مزرعه الدموع بقلم الكاتبه كوكي سامح
عليه
استاذ شوقى كويس انك جيت بسرعه
خير يا عمر ان شاء الله اطمن البنت حالتها ايه دلوقتى
سألت الممرضة قالتلى ان رجلها اتجبست وفى كدمات فى جسمها
مين اللي بلغ أهلها
لا أهلها لسه مظهروش اللي بلغ واحد شاف الحاډثه وشهد اني كنت سايق بسرعه عاليه
انت فعلا كنت سايق بسرعه
ارتبك عمر قائلا
ثم أردف بسرعه
بس هى ظهرت أدامى فجأه
طيب اتكملت مع حد حد خد أقوالك
لأ حاولت أتجنب الظابط عشان ميشوفنيش وانتظرتك تيجي عشان نشوف هنعمل ايه ايه الحل دلوقتى أنا مش عايز قضية عايزها تخلص ودى
ان شاء الله تخلص ودى هنديها مبلغ مقابل انها تتنازل عن القضية الموضوع بسيط متقلقش
مفيش عندى أى مشكلة عشر تلاف كويس
زودهم شويه يا عمر عشان تملى عينيها ومتديهاش فرصه للرفض
تمام آدى شيك بعشرين ألف وكل مصاريف العلاج والمستشفى أنا هدفعهم بس عايز الموضوع يخلص دلوقتى
أعطى الشيك للمحامى الذى أخذه منه قائلا
متخفش هى فى انهى اوضه
أشار له
عمر على الغرفة المجاوره قائلا
طرق المحامى الباب وفتحت له الممرضه ثم دخل وأغلق الباب
جلس عمر قلقا متوترا
أتصلت ريهام بأبيها فرد قائلا
ايوة يا ريهام وصلتى
لا يا بابا أنا لسه فى الطريق
محدش كلمك تانى
لا يا بابا الممرضة متصلتش تانى أنا خلاص عشر دقايق وأكون فى المستشفى
أنا كمان تقريبا أدامى عشر دقايق ربع ساعه جيب العواقب سليمه يارب
أغلقت الهاتف فى المترو وهى تبكى فى صمت و تستغفر ربها وتدعوه أن يحفظ أختها
خرج المحامى من غرفة ياسمين فهب عمر واقفا فوقف الرجل أمامه ومد يده له بالشيك نظر عمر الى الشيك فى يد المحامي فڠضب وأخرج دفتر شيكاته مرة أخرى وقال پحده
مفيش مشكلة هزودلها المبلغ هى طالبه كام
قال عمر بدهشة
ازاى يعني مفيش قضية
ابتسم المحامى قائلا
زى ما بقولك كده قالت فى أقوالها للظابط انها هى اللى غلطانه وانها كانت ماشيه مش مركزه وانها مش عايزة تقدم ببلاغ ولا تشتكيك
صمت عمر وهو مندهش فقال له المحامي
طيب بما ان مهمتى انتهت أستأذن أنا
معلش تعبتك معايا يا أستاذ شوقى
مع السلامة
ظل عمر واقفا وهو يفكر فيما فعلته الفتاه فى تلك اللحظة خرجت الممرضة من غرفتها فقال لها عمر
هى عامله ايه دلوقتى
كويسه عندها كسر فى رجلها والدكتور حطهالها فى الجبس وان شاء الله الجبس هيتفك بعد اسبوعين وفى شوية كدمات بسيطه هتاخد وقتها
طيب متشكر أوى
انصرفت
الممرضة فتوجه عمر الى الغرفة التى ترقد فيها ياسمين وطرق الباب بضع طرقات ثم فتحه ودخل.
رفعت ياسمين نظرها لتجد رجلا غريبا أمامها كان يرتدى بدلة سوداء عليها معطف أسود اللون رفعت يدها لتتأكد من ضبط حجابها قال لها بصوت رخيم
ازيك دلوقتى
قالت وقد شعرت بالخجل من نظراته المتفحصه فأطرقت بوجهها
الحمد لله
أنا اطمنت عليكي انك ان شاء الله هتشيلي الجبس بعد اسبوعين
أومأت برأسها وهى مازالت لا تدرى من هو وماذا يفعل فى غرفتها فسألته قائله
حضرتك ظابط ولا محامى
ابتسم عمر ابتسامه زادته وسامه وقال
لا أنا لا ظابط ولا محامى أنا مهندس
شعرت ياسمين بجاذبيه عينيه السوداويين وكأنهما مغناطيس فأبعدت عينيها بسرعه واحمرت وجنتاها لهذا الوضع الذى تبدو فيه أمام هذا الزائر الغريب فلم تعتد أن يراها رجلا غريبا وهى ممده هكذا فى فراشها فشعرت بالارتباك وحاولت جذب الغطاء عليها أكثر ودت لو طلبت منه الانصراف شعر عمر بتوترها فلم يزيده هذا الا تفحصا فيها ثم استطرد بجديه قائلا
أنا آسف على اللى حصل بس بجد مشفتكيش انتى ظهرتى أدامى فجأه
نظرت اليه ياسمين بدهشة قائله
حضرتك اللي خبطنى
تنحنح قائلا
ايوة بس بجد مشفتكيش
أطرقت ياسمين برأسها وقالت
أصلا أنا اللي كنت ماشيه ومش مركزة لو كنت انتبهت مكنش ده حصل
وأنا كمان كنت سايق بسرعة لو كنت بطئت شوية كنت عرفت أتفاداكى
قدر الله وما شاء فعل نصيبي كده
أنا متشكر أوى انك ما اشتكيتيش عليا
زى ما قولت لحضرتك وللظابط وللمحامى دى غلطتنى أنا
أخرج الشيك من جيبه واقترب من فراشها ومد يده به قائلا
طيب لو سمحتى اقبلى المبلغ الصغير ده
رفعت ياسمين نظرها اليه قائله
قولت لحضرتك أنا اللي غلطانه وخلاص حصل خير
بس أنا حاسس بالذنب لاني فعلا كنت سايق بسرعه فلو سمحتى اقبليه
احتدت باسمين قائله
لا طبعا مش هقبله
ليه
لأنه مش من حقى وحتى لو كنت انت اللي غلطان أنا مش بقبل عوض
طيب أنا آسف أنا مكنش قصدى أضايقك
حاولت السيطرة على ڠضبها وقالت
حصل خير ولو سمحت ممكن بعد اذنك تتفضل لأن مفيش ممرضة معانا وميصحش كده
اندهش عمر مما قالته فقال
انا اسف مرة تانية أنا بس كنت عايز أطمن عليكي وأشكرك يا انسه
سكتت ولم تجيبه فحثها قائلا
لحد دلوقتى معرفتش اسمك
قالت بصوت خاڤت
أنا اسمى ياسمين
وأنا اسمى عمر وبشكرك مرة تانية ولو احتجتى حاجه أنا .
قاطعته قائله دون أن تنظر اليه
شكرا
هز عمر رأسه وتوجه الى الباب وفتحه وخرج