قصه مشوقه
اللي كانت بينا
هزت ثريا رأسها بلافائدة واحتل الحزن تقاسيم ها فكانت تظن أنه سيموت قهرا لفقدانها ويسعى لإصلاح ذاته ويسعى خلفها من أجل اطفاله ولكنه حتى لم يذكرهم بحديثه وكيف يفعل وهناك افعى رقطاء تبث سمها بعقله وتجعل كل شيء يهون عليه فحقا اثبت لها انه مازال ساخط اناني لا يهمه شيء سوى مصلحته فقط لذلك أخبرته متهكمة وهي تضع على أخرى وتلوي فمها مستعيرة نفس حديثه
انفرجت معالم ه وهب من موضعه بإندفاع وبكل تناقض الدنيا تساءل وكأن قلبه هو من ېصرخ بالسؤال لا هو
بجد يا خالتي واتنازلت عن قضية الطلاق كمان...
حانت من ثريا بسمة ماكرة اخفتها سريعا حين نفت برأسها وتقت كي تستفزه وتحرك عقله المغيب
عن أي انبساط تتسأل هي وهو يشعر انه اتعس على الأرض فقد زادت قتامة ه وشعر بنصل حاد مشتعل ينغرس من حديثها
فيكاد يصاب بذبحة صدرية من ة صډمته ما أدرك أنها بالفعل تخطته.
قدميها وهبت واقفة تربت على كتفه
على العموم هبلغها واعمل اللي عليا...ويارب توافق وبصراحة طالما هي طالبة الطلاق وأنت عايز تريحها يبقى مفيش مشكلة تطلقها رسمي وتوفرو على بعض دوخة المحاكم و ۏجع الدماغ
هز رأسه ببسمة عابرة مسايرة ودون أضافة شيء آخر كان يغادر وهو يعض أنامله من الندم.
أجابته ب ذابلة
مستنياك...لازم نتكلم يا حمود
ا ه ومسد جبهته قائلا
ملوش داعي الكلام يا ميرال
نفت برأسها وقالت بضعف وبنبرة تقطر بحزنها
حمود علشان خاطري اسمعني أنا عارفة اني غلطانة إني خبيت عليك بس كنت مستني ايه من واحدة ضايعة زي...انت معرفتنيش وانا ملاك أنا كنت بغلط و مستهترة وباخد وب وبشرب وبسهر متلومنيش انا كنت ضايعة لغاية ما لقيتك يا حمود علشان خاطري بلاش تسبني أنا متعودة أن الكل يتخلى عني بس لو انت عملت كده قلبي مش هيستحمل يا حمود علشان خاطري متعملش فيا كده أنا محتجالك أوي...
لها ب دامعة تأثرا بها وبقلب يحثه أن يرق لها فنعم حتى هو اشتاق لبحر اها واشتاق لعفويتها و لمشاكسته اياها ومناغشتهم لبعض اشتاق لكل شيء يخصها ويعلم الله أنه لم يذق طعم الراحة في تلك الأيام العجاف دونها فكم كان يود أن يتخطى الأمر ولكن كيف وهو تعدى حدود منطقه ونطاق استيعابه ويخالف كل تلك القناعات الراسخة بعقله فحقا كان يشعر بالخزي من نفسه لإحزانها ولكن يصعب عليه الأمر وبة لذلك اعتذر
أنا آسف...إني سبب حالتك دي بس صدقيني مش عارف ...
اللي بي بيغفر
حتى لو غفرت عمري ما هقدر انسى يا ميرال
هتنسى هساعدك وهنبدأ من جد وهنرمي القديم كله ورا ضهرنا...حمود انا اتغيرت والله اتغيرت علشانك ومعنديش استعداد اعيش من غيرك
احتل الحزن ه البائسة وأجابها بنفاذ صبر وبقسوة لم تكن ابدا من طباعه كي يؤد تلك الرغبة التي تسيطر عليه وتدفعه بضړب تلك القناعات عرض الحائط والسماح لقلبه أن يرق لها
ميرال لو سمحتي كفاية أنت اتغيرتي لنفسك مش ليا ومتأكد انك هتتخطيني...انا مفرقش حاجة عن اللي عرفتيهم ي
قال آخر جملة بمرارة وبملامح مټألمة وصدى كلمات ذلك المقيت تتردد بعقله مما جعل عروقه تنفر وتتقلص معالم ه تياء و أن يحصل منها على رد لتهكمه الچارح لها كان يغادر بخطوات واسعة دون أن يلتفت خلفه
أما هي فكانت موهة متجمدة بأرضها فقط دمعاتها تفر ټغرق ها تشعر أن مغادرته تلك ليست تخصه هو بل تخص روحها التي إنسلتت لتوها تلاحق خطواته.
مامي عايز ألعب بالجنينة...انا زهقان وشيري ب لعب بنات بالعرايس بتاعتها ومش ب معايا وطنط سعادخدت ولادها عند جدتهم وانا لوحدي
قالها شريف بنزق طفولي وهو يربع ه على صدره بضجر
مما جعلها ترفع اها عن حاسوبها وتخبره
يبي البوابة بتاعة الجنينة مش بتتقفل واخاڤ عليك ألعب بالكورة هنا بس اوعى تكسر حاجة
نفى شريف برأسه واعترض
لأ مش بعرف علشان خاطري يا مامي والله الجو حلو اوي بره
وانا مش هخرج برة البوابة...علشان خاطري يا مامي وافقي...وافقي لو بتيني
تنهدت رهف بيأس من عناد ابنها وإلحاحه ال ثم وافقت بمضض
ماشي بس خد الداده معاك تاخد بالها منك وانا هقعد في البلكونة اخلص شغلي على اللاب وانا بتفرج عليك
م هرول يحضر طابته ويعلم المربية بالأمر لتبتسم وهي تنظر لأثره وتتنهد تنهة مثقلة بالكثير فا إلى الآن تحاول أن تمهد لأخبار أطفالها بقرار انفصالها وحقا ذلك الأمر ليس بيسير عليها.
هرول الصغير إلى الأسفل برفقة مربيته وهو في قمة سعادته
في تلك الأثناء كان هناك من يجلس بشرفة غرفته يتناول مشروبه الساخن المفضل وهو يشعر بالضجر من ذلك الهدوء المعتاد الذي يعم الأجواء إلى أن اتسعت بسمته وهو يرى ذلك الصغير يلعب بالطابة بسعادة عارمة وبخفة ومرونة ادهشته واستحوذت على كامل انتباهه فكان يتابعه به وبسمة هادئة تعتلي ه
ولكن لم يستمر الأمر طويلا فقد علقت طابته على أحد الشجيرات العالية ومربيته يصعب عليها جلبها له ليترك كوبه على جدار الشرفة ويهرول للأسفل كي يجلبها له
وما أن تدلى الدرج استمع لصوت والدته تصيح مه هاتفة من شرفتها
شريف اطلع يا يبي وهشتريلك غيرها.
مط
الصغير فمه وهتف بعناد
بس انا ب الكورة دي يا مامي ومش عايز غيرها
وحينها تدخل هو وطمئنه قائلا وهو ينحني بجذعه عليه ما وجده عابث
وعلى حافة البكاء
متقلقش هجبهالك
مط الصغير فمه وهز رأسه لينهض نضالويشب على أطراف حذائه و يحضرها له لتتهلل أسارير الصغير ويصيح بعلو صوته بسعادة عارمة لوالدته خاطف أنظار الواقف بجانبه يتبع مرمى بصره
مامي عمو جابلي الكورة انا فرحان اوي
تنهدت رهف بإرتياح لسعادة ابنها ثم بكل تحفظ هزت رأسها بامتنان له من موضعها ليهز رأسه ايضا ويخفض نظراته للصغير الذي شكره قائلا
شكرا يا عمو
العفو يا كابتن شريف
جعد الصغير حاجبيه وتعجب
أنا مش كابتن
قهقه هو بكامل صوته وراوغه بحاجب مرفوع بتسلية
ازاي بقى ده انت ب ولا احسن لعيب كورة تعرف أني لامح فيك موهبة ومهارات هايلة
برقت الصغير بسعادة وقال
بجد يا عمو يعني ممكن ابقى زي ميسي او محمد صلاح
ربت على وجنته بحنان بالغ وحفزه بإيجابية
اك تقدر
كانت تتابعهم من موقعها وتستغرب ذلك الحديث الذي ور بينهم إلى أن هتفت شيري مها وطلبت كوب من الماء لتلبي طلبها وتترك الشرفة ما ألقت نظرة مطولة على صغيرها فرغم أنها تعلم أن ذلك الطبيب موثوق به إلا انها كأي أم القلق والحرص دائما حليفها نحو ابنائها.
بينما عند الصغير فقد استرسل قائلا
بس انا صغير
هما برضو كانوا صغيرين وعندهم نفس الحلم واشتغلوا على نفسهم لغاية ما وصلوا وحققوا حلمهم
هز الصغير رأسه واخبره بحزن وهو يمط فمه
أنا كمان نفسي ابقى زيهم بس بابي مش بيرضى يوديني النادي ولا بيرضى يخليني أشارك مع أصحابي في التمرين
احتل الحزن نضال وطبطب عليه بحنان قائلا
باباك اك خاېف عليك...متزعلش وين يا سي احنا ممكن نلعب هنا براحتنا
احنا مين دي
أنا وانت ياعم شريف
احنا خلاص بقينا أصحاب
هز شريف رأسه بسعادة مرا بينما ابتسم نضال ببهوت وشرد به لبرهة وكم تمنى لو أن يملك طفل مثله يشاركه كافة تفاصيله ويستمتع معه ولكن مشيئة الله كانت فوق كل شيء.
شريف
بتعمل ايه هنا
قالها حسن پحده وهو يقف على أعتاب الحديقة الصغيرة التي تحاوط البناية فقد اتى كي يطمئن على اطفاله ويكرر المحاولة التي فشلت بها ثريا ولم تأتي له بخبر يسر منها.
اعتدل نضال بوقفته حين هرول الصغير نحو ابيه قائلا
بابي وحشتني اوي مامي قالت أنك مسافر رجعت امتى
تناوب حسن نظراته بين نضال والصغير بريبة وأخبره
دلوقتي ...انت كنت بتهبب ايه مع الراجل ده وازاي امك منزلاك لوحدك
نفي شريف ودافع وهو يؤشر به على المربية التي كانت تقف ع
لأ انا معايا الداده وعمو ده طيب اوي وجبلي الكورة اللي كانت على الشجرة
كور حسن ة ه من مدح صغيره لذلك الطبيب الذي من الوهلة الأولى تعرف عليه وهدر پحده دون أي لين وهو الطابة بغل من ه ويقذفها على مداد ه بع دون أن يعير مشاعر صغيره أو رغباته أي اهمية
أخر مرة تنزل تلعب هنا
وانا ليا حساب مع الهانم اللي سمحتلك ونزلتك
اتفضل قدامي
انتفض الصغير وهز رأسه ب باكية ثم بطاعة هرول أمامه ليرشق حسن موضع نضال بغيظ ويلحق بصغيره وهو يتوعد لها
بينما نضال تنهد بضيق كون ذلك المتعجرف احزن الصغير وكسر بخاطره دون أي لين.
م
كانت تجلس داخل سيارتها بذلك المكان النائي التي تفضله ولطالما كانت تنفرد بذاتها به فكانت تفكر فكل ما حدث وكم تمنت أن يكون إنسحابه من حياتها وحديثه معها ما هو إلا كابوس مفزع وستستفيق منه وتجد كل شيء على ما يرام
فقد كوبت ها وظلت تنت حتى أډمت اها وهي تتذكر جملته الأخيرة التي استعارها من حديث ذلك المقيت وحقا ألمت قلبها
فقد اڼهارت أعصابها وظلت ټضرب المقود بعزمها وكأنها بحالة هستيرية لاتعرف كيف تسيطر على ذاتها وكم كانت تود شيء يهون عنها ويوقف ضجيج رأسها وفي لحظة ضعف منها تذكرت شيء كانت تناسته تماما فقد مدت ها أسفل مقعد سيارتها القديمة التي اهملتها فترة كبيرة تصليحها جراء تهورها السابق ومدت اناملها الرفيعة حتى وصلت لذلك الجيب السري الغير مرئي بالمرة وكانت تخبئ به سابقا تلك الوب اللعېنة التي
بالفعل حين فتحت سحاب الجيب وجدت بعض منها التقطته ب غائمة يحتلها اليأس و أن تفض أحدهم
بين يها دليل دامغ ين خېانة نادين الراوي ... ويصه جملة واحدة لم يذكر غيرها أذيقها من نفس الكأس فكانت موهة لا تعرف كيف تتصرف أو تأخذ قرار في حينها وظلت تساؤلات عدة تدور برأسها إلى