قصه كامله
أبدا وتضع مكانها صورة خطيبها وحبه لها لتستطيع أن تعيد حياتهما كما كانت سابقا
لتجعل منه مددا لها لعلها تفيق مما هى فيه وتشعر بهذا الرجل الذى أهملته كثيرا بأوهامها السابقه
طرق عمرو باب مكتب ألهام ودخل وأغلق الباب وكالعاده رأى ابتسامتها الواسعه المرحبه به بشكل دائم وفى كل الاوقات وقف أمامها وهو يقول
أشارت إليه بالجلوس وهى تقول
تشرب أيه الاول
نظر إلى ساعته وهو يقول بحرج
أنا اسف مش هينفع أصل عندى شغل هخلصه وهمشى على طول عندى ارتباطات مهمه
نظرت إليه متفحصه بجرأة وقالت بهدوء
أيه عندك معاد غرامى ولا أيه
رفع نظره إليها بدهشه من جرأتها وتدخلها فى شؤونه الخاصه بهذا الشكل السافر وقال على الفور
خير يا بشمهندسه فى حاجه فى الشغل
تابعت وكأنها لم تسمعه وقالت
أومال رايح فين
زادت دهشته من اهتمامها الزائد به وقال
ابدا رايح أجيب أخت خطيبتى من المستشفى مع والدها
أتسعت عيناها ونظرت ليده فلم تلحظ الدبله الفضيه فى يده قبل ذلك وقالت متوتره
ايه ده هو أنت خاطب من امتى أنا مشوفتش دبله فى ايدك أول مره جيت هنا
أنا لسه خاطب من يومين بس
هزت رأسها بعصبيه وهى تنقر على سطح مكتبها وتقول
ده أنت كنت مستنى لما تشتغل بقى علشان تخطبها ايه قصة حب ولا ايه
تحرك من مقعده قليلا وهو ينظر لساعة يده ويقول
حاجه زى كده طيب انا مضطر استأذن دلوقتى
نظرت إليه پحده وهى تقول بجديه
ساعات العمل الرسميه لسه مخلصتش يا بشمهندس ثم ابتسمت ابتسامه صفراء وهى تقول
أستند الى ظهر مقعده وظل صامتا فقالت بحنق
هو أنت متعود تمشى قبل المواعيد ولا أيه
حاول أن يغلب الڠضب بداخله وقال دون ان ينظر اليها
انا مكنتش همشى قبل مواعيدى يا بشمهندسه أنا قلت لحضرتك فى الاول انى ورايا شغل عاوز أخلصه قبل ما أمشى
هبت واقفة وقالت بتعالى
طب اتفضل خلص شغلك يا بشمهندس أنا عندى أجتماع
فلماذا تفعل ذلك ولكن على كل حال تنهد فى أرتياح وهو يغادر إلى
مكتبه
كسرت القلم بين يديها فى ڠضب وهى تنظر للفراغ الذى كان يحتله منذ دقائق
دخل عمرو مكتبه وتوجه على مكتبه الهندسى
الخاص به تحت نظر زميله نادر
الذى كان يرمقه متبرما لاستدعائها المتكرر له فى مكتبها الخاص ووجد نفسه يقول بسخريه
نظر له كل من عمرو وزميلهم الثالث أحمد وقال عمرو فى أنفعال
بتكلمنى انا
قال نادر متهكما
هو فى روميو تانى هنا
ترك عمرو ما فى يده وقال له محذرا فى ڠضب شديد
أنا بحذرك تكلم معايا بالطريقة دى تانى أنت فاهم ولا لاء
كان يتوقع أن يهاجمه نادر ولكنه وده يقول بسخريه وهو ينظر لاحمد
شفت يا عم أحمد طبعا ما هو مسنود من فوق بقى
صاح عمرو پغضب مرة أخرى قائلا
بقولك اتكلم معايا كويس أحسنلك
حاول أحمد تهدئة الوضع بينهما ووقف يهتف بهما
ميصحش كده يا جماعه ثم نظر لنادر معاتبا وقال بضيق
وبعدين معاك يا نادر ده احنا زمايل وفى مكتب
واحد يا أخى مش كده
نظر لهما نادر بسخرية وأعاد نظره الى عمله مرة اخري
كان فارس يجلس بمكتبه حين سمع جلبة بالخارج حرك جسده قليلا وهو يحاول النظر من الباب المفتوح امامه
فرأى رجلا يصيح بعصبيه قائلا
ده مش اسلوب معامله اومال مكتب كبير واسم كبير وخلاص وكل ده على الفاضى
ومش عارفين تخلصولى حتة قضيه يخلصها محامى صغير
هب فارس ناهضا وأثناء خروجه وجد الدكتور حمدى يدخل حجرة مكتبه ويغلق الباب فى وجه الرجل پحده
مما جعل الرجل يشتعل ڠضبا أكثر ودنيا ونورا يتابعان ما يحدث عن كثب
وبعض المحامين يحاولون التحدث للرجل للرحيل بسلام ودون اثارة المشاكل
ولكن كان منفعلا بشدة فلم يستجب لأحد حاول فارس تهدأته وعرض عليه الجلوس فى مكتبه ليتفاهم معه ومحاولة اصلاح الامر بصفته مدير المكتب أستجاب الرجل ودخل حجرة فارس
جلس فارس أمامه على المقعد المقابل له ولم يجلس خلف مكتبه ليستطيع التعامل معه ومع أنفعاله وهو يقول
أهدى بس حضرتك وقولى ايه الحكايه بالظبط
هدأ الرجل قليلا ثم قال متهكما
ابدا يا سيدى حتة قضيه شرعى صغيره قد كده يخلصها اى محامى صغير
جيت للدكتور بتاعكوا وقلت اسم وسمعه وهيخلصها قوام قوام لقيته بيرمى الملف
ويقولى شفلك محامى غيرى وطردنى من مكتبه
قام فارس بتهدأته مره أخرى ثم قال
ورينى كده الملف ده
أعطاه الرجل الملف استند فارس لظهر مقعده وهو يقلب فيه سريعا ثم قال بأستغراب
والدكتور رفض القضيه ليه دى قضية طلاق عاديه جدا
قال الرجل متهكما
ايوا يا سيدى اديك قلت قضية طلاق عاديه جدا
مال فارس للأمام وهو يتفحص الرجل وقال بجديه وهو يتكأ بمرفقيه على رجليه والملف بين يديه
ممكن حضرتك بس تجبلى الموضوع من الاول كده علشان افهم واقدر افيدك
ولا حاجه طلقت مراتى وراحت بيت ابوها بالعيال رفعت عليا قضية نفقه ليها وللعيال ومؤخر بقى وقايمه والذى منه
حثه فارس على المتابعه قائلا
وبعدين
ولا قابلين واحد صاحبى ليه تجربه فى الموضوع ده قبل كده شار عليا أنى لو قلت عليها انها ماشيها بطال وجبت شهود وأدله على كده كل حقوقها هتسقط ومش هيبقى ليها حاجه عندى غير نفقة العيال بس
قطب فارس جبينه بشدة وقال مستفهما
وأنت فعلا عندك شهود على كده
ضحك الرجل بسخريه ثم قال
أهم مرمين على القهوه قدام المحكمه مش لاقين شغلانه كل واحد عشرين جنيه و تحفظه كلمتين وخلصت خلاص
شعر فارس بالډماء تغلى فى راسه ولكنه حاول ضبط أعصابه والتحكم بها وهو يقول
شهود زور يعنى !!!
زور ولا مش زور المهم الوليه دى متخدش منى حاجه الا بمزاجى
صمت فارس قليلا ثم قال بعد تفكير
وتقبل أن مراتك أم عيالك سمعتها وشرفها يبقى في بؤ كل واحد شويه وانت عارف ومتأكد أنها ست شريفه وكل ده علشان ايه علشان خاطر أنت مش عاوز تديها حقوقها اللى ربنا أمرك بيها وأستحلتها كزوجه بعد ما وافقت عليها ومضيت على كده
زفر الرجل فى ضيق وهتف به
بقولك ايه يا استاذ انا مش جاى هنا أسمع مواعظ هما كلمتين هتظبطلى القضيه دى ولا مش هتعرف
ثم اردف بسرعه
ولو وافقت ليك عليا هتعامل معاك من بره بره من غير الدكتور بتاعك ما يعرف وأتعابك هتبقى ليك لوحدك ها قلت ايه
أبتسم فارس وهو يقول
قلت أن حضرت مقرتش اليافطه اللى على المكتب بره كويس ده مكتب محاماه مش شقة دعاره
نظر له الرجل بدهشه وقد بدت علامات العبوس على وجهه فتابع فارس قائلا
أه والله مش مصدق ولا ايه ماهو أنا لو وافقت على اللى بتقوله
يبقى مراتك دخلت عندنا شريفه وطلعت من عندنا مشيها بطال تبقى شقة دعاره ولا لاء
ثم هب واقفا وهو ينظر للرجل بأحتقار وقال بهدوء
أتفضل حضرتك شوفلك حد تانى يلوث سمعة مراتك ولو كمان كسبت القضيه تبقى علمت على عيالك انهم ولاد حرام وفضحتهم قدام الناس كلها وضيعت مستقبلهم وكمان بقى عندك بنات شوف مين اللى هيبصلهم بعد كده
بس خلى بالك أنت كده بتقذفها فى شرفها وكمان بشهود زور يعنى حسابك عند
ربنا مش بس عقۏبة القڈف لالا دى كمان شهاده زور وتحريض على شهاده الزور
ثم غمزله بعينيه وهو يقول
يعنى حسابك هيتقل اوى يا باشا وبلغة القانون الوضعى أعدام والاعډام بتاع الاخره على جنهم عدل بس ده بقى يا حلو مالوش نهايه عرض مفتوح يعنى
ظل الرجل ينظر لفارس ويحدق به وهو يتحدث حتى أنتهى من حديثه ثم جذب الملف من يده وهو يشعر بالتوتر من كلماته والارتباك وقال متلعثما وهو يغادر بسرعه
أنا مش فاهم مكتب محاماه ده ولا جامع
أنصرف الرجل وجلس فارس خلف مكتبه وهو يضع راسه بين كفيه قائلا باسى
لا حول ولا قوة الا بالله معقوله توصل للدرجادى
دخلت دنيا مسرعة وقالت بلهفه
أيوا كده يا فارس هو ده الشغل ها ظبطت الراجل وهتشتغل انت القضيه دى لحسابك صح
رفع رأسه إليها وهو يقول بحزن
لاء طبعا يا دنيا اصلك متعرفيش الراجل ده كان عاوز
ايه
قطبت جبينها وقالت پغضب
ليه يا فارس ليه دى فرصه جات لحد عندنا كنت هتطلعلك منها بكام ألف
أبتسم ساخرا وهو يقول
حتى لو كانوا كام ألف حرام
صمتت وهى تنظر إليه بدهشه ودخلت نورا لتخبره أن الدكتور حمدى يطلبه ولكنه لم ينتبه لها وهو يقول
الراجل طلق مراته وعاوز يدعى عليها انها ماشيها بطال علشان ميديهاش حقها لاء
وكمان هيجيب شهود زور على كده وهز رأسه متهكما وهو يقول
لاء ويقولى خد القضيه لحسابك فاكرنى على اخر الزمن هاكل حرام
صمتت دنيا تفكر فى كلماته فبرغم شعورها بالحنق تجاه رفضه للقضيه الا أنها لم تستطع أخفاء شعورها بالأعجاب تجاهه
لم تكن هى الوحيده التى أعجبت به بل كانت نورا ايضا التى كانت تقف تنظر إليه بأحترام شديد
حانت منه ألتفاته إليها أنتزعتها من أفكارها وقالت بسرعه
الدكتور حمدى عاوزك فى مكتبه وأنصرفت على الفور
نظر فارس الى وجه الدكتور حمدى فوجده مازال محتقنا بالډماء من كثرة غضبه وأنفعاله فقال
أهدى يا دكتور الراجل مشى خلاص
قال الدكتور
حمدى بعصبيه وهو يضرب سطح المكتب بقبضته
شفت الراجل الوقح ده كان عاوز ايه
أومأ فارس مجيبا وهو يقول
أيوا يا دكتور وعموما أنا أديته اللى فيه النصيب ومشى
نظر إليه حمدى مستفهما فقال فارس
أديته كلمتين فى عضمه يمكن يفوقوه ويفكروه ان فى آخره وعذاب وحساب من ربنا
ضړب حمدى كفيه ببعضهما وهو يهتف متعجبا
لاء ومش دى المصېبه يا فارس أنى كنت فاكر انى مشغل معايا ناس عندهم ضمير
لكن للأسف الكام محامى اللى شفتهم بره بيهدوه كانوا موجودين ويقولولى وفيها ايه يا دكتور ده شغل
تخيل يا فارس انا على أخر الزمن اشتغل بالطريقه دى
نهض فارسا واقفا بقلق وهو يقول
أنا هروح اجيب لحضرتك كوبايه مايه
أشار إليه حمدى مستوقفا أياه وهو يقول
لا متقلقش يا فارس أنا خلاص هديت وبقيت كويس متقلقش
ثم زفر وهو يعيد ظهره الى الوراء ويستند إلى ظهر كرسيه وهو ينظر لفارس قائلا
الحمد لله أنا كده أتأكدت أنى أخترت صح من الاول
أنتهت نورا من عملها وأنصرفت من المكتب وما ان هبطت للاسفل حتى وجدت خطيبها رامى ينتظرها امام البنايه داخل سيارته الصغيرة أبتسمت ابتسامة صغيرة وأستقلت السيارة بجواره فأنطلق بها وهو يقول
وحشتينى يا نورا شكلك مرهق أوى النهارده
نظرت له وقد بدا عليها الارهاق بشده وهى تقول
ما أنت عارف يا رامى شغلنا متعب أزاى
أنا مش عارف ايه اللى جابرك على كده منا قلتلك كفايه بقى من زمان بس أنتى اللى مصممه تشتغلى مش عارف ليه
كان يتوقع أن تتكلم بحدة كعادتها عندما تأتى سيرة عملها ولكنها هذه المره