قصه مشوقه
وهو يقول بتوجس
لا يا ديمة مش هتروحي.. ردت بحزن وتألم
لا يا بابا انا هاروح ..ثم دنت منه واستطردت بخفوت
فاضل كام شهر واكمل 21 سنه وساعتها ماحدش هيقدر يكون ليه حكم عليا خليني اروح الكام شهر دول ووعد مني هارجع اول لما اكمل السن القانوني..
لم تروق له الفكرة ولكن الاصرار الذي شاهده في عينيها الجم الكلمات بداخله..
رد سعيد قائلا بتروي
انا ممكن ردى يكون انك هتيجي معي بمزاجك او ڠصب عنك بس انا مش عايز كده انا عايزك تيجي بمزاجك وانا موافق انى أتنازل عشان خاطر هم راعوك و عملوك كأنك بنتهم
انا هطلع احضر شنطتي.. ثم استدارت متجهة الى الدرج دون النظر الى احد حتى لا تضعف مشت بتخبط وهي تكتم تلك الحشرجات التي تطبق على اوداجها فتشعرها بالاختناق وغصة مؤلمة تكبت حلقها..
تتطلعوا الى اختفائها الجميع في حين قال مصعب بعد ان استشاط ڠضب
انا مش عارف هتستفيد ايه لما تاخدها انت مش شايف مدى الحزن اللي البنت فيه..
هتبقى كويسة في بيت جدها مش هتفضل عالة على حد..
ساد جو من التوتر بين الجميع ولكن صمت الجميع عند تطلعهم الي الدرج ليجدوا ديمة ومازالت ممسكة بذلك القلب المتدلي من تلك القلادة وبجوارها أحدي الخدمات تحمل حقيبتها..
دن أمجد والتقط الحقيبة وخرج بعد أن تحدث الي جده ليخرج هو الاخر لكي يعطيان المساحة لديمة في توديع عائلة مصعب ..تلك العائلة التي أعطتها بدون مقابل أعطتها الحنان والدفىء والحب الأسري كانت تحتضنهم وتنتحب في بكاء مرير أدمي عينيها لم تكون هي فقط من تنتحب بل كان الجميع رجال ونساء فهي فرد من العائلة لا محال ولكن القدر يحكم..
ولم تخلو تلك التوصيات من الأحتضان الأبوى ودموع ماسة ونحيبها وبكاء لورا علي أختها و رفيقة دربها..
يا حبيبتي واصلنا.. كانت تلك جملة جدها الذي ترجل من السيارة قالها ليحثها علي النزول..
ماذا!!!!واصلنا!!!!! أكان الطريق قصيرا لهذا الحد ام أنها كانت غارقة في أحزانها و وحدتها .. ترجلت من السيارة بتردد وارتباك وتقدموا جميعا الي داخل القصر..
أعرفك يا شريف ديمة بنت أخوك حازم الله يرحمه..قالها سعيد وهو تلوح علي محياه السعادة والفرح..
تقدم منها بسعادة مصتنعة قائلا بترحيب
نورتي بيتك يا بنت أخوية..
أكتفت ديمة بالأيماء مع إبتسامة شاحبة..
قال سعيد بنظرة ذات معني موجه الي منيرة
إيه يا منيرة مش هتسلمي علي بنت أبني ديمة..
لا أزاي طبعا هسلم تعالي يا ديمة في حضڼ مرات عمك.. قالتها منيرة وهي تقترب وټحتضنها وتمثل الود والترحيب بعكس ما يكمن بداخلها من ضغينة وبغضاء..
شعرت ديمة بالغربة والوحدة وقالت بصوت مجهد
أنا تعبانة ومحتاجة ارتاح..
رد سعيد بحنان
ماشي يا حبيبتي أنا جهزتك أوضة يارب تعجبك .. ثم هتف علي الخادمة التي أتت مهرولا تلبي طلب رب عملها لتقول بأحترام
أمرك يا سي سعيد..
أستطرد سعيد بأمر
خدي ديمة وصليها أوضتها
رد الخادمة
حاضر يا سي سعيد.. ثم استرسلت وهي تتطلع الي ديمة وتقول بأحترام
أتفضلي يا ست ديمة..
تقدمت معها وهي تحث قدميها علي المشي تكبت ذلك الاحساس الذي ېصرخ بداخلها ويقول أركضي وأهربي من هذا المكان فأنت لا تنتمى اليه..
صعدت مع الخادمة لينتهي بها الحال داخل غرفة واسعة بالديكوار التركي المتناسق ولكنها شعرت بالغربة وعدم الراحة أخذتها عينيها في جولة تنظر الي أثاث تلك الغرفة الخاوية من الدفء والحنان والجو الأسرى التي كانت تحسه مع عائلتها نعم هي لا تقبل بأي أحدا آخر إلا العائلة التي تربت في كنفها .. خرجت الخادمة ويبدو أنها ألقت علي مسامع ديمة شيء ما ولكن عند عدم استجابتها أنسحبت الخادمة باحترام وقررت تركها علي انفراد ..تنهدت وأنهمرت العبرات من مقلتيها بل وأصبحت شهقات مخڼوقة وتأوهت باكية بعد أن القت بنفسها علي الفراش..وعلي