السبت 30 نوفمبر 2024

قصه مشوقه

انت في الصفحة 57 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز


وذلك المقيت ذكر له عدة شواهد ثابتة وحديثه يبدو منطقي تماما ومطابق للأحداث السابقة تثاقلت انفاسه وتهدلت معالمه بتشوش بين الجميع پضياع وب يحتلها الألم وهو يشعر أن قسم ظهره لتوه ومرغ ه بالوحل من هول افعالها ليربت احمد به على كتفه ويأمر رجاله أن يتركوهم لتتهدل يه ويركز نظراته على إنهيارها تزامنا مع قول أحمد المهادن الذي يحثه على التعقل

خدها وامشي من سكات يا ابني واللي حصل النهاردة تمحيه من ذاكرتك للأبد...ربنا أمر بالستر 
والحيوان ده اوعدك هربيه من أول وجد وهخليه ي البلد كلها...
من وطأة حديثه كان يشعر أن الأرض تم به فلا هو قادر على الرفض ولا هو قادر على الخنوع شيء بداخله فعه للجنون وافتعال ألف ثورة عارمة ولكن شيء في اعماقه الممزقة التي تعودت منها على الخذلان كان يخبره أنها بالفعل آثمة. 
أغمض يه لبرهة أن يجر ه وي يجثو أمامها قابض على يها متسائلا بترقب وبقلب تتخاذل دقاته مټألمة من ة ترقبه لأجابتها
اللي قاله ده صح لم تجيبه بل كانت تنظر له نظرة لم يراها طوال حياته بيها وتنبأه بشيء يستحيل عليه ته لذلك صړخ من جد وهو يرج بها
ردي
عليااااااااااااااااااااااااااا
نفت برأسها بهستيرية ليكرر بإصرار من جد ولكن بنبرة مرعبة رجت لها الجدران
ردي علياااااااااااااا كلامه صح
عجز لسانها عن الرد من ة خزيها وظل نحيبها الحارق يتزا ويتزا بأنهيار تام ليحتل الألم تقاسيم ه وتفر دمعة هاربة من ه وهو يستشف ما المغزى من صمتها وحينها شعر بخنجر
انغرس بقلبه شطره لنصفين واغشى شيطانه على بصيرته اعماها ودفعه دون هوادة أن ينطق أخر كلمة توقع أن تصدر من فمه و يطاوعه قلبه بها 
أنت طالق
نزلت تلك الكلمة عليها كالصاعقة نفضت كافة دواخلها واحرقت قلبها فحتى صوتها المحصور بحلقها أنطلق وصړخت ترجوه وهي
طياته الكثير
التاسع والعشرون
حين يشتد التعب بال تغلق على نفسها من تلقاء نفسها كذلك نحن وكذلك القلب. 
ضمت صديقتها المتراخي اتقر بجانبها على مقعد السيارة الخلفي وهي تشهق شهقات متقطعة حزنا على ما أصابها فهي إلى الآن لم تستع وعيها.
طالعها هو من مرآته الأمامية وقال وهو يتولى قيادة سيارة يامن الذي غادر دونها وكأنه تقصد ذلك كي يتم ايقالتها بها
ميرال...بطلي عياط... هتبقى كويسة
نفت برأسها وقالت بنهنهة
انا خاېفة عليها يا حمود دي مبتنطقش لازم نروح اتشفى
تنهد محمد واخبرها بعقلانية ة لطالما كانت من شيمه
ميرال أنت شايفة حالتها عاملة أزاي واك في اتشفى هيبقى سين وجيم ومن مصلحتها ميحصلش شوشرة... هي مغمي عليها وهتفوق بإذن الله ومتقلقيش هبعت لدكتور معرفة يطمنا عليها...بس المهم دلوقتي هنروح على فين
هزت رأسها بإقتناع وردت حائرة وهي تكفكف دمعاتها
زفرت هي حانقة واخبرته
اللي اعرفه ان ليها في البلد بس معرفش حاجة عنهم كل اللي اعرفه وهي كانت قيلهولي زمان أن واحد فيهم كان في بينه وبين باباها مشاكل على ورث مامتها وكان طمعان فيها وعلشان كده جوزها يامن علشان يحميها...
تنهد محمد بقوة وقال وهو يشرع من جد بالقيادة
طيب انا هتصرف...
يومين لم تستيقظ من غفوتها وكأن عقلها يرفض العودة من هروبه الاضطراري فقد أكد الطبيب أنها لا تعاني من شيء عضوي سوى بعض الرضوض بها أثر المقاومة وأن ما هي عليه هو حالة من السبات الذي افتعلها عقلها كي يتهرب من الضغط النفسي التي تعرضت له فقد وصف لها العد من المحاليل الورية البديلة للطعام التي كانت تعوض ها كي لا يصيبه الهزل أثناء سباتها...واتخذ كافة الاحتياطات الطبية لها و طمأنهم أنها سوف تستيقظ من تلقاء ذاتها عندما تواتيها الشجاعة اللازمة كي تواجه الأمر.
فكانت ميرال لا تفارقها ما احضرهم محمد لتلك الشقة التي تقبع بنفس البناية التي يقطن بها... وقد حمدت ربها كون ابيها خارج البلد ولم يتعب نفسه حتى بالسؤال عنها أما دعاء فقد تحججت لها كونها ستسافر لبضع أيام مع رفاقها كي تتخلص من ضغط الاختبارات التي كان تعاني منها في الآونة الأخيرة وأوصت مربيتها أن تتستر عليها أثناء غيابها وتخبرها بكل جد...
لسه مصحتش...
سؤال صدر من شهد التي كانت تحمل بها صنية عامرة بالطعام وتضعها على الطاولة التي تتوسط تلك الردهة الواسعة
أن استتها ميرال ولحقت بها بملامح كئيبة وصوت تملك منه اليأس قائلة
لأ يا شهد انا بجد خاېفة عليها وبفكر ننقلها لتشفى واللي يحصل... يحصل
مستشفى ايه بس دي هتبقى زي الفل والدكتور بنفسه طمنا عليها...وين بلاش شوشرة البنية مش ناقصة كفاية اللي حصلها
أومأت ميرال بينما استرسلت شهد بحسرة
قوليلي هو جوزها مسألش عليها
نفت ميرال بحزن
لأ من يوم اللي حصل ومسألش حمود راحله علشان يرجعله العربية بس ملقهوش في البيت لا هو ولا مامته ولغاية دلوقتي مفيش أي اخبار عنه
لا حول ولا قوة إلا بالله...والله البت دي قطعت قلبي دي طول الليل تخرف مه ولو صحت وملقتهوش هتعمل ايه
ادعيلها يا شهد تقوم بالسلامة وتتخطى الأزمة دي على خير
والله بدعيلها وبدعيلك أنت كمان ربنا يريحك بالك
ابتسمت ميرال وقالت بإمتنان
ربنا ما يحرمني منك يا شهد
أنا حاسة أن ربنا بيني أوي علشان رزقني بأخت زيك ورجعلي صاة عمري...
ربتت شهد على ظهرها بحنان واضافت بمكر تشاكسها
اه يا اختي ونسيتي حمود ولا ايه
اعتلى جانب فمها بسمة باهتة وقالت بيأس
حمود...ظلمني يا شهد ومرضاش حتى يسمعني وحتى ما نادين حكتله إني مظلومة متكلمش معايا ولا هان عليه يريح قلبي بكلمة
زفرت شهد ولعنت عقلية شقيقها المتحجرة في سرها ثم قالت راجية
حقك عليا أنا... ومعلش هو اه دماغه ناشفة بس والله بيك وبكرة لما تعاشريه هتعرفي أن حنية الدنيا فيه بس هو اللي عقله مش مريحه ولا مريح اللي حواليه
تنهدت هي بإاط واخبرتها بنبرة تملك منها اليأس بفضل تبلده معها
بيني بأمارة ايه...ده لغاية دلوقتي عقدة لسانه متفكتش وبصراحة حاسة إني بفرض نفسي عليه
شهقت شهد مستنكرة وقالت تطمئنها
بطلي الكلام البايخ ده والله بيك... وين متنسيش الظروف اللي حصلت هو يمكن مستني وقت مناسب 
أومأت لها ميرال وقالت بحيرة
يمكن...أنا كمان ورطته معايا اللي حصل لنادين وجابني هنا
اخويا راجل وعنده نخوة
ومستحيل كان هيشوف ولايه زيكم عايزين مساعدة وميساعدتش
أتها ميرال بحركة من رأسها ولكن كان سؤال أخير يؤرقها وتر أن تحصل على إجابته لذلك همهمت بترقب
شهد هي دي شقة مين
أجابتها شهد ببسمة ماكرة ذات مغزى وهي تغادر من باب الشقة وتغلقه خلفها
شقة حمود....
شهقت ميرال بخفوت وتوترت بة وهي تتمعن بكل ارجاء الشقة وكأنها لم تكن تمكث بها أيام وتراها
الآن لأول مرة فكانت شقة واسعة مجهزة
بشكل مرتب للغاية غير متكلف مفعم بذوق مميز اعجبها ابتداءا من لون الحوائط الهادئة التي تبعث الراحة لل إلى فرشها البسيط للغاية واثاثها العصري الغير مبهرج.
حانت منها بسمة باهتة ساخرة من ذاتها أي شيء أخر فماذا كانت تنتظر منه فهي بالنسبة له كالكتاب المفتوح الآن ولكن هو يحتفظ بكل شيء يخصه لذاته ويبخل أن يريح قلبها حتى بكلمة واحدة. 
لانوم ولا طعام ولا حتى راحة فذلك المنزل الذي كان يضج بالصخب الاسري وينعم بالدفء. الآن أصبح جدرانه قاسېة يلفحها الصقيع الذي يرجف الروح من وحشته وبرودته...وحتى نظافته السابقة ونظامه الذي كان لا يمدحه من ولم يشغل باله حتى في أن يثني على مجهوداتها... الآن حقا عرف الفرق 
هز رأسه يحاول أن ينفض ذلك الشعور عنه ثم جال ببنيتاه القاتمة محيط المكان بضيق فهنا أطباق وبقايا طعام لم تنضب منذ عدة أيام وهنا ملابس متناثرة...وحتى الغبار يكسو الأرفف والأثاث وحتى المقتنيات بشكل يثير الاشمئزاز...أما في المطبخ الذي كان يضوي ضي بعهدها فهو الآن فوضوي للغاية يضج بالكثير من الأواني والأطباق المتسخة وتفوح منه رائحة منفرة تجعله يود أن يتقيأ من بشاعتها....
زفر حانقا وهو يلعن ذاته ربما للمرة الألف المائة على غبائه و انسياقه خلف رغباته اللعېنة دون أن يحكم عقله فلولآ ظهور تلك المنار بحياته و إغوائها له بشتى الطرق ما كان وصل به الحال لهنا 
نعم الأن يحملها هي أعباء كل شيء ويتقمص دور الضحېة التي لطالما برع في تقمصه وكأنه أدرك كونه كان مغيب بفضلها ولكن بكل أسف أدرك تلك الحقيقة فوات الآوان فقد خسر كل شيء...والسؤال هنا هل تستحق هل أها لتلك الدرجة التي تجعله يخسر زوجته ويشتت ابنائه ويفقد عمله وامواله من اجلها حقا لا يملك اجابة لسؤاله كل ما يملكه هو الضياع والتشتت والندم تطليقها فهو في أ كوابيسه المفزعة لم يتخيل كونه يتهور و ينطق بتلك الكلمة التي تفك حصارها.
مرر ه بخصلاته الفحمية بإرهاق تام وهو يحاول نفض تلك الأفكار التي تقتله بالبطيء ثم قرر أن يأخذ حمام دافئ كي يساعده
على النوم وبالفعل نزع قميصه البيتي وت لخزانته كي يخرج منها منشفة ولكن لم يجد ولا واحدة فيبدو أن جميعهم متسخين ولم تقم بغسل أي منهم ليلعنها بسره ويفتح خزانتها لعله يجد واحدة ولكن وهو يعبث بين الأرفف وجد شريط من الوب يعلمها تمام المعرفة وكيف لا وهو من كان يجلبها بنفسه ل رهف ويصر عليها أن تواظب عليها بلا انقطاع ويفرض عليها عدم رغبته بالإنجاب مرة أخرى ولكن الآن قد انعكس الأمر وكأن الزمن يسخر منه ويرد له الصاع صا فقد اعتصره بين ه بأنفاس غاضبة و زادت قتامتها وهو يتوعد لها بأ الوع حين عودتها.
بينما هي كانت بعة كل ال عن ما يشغله بل كانت تحيك لأمر آخر كي تعوض خسارتها وإهدارها للوقت مع ذلك الساخط اللعېن الذي اختزل احلامها و وئد رغد عيشها 
فقد مالت بها على صها الجد ثم همست بنبرة تقطر بالخبث أمام ه
قولت ايه يا حوسو
اعتلى جانب فم حسام وقال ببسمة متخابثة لا تقل شيء عن خبثها
لأ...
ضړبت الأرض بكعب حذائها وحاولت اقناعه من جد
ليه ما كل حاجة في اك وتقدر تعمل كده بسهولة
أجابها بمكر وهو يوليها ظهره بكل برود
أنا مقولتش مقدرش... وللأسف طلعت غبية ولسه مفهمتنيش
عندي استعداد انفذ الاتفاق بس بشرط
تأهبت بنظراتها بينما هو قال وه يغزوها نظرة غامضة
تجمع بين الرغبة وشيء أخر لم تتعرف عليه
عايزك تبقي ليا يا منار 
طرقات على باب الشقة جعلتها تهرول تفتح الباب دون تمهل وهي تعتقد أنها شهد ولكن خابت ظنونها عندما وجدته يقف أمامها بتلك الهالة الجدية للغاية لتتلعثم قائلة
حمود...
تلجم لسانه وهو يجول ببندقيتاه يطالع هيئتها المذهلة و ي ه بصعوبة بالغة 
فكانت ترتدي منامة وردية اللون قصيرة للغاية ذات فتحة من الأمام دائرية
تظهر نحرها ببذخ مصحوبة بروب نفس لونها ولكن يمتد طوله إلى ركبتيها تاركته مفتوح ومتهدل على يها يظهر حملات منامتها وانعكاسها على بشرتها جعل دمائه
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 96 صفحات