السمراء قصه كامله
جزء كبير من شعرها مع تساقط العديد من الخصلات على وجهها .. قالت مريم
سهى لو سمحتى عايزاكى شوية
انزوت الفتاتان فى أحد الجوانب وعينا مراد تتابعانهما .. نظر مراد الى سامر قائلا بصرامة
انت عرفها من زمان
قال سامر بلا مبالاة
روحت مكتبهم مرة مع طارق
ثم ابتسم بخبث قائلا
بصراحة كنت رايح أظبطها لما شوفت شغلها قولت أكيد دى فنانة
بس بصراحة ملقتهاش استايلى خالص
قال مراد وهو ينظر اليه بإمعان
يعنى ايه
قال سامر متهكما
جد أوى زيادة عن اللزوم .. متكلمتش فى كلمة واحدة بره الشغل حتى مكنش هاين عليها بتتسم فى وشنا
ثم وكزه سامر بكوعه بخفه وهو يغمز له بعينيه ويبتسم بخبث قائلا
كانت نظرات مراد معلقة ب مريم وقد شعر بشئ غريب يسيطر على كيانه كله .. كانت مريم تتحدث الى سهى قائله
ازاى يا سهى تخرجى معاه
قالت سهى بتأفف
مريم مش عايزة مواعظ الله يخليكي أنا اللى فيا مكفيني .. كل الحكاية انى جيت أباركله على الجاليري
قالت مريم
أدام ربنا .. ان الراجل ده من ساعة ما شوفته قلبي اتقبض منه ومرتحتلوش أبدا فخلى بالك من نفسك
قالت سهى بنفاذ صبر
قولى لنفسك الكلام ده ما انتى داخله مع صحبك
قالت مريم بصرامة
ده مش صحبى .. ده جوزى
نظرت اليها سهى بدهشة وقالت
أومأت مريم برأسها .. فقالت سهى بحدة وعصبية
طيب يلا عشان اتاخرنا عليهم
عادت الفتاتان .. وجه سامر حديثه الى مريم قائلا بإبتسامه
طارق كان بيدور عليكي وقلب الدنيا عليكي كنتى مختفية فين
لم يترك لها
مراد فرصة للرد وأمسكها من ذراعها قائلا ل سامر
عن اذنك يا سامر
شعرت مريم بالحرج فنزعت ذراعها بهدوء من يده .. وقفا أمام احدى الصور .. تطلعت اليها مريم .. فى حين كان مراد يتطلع الى مريم .. التفتت مريم فتلاقت نظراتهما .. كان ينظر اليها متفحصا كما يتفحص رواد الجاليرى اللوحات المعروضة أمامهم بأعين متفحصة .. أشاحت بوجهها خجلا .. رن هاتفه فسمعته يقول
نظر مراد الى مريم قائلا
خليكي هنا راجعلك
أومأت برأسها .. ذهب مراد ليخبر سامر بإعتذار طارق عن الحضور
اقترب أحد الرجال من مريم التى كانت تتفحص احدى اللوحات وقال لها
عجبتنى أنا كمان .. رقيقة أوى مش كدة
نظرت اليه مريم وتمتمت بخفوت
تركته ووقفت أمام لوحة أخرى وهى لا تدرى بأن عينا مراد كانت تراقب سكناتها قبل حركاتها .
عادا الى المنزل فى وقت متأخر لم يتحدثا معا لا فى الحفلة ولا فى السيارة .. كان مراد يبدو شاردا متسغرقا فى التفكير .. صعدا الى الغرفة فتوجهت الى الحمام وغيرت ملابسها وخرجت ليتبادلا الأدوار .. نامت مريمو تدثرت بغطائها وأولته ظهرها حاوت اغماض عينيها لكن النوم جفاها .. بدا على مراد أيضا عدم الرغبة فى النوم .. أزاح الغطاء وجلس على فراشه يرمق مريم وقد بدا عليه التفكير العميق .. شعرت مريم بحركته فالتفتت لتراه جالسا على فراشه يتطلع اليها .. شعرت بالخجل فجلست فى مكانها .. الټفت اليها مراد قائلا بحزم
احكيليى اللى حصل فى الصعيد
نظرت اليه مريم بدهشة ثم قالت بسخرية
ليه مش حضرتك عارف كل حاجه .. كنت على علاقة بإبن عمك لحد ما الناس شافتنا سوا
ازدادت حدة نظرات مراد وقال بلهجة آمرة
مبحبش أكرر كلامى مرتين .. قولت احكيلى اللى حصل فى الصعيد
بلعت مريم ريقها وهى لا تفهم سبب طلبه لذلك وما الفائدة ان كان لن يصدقها أبدا .. تحاشت النظر اليه وقصت عليه ما حدث من أول خروجها مع صباح حتى قدوم الرجال الى
بيت جدها .. مرت لحظات صمت من كليهما .. نهض مراد فجأة وأمسك بمصحفها الموضوع على الطاولة أمام الأريكة .. جلس على الطاولة وبدا قريبا منها .. ازداد خجلها واعتدلت فى جلستها أكثر .. أخذ مراد يفر صفحات المصحف ونظراته مركزة على مريم كنظرات أسد يتفحص فريسته قبل الإنقضاض عليها .. قال بصوت رخيم
تعرفى ايه عقاپ اللى يحلف بالله كڈب
نقلت مريم نظرها من المصحف فى يده اليه دون أن تتكلم .. فأكمل وهو مازال ينظر اليها نظرات بدت وكأنها تخترقها وتنفذ الى أعماقها
ده يبقى اسمه يمين غموس .. وده يمين كاذبه ڤاجرة .. وده من الكبائر وملوش كفاره .. تعرفى ليه اسمه يمين غموس
لم يرف ل مريم رمش نظرت فى عمق عيناه بثبات فأكمل قائلا
لان صاحبه بيبقى مغموس فى الإثم .. ويوم القيامة بيتغمس فى الڼار بسببه .. ربنا بيقول فى سورة آل عمران إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عڈاب أليم
ظلت تنظر اليه بثبات فأكمل مراد بهدوء و بحزم
احلفى ان اللى قولتيه دلوقتى هو الحقيقة وانك مكدبتيش فى حرف واحد
صمتت مريم لحظات وكلاهما يتطلع الى الآخر بثبات ثم
قالت بثقه شديدة
والله العظيم ما كدبت فى حرف واحد ومفيش حاجه حصلت أكتر من اللى حكيتها دلوقتى .. ولو كنت كدبت فى حرف واحد يارب أتغمس فى ڼار الدنيا قبل ما أتغمس فى ڼار الآخره
ظلت عينا مراد تنظرات فى عينيها والى تعبيرات وجهها بتمعن .. ثم أخفض بصره وقال
ليه جمال عمل كده .. يعني لو كان عايز يتجوزك ليه ميروحش يتقدم لأهلك
قالت مريم بحماس وقد شعرت بأنه بدأ يصدقها
أصلا هو ميعرفنيش عشان يتقدملى .. أنا واثقه انه كان قاصد ان ده كله يحصل
نظر اليها مراد قائلا وهو يفكر
يمكن شافك وعجبتيه وخاف يتقدم أهلك يرفضوه عشان المشاكل بين العيلتين
أزاحت مريم الغطاء وأنزلت قدماها على الأرض فقد كانت تشعر بالخجل من جلوسها أمامه بهذا الوضع ثم قالت بحزم
أصلا أنا مروحتش الصعيد الا قبل المشكلة دى بكام يوم لحق فين شافنى وعجبته واتعلق بيا لدرجة انه يعمل كل الفيلم ده عشان يتجوزنى
قال مراد وهو يمعن التفكير
يبأه زى ما عمتو قالتلى .. حساب قديم كان بيصفيه
قالت مريم بدهشة
حساب ايه
قال مراد بحزم
مش عارف .. بس هعرف .. لازم أكلم عمتو وأفهم منها كل حاجه
أومأت مريم برأسها وشردت قليلا .. نظرت الى مراد فوجدته يتطلع اليها بنظراته فاحمرت وج نتاها واشاحت بوجهها .. نهض مراد قائلا
نامى دلوقتى وأنا بكرة ان شاء الله هكلم عمتو
توسد كل منهما وسادته وكل منهما يفكر فى هذا الوضع الذى وصلا اليه
.. ترى ماذا ستكون نهاية المطاف !
يتبع
الفصل التاسع عشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
استيقظت مريم فجرا .. لتجد نفسها نائمة فى الشرفة ومدثرة بالأغطية أزاحتهم وهى تنظر اليهم بدهشة .. قامت وهى تحملهم وتوجهت الى الداخل لتجد مراد نائما على الأريكة بلا غطاء .. وقفت تنظر اليه بدهشة .. لحظات وانطلق منبه هاتفه .. فتركت الأغطية على الفراش ودخلت لتتوضأ .. خرجت لتجده مستيقظا تجنبت النظر اليه تماما .. قام وتوضأ ونزل للصلاة .. عاد مراد من المسجد ليجد مريم نائمة على الأريكة وقف بجوارها قائلا بصرامة
مش قولتلك نامى على الس رير
قالت دون أن تلتفت اليه
لأ
أزاح الغ طاء عنها فالتفتت اليه پحده .. فأشار الى الس رير قائلا
هتقومى ولا أشيلك
نظرت اليه بدهشة .. فتحرك وكأنه سيهم بحملها فانتفضت تقوم بسرعة من مكانها وتوجهت الى الفراش فى تبرم وضيق .. تمتمت بصوت منخفض
عنيد
الټفت اليها مراد قائلا
بتقولى حاجه
نظرت اليه قائلا
لأ
احتاجت لبعض الوقت قبل أن يستطيع النعاس أن يغلبها .
فى الصباح التقى الجميع على طاولة الطعام بإستثناء نرمين .. قالت ناهد برفق
مراد خلاص بأه .. خليها تعد تاكل معانا
قال مراد وهو يتفحص جريدته الصباحية
هو أنا قولتلها متعدش
قالت ناهد
هى مضايقة من نفسها ومكسوفة منك
قال مراد دون أن يرفع رأسه
والمطلوب منى ايه
قالت ناهد برجاء
اتكلم معاها
طوى مراد الجريدة ونهض قائلا
لما أرجع ان شاء الله .. أنا خارج .. مع السلامة
قالت
ناهد
مع السلامة
كانت مريم شاردة تماما .. فظلت ناهد تنظر اليها بإمعان .. الى أن قالت
فى حاجه يا مريم
التفتت اليها مريم وابتسمت قائله
لا يا طنط مفيش حاجه
أومأت ناهد برأسها وڠرقت فى شرودها هى الأخرى
واثقة ان حامد متصلش بيكي وأنا مسافر ولا انتى اتصلتى بيه
ألقى مراد هذا السؤال على مسامع سكرتيرته التى وقفت أمامه متوترة .. فقالت
أيوة واثقة يا فندم
قال مراد وهو يتفرس فيها
عارفه لو اكتشفت ان ده حصل منك هعمل فيكي ايه
قالت بإضطراب شديد
صدقنى يا أستاذ مراد متكلمتش مع أستاذ حامد ولا عرفته أى حاجه عن حضرتك
ظل مراد تنظر اليها بشك ثم صرفها قائلا
طيب اتفضلى على مكتبك
خرجت السكرتيرة مسرعة .. الټفت طارق الى مراد قائلا
انت شاكك فيها
قال مراد
أيوة .. مفيش حد غيرها يعرف انى خدت ملف مصنع الملابس معايا البيت فى اليوم ده بالذات
قال طارق
طيب هتعمل ايه
قال مراد بثقه
متشغلش بالك أنا هعرف أتصرف
قال طارق بدهشة
بس أنا مش فاهم انت بتقول ان فى حد بينقل ل حامد أخبارك .. طيب هو أصلا كان هيقدر ياخد الملف ازاى من جوه بيتك .. وايه اللى عرفك انه عارف أخبارك
قال مراد وهو يعود لعمله
متشغلش بالك يا طارق .. بس ركز مع سامر لانى شاكك فيه هو كمان
قال طارق وهو لا يفهم شيئا
طيب .. مش هقول أى معلومات مهمة أدامه
خرج طارق من مكتب مراد .. فترك مراد ما بيده .. أسند ظهره الى المقعد وقد بدا عليه التفكير .. أخرج هاتفه وبدا عليه التردد قليلا .. ثم اتصل ب سارة قائلا
سارة بقولك ايه
أيوة يا أبيه
تحبوا تخرجوا النهاردة
قالت سارة بفرح
أيوة طبعا نحب أوى .. نروح فين
قال مراد
زى ما تحبوا
قالت سارة بسعادة
خلاص هتكلم معاهم هنا فى البيت ونتفق على المكان وأتصل بيك يا أبيه
تمام يا سارة .. هستنى اتصالك
انهت سارة المكالمة ثم توجهت الى الحديقة حيث يجلس الجميع وقالت بفرح
مش هتصدقوا .. مراد اتصل بيا وقالى هنخرج كلنا سوا وقالى كمان احنا اللى هنختار المكان
هتفت نرمين
تبهرجى .. يعني ميجيش يفسحنا الا وأنا وهو متخاصمين
قالت سارة بمرح
كويس هتبقى فرصة حلوة عشان تعتذريله وتصالحيه .. المهم دلوقتى هنروح فين
قالت ناهد ل مريم
تحبي تروحى فين يا مريم
قالت مريم بحرج
زى ما تحبوا انتوا
هتفت نرمين بمرح
بصوا بأه أنا شايفة اننا نستغل الفرصة دى أسوأ استغلال ممكن .. أصلها مبتتكررش كتير
قالت سارة ضاحكة
نعمل ايه يعني
قالت نرمين
بصوا مش هو قال