبتسم كريم ملأ فمه ويقول بمرح لا يليق به
قلت ايه بقى اظن مفيش عرض افضل من كده
هز سعد رأسه بشرود ليكمل كريم بإنتصار
نقول مبروك
جلست مايا بجانب نايا اختها الصغرى التي كانت تذاكر دروسها بتركيز شديد
تأملتها نايا بقلق فقد كان يبدو عليها الضيق والواضح والألم
سألتها نايا بقلق بينما كف يدها امتد لېلمس يد مايا الشاردة رغما عنها
مالك يا مايا شكلك بيقول انك مش كويسه
افاقت مايا من شرودها على سؤال اختها الغريب والذي جاء في محله لتجيبها بقلق ورغبة عارمة بالبكاء تجتاحها
قلقانة اوي يا نايا قلقانة وھموت من قلقي وخۏفي
طب ليه ايه اللي حصل
سألتها نايا بتعجب من هذه الحالة الغريبة التي تسيطر على اختها لترد مايا عليها بنبرة مترددة
حاسة انوا فيه حاجة مش كويسه هتحصل قريب قلبي بيقولي كده
حاجة ايه
هزت مايا رأسها نفيا وقالت بجهل
مش عارفة مجرد احساس وخلاص
قالت نايا بنبرة هادئة حكيمة
لو شايفة ان الجوازة دي هتأذيكي يبقى بلاش منها
سمعتا الاثنتان صوت والدتهما وهي تنادي على مايا قائلة
مايا حبيبتي تعالي ساعديني في ترتيب جهازك قبل مناخده شقة خطيبك
نهضت مايا من مكانها وتوجهت خارج الغرفة بخطوات ثقيلة ثم تقدمت نحو والدتها وبدأت تساعدها في ترتيب جهازها
في هذه الأثناء رن هاتفها فحملته لتجد سعد يتصل بها
ضغطت على زر الاجابة ليأتيها صوته
ازيك يا مايا
اهلا يا سعد انا بخير انت ازيك
اجابها سعد
بخير
الحمد لله
صمت لوهلة قبل ان يردف بصوت بارد
جهزتي نفسك عشان ننزل نختار فستان الفرح
اجابته مايا بملامح قلقة
اها جاهزة تحب ننزل امتى
اجابها بسرعة
بكره الصبح
تمام
اغلق سعد الهاتف في وجهها دون ان يودعها حتى لتستغرب كثيرا من تصرفه لكنها لم تعلق ولم تضع الموضوع في بالها
في صباح اليوم التالي
على مائدة الطعام في منزل كريم كان كلا من منى والدة كريم وحسام اخيه يجلسان على
طاولة الطعام يتناولان فطورهما
توجه كريم نحويهما قائلا بنبرة مرحة خفيفة
صباح الخير
صباح النور
اجابه الاثنان قبل ان يهتف حسام بتعجب
شكلك رايق اوي النهاردة
ليرد كريم بخفة
انا رايق على طول
ويا ترى ايه سبب الروقان ده
سألته منى بجدية ليجيبها كريم بصوت عابث
وانا مش هكون رايق لي شغلي ماشي كويس جدا صحتي بخير عايش احسن عيشة والاهم من ده عندي ام قمر زيك
حبيبي
قالتها منى بدلال ليهمس له حسام
عرفت تاكل عقلها بكلمتين كالعادة
عيب عليك
قالها
كريم وهو يغمز له لتهتف منى به فجأة
بقولك يا
كريم ايه رأيك تجي معايا النهاردة للنادي
نشوف كارما ووالدتها
هي جايه النادي النهاردة
قالها كريم وهو يمضغ طعامه لتهز منى رأسها وتقول مؤكدة
ايوه وانا اتفقت اني هقابلهم هناك
شعر كريم بالحيرة فهل يذهب لمقابلة كارما ويقضي
القليل من الوقت المسلي معها
وجد نفسه يرغب بمقابلتها ورؤيتها علها تنسيه قليلا مايا التي بات يفكر بها ليلا ونهارا
لا بأس يا مايا ستكونين لي قريبا
ها قلت ايه
افاق من شروده على سؤال والدته ليجيب
تمام هروح معاكي
ابتسمت الام بإنتعاش وقالت
خلاص قوم غير هدومك عشان نروح سوا
مش بدري اوي دلوقتي
قالها كريم وهو ينظر الى ساعته لترد الام عليه
لا طبعا مش بدري خلينا نلحق اليوم من اوله
نهض كريم من مكانه واتجه نحو الطابق العلوي وتحديدا نحو غرفته ليغير ملابسه تاركا والدته
تبتسم بسعادة فيبدو ان ما تخطط لها يجري وبدقة
خرجت مايا من شقتها واتجهت خارج العمارة بأكملها لتجد سعد في انتظارها
ابتسمت له بحب وتقدمت نحوه قائلة بصوت سعيد
صباح الخير
اجابها بإقتضاب
صباح النور
تعجبت من نبرته معها لكنها لم تعلق بل سارت بجانبه متجهان نحو السوق حيث سيشتريان فستان زفافها واشياء اخرى مما تحتاجه مايا قبيل زفافها الذي اقترب كثيرا
في احد المحلات وقفت مايا تنظر الى فساتين الزفاف بسعادة خفية لا تصدق أنها بصدد شراء فستان زفافها لقد حلمت بهذا اليوم كثيرا وتمنته كثيرا
اخذت تقلب مايا الفساتين بإعجاب واضح اما سعد فكان يقف في احد اركان المحل يتابعها بملامح باردة لا توحي بشيء
ها ايه رأيك حلو
اعتدل سعد في وقفته وقال بنبرة عادية
اها جميل
أقيسه
ايوه قيسيه
توجهت مايا نحو غرفة التبديل الملحقة بالمحل وارتدت الفستان
خرجت بعد لحظات امام سعد الذي تأملها للحظات بنظرات يملؤها الاعجاب لحظات قليلة واختفت نظراته تلك ليحل البرود محلها
قال سعد بنبرة باردة
جميل اووي
ابتسمت مايا بغبطة وقالت برقة
يعني نشتريه
اها طبعا
اتسعت ابتسامة مايا بسعادة ثم ما لبثت ان عادت مسرعة الى غرفة التبديل وغيرت الفستان
اما سعد فقد ملأ شعور الالم والحسړة قلبه كانت مايا اجمل مما تخيل بمراحل وهي ترتدي فستان الزفاف
لقد حلم بها طويلا وتمنى ان يراها وهي ترتديه له وحده لكن القدر لعب لعبته معه وخذله كالعادة
افاق من افكاره الموجعة على صوت مايا تطلب منه ان يدفع سعر الفستان ففعل ذلك وهو يحاول ان ينفض تلك الافكار عن رأسه
في احد اشهر النوادي الرياضية الترفيهية
جلس كريم بجانب والدته على
احدى الطاولات الموجوده في حديقة النادي يرتدي نظارته الشمسية ويتابع من خلفها ما يجري من حوله
خلع كريم نظارته الشمسية وقال لوالدته بضجر
هيجوا امتى اتأخروا اوي
مش عارفة اتأخروا فعلا
قالتها منى وهي تنظر الى ساعتها حينما قال كريم فجأة
وصلوا اخيرا
ما ان وصلت نحويهما حتى ابتسمت بتشنج واضح وقالت وهي توجه حديثها لمنى
ازيك يا طنط وحشتيني
ثم التفتت نحو كريم الذي نهض من مكانه وابتسم لها
ازيك
ليرد كريم بتلقائية
بخير انتي ازيك
اجابته
كويسة
جلست كارما بجانب كريم ووالدته ومعها والدتها
اخذوا يتحدثون في شتى المواضيع المختلفة حينما شعر كريم بالملل فقال موجها حديثه لكارما
ايه رأيك نقوم نتمشى قريب من هنا
يلا بينا
قالتها كارما وهي تنهض من مكانها وتسير بجانبه
تحدث كريم قائلا
عاملة ايه
كويسه وانت عامل ايه اخبار شغلك ايه
تمام جدا
وقف الاثنان اسفل احدى الأشجار ليقول كريم متسائلا ومحاولا فتح الحوار معها
انتي درستي ايه صحيح
اجابته كارما
درست ادارة اعمال فأمريكا
تخصص جميل
قالها كريم بإعجاب حقيقي ثم اردف قائلا
على كده بتساعدي والدك في شغله
اومأت برأسها واجابته بغرور مفتعل
انا ماسكة شغل بابا كله تقريبا
ابتسم كريم وقال
برافو تعجبني المراة العملية اووي
ابتسمت كارما وقد ظهر الخجل الطفيف على ملامحها ليسترسل كريم في احاديثه محاولا التعرف عليها اكثر
في احد الكافيهات المطلة على النيل جلس كلا من مايا وسعد سويا يتبادلان الاحاديث العادية
كانا يتحدثان عن زفافهما الذي سيتم بعد ثلاثة ايام وعن الاشخاص الذين سيدعونهم الى الزفاف وغيرها من الامور المهمة
تحدثت مايا قائلة براحة
كده خلصوا كل المعازيم
وخلصنا تقربيا كل الحاجات اللي لازم نجهزها للفرح
قال سعد مؤكدا ما قالته
فعلا خلصنا كله تقريبا
اردف سعد بعدها قائلا بإعجاب مفتعل تعرفي انك كنتي زي القمر بفستان الفرح
احمرت وجنتا مايا خجلا وشعور كبير بالسعادة لامس قلبها لقد مدحها سعد اخيرا وتغزل بها لقد خرج اخيرا من شرنقة البرود
المحيطة به طوال اليوم
اردف سعد بنبرة كاذبة
انا
مبسوط بيكي اووي يا مايا وسعيد انك هتكوني ليا بعد ما استنيتك كثير
وانا مبسوطة اكتر منك ومش مصدقة نفسي اصلا
قالتها بعفوية كبلت قلبه الذي ېكذب عليها
هل يعقل ان تكون هذه الفتاة الماثلة امامه سيئة الى هذه الدرجة
أبعد تلك الافكار عن رأسه وقال