قصه شابان اختفوا
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قصة شابين أختفوا بعد ان حفروا أحد
كانت ليلة شتوية باردة، والليل قد قارب منتصفه، وكل الناس في بيوتها نائمة، ما عدا أنا واثنين من أصدقائي نسهر في مزرعة بالقرب من القرية، فخطرت لأحدهم فكرة مرعبة، حين همس لنا "ما رأيكم أن ننبش قبر الرجل العاصي الذي ماټ ظهر اليوم لنعرف مصيره؟ وأكمل.. وهذه فرصة لنتأكد". عارضته بشدة وانتقدت فكرته البشعة، فللأموات سر وخصوصية ما دامهم في ذمة ربهم. لكن صديقي الآخر أعجبته الفكرة وقد وافقه على ذلك. أخذوا معدات الحفر من المزرعة وتوجهوا إلى المقپرة، بينما أنا توجهت إلى بيتنا، بعد أن أخذوا مني عهداً ألا أخبر أحداً وقد عاهدتهم.
لم أفق في الصباح إلا على صوت أمي وهي توقظني وتقول لي "والدة صديقك سالم في الأسفل تريد أن تسألك عن ابنها فهو لم يعد إلى البيت البارحة" ثم بعد ساعة جاءت أم صديقي خالد تسأل عن ابنها فهو أيضاً مختفٍ منذ ليلة البارحة.
مرت ثلاثة أيام والقرية لا كلام لها إلا قصة اختفاء الشابين سالم وخالد، وأنا صامت محافظ على العهد الذي قطعته لهما، لكن في اليوم الرابع أخبرت إمام المسجد بما عزم عليه صديقاي وأعلمته إني لا أعرف هل نفذا ما عزما عليه أو لم يفعلوا، فقال الإمام لا بد من نبش القپر والتأكد منه.
👈 الجزء الثاني
في تلك الليلة نبشنا سراً تحت جنح الليل، وكانت المفاجأة حين وجدنا الشابين في باطنه، بينما چثة الرجل العاصي صاحب القپر قد اختفت. علت الدهشة وجوهنا ، وملامحنا الصامتة تسأل بعضنا بعضا أين صاحب ؟! ومن هذين الشابين؟ كسر الإمام الصمت بقوله: لا بد أن هناك سراً علينا معرفته، غداً سنخبر الناس بكل شيء.
في صباح اليوم التالي دعا إمام المسجد كافة الأهالي وأخبرهم بالذي حدث، فعقدت الدهشة ألسن الجميع، والكل يسأل كيف حدث ذلك؟ ولا أحد يعلم.
عند ذلك تقدم أحد المزارعين وقال : لدي ما أخبركم به ، ففي ليلة البارحة وعند منتصف الليل خرجت إلى حقولي لأتفقدها من الإبل السائبة التي تعيث فساداً بالمحاصيل، وعند عودتي مررت بجانب المقپرة فسمعت صوت صبيين وكأنهما يتوسلان لكني حسبت ذلك الصوت من جن المقاپر، فلم أقترب بل هربت إلى بيتي وأخبرت زوجتي بذلك.
زادت حيرة الناس كما زاد وتعاظم خوفهم على أنفسهم وأولادهم، وأصبح الكل يتساءل هل كان للرجل العاصي علاقة بالسحر فعادت روحه لټنتقم من أهل القرية الذين لطالما كانوا يعايرونه بالفسق والمعصية؟
في الساعات الأولى من الفجر أفاقت القرية على صړاخ امرأة وأطفالها، فهرع الناس إلى البيت الذي يأتي منه الصړاخ، ليتفاجأوا برجل يرقد وكان ذلك الرجل هو المزارع الذي أخبر الناس بالأصوات التي سمعها عند المقپرة،