الأحد 24 نوفمبر 2024

مزرعه الدموع بقلم الكاتبه كوكي سامح

انت في الصفحة 2 من 185 صفحات

موقع أيام نيوز

 


النهاردة
جذبت ريهام ياسمين من ذراعها وأجليتها على السرير بصى يا موزة .. العريس اللى أمه داعية عليه .. يوووه قصدى اللى أمه دعياله عنده 35 سنة خريج هندسة بيشتغل مهندس بترول .. جاهز من مجاميعة .. عنده شقة بتاعته فى منطقة راقية مش ناقصها غيرك يا جميل
اسمه ايه
ريهام ضاحكة ههههههه هيفرق ايه اسمه معاكى .. افرضى مثلا اسمه عتريس هترفضى

ياسمين غاضبة عشان أما أجى أصلى استخارة يا أذكى اخواتك أقول اسمه فى الدعاء
ريهام بهيام اسمه تيفه
ياسمين بإستغراب تيفه .. ايه تيفه دي
تيفه يا ياسمين .. يعني مصطفى
صمتت ياسمين قليلا ثم قالت طيب هو شافني فين يعني 
لا هو أنا ما قولتلكيش .. يقطعني
ياسمين وهى تقرص ريهام في ذراعها بطلي أم الاستظراف ده .. مش وقتك خالص
ريهام وهى تفرك ذراعها آآآآآآه .. يا متوحشة ربنا يكون فى عونك يا تيفه .. بصى يا موزة أبو تيفة الله يمسيه بالخير هو و بابا وبيصيعوا مع بعض على القهوة وصحاب من زمان
احترمى نفسك ايه بيصيعوا دى
الله .. ما تسبينى أكمل بأه .. المهم شكل كدة الواد تيفه شافك فى مرة وانتى واقفة مع باب وعرف من أبوه كل حاجة عنك وشكل الصنارة غمزت يا جميل
رغم محاولات ياسمين الاستغراق فى النوم إلا أن النوم أبى أن يسيطر عليها وقضت معظم ليلتها فى التفكير فى شكل هذا ال مصطفى وأهم شئ أخلاقه وطباعه ولم تنسى قبل أن تخلد الى النوم أن تصلى صلاة الاستخارة لتسأل الله عز وجل أن ييسر لها إن كان هذا الأمر خير لها وأن يصرفه عنها إن كان فيه شړ لها .. وفى النهاية استسلمت ياسمين الى سلطان النوم.
Part 2
ارتدت ياسمين ملابسها التي اختارتها بعناية ولفت حجابها وتأملت نفسها في المرآة كانت في غاية التوتر والقلق فهذه هي المرة الأولى التر يتقدم
أحدهم بطلب يدها شعرت أنها تريد أن تسأله عشرات الأسئلة لتتأكد من أنه الشخص المناسب لها وفى نفس الوقت شعرت أنها لن تستطيع أن تتفوه ببنت شفه.
دخلت ريهام الغرفة لتخرج ياسمين من شرودها
ايه أخبار عروستنا 
ھموت يا ريهام حسه انى هيغمى عليا
ههههههه معلش حبيبتى كلنا لها
حسه اني متوترة أوى ومكسوفة أوى
في هذه الأثناء دخلت سمية يلا يا سوسو أبوكى قالى أندهلك
ياسمين بفزع بسرعة كدة .. خليهم يعدوا مع بعض شوية 
ريهام يعني الراجل دابب المشوار ده كله عشان يعد مع أبوكى .. يلا يا بت بلاش دلع
سارت ياسمين الى الصالون وهي تناجى ربها فى سرها وتدعوه أن يقدر لها الخير حيث كان كانت تشعر أن قدميها لا تستطيع حملها جذبتها أمها قبل أن تدخل اليهم قائلة 
استني هتدخلى كدة وايدك فاضية .. خدى قدمى صانية الحاجة الساقعة دى
ماما أبوس ايدك شيليها انتى أنا شايلة نفسي بالعافية
دخلت ياسمين وألقت السلام وهى تنظر الى الأرض السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام أهلا بالعروسة
وعليكم السلام ازيك يا بنتى
لم ترفع ياسمين عينيها لترى محدثيها ولكنها ميزت من أقدامهم أنهم امرأة ورجلين
عبد الحميد سلمي على طنط كوثر يا ياسمين 
توجهت ياسمين الى القدم الأنثوية وسلمت فجذبتها كوثر وقبلتها قائلة
بسم الله الله أكبر .. ازيك يا عروسة
تمتمت ياسمين بصوت خاڤت الحمد لله
جلست ياسمين فى المقعد الفارغ بجوار السيدة كوثر والدة مصطفى تمنت ياسمين أن ترفع عينها لتراه لكنها لم تجرؤ على ذلك تحدث الجميع فى مواضيع متفرقة وتشاركوا الضحكات والمزاح الخفيف وظلت ياسمين مستمعة اليهم دون أن تشاركهم الحديث
عبد الحميد ياسمين يا بنتى شوفتى عريسك 
ياسمين _____________
عبد الحميد لازم تشوفيه يا بنتى ده جواز يعني لازم قبول من الطرفين
ياسمين ____________
كوثر اظاهر عروستنا مكسوفة
صادق والد مصطفى والعريس كمان شكله محرج
عبد الحميد طيب يا جماعة نسيبهم شوية لوحدهم عشان يعرفوا يتكلموا براحتهم
نهض الجميع وتوجههوا الى الأنتريه الذى لا يبعد كثيرا عن المكان الذى يجلس فيه مصطفى و ياسمين
مصطفى ازيك عاملة ايه
ياسمين بخجل الحمد لله
انتى دكتورة بيطرية مش كدة 
أيوة
طيب أنا عارف كل حاجة عنك من والدك انتى بأه عايزة تعرفى عني ايه 
ياسمين ______________
طيب بصيلي على الأقل
حضرتك اتكلم عن نفسك أنا مفيش عندى أسئلة معينة
طيب أنا اسمي مصطفى عندى 34 سنة و 9 شهور مهندس بترول فى شركة كبيرة فى البحر الأحمر بنزل القاهرة اسبوع كل شهر يعني عايز واحدة مستعدة تتحمل ظروف شغلى لأني هغيب عنها 3 أسابيع كل شهر هواياتى هى لعب الملاكمة وكمان بحب سباق السيارات.
أثناء حديثه كانت ياسمين تختلس النظر اليه رأته شابا هادئ الملامح عينيه سوداويين خمرى البشرة بنفس لون بشرتها لديه شعر قصير جدا أسود اللون أكمل مصطفى قائلا 
شقتى جاهزة على الفرش بس ولو قبلتيني وكان لينا نصيب مع بعض ان شاء الله الفرح هيكون خلال شهرين بالكتير
شهرين !
أيوة ان شاء الله الأمر مش هيطول عن كدة أنا متكلم مع والدك فى الموضوع ده وأنا هاخد أجازة
من شغلى الفترة
 الجاية عشان أقدر أخلص الشقة قبل معاد الفرح
انتهت الزيارة ورحلوا فى انتظار رد العروس
توجهت ياسمين الى الحمام وتوضأت وصلت استخارة مرة أخرى فهى لم تتوقف عن أدائها منذ أن بدأ هذا الموضوع شعرت بأنها لم تستطع أن تكون فكرة واضحة عنه ولا تستطيع الحكم جيدا على مشاعرها فهى لا تشعر بشئ على الاطلاق لا برغبة فى القبول ولا برغبة فى الرفض لذلك تركت الاختيار بيد الله عز وجل كان أكثر ما يقلقها هو هذه الخطوبة القصيرة التى لن تتعدى الشهرين تساءلت فى نفسها هل تستطيع أن تتعرف عليه وتعتاد عليه فى هذه الفترة القصيرة !
كان من الواضح الجلى أن عبد الحميد سعيدا جدا ب مصطفى فهو لم يكن ليتمنى شخص أفضل منه لابنته وما زاد من تمسكه به هو أن مصطفى اتفق معه أن يتكفل بمعظم الجهاز والفرش حتى ينتهى سريعا من اعداد شقة الزوجية فرفع بذلك عن كاهلة حمل ثقيل من النفقات.
أخبرت ياسمين والدها عن مخاوفها من قصر فترة الخطوبة لكنه لم يلتفت لذلك وأخبرها أنه سأل عليه جيدا وأنه شاب ممتاز لا غبار عليه.
Part 3 
جاء اليوم الموعود وارتدت فيه ياسمين فستانها الذى عثرت عليه بعد عناء وأجرته من أجل هذا اليوم فكان اختيارها موفق اذ أنها لطالما كانت تتمنع بذوق راق في اختيار ملابسها رغم بساطتها كان فستانها ذو لون موف مطعم ببعض الفصوص فضية اللون وارتدت طرحتين من اللونين الموف والفضى وكان مكياجها هادئ أظهر رقتها وجمال ملامحها.
كانت الزغاريد لا تنقطع منذ الصباح فهي البكرية والفرح بها له مذاق خاص كانت حفلة الخطوبة صغيره فى منزلها المتواضع تضم الأسرتان فقط و سماحاحدى صديقات ياسمين المقربات من أيام الثانوية
سماح قمر يا اخواتى .. قمر اللهم بارك
ياسمين بجد يا سماح .. حلو الفستان والطرحة والميك آب
سماح بقولك قمر
ياسمين قمر بالستر يختى
ريهام يلا يا عروسة الناس مستنية بره
ياسمين حاضر خارجة أهو
خرجت ياسمين من غرفتها وتعالت الزغاريد مرة أخرى فى أرجاء المنزل.
قبل يومين خرجت الأسرتان وانتقت ياسمين دبلة الخطوبة والشبكة المكونة من خاتم رقيق و سلسلة بسيطة يتدلى منها قلب صغير كانت سعيدة للغاية فهذه هى المرة الأولى التي ترتدى فيها ذلك المعدن الذهبي النفيس الذى يخطف عقول النساء فلم تكن ظروف اسرتها تسمع بشراء مثل هذه الرفاهيات.
جلست ياسمين بجوار مصطفى وقدمت كوثر صنية عليها الشبكة الى ابنها ليلبسها لعروسته قالت ياسمين بحرج 
معلش يا طنط ممكن حضرتك اللى تلبسيني الشبكة
كوثر ليه يا حبيبتى ده مصطفى خلاص بأه خطيبك وقريب أوى هيبقى جوزك
ياسمين بحرج أكبر معلش يا طنط مش هينفع
نظرت اليها أمها نظرة معناها عديها مفيهاش حاجة
لكن ياسمين كانت مصرة ألا ېلمس يدها قبل كتب الكتاب فمازال رجل غريب عنها شعرت بضيق مصطفى من تصرفها لكنها حدثت نفسها قائلة من أرضى الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس ألبستها كوثر الشبكة شعرت ياسمين بأن قلبها يرقص فرحا فهاهى لحقت بركب صديقاتها وجاراتها المخطوبات.
فى هذه اللحظة وفى حديقة فيلا كبيرة فى المعادى كان هناك حفل خطوبة لأحد أكبر رجال الأعمال بالقاهرة .. عمر نور الدين الألفي .. كان عمر في ال 37 من عمره أسمر طويل عريض المنكبين ذو شعر أسود حريري تجمع ملامحه بين الوسامة والرجولة .. رجل تتمناه الكثير من النساء ليس لشكله ووسامته فقط بل لمركزه الإجتماعى وثراءه الفاحش أيضا فبالرغم من صغر سنه إلا أنه يملك ويدير العديد من المصانع والأراضى والشركات التي كانت ملكا لأجداده ولكنه بذكائه وحسن ادارته لأعماله نجح فى توسيع أعماله حتى ذاع صيته
داخل مصر وخارجها.
أقبل رجل فى العقد السادس من عمره على عمر قائلا 
ابني حبيبى أخيرا عشت وشوفت اليوم ده
عمر وهو يقبل يد والده بابا ربنا ما يحرمني منك 
مبروك يا عمر أخيرا هنفرح بيك بقولك ايه ما تطولش فى الخطوبة هاا عايز أشيل ولادك قبل ما أموت
عمر ضاحكا ربنا يديلك طولة العمر يا بابا ما تقلقش هو ده أصلا اللى أنا ناوى عليه
رأى عمر والدته كريمة مقبلة عليه فإستقبلها بإبتسامة قائلا أمى الغالية هى فين العروسة مش هتنزل بأه
الأم ضاحكة هههههه اصبر على رزقك خلاص خلصت لبس والكوافير كمان خلص شغله 
عمر واجما كوافير يعني راجل اللى بيزوقها 
كريمة بقولك ايه ما تضايقش البنت النهاردة يوم سيبها تفرح بيه وبعدين انت ابقى طبعها بطبعك
أقبلت نانسي فى فستانها زهرى اللون الذى صمم على يد أشهر مصممي الأزياء فى العالم كانت فاتنة ټخطف الأنظار بعينيها الخضراويين وشعرها الأشقر الذى رفعته الى الخلف وبشرتها الملساء ناصعة البياض كانت كالأميرة تنزل على سلالم الفيلا ليستقبلها أميرها الساحر.
أمسك  وهمس لها حبيبتي 
نانسي بإبتسامتها الساحرة عجبتك 
امتلأت عيناه بنظرات الحب والإعجاب قائلا عجبتيني بس ده انتى هوستيني .. اعملى حسابك فترة الخطوبة هتكون قصيرة جدا
ضحكت نانسي
بنعومة وسارت يدها فى
 

 

انت في الصفحة 2 من 185 صفحات