بقلم شيماء
منه فتحت عينيها تحدق بصمت بسقف الغرفه بالاعلي وهي ترفع صوتها تسمح لاخيها بالدخول علي رنين هاتفها بنفس توقيت دخول تيم الغرفه نظر إليها وهو يعقد حاجبيه قائلا باندهاش
أنت معندكيش شغل ولا ايه في المرسم !!
تنهدت بهدوء قائله
لا انا مش قادره انزل النهارده ...
وهو يقول بقلق
مالك ياحبيبتي انت بخير !!!
متخافش شويه صداع ... شوف مين ياتيم ....
اخد الهاتف وهو يردف عاقدا حاجبيه بضيق
يزيد !!!
اندهش حين لاقي الصمت منها ولم تتناول الهاتف مسرعه كعادتها بل هزت رأسها بصمت ليتسأل بفضول
ايه ده مش هتردي !!
تنهدت تهز رأسها بالسلب
مش قادره أتكلم مصدعه ياتيم ..
ترك الهاتف وقد انتابه القلق لحالتها تلك هامسا لها
تحبي اقعد معاك النهارده !!
وهي تقول بهدوء
لا ياحبيبي روح شغلك انا هقوم افطر دلوقت واخد مسكن وارتح النهارده ...
تنهد وهو ينظر إليها بقلق غير مقتنعا بما قالت وهو ينقل افكاره ناحيه يزيد الذي اتي لأجله لكن حالتها لا تشير باستجابه حاليا حين طال الصمت بينهم واردفت بتساؤل مندهش ...
اغمض عينيه وهو يصارحها علي الفور حتي لا يتراجع مره اخري قائلا بصوت قوي
اه عاوز ايه رأيك في يزيد !!!
همست باندهاش تضيق عينيها ناظره إليه بتعجب
رأيي فيه ازاي يعني !! يزيد دكتور ممتاز ..
قائلا بهدوء وهو يشاهد تغير ملامحها بدقه
يزيد طلبك مني ياأسيف ....
اتسعت اعينيها و تحدق به پصدمه واضحه مسامعها خبر للتو ...
من المتعارف عليه أن تدور عقارب الساعه ليمر الوقت وينتهي اليوم ويبدأ يوم جديد بالأعمال
والأشغال لدي البشرية ولكن ها هي عقارب ساعتها تدور صوتها ولكن يومها ثقيل لم ولن ينتهي ابدأ أصبحت عادتها هنا بتلك المشفي طوال اليوم أن تراقب ساعتها بصمت تنتظر انتهاء يومها
وتعيد تلك الذكريات التي برعت بحفرها بعقلها الباطن وإعادتها علي نفسها كل يوم هي علي يقين أنها المتسببه الوحيدة بما حدث لها لم تكن أسيف
ودموعها تهطل بصمت وهي تتذكر صوت ابنه العم المستنجد بها ولكنها الإنسانية حينها تركتها وهي ليس لها كل الحق أسيف وكان عليها ان تتركها بلا مساعدات لكن كما اخبرها الطبيب انها أتت خصيصا بالمعلومات الخاصه بها علها تشفي ...
إجابتها لذلك لا يتلقي منها سوي الصمت كما هي لكنه لا يمل أبدا رفعت رأسها حين وجدت أخيها يخطو خلفه ويتوجه إليها ثم همس لها بتساؤل
اخبارك إيه النهارده ياحبيبتي !!
لم تجيبه كالعاده بل هزت رأسها بهدوء لتستمع إلي صوت يزيد الهادئ يقول
أديك اطمنت عليها ممكن تتفضل عشان ابدأ جلستي معاها !!
قلب فهد عينيه بملل ثم نظر إليه يرد عليه بنبره مماثله له بالهدوء
بقالك اسبوعين ومفيش نتيجه بس ماشي انا فعلا هسيبك لما نشوف ..
لم ينتظر إجابته بل قال لها بانه سوف يعاود المرور عليها بنهايه يومها كعادته واتجه إلي الخارج تاركا اياهم معا ...
جلس يزيد وهو ينظر إليها بهدوء ثم ابتسم وقال بنبره
فهد مشي خلاص تقدري تتكلمي !!
تطلعت إليه بأعين هادئه وبدات الرعشه في كلماتها
تدعي عدم الفهم ابتسم لها بهدوء وهو يكمل بنبره فهمتها علي الفور
ماهو لو متكلمتيش معايا اقول لفهد انك مش فاقده النطق ولا حاجه وانك ساكته بمزاجك ..
تطالعه بأعينها البكاء وتقول پغضب
عايز ايه مني مانا بعدت عنكم كلكممم سيبني في حالي وامشي بقااا ....
ابتسم اخيرا إخراج الكلمات منها ليردف بهدوء
انا مش عايز ياندي انت اللي عاوزه ..
صمت لحظه يراقب ملامحها التي بدأ الاندهاش عليها رويدا رويدا ليبتسم مكملا حديثه بهدوء وهو يستقيم متجها إلي الشباك يتطلع إلي الحديقه الخضراء البديعة
اه انت اللي عاوزاني ياندي انت اللي محتاجه تتعالجي وترجعي لأهلك ولنفسك قبل أي حد محتاجه تعترفي انك مريضه مش تمثلي انك فاقده النطق زي أسيف اللي بتغيري منها ...
سكت وهي تقف صاړخه به
انا مش بغير من حد ...
لأول مره يصيح يزيد بأحد مرضاه وهو يتلتفت لها بنظرات حاده
لا بتغيري لدرجه انك قلدتي حالتها ومثلتي فقدان النطق علي الكل عشان تبقي زيها ..
صړخت پغضب وقد بدأت دموعها تهطل من ذلك الرجل
لا لا معملتش كده عشان غيرااانه .. محصللللش
اتجه إليها يحدق بها واردف
لا عملتي كده من غيرتك عشان تاخدي اهتمام تيم ليك انت عملتي كل ده قصد ...
بدأت بالارتعاش وهي تنظر إليه پحقد وڠضب وقد عجزت غن ايقاف دموعها أمامه لتصرخ
ايوه عملت كده عشااان يجي واشوفه ومجااااش حتي هي جت وهو مجاش يشوفني حاولت اصعب عليه زيهااااا هي وخدااه ليهااا بدموعها وانا محتجااااه اكتر منهاااا عاوزه عااووزه اقوله اني محتجااه بعد ابني ...
بدأ بكائها يصدح بالاجواء و انظاره تبكي وشهقاته مرتفعه وهي تهمس
انا عارفه اني غلطت كتير بس انا لسه بحبه ومش عارفه اخرج حبه عارفه حقه رجع و اهوه حقهااا رجع وابني رحل عني
مااشوفه لييييه دي معقول مصعبتش عليه بعد ابننا انا بحبه زعلانين كلكم علي أسيف وانا اللي السبب أسيف من
برائتها لكن برضه أصرت
تفضل زي ماهي انا مش بكره أسيف محدش فيكممم فاهمني كلكممم كنتوا القاضي والجلاد عليااااا تخيل جدو مجاش ولا مره ليا هناا رغم انه هو وتيته كانوا هيتجننواوعلي أسيف لما خدها ومشي اناا ..اناا مش بكرهمممم ...
لأول مره وبدأت تتحدث وهي تتسأل داخلها هل الإنسان يعيش كم مره!
للصمت وللكتمان ببقايا ومهما داخلنا قوي الخير لتطفو علي وجه الحياه مره أخري تحولت قواي الي حقد أنا الخاسره
انا تلك الصامته التي خلف جدران القوه والحقد الدفين لأحتمي من بني البشر وتدريجيا تحولت إلي فتاه بحياه كل من حولي ......
تنهد يزيد وقد بدأ يستوعب حالتها حين بدأت بالأحاديث المشتته ورغم تشتت نظراتها وشهقاتها المرتفعه ودموعها التي تهطل كالشلال إلا انه اندهش
من كم المشاعر التي توصل الإنسان إلي تلك الحاله ندي لم تتعرض يوما إلي ما تعرضت له أسيف لكنه اكتشف أنها هي من أسيف بمراحل سوي ستار به من الجميع !!!
أمسك كوب المياه وهو يناولها إياه وقال محاولا تهدئتها
لو كنت اعرف كده مكنتش اتكلمت خالص وانت ساكته كان احسن ...
نظرت إليه بحزن لكنها اغمضت عينيها بسكون حين وجدته يبتسم لها بهدوء وما كانت كلماته سوي مزاح هو لم يمل منها كما فعل الجميع بل يمازحها !!!!
وقفت سمر تحدق بتلك اللوحه الجميله التي أبدعت أسيفبها وقد ظهر بها كم هي ماهره وفنانه مبدعه رقيقه انبهرت العمه وهي تمدح لوحاتها المختلفه بكلمات لطيفة ابتسمت لها أسيف برقه وهي تقف متجهه إلي مرحاض المرسم الراقي خاصتها بهدوء وهي تقول بصوت رزين متسائلة
وانت عاوزه تذهبي لتيم ليه ياعمتو !!
تنهدت العمه بهدوء وهي تعبث بفرشاة صغيره أمامها قائله
ولا حاجه ياقلب عمتو أنا لقيت نفسي فاضيه قولت اعدي عليكم وناكل برا سوا بقالنا فتره طويله مخرجناش سوا ياأسيف ..
عادت إليها وهي تبتسم بلطف قائله بهدوء
فكره حلوه برضه خلينا نغير جو القصر ..
ثم تنهدت وهي تهمس بحزن
وتيم محتاج ده برضه ...
بدأت تجمع متعلقاتها وتستعد للمغادره ليرن هاتفها وتنير شاشته باسم يزيد وهي تنظر إليه بصمت دام لحظات ليأتيها صوت عمتها بلطف ثم تقول بهدوء
قررتي ايه ياأسيف !!!
توترت ملامحها وتصنعت عدم الفهم وهي تغلق شاشه هاتفها تهمس لها
في ايه ياعمتو !!
ابتسمت عمتها بهدوء تنظر داخل رماديتيها الجميله قائله بنبره رزينه
انا مربياك ياأسيف انت بنتي يعني لما تبقي محتاره ومتوترة أول واحده بتعرف ده أنا ...
لم تستطع أسيف فابتسامة واردفت بحزن وهي بهدوء
فعلا !! للأسف ياعمتو انت بتاخدي بالك من اللي عاوزاه بس لما كنت خاېفه من كام شهر اتكلم عن اللي بيحصل فيا مكنتش بتعرفيني ليه وانا متوتره ومحتاره !! اشمعنا دلوقت !!
عقدت سمر حاجبيها وهمست لها پصدمه واضحه
انت مكنش واضح عليك حاجه ساعتها يابنتي تفتكري انا ممكن اشوف كده او ابقي عارفه اللي بيحصلك واسكت !!
اغمضت أسيف عينيها وقالت بهدوء
انا مايهمنيش تسكتي او لا لكن لو أنا فعلا بنتك واتعمل فيها كده هتساعديني انسي ولا لا !!
اتسعت أعينها وهي تهز رأسها بالإيجاب قائله باندهاش
وانا مش بساعدك ياأسيف !!! ده انا كل امنيتي دلوقت إنك تنسي وتعيشي حياتك عادي ..
أسيف تهمس لها
أنا عمري ماهنسي ياعمتو بصحا عليه كل يوم كأنه كان امبارح كلامه في كوابيسي اني اشوفه كل يوم قصادي واسمع صوته
ده مش هينسيني ابدااا انسي ليا !! عايزاني انسي !!! عايزاني انسي وانا پصرخ وبترجاه وهو كأنه في عالم تاني مش سامع !! عايزاني انسي انه
شهور وهو عارف اني مليش دعوه في كل ده !! عاوزاني انسي اني وثقت فيه وسافرت معاه زي الطفله وفاكره ان خۏفي منه كان وهم عشان مش متربي معايا زي نائل وكوابيسي كلام
فارغ واتفاجئ !! عاوزاني انسي اييييه !!!! كنت انت نسيتي طليقك !! فاكره قولتي ايه لتيته لما قالتلك هيرجعك ولسه بيحبك !! قولتلها عمري ماانسي كلامه وثقتي فيه راحت
ارجعله ازاي !! انت مش ناسيه كلام وعاوزاني انسي كلامه لياااا !!!! هاااا ردي علياااااا كان مين بينسي !!!! واشمعنا انا اللي انسي فيكمممم !!! عشان انا أسيف معندهش الشخصيه مش كده !!! مين قالك اني محاولتش انسي !! انا
حاولت انسي خۏفي من بعد اللي شوفته قولت مش ممكن يكون ده .. ده ابن عمي .. هيعاملني زي ندي مفيش حاجه تخوف عارفه لما كان بيتعصب
هااا !!عارفه كنت ببقب خاېفه قد ايه !! كنت بخاف انام. لانه صاحي كنت كل يوم وانتوا مش عااارفين وفي الآخر جاااي بمنتهي البساطه آسفففففف!!! آسف علي ايه هااا آسف
آسفففف علي اااايه هااا !! ازاي بعد كل ده عاوزاني انسي !! لو كنت بنتك كنت هتقوليلها انسي !!! انا عمري ماهنسي ولا هسامح
عمررري .....
بكلماتها المخزونه منذ أن رأت وهي تريد الصړاخ بتلك الكلمات علها تشفي علها تعود بريئه
كما كانت !!!!
مسحت تلك القطرات الساخنه التي وجهها وارهقت روحها واتجهت إلي الباب الزجاجي تفتحه لتخرج
للهواء الطلق علها تزيح قليلا من ثقل روحها ليرن هاتفها مره اخري اخرجته تحدق به لحظات ثم تنهدت بهدوء وهي ترفعه إلي أذنيها اخيرا علي اتصالاته المتكرره هامسه له بهدوء وهي تغمض عينيها
ايوه يايزيد انا موافقه .....
وقفت